كتاب علم التاريخ
شیخ الدقاق

014 - الاتجاه المادي في تفسير التاريخ

علم التاريخ

  • الكتاب: علم التاريخ واتجاهات تفسيره
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

خامسا الاتجاه المادي المادية الجدلية ويمثلها كارل ماركس المولود سنة 1818 والمتوفى سنة 1883 ميلادية لازلنا نتكلم في اتجاهات تفسير التاريخ فما الذي يتحكم في مسيرة التاريخ الإنساني:

الاتجاه الأول الاتجاه الدوري أي أن التاريخ يعيد نفسه كما أن الدائرة تبدأ بنقطة وتدور وتنتهي إلى نفس النقطة كذلك التاريخ الإنساني.

الاتجاه الثاني الاتجاه البطولي فالتاريخ يصنعه الأبطال والعظماء وبقية الناس ليسوا شيئا.

الاتجاه الثالث الاتجاه الديني فإن الدين اليهودي أو المسيحي أو الإسلامي هو الذي يرسم مسيرة حياة الإنسان التاريخية ويتحكم بالمسيرة  البشرية.

الاتجاه الرابع الاتجاه المثالي لهيجل فالذي يتحكم في التاريخ هو العقل الكلي والروح الكلية وليس العظماء والشخصيات إلا دما يحركها العقل الكلي فهي تتحرك بنزواتها وشهواتها ومصالحها لكن تناقض الأفكار وصراع الأرواح والمعلومات هو الذي يولد الأحداث التاريخية وصراع الأفكار حتمي فهي حتمية مثالية.

اليوم نأتي إلى الاتجاه الخامس وهو الاتجاه المادي الديالكتيكي لكارل ماركس وهو مفكر ألماني والاتجاه المادي كان موجودا قبل كارل ماركس ويتطرق المصنف من صفحة 101 إلى صفحة 105 أربع صفحات يتكلم عن السابقة التاريخية للنظرة المادية ويبدأ بمؤسس علم المنطق أرسطو طاليس تلميذ أفلاطون وأفلاطون تلميذ سقراط الحكيم وسقراط الحكيم أعدم وأرسطو درس اسكندر الأكبر الذي بعد ذلك حكم مقدونيا واختلف معه ثم اتهم أرسطو بأنه ضد الآلهة الوثنية ففر بجلده حتى لا يعدم كما أعدم سقراط الحكيم أستاذ أستاذه أفلاطون فأرسطو يؤمن بأن المادة سابقة على الأفكار والمعلومات لا أن الأفكار والمعلومات سابقة على المادة كما يؤمن أستاذه أفلاطون صاحب المثل الأفلاطونية ثم تستمر وتزحف مسيرة الفكر الإنساني والاتجاه المادي عبر القرون الوسطى ويذكر مفكرين إلى أن نصل إلى عصر النهضة الحديثة ويبرز لنا جون لوك صاحب كتاب في الحكم المدني وهو مفكر انكليزي مادي وعاش في الثورة الانكليزية وشال عليه وهرب إلى هولندا وبعد ذلك لما قامت الثورة في انكلترا وبريطانيا رجع إلى بريطانيا إذن الاتجاه المادي مر بعدة فلاسفة ومفكرين إلى أن نصل إلى كارل ماركس وتنظير كارل ماركس للمادية التاريخية أو المادية الديالكتيكية وإذا أردنا أن نلخص كلام كارل ماركس فإننا نستطيع أن نلخصه في خمس كلمات أو ست إذا فهمناها وحفظناها سنتقن أصول النظرية الماركسية ونحن ندرس التغير التاريخي وكيف يتغير التاريخ ومن الذي يؤثر في تغيير التاريخ إذن نحن ندرس التغيير فما المراد بالتغيير التاريخي.

نقول هكذا هو التغير المادي الداخلي الدفعي الكيفي التصاعدي الناشئ من التناقض الاقتصادي، التغير أول كلمة المادي ثاني كلمة الداخلي ثالث كلمة الدفعي رابع كلمة الكيفي خامس كلمة التصاعدي الباقي توضيح زائد القائم على أساس التناقض الاقتصادي وقبل أن نشرح هذا الكلام الطويل العريض نقدم مقدمتين واضحتين:

المقدمة الأولى تنقسم النظريات إلى قسمين نظرية العامل الواحدي ونظرية العامل التعددي فهل المؤثر في الظواهر شيء واحد فقط وحده لا شريك له أم أن المؤثر في الظواهر السياسية والاجتماعية والثقافية أمور شتى وأسباب عديدة توجد نظريات تقول بالاتجاه الواحدي يعني السبب واحد مثل نظرية فرويد التي ستأتي في الاتجاه السادس ففرويد يرجع جميع الظواهر إلى الجنس ظاهرة سياسية اجتماعية اقتصادية ثقافية يرجعها إلى الجنس مثل نظرية هيجل الاتجاه الرابع كل الأمور يرجعها إلى تناقض الأفكار والعقل الكلي فسبب حركة  التاريخ والحركة السياسية والثقافية والاجتماعية والسياسية شيء واحد وهو تناقض الأفكار، كارل ماركس يرجع كل الظواهر إلى الاقتصاد يعني المشكلة السياسية أساسها اقتصادي مشكلة عائلية يطلق زوجته أساسها اقتصاد مشكلة ثقافية أساسها اقتصاد مشكلة اجتماعية أساسها اقتصاد، إلى هنا عرفنا أن نظرية كارل ماركس هي من نظريات العامل الواحدي لا العامل التعددي.

المقدمة الثانية يوجد بناءان بناء فوقاني وبناء تحتاني بناء ظاهري وبناء داخلي ومن يقول بنظرية العامل الواحدي ويطرح سببا فإنه يرى أن هذا السبب هو الأساس وهو العامل الداخلي والباقي مظاهر فكارل ماركس الذي يقول إن أساس المشاكل هو الاقتصاد يرى أن البنية الداخلية والتحتانية هي المشاكل الاقتصادية والتناقض الاقتصادي بقية المظاهر مشكلة سياسية مشكلة تاريخية مشكلة اجتماعية مشكلة ثقافية مشكلة أسرية هذه انعكاس للسبب الحقيقي وهو المشكلة الاقتصادية وهكذا فرويد اليهودي يقول الأساس مشكلة جنسية ذكر وأنثى وجنس وأما المشكلة السياسية والاقتصادية والطائفية والاجتماعية هذه مظاهر للمشكلة الأصلية وهي المشكلة الجنسية وهكذا كما سيأتي الاتجاه البيولوجي الذي يرى أن هناك مشكلة بيولوجية فهو يرى أن المشكلة البيولوجية عند شبنجلار يرى أن الأساس مشكلة حيوية بيولوجية في عالم الأحياء والباقي من مشاكل سياسية واقتصادية ما هي إلا انعكاس.

ولشرح التعريف وتوضيح المطلب نذكر مثالين مثال فيزيائي طبيعي ومثال سياسي حتى نشرح التعريف ونبين الفارق بين الفكر الفلسفي اليوناني والفلسفة الإسلامية وبين الفلسفة الماركسية.

أما المثال الفيزيائي الطبيعي فهو الماء إذا سلطت عليه الحرارة أو البرودة فإن حالة الماء هي حالة سائلة إذا صارت درجة الحرارة صفر تحول من السيولة إلى الجماد وصار ثلج وإذا سلطت عليه درجة مائة سانتيكريد أو مائتين وعشرة فارنهايت انتقل من حالة السيولة إلى حالة البخار والغاز.

سؤال الماء من درجة واحد إلى درجة تسعة وتسعين يبقى سائلا أم يتحول إلى الجماد أو الغازية؟ يبقى سائلا إذن يوجد تغير تدريجي من الدرجة الأولى إلى الثانية إلى الثالثة الماء ما يصعد من واحد إلى تسعة وتسعين مباشرة هذا التغير التدريجي تغير كمي في كمية الحرارة التي تتسلط على الماء ولكن عند درجة صفر يحصل تغير كيفي يتغير الماء من كيفية السائل إلى كيفية الجماد ويحصل تغير دفعي فجائي فجئة ؟؟؟ هذا الماء سائل صار ثلج وجليد وهكذا عند بلوغ درجة مئة مئوية فإن الماء ينتقل ويتحول إلى حالة البخار والغاز وهذا تغير دفعي هذا تغير كيفي إذن يوجد عندنا تغيران تغير كمي وتغير كيفي ويوجد عندنا تغيران تغير دفعي وتغير تدريجي الماء إذا سلطت عليه الحرارة من درجة واحد إلى درجة تسعة وتسعين هذا تغير تدريجي هذا التغير من درجة واحد إلى درجة تسعة وتسعين تغير كمي كمية الحرارة تغيرت ولكن عند درجة صفر مئوية حصل تغير دفعي وصار التغير كيفي عند درجة مائة إذا انتقل الماء من السائل إلى البخار هذا تغير كيفي هذا التغير دفعي.

هناك دورة في الحياة الطبيعية وهي النطفة تصبح علقة والعلقة تصبح مضغة والمضغة تصبح جنين والجنين يصبح طفل والطفل يصبح شاب والشاب يصبح كهل والكهل يصبح ميت والميت يصبح رماد والرماد يصير في التراب والتراب يصير في النبات والنبات يصير في الثمرة والثمرة في بطن الإنسان وبعد ذلك تصبح نطفة وتعود الدورة هذه حركة دائرية إذن دورة الحياة حركتها دائرية.

إلى هنا أخذنا المثال الأول الطبيعي الفيزيائي.

المثال الثاني المثال السياسي

توجد في المجتمع طبقتان طبقة البرجوازيين وطبقة اللبروليتارية طبقة البرجوازيين هي طبقة الملاك والأشراف وأصحاب الأموال وأرباب الأملاك طبقة الثانية طبقة العمال والفلاحين والكادحين والفقراء المساكين يحصل تناقض وتضاد بين هاتين الطبقتين إذ أن أدوات الإنتاج ووسائل الإنتاج من مصانع ومزارع كلها في الطبقة البرجوازيين المستأثرين بالسلطة والملاك فيسيئون توزيع الثروة إذا أساءوا توزيع الثروة قام العمال عليهم بثورة فانتفضت طبقة اللبروليتارية ضد طبقة البرجوازيين فتسقط طبقة البرجوازيين عن الحكم الذي يسيطر طبقة اللبروليتارية العمال فيحكم العمال ولكن ينسون ماضيهم يتحولون إلى طبقة برجوازية ثانية فيظلمون العمال الجدد طبقة اللبروليتارية الجديدة طبقة اللبروليتارية الجديدة تقوم بثورة وتسقط البرجوازية الثانية وتحكم طبقة اللبروليتارية الثانية فتصير الطبقة البرجوازية الثالثة فلما تستأثر طبقة البرجوازيين الثالثة بالسلطة تظلم طبقة اللبروليتارية الثالثة فتنتفض طبقة اللبروليتارية الثالثة وتسيطر على الحكم وتحكم ومع مرور الزمن تصير الطبقة البرجوازية الرابعة وهكذا إلى النهاية، هنا هذه الحركة حركة تصاعدية تكاملية وفي نفس الوقت حركة دائرية لان يدور الحكم بين البرجوازيين واللبروليتارية فهي حركة لولبية إذا تم هذا نشرح لكم مفهوم الحركة في الفكر الفلسفي اليوناني والفلسفة الإسلامية ومفهوم الحركة في الفكر الماركسي لأن حركة التاريخ حركة وتغيير وتطور تقول الفلسفة اليونانية الحركة هي عبارة عن الانتقال من عالم القوة إلى عالم الفعل من عالم الاستعداد والقابلية إلى عالم الفعلية والتحقق فالبذرة بذرة بالفعل وبرعم بالقوة هذا البرعم بالقوة ينتقل إلى برعم بالفعل وهذا البرعم بالفعل برعم بالفعل وشتلة بالقوة ينتقل ويصير شتلة بالقوة وهذه الشتلة بالفعل نبات بالقوة تنتقل تصير نبات بالفعل وهذا النبات بالفعل خشب بالقوة والاستعداد والقابلية وينتقل ويصير خشب بالفعل فيقول الفلاسفة اليونانيون إن الحركة عبارة عن تغيير لكن تغيير تدريجي من عالم القوة إلى عالم الفعل بعلة خارجية وهي الفلاح الفلاح يسقي الزرع ماء يصير زواج ويصير تلقيح ففي الحركة اليونانية والتطور الإسلامي تكون العلة خارجية لا داخلية ويكون التطور والحركة تدريجية لا دفعية.

نرجع إلى التعريف ماذا عرفنا التغيير الماركسي والحركة الماركسية والتطور الماركسي أولا هو تغيير كلام ؟؟ التغير هو تغير دفعي وليس تدريجيا الماركسية من ناحية سياسية تؤمن بالتغيير الثوري وأن حزب الطليعة والنخبة ينبغي أن يقوم بعمل ثوري فجائي فيهز وضع الأمة وينقلها من وضع بائس إلى وضع لائق فالشيوعية والاشتراكية تؤمن بالتغيير الثوري الجزري الدفعي الفجائي الذي يمثل قفزة فالماركسية تؤمن بالطفرة وتؤمن بالقفزة ويراد بها التغيير الدفعي الفجائي.

التغيير هو تغير في المادة هذا يخالف هيجل، هيجل يقول التغير في الأفكار وفي العقل قلنا هيجل يقول أول يحصل التغير في العقل والأفكار وينعكس على المادة كارل ماركس بالعكس يقول يحصل التغير في المادة وتتبلور الأفكار إذن يتفق هيجل مع كارل ماركس في التناقض وإن العلة والسبب هو التناقض يختلفان في متعلق التناقض وفي أسبقية المرحلة هيجل يقول التناقض يحصل في عالم الأفكار وعالم العقل وماركس يقول التناقض يحصل في عالم المادة الاقتصادية ويختلفان في الأسبقية هيجل يقول أولا يحصل تناقض في الأفكار تناقض الأفكار ينعكس على المادة ماركس يقول أول يحصل تناقض في المادة ثم ينعكس على الأفكار.

هو التغير أولا المادي خلافا لهيجل، ثانيا الداخلي يعني العلة داخلية وليست العلة خارجية خلافا للفلسفة اليونانية والإسلامية يعني اليونانيون عرفوا الحركة قالوا حركة من القوة إلى الفعل بعلة خارجية يعني البذرة انتقلت إلى برعم والبرعم انتقل إلى شتلة والشتلة انتقلت إلى شجرة بعلة خارجية الحارث والمزارع أما الماركسي يقول نفس هذه البذرة فيها صراع بين السلب والإيجاب بين الإثبات والنفي الصراع داخل البذرة هذا الصراع إذا بلغ أوجه ينفجر تصير طفرة وقفزة تصير برعم هذا البرعم فيه تناقضات داخلية بين الإيجاب والسلب لما يبلغ أوج الصراع تصير طفرة وقفزة وتحول دفعي وفجائي وتصير شتلة الشتلة داخلها يصير تناقض بين السلب والإيجاب الإثبات والنفي أوج هذا الانفجار يولد شجرة.

يوجد تناقض بين الإيجاب والسلب بين البرجوازيين وبين اللبروليتارية هذا يقول نعم وهذا يقول لا للظلم تناقض بين السلب والإيجاب لما يبلغ الصراع أوجه تصير الثورة الثورة تغيير دفعي فجائي تأتي طبقة جديدة طبقة اللبروليتارية الحاكمة الجديدة ثم هذه طبقة اللبروليتارية تتحول إلى طبقة برجوازية فإذن هناك حركة تصاعدية عبارة عن صراع بين النفي والإثبات بين السلب والإيجاب.

حركة التاريخ هي عبارة عن التغيير أول شيء المادي خلافا لهيجل الثاني الداخلي يعني لعلة داخلية لا لعلة خارجية خلافا للفلسفة اليونانية والإسلامية الدفعي يعني هذا تغيير فجائي مثل الثورة وليس تغير تدريجي خلافا للفلسفة اليونانية والإسلامية كيفي يعني هناك تغير في الكيفية مثل جمود الماء وكون الماء أصبح غازا أيضا خلافا للفلسفة اليونانية التي تقول بالتغير الكمي، التصاعدي يعني حركته تصاعدية وليست حركة دائرية خلافا للاتجاه الدوري الذي يرى أن حركة الطبيعة أو حركة التاريخ دائرية، القائم على أساس التناقض بين السلب والإيجاب هناك صراع مرير بين الإيجاب والسلب بين الإثبات والنفي هذا يستمر بين طبقة البرجوازية وطبقة اللبروليتارية، الماركسية بدأت بفكر سياسي أيدلوجية سياسية وهي ضرورة التغيير الثوري والفجائي ووجدت أن هذا المبدأ السياسي يتنافى مع قانونين قانون الحركة وقانون التناقض آمنت بقانون التناقض الذي جاء به هيجل وآمنت بقانون الحركة والحركة تغيير تدريجي وليس تغييرا دفعيا فاضطرت أن تتصرف في مفهوم الحركة فلسفيا هذا التناقض بين السلب والإيجاب هذا الجدل بين الوجود والعدم هذا التدافع بين أمواج البحر وبين صخور الساحل الذي قد يولد تسونومي قاتل عبر عن هذا الجدل بأنه ديالكتيك فالمراد بالديالكتيك الجدل المادي هذا الجدل إما في عالم الأفكار كما يقول هيجل وإما في عالم المادة.

الفلسفة الجدلية المادية

تعتمد على ثلاثة قوانين رئيسية:

القانون الأول قانون وحدة وصراع الأضداد يعني هي قائمة على التناقض الداخلي سبب التغير علة داخلية وليس علة خارجية وهو صراع الأضداد في المادة خلافا لهيجل الذي يقول صراع الأضداد في الأفكار.

القانون الثاني قانون الانتقال من التغيرات الكمية إلى التحولات الكيفية يعني هو من درجة حرارة واحد للماء إلى تسعة وتسعين هذه تغيرات كمية ثم تحولت إلى تغيرات كيفية عند درجة صفر صار انجماد وعند درجة مئة صار غاز.

القانون الثالث قانون نقض النقيض يعني الطبقة البرجوازية نقيضها طبقة اللبروليتارية هذه طبقة اللبروليتارية تصير طبقة برجوازية هذا النقيض أيضا ينتقض بطبقة لبروليتارية أخرى وهكذا يستمر نقض النقيض صراع بين النقيض ونقيضه لكن صراع عمودي تصاعدي بحركة لولبية ولا تقل بحركة دائرية.

طبعا هذا الكلام فيه مناقشة حتى فيزيائيا هذا المثال فيزيائيا يقولون هكذا المادة تتكون من جزئيات ومسافات بينية فالماء الجامد والغاز والسائل هو ماء ما تحول إلى كيفية أخرى غاية ما في الأمر أن المسافات البينية بين الجزئيات إذا ضاقت صار جليد إذا صارت متوسطة صار سائل إذا اتسعت صار غاز يبقى هو مركب H2O ذرتين هيدروجين وذرة أكسيجين ولذلك إذا صرت رئيس وأعطوك بدلة واقية من الرصاص فإن هذه البدلة الواقية من الرصاص لماذا لا تخترقها الرصاصة؟ لأنها صنعت من مادة الجزئيات متلاصقة والمسافات البينية بين الجزئيات جدا ضيقة لا تخترقها الرصاصة وقد يبدو الشيء صلبا كالخشب أو الآجر أو الحديد لكن بما أنه فيزيائيا المسافة البينية متسعة فإن الرصاص تخترقه إذن من قال إن الماء بانجماده أو تبخره يصير عنده تحول كيفي كلا وألف كلا ومن قال أن هناك تغير كيفي هذا تغير كمي أيضا لأن أنت تتحكم في كمية الحرارة صفر أو تحت الصفر أو فوق المائة هذا كله تغير كمي لا تغالطنا.

وثالثا من قال إن التغير هذا التغير خارجي وليس داخلي بسبب تسليط الحرارة من الخارج وليس بسبب تناقض داخلي إذن كل شروط الحركة في الفلسفة اليونانية والإسلامية متوفرة أولا العلة من الخارج ثانيا تغير كمي ثالثا تغير تدريجي رابعا الحركة دائرية جليد يصبح سائل السائل يصبح بخار البخار يصبح سائل السائل يصبح جليد فهذه حركة دائرية وليست حركة لولبية أنت كيف تقيس الحياة المادية والتغيرات المادية والفيزيائية التي تخضع إلى عالم الفيزياء والكيمياء بالحركة الإنسانية والتاريخية هل هذا إلا تهافت؟

لاحظ صفحة 109 تقوم فكرة التطور الماركسي على عدة أساسيات:

1- أن المادة تسبق الفكرة خلافا لهيجل

2- الرؤية المادية هي أقصر الرؤى الاجتماعية علمية وقدرة على استيعاب الفكر الإنساني وتنظيره إذن رؤيته مادية وليست فكرية.

تنطلق من مبدأ ضرورة ارتباط الفكر بالواقع وكذلك مبدأ الاقتصاد هو المحرك الأول للشعوب والأفكار، كذلك مبدأ التغيير من الكم إلى الكيف من التغيير الكمي إلى التغيير الكيفي وتدخل الأضداد وصراعها وقانون نفي النفي.

يقول بوجود علاقة جدل دائم تتبادل فيه الأبنية الفوقية والتحتية، ما هو البناء التحتي؟ التناقض الاقتصادي ما هو البناء الفوقي؟ التغير السياسي والاجتماعي إلى آخره.

صفحة 110 إن الديالكتيك في جوهره هو النقيض المباشر للميتافيزيقا ـ ما وراء الطبيعة يعني الفلسفة الوجودية يعني الفلسفة القديمة التي تدرس الوجود ـ هو يقول لا مكان للأفكار مكان للوجود المادي فقط، إن المعالم الأساسية للأسلوب الديالكتيكي على العكس من الميتافيزيقي لا يعتبر الديالكتيك تراكما عرضيا للأشياء أو الظواهر إلى آخره.

المراد بالديالكتيك تناقض المادة الجدل الموجود بين النقيض ونقيضه، هذا تمام الكلام في الاتجاه الخامس.

من الذي يؤثر في التاريخ وفق رأي ماركس؟ الذي يحرك التاريخ ما هو؟ تناقضات الاقتصاد.

سادسا الاتجاه النفسي يأتي عليه الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 16 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: علم التاريخ واتجاهات تفسيره
  • الجزء

    -

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
16 الجلسة