آداب المتعلمين
شیخ الدقاق

011 - النقطة الثالثة والثلاثون المباحثة والمذاكرة

آداب المتعلمين

  • الكتاب: آداب المتعلمين
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    500

20

2023 | نوفمبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

درس الأخلاق

كتاب آداب المتعلمين

تدريس: الشيخ عبد الله الدقاق

الدرس (الحادي عشر): النقطة الثالثة والثلاثون المباحثة والمذاكرة

المباحثة والمذاكرة على وزن مفاعلة، وصيغة المفاعلة تتقوم بطرفين، تقول: <قاتل مقاتلة، بايع مبايعة> أي أن المقاتلة والمبايعة لا تقوم بفرد واحد على الأقل فردين أو أكثر يتحقق القتال والمقاتلة، مذاكرة، مباحثة، فالتذاكر والتباحث لا يكون بطرف واحد أقله اثنان، وقد يكون أكثر من ذلك.

سؤال: ما هي كيفية المباحثات؟

الجواب: المباحثة أقلها شخصان في يوم يقوم الأول بدور الأستاذ والثاني بدور التلميذ وفي اليوم الثاني بالعكس يقوم الأول بدور التلميذ والثاني بدور الأستاذ، يوم أنت تدرس عند زميلك ويوم أنت تُدَرِس زميلك، مثلاً: أنت تحظر الصباح درس الفقه أو اللغة العربية أو العقائد في المساء كالعصر أو الليل أنت هذا الدرس تدرسه لزميلك يوم ثاني زميلك يدرسك الدرس.

سؤال: ما هي فائدة المباحثات؟

الجواب: عدة فوائد:

الفائدة الأولى أن تتيقن أنك قد فهمت الدرس لأن الإنسان لا يستطيع أن يدرس وأن يشرح الشيء الذي لم يفهمه، أنت إذا حضرت الدرس واكتفيت بالحضور قد تتوهم أنك قد فهمت، والحال أنك لم تفهم فتصاب بالجهل المركب، جاهل وتجهل أنك جاهل، أين تكتشف هذا الجهل المركب؟ في المباحثات.

أتذكر كنت أتباحث مع واحد في اللمعة في كتاب الصوم في مطلب، قال: شيخنا أنا ما أستطيع اشرحه اشرحه لي أنا مو فاهم، أنه الفهم وعدم الفهم يتضح في المباحثة، قد تتصور أن أنت فهمت العبارة في المباحثة، إذا أنت ما فاهم العبارة ما تستطيع تفكك العبارة وترجع ضمائرها.

إذا المباحثة مهمة جداً أول فائدة من فوائد المباحثة أن تتيقن أنك قد فهمت الدرس.

الفائدة الثانية من فوائد المباحثات ترسيخ المطلب فـ <العلم حرف وتكراره ألف، العلم وحشي إن ترك يمشي> العلم فرار فاستعينوا عليه بالمدارسة والمذاكرة والمباحثة، وقديماً قيل <التكرار يعلم الشطار> يعني حتى الذي ليس بفاهم بكثرة التكرار سوف يفهم.

إذاً إذا أنت فهمت الدرس عند القراءة والمطالعة قبل الدرس ثم فهمته من الأستاذ ثم فهمته عند المباحثات هذا نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء.

إذاً الفائدة الثانية من فوائد المباحثة ترسيخ الفكرة وترسيخ المطلب.

الفائدة الثالثة من فوائد المباحثة قوة البيان واكتساب مهارة التدريس، أنت إذا تدرس سنين وما تدرس وما تتباحث يصير عندك خجل هيبة ما تستطيع أن تدرس يصعب عليك، هناك حاجز نفسي خصوصاً الخجول اعرف بعض الطلبة ثلاثين سنة، خمسين سنة في الحوزة، ما يستطيع يدرس عنده بيان عنده بيان ساحر وفاهم لكن يخجل لا يستطيع أن يقابل الناس والطلبة والتلامذة يخشى أن يشكلوا ويتلعثم.

كان السيد الخوئي ـ رحمه الله ـ يحضر الدرس صباحاً ويدرسه مساءً. فقيل له: ألا تخشى أن يشكلوا عليك بإشكالٍ ولا تستطيع الجواب؟ فقال: لو كان ثمة إشكال لورد صباحاً على كامل الاستعداد والجهوزية.

المباحثة تسقط هيبة الإلقاء وخوف التدريس وتعلمك قوة البيان.

الفائدة الرابعة من فوائد المباحثة التفكير في الدرس وتفتق الذهن لأنك أثناء الدرس تسعى لفهم الدرس، ولكن عند المباحثة فأنت لا تسعى لفهم الدرس بل تسعى لنقد الدرس والإشكال عليه، لذلك في أثناء الدرس أنت تعصر ذهنك حتى تهضم الدرس، تخليه ينقع إذا نقع أتفرع عليه، في المباحثة يصير تفكير خصوصاً أن طرفك ندّ لك هذا طالب مثلك وليس أستاذ تهاب أن تشكل عليه وأن تناقشه هذا طالب مثلك يصير تنافس بين الطالب الأول والطالب الثاني.

إذ بعد مجموعة ثلاثة أربعةً طبعاً إذا مجموعة الجيد فيها أنه تزداد الأفكار والمناقشات فلربما تصل إلى نتيجة ولربما لا تصل إلى نتيجة إذا لم تصل إلى نتيجة يطرح هذا الإشكال على الشيخ الاستاذ ويجيبكم وربما يحيلكم إلى بعض المصادر.

لكن المباحثة إذا طرفين فقط تصير فرصة الإلقاء أكثر، إذا تعددت الأطراف تقل فرصة الإلقاء، ولكن فرص التفكير والنقد تزداد خصوصاً إذا كان المتباحثون لديهم عقول نيرة، فعليكم بالمباحثة.

المباحثة مهمة جداً، ولا تتصور أن المباحثة والمذاكرة لخصوص الطلبة المبتدئين بل حتى الأعاظم والفقهاء بل المراجع عندهم مباحثة ومذاكرة.

قال أستاذنا سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني ـ حفظه الله ـ في مجلس الدرس، يقول: في النجف الأشراف جاء خباز ليفتح مخبزه قبيل صلاة الفجر، فرأى سيدين وإذا به يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال له أحدهم: لم حوقلت، قال: هذان السيدان المعممان جئت بعد صلاة المغرب مباشرة لأفتح المخبز وجدتهما على عتبة المسجد يتناقشان ويتشاجران، خبزت وبعت الخبز ذهبت إلى البيت ونمت جيت بعد صلاة الصبح فرأيتهما في مكانهما، ويواصلان الشجار والمناقشة.

فمن كان الأول؟

المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي.

الثاني المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني.

مناقشة ومباحثة ومذاكرة من صلاة المغرب إلى صلاة الصبح، عندك هذا النفس؟! لذلك جيء إلى المحقق الأصفهاني الشيخ محمد حسين الأصفهاني، قيل له: شيخنا طلابك قليلون خمسة أشخاص فقط انظر إلى طلاب المحقق الشيخ آقا ضياء الدين العراقي فإنهم كثيرون قرابة أربعمئة طالب أين الخمسة من الأربعمئة طالب؟!

فقال المحقق الأصفهاني: صحيح، من هؤلاء الخمسة السيد أبو القاسم الخوئي بألف رجل، والسيد محمد هادي الميلاني بألف طالب يكفي ألفين طالب، إذا العبرة بالكيف لا الكم، وإن كان الكيف والكم كل منهما مطلوب.

إذاً المباحثة مهمة جداً، المذاكرة مطلوبة حتى المرجع أنت تستنكف تراجع رسالة حدثني أحد الأحبة يقول: ذهبت إلى مكتب أستاذنا الميرزا جواد التبريزي ـ رحمه الله ـ وجدت أن يومية عنده جلسة يقرؤون عليه الرسالة العملية مالته منهاج الصالح يومياً يقرؤون صفحة يقرأ ويتأمل إلى أن يدور على يعني يريد أن يعيد النظر في الرسالة، أتعجب قال: هذا مرجع يراجع رسالته العملية، قالوا: نعم هذه سيرة أستاذه السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، عنده يومية جلسة يقرؤون عليه رسالته العملية يعيد النظر، فيها لذلك طبعت ثمانية وعشرين طبعة كل مرة يجدد ويعيد النظر فيها.

إذاً لا بدّ من مباحثة والمذاكرة وقد أطلنا فيها لأهميتها لا تتوهم أن والمباحثة فقط للطلاب الصغار آية الله العظمى السيد موسى الشبيري الزنجاني عنده وهو مرجع عنده مباحثة مع المرحوم السيد سماحة آية الله السيد مهدي الروحاني، واستمرت من يوم وهم صغار إلى أن وصلوا إلى الفقاهة والمرجعية مواصلين المباحثة لأن من نعم الله على الإنسان أن عنده صديق ونبيه وذكي ويتذاكر العلم، فعليكم بالمباحثة.

قال المحقق المدقق الخواجة نصير الدين الطوسي في البند ثلاثة وثلاثين من بنوده الستين التي ذكرها في آداب المتعلمين قال: <ولابدّ لطالب العلم من المطارحة والمناظرة فينبغي أن يكون بالإنصاف والتأني والتأمل فيحترز عن الشغب والغضب> وفي نسخة: <فيحترز عن التعسف والغضب> لماذا؟

لأنه في أجواء المباحثة قد تصير منافسة فينتقل الشيء من بعد علمي وعقلي وفكري إلى بعد نفسي أريد أثبت وجودي وأنت تريد تثبت وجودك، قد الطالب هكذا يريد أن يثبت أنه ذكي وأنه مجد وأنه اعلم وأنه أكثر فهما فيغويه الشيطان من طريق المباحثة، فينبغي أن يلتفت إلى أن المباحثة أداء ووسيلة للوصول إلى المعرفة والحقيقة، لا أن المباحثة غاية لتحقيق الذات والتنافس على الشهرة وحطام الدنيا.

إذاً الذي يسيطر عليه الجانب النفسي وغلبة النفس وإثبات الذات وإثبات التفوق هذا يقع في الجدل والمجادلة والمشاغبة ويتعسف في رأيه ويتعصب لفكره، يقول الخواجة نصير الدين الطوسي: الغاية من المناظرة والمباحثة المشاورة وتنقيح الرأي وتحقيق المسألة، قال: <فيحترز عن الشغب والغضب فإن المناظرة والمذاكرة مشاورة، والمشاورة إنما تكون لاستخراج الصواب وذلك إنما يحصل بالتأمل والإنصاف ولا يحصل ذلك بالغضب والشغب>.

بعضهم يشاورك ما يريد يصل إلى الحقيقة لا يشاورك يريد يخلي رأيك وفق رأيه، لا فائدة من هذه المشاورة، وكم سائلٍ عن أمره وهو عالم، الغاية من المشاورة الوصول إلى الصواب والطريق الحقّ.

في يوم من الأيام كان سماحة آية الله السيد حسين الكوكمري يدرس كتاب البيع في حرم أمير المؤمنين ـ عليه أفضل صلوات المصلين ـ يومياً يأتي الطلاب ويدرسهم، في يوم من الأيام أتقدم جاء مبكراً، جلس رأى شيخاً كريم العين وبان عليه الفقر يدرس نفس مباحث كتاب البيع، لكن هذا الشيخ الذي كان مغموراً ومطموراً يلقي مطالب راقية وعالية في علم الفقه فأخذ السيد حسين الكوكمري يصغي إلى ما يلقيه ذلك الشيخ فتعجب ووجد أن هذا الشيخ مستواه العلمي أفضل من السيد الذي كان يدرس مباحث البيع، فمن كان ذلك الشيخ؟

إنه الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري، وبعد مدة جاء الطلبة، قالوا: سيدنا تفضلوا بسم الله الرحمن الرحيم درسونا، قال: لا، أنا من اليوم فصاعداً تلميذ معكم أحضر عند هذا الشيخ الجليل، هذا يحتاج إلى نفس راقية وعالية.

الإنسان إذا طلب الحقيقة ونشد الصواب تكون الحكمة ضالة المؤمن أينما طلبها وجدها، فلا تفرطوا ولا تتوانوا في طلب الحقّ، وطلب الصواب.

قال الخواجة نصير الدين الطوسي ـ رحمه الله ـ : <وفائدة المطارحة والمناظرة أقوى من فائدة مجرد التكرار لأن فيه تكراراً مع زيادة> أي فائدة المباحثة التكرار يعني ترسيخ المطلب مع زيادة، ما هي الزيادة؟ التأمل في الفكرة، ونقد المطلب.

<قيل: مطارحة ساعة خيرٌ من تكرار شهر لكن إذا كان مع منصف سليم الطبع> أما إذا كان مع مجادل هذا مراء يقسي القلب، عن رسول الله أبي القاسم محمد أنه قال: <تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فإن الحديث جلاء للقلوب إن القلوب لترين ـ يعني تصدأ ـ كما يرين السيف جلاؤها الحديث> يعني التحدث.

عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال: <إذا اجتمع المسلمان فتذاكروا غفر الله لأبشهما بصاحب>، وفي رواية أخرى عن أمير المؤمنين: <تزاوروا وتذاكروا الحديث فإنكم إن لم تفعلوا يدرس علمكم> يعني ماذا يدرس علمكم؟ تقول اندرس القبر أي زال، اندرس علمكم أي زال علمكم.

قال الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ : <رحم الله عبداً أحيا العلم. قيل: وما إحياؤه؟ قال: أن يذاكر به أهل الدين والورع>، في رواية أخرى عن الإمام الباقر: <تذاكر العلم دراسة والدراسة صلاة حسنة>، الرواية عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : <القلوب تربٌ والعلم غرسها، والمذاكرة ماؤها، فإذا انقطع عن الترب ماؤها جفّ غرسها>، وقال الصادق ـ عليه السلام ـ : <دراسة العلم لقاح المعرفة>.

جيد إلى هنا اتضح أن المذاكرة مفيدة مع من ينشد الصواب، المنصف، طالب الحقيقة، لكن المذاكرة مع المجادل، مع أهل المراء لا تزيد القلب إلا قسوة ولا توصل إلى نتيجة، قال الخواجة نصير الدين الطوسي ـ رحمه الله ـ : <وإياك والمذاكرة مع متعنت> يعني متعصب <غير مستقيم الطبع فإن الطبيعة مسترقة> يعني تسرق.

عن المرء لا تسأل عن قرينه يعني بحكم المجاورة وبحكم الصحبة وبحكم الألفة تنتقل عادة الجدل والمراء من مباحثك المجادل إليك، يقول: <فإن الطبيعة مسترقة> في نسخة الزرنوجي: <مسرقة أو مسرية> يعني يحصل سريان هذه العادة غير الجيدة تنتقل إليك، والأخلاق متعدية، والمجاورة مؤثرة>.

لا تقل سأحافظ على نفسي وأضبط سلوكي مع مرور الزمان يأثر حاول أن تبتعد عن أصحاب الأخلاق الرديئة فإنك ستتأثر شيئاً فشيئاً من حيث لا تشعر.

النقطة الرابعة والثلاثون التأمل والتدقيق.

هذا التأمل والتدقيق يقول الشيخ محمد رضا النعماني في كتابه الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، يقول: كان الشهيد يشتغل بالعلم عشرين ساعة في اليوم يعني يبقى له أربع ساعات هذه الساعات العشرون بين تدريس وكتاب ومذاكرة وتفكير، وكان أكثر الساعات في التفكير.

الشهيد الصدر ـ رحمه الله ـ في صباه كان يومياً يذهب إلى حرم أمير المؤمنين ويقابل الضريح الشريف، ويتأمل ويتفكر في المطالب العلمية وفي الدروس يفكر فيها.

يوم من الأيام مرض الشهيد الصدر ولم يذهب إلى الحرم الشريف، فرأت أمه أمير المؤمنين ـ عليه أفضل صلوات المصلين ـ فقال لها: لم لم يحضر اليوم السيد محمد باقر الصدر إلى الدرس؟! فاتضح أن هذا التفكير عند ضريح أمير المؤمنين لم يكن تفكير مجرد هناك عناية من الأئمة ـ عليهم السلام ـ عناية من أمير المؤمنين.

بعد عيني قلب تريد بعد قصة ثانية:

يوم من الأيام كان طالب يحضر عند الشهيد الصدر هذا الطالب بليد الذهن ما يفهم بسرعة مدة يحضر عند الشهيد الصدر ما يفهم، وفي يوم من الأيام وإذا بهذا الطالب يشكل إشكالات عميقة ودقيقة يشكل إشكال الشهيد الصدر يجاوب ورد يرد الإشكال وهكذا.

إلى أن قال له الشهيد الصدر <الي انطاكـ قاشوقه انطانى الجدر كله>، فسكت ذلك الشيخ، بعد الدرس سألوه لما سكتت، قال: أنا كنت ما افهم شيء ذهبت إلى أمير المؤمنين ـ سلام الله عليه ـ توسلت به تضرعت إليه، يقول: رأيت أمير المؤمنين في المنام، وقد رفع ملعقة خاشوقة واطعمني فتناولت ما في الملعقة بعدها انفتح ذهني صرت أشكل.

الشهيد الصدر قال: الي انطاق خاشوقة يعني من الذي أطعمك بالملعقة انطاني الجدر كله أعطاني الآنية بأكملها يعني مهلا مهلا الله يوفقكم إن شاء الله ويسعدكم.

<التأمل والتدقيق وينبغي لطالب العلم أن يكون متأملاً في جميع الأوقات في دقائق العلوم ويعتاد ذلك فإنما يدرك الدقائق بالتأمل، ولهذا قيل: تأمل تدرك ولابدّ من التأمل قبل الكلام حتى يكون صواباً فإن الكلام كالسهم فلا بدّ من تقويمه بالتأمل قبل الكلام> مثل السهم السهم أولاً تقومه يكون حاد ثم تلقيه حتى يكون ذكره مصيباً، بعضهم أول يتكلم بعدين يفكر، وبعضهم يتكلم وما يفكر بعد يحتاج ـ رحمة الله ـ حتى يفكر لا أولاً فكر ثم تكلم <في أصول الفقه هذا أصل كبير وهو أن يكون كلام الفقيه لمناظره بالتأمل> يعني الفقيه هو من يتأمل ثم يتكلم لا أنه يتكلم ثم يتأمل.

هذا تمام الكلام في النقطة الثالثة والثلاثين والرابعة والثلاثين.

النقطة الخامسة والثلاثون الاستفادة يأتي عليها الكلام وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

 

00:00

20

2023
| نوفمبر
جلسات أخرى من هذه الدورة 19 الجلسة

20

نوفمبر | 2023
  • الكتاب: آداب المتعلمين
  • الجزء

    01

  • 500

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
19 الجلسة