الحقائق في محاسن الأخلاق
شیخ الدقاق

003 - الفصل الأول في العلم وفضيلته

الحقائق في محاسن الأخلاق

  • الكتاب: الحقايق في محاسن الأخلاق ، قرة العيون في المعارف والحكم ويليه مصباح الأنظار
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    536

07

2023 | مايو

┈┈┈••●❁✿❁◆●••┈┈┈

السلام عليكم أيها الأحبة في الله ورحمة الله وبركاته.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا ارحم الراحمين، وصلّ اللهم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

الفصل الأول: في العلم وفضيلته.

يتطرق المرحوم الفيض الكاشاني في كتابه الحقائق محاسن الأخلاق في الفصل الأول إلى أقسام الشيء النفيس فالشيء النفيس إما أن يطلب لذاته فقط وإما أن يطلب لغيره فقط وإما أن يطلب لذاته ولغيره، فهذه أقسام ثلاثة:

القسم الأول الشيء الذي يطلب لذاته فقط.

القسم الثاني الشيء الذي يطلب لغيره فقط.

القسم الثالث الشيء الذي يطلب لذاته ولغيره أيضاً.

ثم يتطرق إلى الأشرف من هذه الأقسام الثلاثة، فما هو أشرفها؟ ما يطلب لذاته، ومن بعده أيها أشراف؟ ما يطلب لذاته ولغيره، ودونها في الشرف القسم الثالث ما يطلب لغيره فقط.

ثم يضرب أمثلة لهذه الأشياء الثلاثة:

مثال الشيء الذي يطلب لغيره فقط: الدراهم والدنانير الذهبية أو الفضية، العملة المسكوكة بسكة المعاملة لا تطلب لذاتي إذا الآن سقطت العملة الورقية يصير حالها حال سائر الأوراق التي ترمى في القمامة كذلك درهم الذهب والفضة لولا أن الله عزّ وجل يسر القضاء الحاجات بهما لكانا والحصى بمنزلة واحدة.

إذاً مثال ما يطلب لغيره فقط هو الدراهم والدنانين.

ومثال الذي يطلب لذاته ولغيره كـسلامة البدن سلامة البدن تطلب لذاتها فإن سلامة البدن من الأمراض وقاية عن الألم والتعب فسلامة البدن مطلوبة لذاتها ذات السلامة مطلوبة الراحة من الألم والوجع وأيضاً البدن مطلوبة لغيرها لكي يصل الإنسان إلى حاجاته والى مآربه لابد من سلامة البدن، إذاً سلامة البدن مطلوبة لذاتها وأيضاً مطلوبة لغيرها.

وأما القسم الأول ما يطلب لذاته فقط، فمثاله: اللذات ومن أبرز مصاريق ما يطلب لذاته لذة العلم أبرز لذة من اللذات لذة العلم هي تطلب لذاتها فمن حاز وعاش لذة العلم وجده وسيلة إلى سعادة الدنيا وسعادة الآخرة فإنه لا يمكن التوصل إلى السعادة الدنيوية والأخروية والتقرب إلى الله إلا بلذة العلم.

أعظم الأشياء رتبة في حق الآدمي هو السعادة الأبدية والقرب من الله وكلاهما القرب من الله والسعادة الأبدية لا يتحققان من دون العمل (لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل) كما عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ والعمل الصحيح يتوقف على العلم الصحيح.

إذا لا يتوصل إلى التقرب إلى الله أولاً والسعادة الأبدية ثانياً إلا بالعلم والعمل ولا يحصل العمل الصحيح إلا بالعلم بكيفية العمل الصحيح.

إذاً أصل السعادة في الدنيا والآخرة تتحقق بالعلم ونيل العلم، إذاً العلم أفضل الأشياء لأن شرف الشيء بشرف ثمرته وثمرة العلم القرب من الله والسعادة الأبدية دائماً، إذاً من شرف ثمرة العلم ندرك ثمرة العلم الكبيرة.

العلم له ثمار في الدنيا وله ثمار الآخرة من ثمار العلم في الدنيا العزّ والوقار ونفوذ الحكم على الملوك ولزوم الاحترام في الطباع، يقول الفيض الكاشاني:

حتى أن أغبياء الترك وأجلاف العرب يصادفون طباعهم مجبولة على التوقير لشيوخهم والمراد بالشيوخ كبار السن، لماذا؟ يقول:

لاختصاصهم بمزيد علم مستفاد من التجربة لأن الشيخ الكبير صاحب تجربة، يقول علي ـ عليه السلام ـ (رأي الشيخ أحب إلي من جلد الغلام) الغلام الشاب عنده شجاعة عنده نشاط عنده إقدام ولكن الشيخ العجوز الكبير عنده رأي عنده تجربة عنده خبره.

ثم يتعدى الفيض الكاشاني يقول:

بل البهيمة بطبعها توقر الإنسان لشعورها بتميز الإنسان بكمال مجاوزٍ لدرجتها، هذه فضيلة العلم مطلقاً يعني حتى الحيوانات والعجماوات عندها هذا الإدراك تدرك تميز الإنسان.

إذا أشرف الأشياء العلم ثم العلوم تختلف باختلاف مراتبها وأفضل العلوم على الإطلاق هو علم التوحيد وعلم معرفة الله خصوصاً ما يوصل إلى اليقين بالله عز وجل الذي هو أصل كل معرفة راسخة، قال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ (لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله تعالى ما مدوا أعينهم إلى ما متع به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها، وكانت دنياهم أقل عندهم مما يطؤونه بأرجلهم ولنعموا بمعرفة الله تعالى وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله، إن معرفة الله تعالى أنسٌ من كل وحشة وصاحبٌ من كل وحدة ونورٌ من كل ظلمة وقوة من كل ضعف وشفاء من كل سقم).

ثم قال ـ عليه السلام ـ (قد كان قبلكم قومٌ يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه شيء مما هم فيه غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم) يعني إذاء ووتر من وترهم (ولا أذى بل ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فسألوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم).

الكافي للمرحوم الكليني، الجزء الثامن، صفحة مئتين وسبعة وأربعين.

هذا تمام الكلام في الفصل الأول في فضيلة العلم واتضح أن فضل العلم من أنه يدرك لذاته ومن أنه إمام العمل وأن شرف الشيء بشرف غايته وشرف العلم في إيصاله إلى التقرب إلى الله والسعادة الأبدية.

الفصل الثاني العلم علمان: علم الدنيا وعلم الآخرة.

علم الدنيا ما يرتبط بمصالح الدنيا كالطيب الحساب والهندسة والكيمياء والفيزياء والأحياء، وعلم الآخرة علمان:

علمٌ يقصد لذاته وعلم يقصد للعمل ليتوسل به إلى العلم المقصود لذاته.

سؤال ما المراد بالعلم المقصود لذاته؟ وما المراد بالعلم الذي يقصد للعمل به؟

يقسم العلماء كالشهيد الثاني في منية المريد العالم إلى قسمين:

عالم بالله وعالم بأحكام الله.

هناك عالم عارف بالله عرف الله انكشفت له عين الحقيقة، وهناك عالم آخر عارف لأحكام الله وربما لا يعرف الله عزّ وجل.

العلم بأحكام الله كالفقه والشريعة مقدمة لمعرفة الله عزّ وجلّ.

هناك تقسيم آخر تقسم العلوم إلى قسمين:

القسم الأول العلم الرسمي.

القسم الثاني العلم غير الرسمي.

العلم الرسمي هو الذي يحصل بمزاولة الرسوم كالدرس والتدريس والمباحث، مثل: علم المنطق والنحو والصرف والبلاغة والفقه والأصول والفلسفة وعلم العرفان هذه كلها علوم رسمية يعني معلومات قد رسم لها اصطلاحات هذا علم رسمي.

ويوجد علم غير رسمي هذا يلقى في القلب، الله يكشف نور بصيرتك تعاين حقائق، هذا الذي وردت فيه الرواية (ليس العلم بكثرة التعليم والتعلم إنما هو نورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء أو من يحبه).

تريد مثال إلى هذا العلم؟!

في يوم من الأيام دخل رسول الله أبو القاسم محمد ـ اللهم صلّ على محمد وآل محمد ـ إلى المسجد فرأى شاباً قد أصفر وجهه.

فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ كيف أصبحت أيها الشاب؟

فقال يا رسول الله أصبحت وكأني انظر إلى أهل الجنة وهم فيها منعمون وكأني انظر إلى أهل النار وهم فيها يعذبون، وكأني أرى وكأني أرى... وأخذ هذا الشاب يتكلم كأنما هو عايش في الجنة أو عايش في النار ويتكلم عن عيان وعن كشف لهذه الحقائق.

فالتفت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى أصحابه وقال هذا شاب نور الله قبله بالإيمان.

فالتفت الشاب إليه قال يا رسول الله ادع لي بالشهادة بين يديك، فدعا له رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ واستشهد بين يديه.

هذه القصة أيضاً يذكرها الشهيد مطهري في بداية كتابه قصص الأبرار.

سؤال هذا شاب متى درس؟ من أين انكشفت له الحقيقة؟

هذه الحقيقة تنكشف بتطهير الباطن إزالة الأدران والذنوب عن القلب كلما الإنسان صفا قلبه عاين الحقيقة تماماً مثل الصيقل والزجاج كلما تزيل عنه الشوائب يري الأشياء بوضوح أكثر.

تريد مثال آخر في زماننا؟!

الشهيد حسين فهميدا ـ رحمة الله عليه ـ طفل عمره ثلاثة عشر سنة أيام الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية في إيران الحرب العراقية الإيرانية.

لاحظ دخول رطل دبابات عراقية أكثر من أربعين دبابة تدخل من الحدود العراقية إلى الحدود الإيرانية ولم يكن معه أحد وما عنده أي سلاح عدا رمانة هذه القنبلة اليدوية، فماذا صنع؟

عمل كميناً وألقى بنفسه أسفل أول دبابة وفجر القنبلة اليدوية في نفسه، خرج التفجير من تحت الدبابة فتوقف الرتل العراقي، وقالوا لقد دخلنا في مستنقع ألغام فرجعت الدبابات العراقية.

يقول السيد أبو الفتوح السيد روح الله الموسوي الخميني: هذا الشاب حسين فهميدة قد قطع مسافات العرفان التي يقطعها العارف أربعين سنة، أربعين سنة في مجاهدات هذه لحظة واحدة قطعها.

حينما يقول سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في حرب تموز ألفين وستة لقد رأينا الله في المعركة ونحن نقاتل إسرائيليين والصهاينة هذه الرؤية رؤية قلبية وليست رؤية ذهنية.

العلم الرسمي يخاطب الذهن مصطلحات تمر عبر الذهن، العلم غير الرسمي يخاطب القلب يكشف الغطاء عن القلب.

لذلك يقول أمير المؤمنين ـ عليه أفضل صلوات المصلين ـ (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً) يعني قلبي وصل إلى درجة اليقين بالله عز وجل.

سئل أمير المؤمنين (هل رأيت ربك؟ قال: ويحك كيف اعبد رباً لم أره؟! ولكن لم تره العيون ولكن رأته القلوب بحقائق الأبصار) يعني عين البصيرة هي التي تدرك.

سؤال إذا كان العلم الرسمي يخاطب العقل والذهن ومجرد صور ذهنية في العقل ومصطلحات وإذا كان العلم غير الرسمي يفتح بصيرة القلب، فلماذا نتعب أنفسنا في الحوزة العلمية على دراسة العلوم الرسمية فلنترك هذه المصطلحات الذهنية التي تخاطب العقل ونذهب إلى المصطلحات القلبية التي تفتح القلب على حقيقة الواقع.

الجواب العلم الرسمي مقدمة للعلم غير الرسمي لأن العلم الرسمي يدرسك المنطق يعلمك كيف تفكر، يدرسك الفلسفة يعلمك كيف تدرك حقائق الوجود وحقائق الأشياء، يدرسك الفقه يعلمك يجوز وما لا يجوز، يدرسك العقائدي وعلم الكلام يعلمك عقائدك.

وبعد ذلك إذا ذهبت إلى العلم القلبي العلم غير الرسمي من قال لك أن ما تراه هو نفحة رحمانية ربما ما تراه وسوسة شيطانية، أنت كيف تفرق بين الإلهام الرباني والنفحة الرحمانية وبين الوسوس الشيطان؟!!

يمكن أنت جني يوسوس إليك أو شيطان من الشياطين يوحي إليك وأنت تفكر أن أنت متصل بالملائكة أنت تتوهم أن خلاص بعد ودوه اتصلت بالملائكة وبالملكوت الأعلى والكروبيين والربوبيين والحال أن أنت في مستنقع الشياطين.

ما الذي يفرق بين النفح الرباني والوسوس الشيطانية؟

العقل.

إذا العلم الرسمي الذي يقوي مدارك العقل له أثر كبير في العلم غير الرسمي لذلك أولاً أنت في الحوزة العلمية الشيعية تقوي مداركك العقلية أول ما تدخل الحوزة تدرس علم المنطق أول المقدمات علم المنطق تقوي مدارك العقلية ثم تخوض غمار الشؤون القلبية.

إذا ابتداء تذهب في عالم القلب والكشف والمعاينة ربما تقع في الخرافات ربما تكون لقمة سائغة بيد إبليس وجنوده والشياطين.

إذاً عندنا علم رسمي يُدرس العلم الرسمي يزداد بكثرة التعليم والتعلم مقدمة للعلم غير الرسمي الذي هو يفتح حقيقة القالب لا يزداد بكثرة التعليم والتعلم يزداد بالتوجه إلى الله بالإخلاص إلى الله وبإزالة الذنوب والشوائب عن عين القلب وحقيقة البصيرة.

يمكن أن ترجعوا إلى كتاب العلم والحكمة في الكتاب والسنة لأستاذنا سماحة آية الله المجاهد المرحوم الشيخ محمد محمدي الريشهري صاحب موسوعة ميزان الحكمة هذه كانت سلسلة دروس حضرنا عنده في دار التلاوة بالحرم الشريف حرم السيدة المعصومة هناك جمع في مجلس درسه الشريف بالعلم الرسمي والعلم غير الرسمي، وقال إن العلم الرسمي مقدمة للعلم غير الرسمي ولكن قد يشتغل الطالب بالمقدمة ويغفل وينسى عن ذي المقدمة.

هنا الفيض الكاشاني ـ رحمه الله ـ الفيض الكاشاني في بداية الفصل الثاني العلم علمان، يقول:

علم الدنيا وعلم الآخرة، وعلم الآخرة علمان:

علم يقصد لذاته، ما المراد بالعلم الذي يقصد لذاته؟

يعني العلم غير الرسمي العلم الذي لا يزداد بكثرة التعليم والتعلم، العلم الذي يزداد بزيادة تطهير النفس وصقل الروح، هذا العلم الذي يزداد بقوة النية وزيادة الإخلاص لله عز وجل، هذا علم يقصد لذاته.

أنت لابد أن تصل إلى الله عز وجل.

العلم الثاني علم يقصد للعمل وهو العلم الرسمي، مثل علم الفقه تقصده لكي تعمل بأحكام الله للوصول إلى ماذا؟ إلى المقصود لذاته يعني العلم الرسمي كعلم الفقه يقصد لغيره يعني يقصد للوصول إلى العلم غير الرسمي الذي يفتح عين البصيرة.

هذا العلم الثاني الذي يطلب لغيره الذي يعني علم الآخرة الذي يقصد للعمل به إذا أريد به الدنيا التحق بعلم الدنيا صار من علوم الدنيا مثل حتى تصير قاضي القضاة وتصير فقيه السلطان وتصير شيخ الإسلام للسلطة الظالمة هو أصل العلم أخروي.

الفيض الكاشاني قسم العلم إلى علم الدنيا وعلم الآخرة، وعلم الآخرة قسمه إلى قسمين:

القسم الأول علم يطلب لذاته.

القسم الثاني علم يطلب للعمل به لكي تصل إلى العلم بذاته وأنت طلبته للعمل به لكن لا من أجل الوصول إلى العلم المطلوب لذاته وهو فتح حقيقة البصيرة بل طلبته للدنيا صار بعد مندرجاً تحت علوم الدنيا ولا يندرج من علوم الآخرة.

ثم يأتي ويقسم علم الدنيا يقول:

علم الدنيا فمنه محمود ومنه مذموم، وأما العلم المقصود لذاته فهو نورٌ يظهر للقلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة فينكشف من ذلك النور أمورٌ كان يسمع بها من قبل يسمع بأسمائها ويتوهم لها معاني مجملة غير متضحة.

يعني أنت تسمع أنه من أسماء الله القابض الباسط الرازق المحي المميت أنت تسمع الاسم تتصور في عقلك الاسم لكن إذا عاينت الحقيقة تعاين حقائق أسماء الله تعالى تعاين واقعاً، كيف الله يحيي الموتى؟ كيف يميت الأحياء؟ كيف يرزق؟ كيف يقبض؟ كيف يبسط؟! تعاين الحقائق الموجودة في هذا العالم تدرك حقيقة النبوة حقيقة الإمامة حقيقة عدل الله عز وجل حقيقة المعاد يوم القيامة أتفرق بين لمة الملك ولمة الشيطان، تفرق بين الجنة والنار وعذاب القبر والصراط والميزان والشفاعة تدرك وتعاين حقيقة قوله تعالى (كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) تدرك معنى قوله تعالى (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) يعني فيها الحياتين الحياة الأساسية والأصلية.

الناس عندهم مقامات في إدراك هذه الأسماء وهذه الأمور الموجودة بعضهم يرى أن هذه الأسماء (جنة ونار وعنب وزيتون ورمان) هذه مجرد أسماء لكي تتصورها وأما الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

بعضهم يقول أنه لم يخلق إلا الأسماء والصفات.

بعضهم يقول لا المخلوق هو ما تفهمه من حقيقة هذه الأسماء والصفات.

بعضهم يقول ينبغي أن تصل إلى هذه الحقيقة وهي أنك عاجز عن معرفة الله لابد من الإقرار والاعتراف بالعجز عن معرفة الله.

وبعضهم يقول يكفي ما يعتقد به العوام، وهو أنه تعالى الله عز وجل عالم قادر سميع بصير متكلم مريد.

الخلاصة نعني بالعلم المقصود لذاته أن يرتفع الغطاء عن حجب القلب فتعاين حقائق الأشياء، إذا انفتحت البصيرة تعاين حقائق الأشياء ولا في سبيل المعاينة بالتعلم والتعليم والذكاءـ وإنما بإزالة الذنوب والأدران عن حقيقة القلب وعن عين البصيرة بخلاف العلم الذي فإنه يزداد بكثرة التعليم والتعلم.

الدرس القادم إن شاء الله نتعمق أكثر في حقيقة هذا العلم اللدني الذي ورد فيه (لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله) يعني العلم يقتله في ناس ما يتحمل المعلومة ما يتحمل المعلومة يقتله العلم.

قوله ـ رحمه الله ـ فنعني بالعلم المقصود بذاته أن يرتفع الغطاء يأتي عليه الكلام، وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 8 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: الحقايق في محاسن الأخلاق ، قرة العيون في المعارف والحكم ويليه مصباح الأنظار
  • الجزء

    01

  • 536

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
8 الجلسة