003 - الصدق في الوعد

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم وخطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم (وأذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد) آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

نتحدث اليوم عن خصيصة إدارية مهمة وهي الصدق في الوعد، تكلمنا فيما سبق عن أول خصيصة للموظف الإداري وهي العمل على إقامة الصلاة وتكلمنا في اللقاء الثاني عن ثاني خصيصة للموظف الإداري وهو تحمل روح المسؤولية وأن يعمل على أن يكون قيادياً في عمله فإن لم يمكن مستشاراً في عمله فإن لم يكن فلا أقل يكون مراسل، اليوم إن شاء الله نتكلم عن الخصيصة الثالثة للموظف الإداري وهي الصدق في الوعد.

الله "عز وجل" أثنى على نبيه إسماعيل بأنه صادق الوعد ويقول بعض المفسرين إن إسماعيل الوارد في هذه الآية هو غير إسماعيل الوارد في آيات أخر وهو ذبيح الله ابن إبراهيم الخليل يعني يوجد لدينا اثنان من الأنبياء اسمهم إسماعيل، الأول ذبيح الله بن خليل إبراهيم الخليل والثاني إسماعيل صادق الوعد الذي ذكره القرآن مرة واحدة نبي من أنبياء الله لم يذكره القرآن إلا مرة واحدة لأهمية الخصيصة التي كانت فيه يقال إنه وعد شخصاً أن يلتقيه في مكان فذهب إلى ذلك المكان فلم يجد من وعده فانتظره سنة كاملة، سنة كاملة وفاء بالوعد والعهد بقي في ذلك المكان فأثنى الله عليه (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد).

للأسف الشديد في الكثير من الإدارات الرسمية وغير الرسمية لا يهتمون بالوعد كثيراً تجد الموظف يقول حتما تعرف إذا يقول حتما يعني لن يعمل المعاملة، مثل في اللغة العربية تعمل كذا قال إن شاء الله يعني إذا قال إن شاء الله يعني لا يعمل المعاملة لكن الروايات الشريفة تشير إلى أن عدة المؤمن دين يعني إذا تواعد شخص هذا دين في عنقك ينبغي أن تفي به لكن للأسف الشديد أحيانا الموظف يغلب عليه أنه يريد أن يصرف الشخص الذي أمامه وأن يتخلص منه ولو بالكذب ولو بأسلوب لبق، إذن من أهم سمات الموظف الإداري الصدق في الوعد لذلك بعض الأشخاص ممن كان ديدنهم الثبات على كلماتهم إذا قال لشخص كلام فلان يقول له فلان كلامه مسمار في لوح إذا أعطاك كلمة يفي بها ولا يتخلى عنها أملي إن شاء الله أن تكون مؤسستنا رائدة في الوعد الصادق وأن يكون كل فرد من أفرادها إذا أعطى كلمة أن يعمل بها.

نأمل إن شاء الله أن نتخلق بأخلاق الله وأن نتخلق بأخلاق نبي الله وأن نشكل نموذجاً عملياً للوفاء بالعهد ولصدق الوعد.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم إنه غفور رحيم وتواب حليم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.