كتاب علم التاريخ
شیخ الدقاق

012 - الاتجاه الديني في تفسير التاريخ

علم التاريخ

  • الكتاب: علم التاريخ واتجاهات تفسيره
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

ثالثا الاتجاه الديني في تفسير التاريخ

لا زلنا نتكلم في الاتجاهات التفسيرية للتاريخ الاتجاه الأول التعاقب الدوري والاتجاه الثاني الاتجاه البطولي وهو قديم والاتجاه الثالث ولعله أقدم من الاتجاه البطولي هو الاتجاه الديني في تفسير التاريخ هذا المفهوم قديم قدم البشرية ويعني الاعتقاد بوجود قوى ثابتة مستقرة وراء التغييرات التي تحصل في مسيرة الإنسان فجميع ما يحدث في المجتمع والتاريخ إنما يمثل إرادة الإله على مر العصور وهذه الفكرة كانت موجودة منذ قدم الزمان مرورا بالأديان السماوية مرورا بالديانات الوثنية التي أصبغت الإلوهية على الملوك فأدعى بعض الفراعنة الإلوهية ونسبت الكثير من الأحداث إلى إله الخير أو إله الشر أو إله البحار أو إله الشمس وما أشبه ذلك وكل ذلك تخدير للشعوب لذلك استغل الكهنة ورؤساء الديانات القداسة الخاصة التي أصبغت عليهم لاستغلال الناس وبيان أن ما يقررونه فرض حتمي وإرادة إلهية وبالتالي إن من يخالف أمامه أحد مصيرين إما الانتقام الإلهي كأن تنزل عليه صاعقة أو زلزال أو يغرق بفيضان أو يذوب في البركان فهذا عقاب تكويني أو العقاب البشري كأن يلقى إلى بركة السباع أو في بئر عميق أو يقتل بالجلد أو قطع رأس أو الرجم أو الذبح أو قطع الأعضاء هذه سياسة الملوك والسلاطين منذ أن خلق أبونا آدم عليه السلام والأزمنة التي جاءت بعده وصار فيها دعوات إلى ديانات إلى يومنا هذا.

هذا الاعتقاد الديني بأن الآلهة هي التي تحرك الأحداث وعجلة مسيرة المجتمع الإنساني من شأنها أن تخمد الكثير من الحركات الشعبية إلى أن نصل إلى الإسلام ونجد أن أول من بث مبدأ الجبر هم بنو أمية لذلك لما دخل زين العابدين "صلوات الله وسلامه عليه" على أبن زياد قال له أبن زياد (ما اسمك؟ قال علي قال أوليس قد قتل الله عليا؟ فقال الإمام السجاد كان لي أخ اسمه علي قتله الناس قال بل قتله الله فقال الإمام السجاد الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت إلى آخر الآية الكريمة).

اقرءوا كتاب الحسين وارث الأنبياء للشيخ محمد مهدي شمس الدين يبين أن أول من قال بالجبر بنو أمية للتغطية على قتل الحسين "عليه السلام" وهذا مبدأ قديم عند الملوك خصوصا الفراعنة لكي يؤمنوا الفوضى ويؤمنوا قيام الناس عليهم يستثمرون ويستغلون المفهوم الديني هذا المفهوم موجود عند اليونان القدماء وموجود أيضا عند اليهود وعند رجال الكنيسة وموجود عند بعض المؤرخين الإسلاميين من أمثلة اليهود فيلون الذي كان توفي تقريبا سنة 50 أو 25 قبل ميلاد المسيح "عليه السلام" ومن أمثلة المسيحيين القديس أوكاسطين المولود سنة 354 قبل الميلاد والمتوفى سنة 430 قبل ميلاد المسيح وابن خلدون المتوفى سنة 808 بالنسبة إلى الإسلام فإن له بعض الآراء التي قد يفهم منها هذه النظرية الاتجاه الديني في صناعة الأحداث وبالتالي لا دخل للإنسان وإرادة الإنسان كله تقدير وهذا ليس بصحيح لأن إرادة الإنسان لها إرادة (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) الله "عز وجل" يقسم (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) لذلك من يقرأ التاريخ المكتوب في زمن بني أمية وملوكهم لابد يلحظ هذه الجنبة جنبة الجبر وجنبة أن هذه أمور إلهية والذي يقرأ أيضا تاريخ الفراعنة والذي يقرأ إلى الوثنيين يعني حضارة الصين والهند يجد هذه السمة مهيمنة، هذا الاتجاه الديني موجود عند اليونان القدماء وموجود في بلاد الرافدين وموجود في بلاد الشام وموجود في بلاد مصر وإذا تقرأ الأساطير الموجودة عندهم غريبة عجيبة بالنسبة إلى ملوكهم وبالنسبة إلى الأمراء من هؤلاء بعض المؤرخين يميل إلى التحري والتدقيق في قبول الأخبار وروايات الأحداث التي تتكلم عن هذه المعتقدات الشائعة وهذا التأثير إلى يومنا بقى من أبرز ملامح الاتجاه الديني رفع الصليب والحروب الصليبية.

رابعا الاتجاه المثالي ميتافيزيقيا هيغل يأتي عليه الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

 

 

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 16 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: علم التاريخ واتجاهات تفسيره
  • الجزء

    -

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
16 الجلسة