002 - التحلي بروح المسؤولية

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

جاء في الروايات الشريفة عن سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد أنه قال (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) صدق سيدنا نبي الرحمة ومنقذ الأمة من الغمة.

نتناول اليوم إحدى الأخلاق الإدارية وهي التحلي بروح المسؤولية، ذكرنا في المحاضرة السابقة أول خصيصة للكادر الإداري أنه يعمل على إقامة الصلاة (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة).

اليوم إن شاء الله نتكلم عن الخصيصة الثانية للكادر الإداري وهي التحلي بروح المسؤولية.

يقولون في الإدارة إذا حصلت مشكلة فإن نقلت المشكلة إلى المسئول والمدير فأنت مراسل وإن نقلت المشكلة إلى المدير مع اقتراح بحلها فأنت مستشار وإن نقلت المشكلة إلى المدير وقد بادرت إلى حلها فأنت قيادي إذن الموظفون والعاملون والكادر الإداري على ثلاثة أنحاء:

النحو الأول مراسل

النحو الثاني مستشار

النحور الثالث قيادي

مثلاً لو انقطع التيار الكهربائي في مبنى المؤسسة فإن جاء الموظف أو العامل ونقل هذه القضية إلى مديره قال يا مدير اليوم لا توجد كهرباء فهذا الموظف الناقل يمثل دور المراسل وأما لو جاء الموظف وقال أنقطع التيار الكهربائي وأنا أقترح أن ترسل فلان لمتابعة عداد الكهرباء فإنه لديه خبرة في الكهرباء وإن لم يستطع فليراجع دائرة الكهرباء فهذا مستشار لأنه اقترح.

وأما إذا جاء الموظف وقال للمدير يا مدير اليوم انقطعت الكهرباء ولكن كلفت فلاناً بمتابعة الموضوع وذهب إلى إدارة الكهرباء والحمد لله أرجعوها أو تابعت الموضوع بنفسي اتضح أن فواتير الكهرباء لم ندفعها ودفعتها وأرجعوها فهذا قيادي، المؤسسة المقتدرة المؤسسة القوية هي التي كوادرها قيادية وأما التي كوادرها مستشارون هذه مؤسسة تنظيرية وأما التي كوادرها مراسيل هؤلاء يلقون العبء على الآخرين وللأسف الشديد أحيانا موظف لا هو مراسل ولا هو مستشار ولا قيادي بل لا أبالي انقطعت الكهرباء يقول الحمد لله ما حاجتنا إلى الكهرباء هذا من مخلفات الحضارة الحديثة ولماذا اتعب نفسي وهل سأصرف من جيبي فالمؤسسة المبتلاة هي المؤسسة التي فيها كادر إداري لا أبالي إن شاء الله نأمل أن تكون مؤسستنا مليئة بالكوادر القيادية وإلا فعلى مؤسستنا السلام.

رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقول (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) يعني المسؤولية تتجه إلى الكل من الكبير إلى الصغير الكل مسئول أمام الله "عز وجل".

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم إنه غفور وتواب حليم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.