الأخلاق الإدارية
شیخ الدقاق

004 -اللباقة في التعامل

درس الأخلاق الإدارية

  • الكتاب: الأخلاق الإدارية
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم وخطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم (ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك) صدق الله العلي العظيم.

الله تبارك وتعالى يخاطب نبيه الكريم أبا القاسم محمد "صلى الله عليه وآله" واصفا إياه بصفة حميدة وهو أنه لين عريكا دمث الأخلاق حسن المعشر، الله "عز وجل" يقول (ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك) لفر الناس من حولك.

نتكلم اليوم عن خصلة مهمة وخصيصة مهمة من خصائص الكادر الإداري ألا وهي اللباقة في التعامل، الموظف والعامل الإداري بحاجة إلى لباقة في التعامل مثلا لو كنت مديرا أو مسئولا وعندك موظف هذا الموظف دائما يتأخر في المجيء إلى الدوام أو لا يقوم بأعماله تارة وتله للجبين قال يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك استدعاء إنذار كم مرة أنا كلمتك لماذا دائماً تغيب ولماذا تكسر كلمتي أنت تريد أن تهينني لا توجد لدي كرامة عندك هكذا الموظف يعمل هكذا الدوام هذا أسلوب، ويوجد أسلوب آخر فلان أنا أحبك وأراك تتأخر هل تعاني من مشكلة يمكن أن أخدمك فيها هل لديك مشكلة معينة أو حالة مرضية أنا أخوك وأنا في خدمتك إذا ممكن أن أقدم لك شيئا فرق بين هذه المعاملة وهذه المعاملة.

للأسف الشديد في الكثير من الدوائر يأتي المراجع ويتكلم مع الموظف والموظف لا يرفع رأسه لرؤية المراجع ولا يتكلم معه أو يتكلم باستعلاء وكأنه ملك الملوك جبار الجبابرة ما أحوجنا إلى اللباقة في المعاملة اللباقة في الكلام اللباقة في التصرف مراعاة مشاعر الآخرين وللتدليل على هذا الشيء لا بأس أن نأتي بقصة قصيرة ونختم.

يقال إن أحد الملوك رأى رؤيا مفادها أنه يقتل فجاء بالمعبرين قال المعبر الأول أيها الملك إن صدقت رؤياك فإنك مقتول لا محالة قال الملك أتهددني بالقتل يابن الكذا خذوه فاضربوا عنقه ذهبوا به وقتلوه، جاء المعبر الثاني قال إن صدقت رؤياك فإنك ستتعرض لمحاولة اغتيال وتموت قال أتهددني بالاغتيال وتخوفني بالموت خذوه وأضربوا عنقه جاء المعبر الثالث خاف قال إن قلت إنك سيطول عمرك سيقول أنت تكذب كيف المعبر الأول والثاني قال إنك ستموت وتعبيرك يختلف وإن قلت إنك مقتول سيقتلني ـ لاحظ هذا المعبر الثالث كيف لبق ويحسن أداء الكلمات ـ قال أيها الملك اعلم أن الدنيا دار فناء وليست دار بقاء والدوام للدائم وكلنا سنرحل ولن يبقى أحد حتى أفضل الخلق رسول الله "صلى الله عليه وآله" قد رحل ونحن راحلون وزائلون أنا وأنت والجميع سيذهب غاية ما في الأمر أنت ستسبقنا في الرحيل قال أحسنت أعطوه الجائزة النتيجة واحدة أنه سيموت لكن المعبر الأول استخدم لفظة مقتول لا محالة المعبر الثاني استخدم قطعا ستتعرض لمحاولة اغتيال لاحظ المفردات اغتيال، قطع، قتل لكن لاحظ المعبر الثالث استخدم رحيل، أنت اسبقنا في الرحيل، كلنا راحلون والدنيا دار فناء أعمم المشكلة لم يخص المشكلة قال المعبر الأول أنت مقتول لا محالة خصص المشكلة بالملك المعبر الثالث عمم المشكلة حتى يهون المصاب قال كلنا راحلون الدنيا دار فناء.

أعطيك مثل في اللباقة فلان إذا أمكن أن تتصل بفلان، فلان إذا أمكن أن ترى القضية الفلانية مو مسألة، لكن فلان إذا أمكن أن تتصل حاضر، فلان إذا أمكن أن تعمل القضية الفلانية تأمر أمر، فلان إذا أمكن أن تقوم بهذه المهمة، إن شاء الله حاضر بالخدمة، فلان إذا أمكن أن تقوم بهذه القضية، مولانا أنا أتشرف أن امتثل أوامركم فرق بين هذا الكلام وذاك الكلام وما أحوجنا إلى اللباقة في التعامل فيما بيننا فضلا عن التعامل مع غيرنا وأنتم أهل اللباقة والابتسامة.

واحد ذهب قال فلان أنا أريد القضية الفلانية قال له أنا حاضر أنفذ لك كل شيء ولكن أول شيء ابتسم أنا هذه البسمة تشرح صدري ابتسم وأنا حاضر أنفذ لك كل طلباتك، أنت أهل اللباقة والابتسامة وما أحوجنا إلى هذا الأدب الرفيع اللباقة في التعامل الإداري والمهني.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم إنه غفور رحيم وتواب حليم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

 

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 8 الجلسة