كتاب علم التاريخ
شیخ الدقاق

010 - نظرية ابن خلدون و فيكو في تفسير التاريخ

علم التاريخ

  • الكتاب: علم التاريخ واتجاهات تفسيره
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

نظرية التعاقب الدوري عند ابن خلدون المولود سنة 1332 ميلادية والمتوفى سنة 1406 ميلادية وقبل أن نشرع في بيان حياة أبن خلدون ونظريته في التعاقب الدوري نشير إلى حقيقة مهمة في تلقي العلوم الدينية والإنسانية وهي التفكير في المسألة العلمية فإن طالب العلم قد يدرس الكثير من العلوم كالفقه والأصول والتفسير والحديث والتاريخ والإدارة وعلم النفس والاجتماع وغيرهما من العلوم الدينية والإنسانية ولكنه لم يزد إلا نسخة في البلد يحفظ معلومات فلابد من التفكير في المسائل العلمية وكان شهيد العصر السيد محمد باقر الصدر أعلى الله مقامه الشريف كما يقول الشيخ محمد رضا النعماني في كتابه الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار يستغرق قرابة عشرين ساعة في يوميه في التحصيل العلمي بين تدريس وتأليف ومطالعة وكان أكثر وقته في التفكير وقد جاء في التاريخ والرواية كانت أكثر عبادة أبي ذر التفكر ويذكر الشهيد مطهري في كتابه التربية والتعليم في الإسلام إن أحدهم رأى عرافا فقبض يده وقال للعراف ما الذي في يدي فقال طاحونة وفيها جزرة لكنه لم يفكر أن الجزرة أو الطاحونة لا يمكن أن تضم باليد العادية فهو لم يفكر حينما أجاب ويقال إن أحدهم أراد أن يشتري عبدا فذهب إلى سوق النخاسة فرأى عبدا وسيما خلاقا فلما سأل عن سعره وجده أبخس الأثمان فسأل مالك العبد أصدقني القول ما عيبه قال لا عيب فيه إلا شيء واحد إنه لا يفكر فقال أنا لم أشتري مفكرا أريد أن اشتري عبدا ينفذ ويطبق الأوامر خذ هذا المال وأعطني العبد فاشترى المشتري هذا العبد في يوم من الأيام افتقد المولى ولده فقال لعبده يا عبدي أذهب وأبحث عن ولدي فإن وجدته فارجع إلي وأخبرني عن مكانه قال سمعا وطاعة فذهب العبد يفتش عن أبن المولى وبحث من هنا وهناك فوجدته يغرق في البحر لم ينقذه رجع إلى المولى قال سيدي ومولاي البشارة البشارة وجدت الولد قال أين قال وجدته يغرق في البحر قال بارك الله بك هل أنقذته قال لا لم تأمرني بذلك قلت ارجع واخبرني بمكانه قال لعن الله اليوم الذي اشتريتك فيه، إذن التفكير مهم ونحن عندما نبحث الاتجاهات التاريخية نلاحظ كيف أن المؤرخين والمفكرين تأملوا وتفكروا في حركة التاريخ وقد شرعنا في الدرس السابق في بحث الاتجاهات التفسيرية للتاريخ وشرعنا في الاتجاه الأول وهو اتجاه التعاقب الدوري وأن التاريخ حركته حركة دائرية وأخذنا الرأي الأول لأفلاطون صاحب كتاب الجمهورية بعض المترجمين لكتاب الجمهورية أفلاطون كتب الجمهورية وتحتها المدينة الفاضلة هذا من المترجم وإلا هو مبحث المدينة الفاضلة هذا كتاب للفارابي آراء أهل المدينة الفاضلة وقلنا إن أفلاطون يرى أن الدولة تتعاقب بأربعة أدوار وأربعة مراحل وهي أولا الدولة العقلية ثم الدولة العسكرية ثم الدولة الأرسطوقراطية ثم الدولة الديمقراطية ثم تعود الدورة من جديد اليوم نبحث نظرية التعاقب الدوري لابن خلدون وابن خلدون هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد هذا خالد يسمى خلدون الحضرمي فيلقب بابن خلدون ولد في تونس الخضراء ويعد بن خلدون عبقرية متميزة فقيه مالكي ومحدث ومؤرخ وخبير بعلم النفس والتربية ومؤسس علم الاجتماع وله خبرة في علم العبران إنه طاقة خلاقة على الرغم من رأيه المذهبي بالنسبة إلى التشيع له رؤية متشددة ضد التشيع ولكن ابن خلدون عبقرية عربية متميزة كان عالما موسوعيا متعدد المعارف والعلوم بل هو رائد مجدد في الكثير من العلوم فهو المؤسس الأول لعلم الاجتماع ـ علم العمران البشري ـ وإمام مجدد في علم التاريخ وأحد رواد فن الاتوبيوكرافية يعني فن الترجمة الذاتية السيرة الذاتية هذا فن يحتاج كيف تترجم السير الشخصية والذاتية كما أنه أحد العلماء الراسخين في علم الحديث وأحد فقهاء المالكية المعدودين ومجدد في مجال الدراسات التربوية وعلم النفس التربوي والتعليمي كما كانت له إسهامات تجديدية في الكتابات العربية، تاريخ أبن خلدون ستة مجلدات المجلد الأول مقدمة والتاريخ من الجزء الثاني إلى الجزء السادس المقدمة في علم الاجتماع مقدمة تاريخ أبن خلدون أهم من تاريخ ابن خلدون لأن المقدمة في علم الاجتماع وهو واضع علم الاجتماع وقد اعتمد ابن خلدون في بحوثه على ملاحظة ظواهر الاجتماع وتحليلها فهو لاحظ الظواهر الاجتماعية في الشعوب التي خالطها واحتك بها وتعقب تلك الظواهر في نفس الشعوب في العصور السابقة وكانت لابن خلدون بحوث سابقة لعصره وتأثر به عدد كبير من علماء الاجتماع في الغرب مثل الايطالي فيكو والألماني لسينك والفرنسي ولتير والفرنسي جان جاك روسو صاحب نظرية العقد الاجتماعي والانكليزي مالتس والفرنسي أوكس كانت صاحب الفلسفة النقدية.

إلى هنا ترجمنا أبن خلدون فما هي نظرية أبن خلدون؟ التعاقب الدوري عند أبن خلدون.

يرى أبن خلدون أن نشأة الدولة لها ثلاث مراحل وهذه المراحل هي بحسب مراحل الإنسان الثلاثة:

المرحلة الأولى مرحلة البداوة

المرحلة الثانية مرحلة التحضر

المرحلة الثالثة مرحلة التدهور

كما أن الإنسان مرحلة الأولى يبدأ ضعيف مرحلة الطفولة ثم يشتد عوده مرحلة الشباب ثم يتدنى من جديد وهي مرحلة الكهولة وحدد أبن خلدون عمر الدولة بمائة وعشرين عاما لأنه يرى أن العمر الطبيعي للأشخاص مائة وعشرين سنة كما زعم الأطباء والمنجمون في زماننا هذا ستين سبعين سنة، يقول ابن خلدون لا تعدو الدول في الغالب هذا العمر ويقسم هذا العمر إلى ثلاث مراحل أربعين سنة أربعين سنة أربعين سنة أول أربعين سنة مرحلة الطفولة في الإنسان وبعد ذلك من أربعين إلى ثمانين سنة هذه مرحلة أوج الشباب ثم من بعد الثمانين سنة يبدأ الانحدار مرحلة الكهولة في الدولة يقول المرحلة الأولى مرحلة البداوة ليس المراد من البداوة خصوص البدو والترحل في الصحراء وإنما كناية وإشارة إلى العصبية القبلية فإن مرحلة البداوة موجودة في الجبال والسهول والصحاري والقفار ما دامت العصبية موجودة فيرى أن الدولة في بدايتها تنشأ باحتماء الفرد بعصبته وقبيلته وأسرته وعشريته وتقوم على تحمل الصعوبات والخشونة والابتعاد عن الترف والدلع وإنما يتحمل الإنسان قسوة  الحياة ومشاكل الافتراس والعنف ويسعى للاشتراك مع قبيلته في تحقيق التفوق والمجد بحيث يكون جانبهم مرهوب وتكون الغلبة لهم ولهم السيادة هذه المرحلة الأولى مرحلة البداوة وأبرز معالمها سيطرة عصبية الأسرة والقبيلة والعشرية والقوم.

المرحلة الثانية مرحلة التحضر بعد أن تسود العصبية ويحصل الغزو والسيطرة ثم الاستقرار يحصل ترف ورخاء اقتصادي فتزول فترة الخشونة وتأتي فترة الرخاء والتلاحم الأسري والتجمع القبلي وتفرض قيود عرفية لا يصح لأبناء القبيلة أن يتجاوزوها يحاولون أن يتحولون من قبيلة إلى دولة في المرحلة الأولى مرحلة القبيلة وعصبية القبيلة في المرحلة الثانية بعد الأربعين سنة مرحلة التحضر من البداوة والقبيلة العصبية الأسرية والعشائرية إلى بيان معالم الدولة فينتقلون من البداوة إلى الحضارة ومن سكنى البوادي والأرياف إلى سكنى المدن ومن شغف العيش إلى ترفه ومن الاشتراك في المجد إلى الانفراد بالمجد فيحاول أن يتخلى رئيس القبيلة والزعيم عن العصبة لأنه منافسون له فيحاول أن يتفرد بالسلطة وأن يكون البقية يحاولون التقرب إليه فتنكسر سورة العصبية ويعيشون على ذكريات الماضي الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود الآن الأمور كلها في يد محمد بن سلمان ذهبت فترة القبيلة وسيطرة الأخوان وكل واحد يستلم وزارة نايف يستلم وزارة الداخلية وسلطان يستلم وزارة الدفاع وأبناء فيصل يستلمون وزارة الخارجية والملك يحاول التوازن ولا هذا الزمن زمن سيطرة القبيلة والعصبة والعشيرة ويأتي زمن سيطرة الفرد ويقول تحضروا العالم تغير.

تأتي المرحلة الثالثة مرحلة التدهور فبعد انغماسهم في الملذات والترف وهذه سنة من سنن الانهيار ينسون عهد البداوة والخشونة والصعوبة يأتي جيل يفقد حلاوة العز والعصبية بما فيهم من ملكة القهر وغير ذلك ويصير الجميع عيال على الدولة ويحاولون أخذ الحماية والمطالبة وكل شيء من الدولة وبالتالي يتحقق أمران:

الأمر الأول يزيد الإنفاق والترف في أمور لا معنى لها وفي المقابل تضعف نفقات الدولة ومواردها الاقتصادية فيعمد إلى فرض الضرائب على الناس وتقل مرتبات الجيش فيشكو الكثير من الجند بل يعمد إلى تسريح بعض الجند فينقلب الجند عليه وتزول الدولة، هذا تمام الكلام في المراحل الثلاث وهي المرحلة الأولى مرحلة البداوة والعصيبة المرحلة الثانية مرحلة التحضر والدولة المرحلة الثالثة مرحلة التدهور والانهيار.

ثم يشير ابن خلدون إلى خمسة أطوار تمر بها الدولة:

الطور الأول هو طور التأسيس ويكون السلطان والملك والرئيس جديد عهد لا يستغني عن العصبية وعن أسرته وعن الأعوان ويعتمد عليهم لإرساء ملكه ويشرك الجميع في الدفاع عن الدولة لما لهم من قوة وشجاعة بدنية وقد ضرب ابن خلدون مثالا إسلاميا لهذه المرحلة مرحلة التأسيس وهي تأسيس دولة الرسول الأعظم "صلى الله عليه وآله" قال تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) قال تعالى (إنما المؤمنون إخوة) فآخى النبي "صلى الله عليه وآله" بين الأوس والخزرج وآخى بين المهاجرين والأنصار فهذه المرحلة مرحلة التأسيس إلى أن تأتي دولة الخلفاء بعد النبي فكانت الحياة نسبيا باقية كما يقول المصنف والصحيح خلاف ذلك هو يقول قد بلغ نصيب الفارس الواحد في بعض الغزوات ثلاثين ألف من الذهب ومع ذلك لم تؤثر على الصحابة وغيرهم والحال أنه إذا نراجع التاريخ يمكن تراجعون مصدرين في هذا المجال المصدر الأول كتاب الخواص والعوام للسيد القائد الخامنئي “حفظه الله” فإنه يشير إلى أن الخواص إذا تغيروا أثروا على العوام ومن أبرز التغيرات التي قادت إلى قتل الحسين “عليه السلام” سنة 61 للهجرة مع أنه من هجرة النبي 61 سنة يعني نصف قرن ويقتل أبن بنته وسبطه بشر قتلة لماذا؟ يقول لأنهم ابتلوا بالدنيا مثلا عبد الرحمن بن عوف لما مات كانت تركته تضرب بالفئوس يعني لا يستطيعون أن يحملونها يضربونها بالفأس حتى قطع الذهب والفضة ينتزعونها من كثرة الثروة والذي بدد الثروة عثمان بن عفان والذي مهد لعثمان بن عفان عمر بن الخطاب، المصدر الثاني كتاب المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين ثورة الحسين “عليه السلام” ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية يذكر ثلاثة أمور أدت إلى مقتل الحسين “عليه السلام” واحدة من هذه الأمور مبدأ عمر في العطاء فإن عمر بن الخطاب هو أول من ميز وفرّق بين العرب والموالي في العطاء فأعطى العربي أكثر من المولى وأعطى الحر أكثر من العبد ما كان هناك تمييز في العطاء في أيام رسول الله وأبي بكر وأول من فرّق عمر بن الخطاب مبدأ عمر في العطاء وأيضا سياسة عثمان بن عفان لما أرجع طريد رسول الله العاص بن وائل الذي كان يقول للنبي أبتر والنبي طرده رجعه النبي أهدر دمه وأيضا أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح وأرجعه إلى المدينة المنورة.

الطور الثاني طور الانفراد بالملك من ملك استأثر الإنسان بطبعه يميل إلى السلطة هذا ميل طبيعي وفطري هذا حتى في المؤسسات يشتركون مجموعة في مؤسسة أو شركة بعد ذلك يتفرد بها واحد والباقي في أمان الله فالإنفراد بالسلطة والاستئثار والتحكم هذا ميل فطري وطبيعي لدى البشر وإذا فإن السلطان حينما يرى أن ملكه قد استقر يعمل على قمع العصبية وإزالة كل من ينافسه حتى لو كان ولده فإن سليمان القانوني في الدولة العثمانية قتل ولده حينما شك فيه وكان الكثير من سلاطين بني عثمان في الدولة العثمانية أول ما يستلم الحكم يقتل إخوانه حتى يستتب له الملك بل ربما يوصيه أبوه أول ما تستلم قتل إخوانك حتى يستتب لك الملك وبالتالي يضطر الملك للاستعانة بالموالي والأجانب لذلك استعان العباسيون في البداية بالخراسانيين لكن المنصور الدوانيقي قتل أبو مسلم الخراساني بعد ذلك غيلة وتخلص منه وهكذا استعانت الدولة العباسية في أواخر حكمها بالأتراك حتى صار التركي هو الذي يأمر وينهى فقط الخليفة العباسي يقول ما قاله التركي حتى قال الشاعر واصفا الخليفة الذي على يمينه ويساره تركي يأمره.

الطور الثالث طور الفراغ والدعاء إذا استتب له الملك وقتل إخوانه وعصبته وأقصاهم يعيش في النعيم والترف وتخليد الآثار وبعد الصيت ويشيد قصور ومباني جميلة.

الطور الرابع طور القنوع والمسالمة بعد ما يحتاج يأتي بقصور جديدة يسكن بالقصور الموجودة لذلك الشاه محمد رضا اغلب قصوره قصور أبوه رضا خان قليل القصور التي أحدثها.

الطور الخامس طور الإسراف والتبذير فإذا سادت الشهوات والملذات والكرم على بطانته إنهدم كل شيء لذلك في الدولة العباسية ادخل الموالي وادخل السودان والأتراك والأرمن عناصر كثيرة في الدولة الإسلامية وحصل التناحر وتفرغ الخزينة وإذا فرغت الخزينة جاع الجند وإذا جاع الجند انقلبوا على الحكم إذن بداية انحلال الدولة يرجع إلى أمرين أولا انحلال العصبة وثانيا الانحلال المالي كذلك حتى في الدولة الحديثة يلغي حزبه الذي كان معهم ويشتغل معهم يقتلهم، هذا تمام الكلام في رأي ابن خلدون في أطوار الدولة ومراحلها.

العالم الثالث جوفاني فيكو ولد سنة 1668 في ايطاليا توفي سنة 1744 اعتبر الإنسان بأنه يمر بأطوار لا أنه مجرد عقل محض لكن قال حركة الإنسان حركة لولبية وليست حركة دائرية كما قال أفلاطون، أفلاطون قال يبدأ من نقطة ويدور ويرجع إلى نفس النقطة ولكن فيكو قال الحركة حركة لولبية يعني تجمع بين الدائرة والمستقيم فهي فيها امتداد طولي ولولبي.

التعاقب الدوري للحضارات عند فيكو

يذكر ثلاثة أمور:

الأمر الأول يقول لو نراجع عصور التاريخ نجد فيها خصائص عامة ومشتركة فلكل عصر طابعه النوعي ولكن تشترك معه بقية العصور فمثلا يوجد تشابه في التاريخ اليوناني مع تاريخ القرون والوسطى في الملاحم والبطولات والحروب الصليبية وكون الحكم حكم ارسطوقراطي يعني يستأثر به الملاك وأصحاب النفوذ.

الأمر الثاني كل فترة تاريخية تتبع فترة أخرى على نفس الخط يعني فترات البطولة تعقبها فترة يسود فيها الفكر على التخيل والنثر على الشعر والصناعة على الزراعة وأخلاق السلم على أخلاق الحرب وهذه يتبعها تدهور إلى البربرية إلى آخره.

الأمر الثالث الحركة الدائرية بين هذه الأدوار لا تعني أن مسار التاريخ كعجلة تدور حول ذاتها ولكنها حركة حلزونية لأن التاريخ لا يعيد نفسه بنفس النمط وإنما يعيد نفسه بنمط آخر بشكل آخر يعني الآن دائما التهمة كل شيء صار قالوا إيران إذا تراجع أيام بني أمية وبني العباس إن لك كذا ألف سيف في خراسان هذه تهمة إيران منذ قدم التاريخ موجودة لكن الطريقة تتغير أنه نحن نرفض التدخل في الشؤون الداخلية وإيران تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان لكن في أيام الإمام الصادق المنصور يقول أن لك كذا سيف وتريد أن تسقط الدولة وهكذا.

في الختام فيكو يرى أن كل أمة تمر بثلاثة أدوار:

الدور الأول الدور الإلهي ويعتقد فيها الناس بأن الآلهة هي التي تدير الأمور.

الدور الثاني الدور البطولي ويرى فيها الناس أن الشخصيات التي تمثل البطولة هي المؤثرة في حركة التاريخ.

الدور الثالث الدور الإنساني فهي ترى دور الحضارة الحقيقية  التي تسود فيها العدالة والمساواة طبيعية بين الناس ويكون القانون يطبق على الجميع إذن ثلاثة أقوال يقول الدور الأول الدور الإلهي الدور الثاني الدور البطولي الدور الثالث  الدور الإنساني، هذا تمام الكلام في الاتجاه الأول وهو اتجاه التعاقب الدوري أو الحلزوني.

الاتجاه الثاني الاتجاه البطولي في تفسير التاريخ يعني هناك شخصيات بطلة هي التي تغير مسار التاريخ وهناك اتجاهات وأقوال كثيرة سنذكرها.

ثانيا الاتجاه البطولي في تفسير التاريخ يأتي عليه الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 16 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: علم التاريخ واتجاهات تفسيره
  • الجزء

    -

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
16 الجلسة