آداب المتعلمين
شیخ الدقاق

012 - النقطة الخامسة والثلاثون الاستفادة

آداب المتعلمين

  • الكتاب: آداب المتعلمين
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    500

20

2023 | نوفمبر
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين. درس الأخلاق كتاب آداب المتعلمين تدريس: الشيخ عبد الله الدقاق الدرس (الثاني عشر): النقطة الخامسة والثلاثون الاستفادة طالب العلم ينبغي أن يكرس سمعه وبصره وكل وجوده للاستفادة، بعضهم يقول: إذا دار الأمر بين البيع والشراء أرجح الشراء لا البيع، إذا دار الأمر بين الإفادة والاستفادة أرجح الاستفادة، ما أبيع معلومات أحاول اشتري المعلومات أتعلم، لذلك ديدن العالم الصمت العالم إذا حضر في محضر عالم يصمت يحاول أن يستفيد أن يتعلم، وأما الجاهل إذا حضر في محضر العالم يتكلم ويحاول يثبت وجوده ويخرج ويتباهى، ويقول: كلمت العالم الفلاني وافهمته واسكته. ينقل إن أحدهم أحد العلماء حضر عند البيروني وهو في حالة الاحتضار، فسأله البيروني وهو يحتضر عن مسألة علمية، فقال العالم للبيروني: هل هذه ساعة مسألة، وأنت في حالة الاحتضار وفراق الدنيا؟ فقال البيروني: أيهما أفضل أن اعلم المسألة وأخرج من الدنيا وأنا اعلمها أم أجهل المسألة وأخرج من الدنيا وأنا جاهل بها؟ فقال العالم: الأفضل أن تخرج من الدنيا وأنت تعلمها. فقال البيروني: إذا أجبني على سؤالي ولا عليك من نزاع الروح والاحتضار، هكذا كان ديدن العالم يكرس نفسه. ووقفوا أسماعهم على العلم النافع هذه من صفات المتقين. يقول الخواجة نصير الدين الطوسي ـ رحمه الله ـ : <ويكون مستفيداً في جميع الأحوال والأوقات ومن جميع الأشخاص، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : <الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها>، وقيل: <خذ ما صفا ودع ما كدر>> يعني خذّ الصافي والناصع وأترك ما فيه كدوره وتلوث <وليس لصحيح البدن والعقل عذرٌ في ترك التعلم>. هناك روايات كثيرة تدل على أن المؤمن ينشد الحكمة والعلم، في الرواية <الحكمة ضالة المؤمن>، وهي حكمة رقم ثمانين من حكم نهج البلاغة ذكرها الشريف الرضي راوياً لها عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ . في بعض الروايات : <فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق الحكمة>. من كلام أمير المؤمنين : <الحكمة ضالة كل مؤمن فخذوها ولو من أفواه المنافقين>. عن أمير المؤمنين : <خذّ الحكمة أنى كانت فإن الحكمة ضالة كل مؤمن>. أحياناً أنت جالس طفل ينطق وتنطق الفطرة على لسانه أو كافر أو عدو الله عزّ وجل ينطقه بالحكمة لهدايتك، لذلك إذا دار الأمر بين الإفادة والاستفادة حاول أن تستفيد، أنت بمحضر عالم إما تفيده أو تستفيد منه حاول تستفيد منه. نعم، لو حضرت في مجتمع جهال هنا يتعين عليك أن تعلمهم وأن تفيدهم. النقطة السادسة والثلاثون الشكر والدعاء كل إنسان له جوارح وله جوانح، جاء في دعاء كميل: <قوي على خدمتك جوارحي واشدد على العزيمة جوانحي> سؤال: ما الفارق بين الجوارح والجوارح؟ الجوارح خارجية كاليد والعين واللسان، والجوانح داخلية كالقلب والضمير. الشكر شكران شكرٌ لفظي وشكرٌ عملي، مثلاً: لو أسدى إليك أحدهم معروف أعانك في مصيبتك، الشكر الأول أن تقول: له شكراً، رحم الله والديك، قضى الله حوائجكم، يعجز لساني عن شكرك، هذا شكرٌ لفظي. الشكر العملي: أن تسعى لقضاء حاجته، الشكر العملي ورد في قوله تعالى: ﴿اعملوا آل داوود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور﴾. مثلاً هذا عنده أولاد وهو قد مات تكفل عياله هذا شكر عملي. أيهما أفضل الشكر اللفظي أو الشكر العملي؟ الشكر العملي أفضل. الآن أنت تشكر الله باللفظ وتشكر الله بالعمل عن طريق مواصلة الدراسة، مواصلة الدراسة والسعي للفهم والجد والاجتهاد هذا شكر عملي. قال الخواجه نصير الدين الطوسي: <وللمتعلم أن يشتغل بالذكر بالشكر باللسان والأركان> الشكر باللسان واضح أشكرك يا الهي على أن وفقتني لتحصيل العلم، الشكر بالأركان يقول: بأن يرى الفهم والعلم من الله يعني يعتقد أن العلم من الله، والفهم من الله، ليس العلم كما في الرواية <ليس العلم بكثرة التعليم والتعلم إنما هو نورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء>. يقول: <ويراعي الفقراء بالمال وغيره> هذا كله شكر عملي المال وغيره كحسن الأخلاق <ويطلب من الله التوفيق والهداية فإن الله تعالى هادٍ لمن استهداه> أي طلب الهداية منه <قال تعالى: ﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه ويهديه إلى صراط مستقيم﴾>. رحمة الله على الوالدة أمي ـ الله يرحمها ـ لما كنت أقول لها أماه الامتحان صعب ما راجعت الامتحان صعب، قالت: أول ما تخرج قابل القبلة قل: توكلت عليك يا حكيم يا عليم، ومن يتوكل على الله فهو حسبه نعم المولى ونعم النصير، وإن شاء الله ترجع متفوقاً ولا تكتفي بالنجاح. والحمد لله يعني الإنسان من يتعوذ يفوض أمره إلى الله، جاء في دعاء عرفة: <أنت الذي أعطيت، أنت الذي مننت، أنت الذي.. أنت الذي.. أنت الذي أغنيت، أنت الذي أقنيت> إذا يعتقد المؤمن في مقام العمل أن الله هو الذي يعطي العلم، هو الذي يرزق الفهم، هو الذي يرزق الحفظ، هذا نوع من أنواع الشكر العملي. النقطة السابعة والثلاثون علو الهمة بنبذ الطمع والبخل أحياناً طالب العلم يصاب بالطمع، هناك رواية مكتوبة في حرم أمير المؤمنين أول ما تدخل رواية عن علي ـ عليه السلام ـ : <أكثر مصارع العقول عند بريق المطامع> يعني الطمع إليه لمعان يلمع يغريك، مثلاً: عندك أموال يأتي شخص تعطيني رأس المال ـ أنت فقير ـ تعطيني رأس المال خلال شهرين أتاجر به وأجيب له لك ضعفين. أنت يلمع الطمع في رأسك تعطيه رأس المال وبعد شهرين لا الضعف ولا رأس المال، لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار. الطمع أغراك، أكثر الناس الطمع يقتلهم، الطمع في المال، الطمع في العلم، وهذا منشأ الحرص والبخل، أنت عالم عندك علم الله من عليك بالعلم، تتذلل إلى هذا التاجر أو الحاكم أو السلطان أو الوجيه تصير ذليل بين يديه. خذوا هذه القصة ذهب الشيخ عباس الصفوي إلى مشهد وذهب قبة الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ ومشى حافي القدمين، من أصفهان عاصمة الدولة الصفوية إلى مشهد، هذه القبة الذهبية بناها الشيخ عباس الصفوي. في طريقه إلى سبزوار حطّ رحله زاره جميع العلماء إلا الملا هادي السبزواري صاحب كتاب المنظومة لم يزر الشاة، فتعجب الشاة لما لم يأتي؟ قالوا: هذا لا يحضر هذا أنت تزوره. فذهب الشاة بوفده إلى الملا هادي السبزواري، الملا هادي السبزواري كان في مزرعته عنده مزرعة يزرع ويعيش من الزرع الذي يزرعه، فجاء الشاة قال: لم لا تغشنا ولم لم تغشانا أيها السبزواري؟ فقال: أيها الشاة عندنا رواية تقول: <إذا رأيت العلماء على أبواب السلاطين فبئس العلماء وبئس الملوك، وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء، فنعم الملوك ونعم العلماء>. ثم قدم الملا هادي السبزواي قرصين من الشعير إلى الشاة تناول الشاة قطعة من الخبز وضعها في فمه، قال: ما شاء الله، هذا خبز لذيذ لم أكل في حياتي خبزاً لذيذاً كهذا الخبز. فقال الملا هادي السبزواري: صحيح، إنك لم تأكل قطّ خبزاً كهذا الخبز لأنه حلال في حلال من مبدأه إلى آخره هذا الشعير زرعته بيدي، ثم حصدته بيدي، ثم طحنته بيدي، ثم خبزته بيدي، فهو حلال في حلال من أوله إلى آخره اذ لم تتوسطه واسطة محرمة، لذلك وجدت لذة الحلال، هكذا كان علماءنا. أحد العلماء المجاهدين قدم إلى مقصلة الإعدام وقبل أن يعدم جيء له بعالم أيضاً، فقال: هذا العالم للعالم الذي سيعدم قل: أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فقال: العالم الذي سيعدم ويحك! قتلنا من أجل لا إله إلا الله، انتهكت أعراضنا من أجل لا إله إلا الله، سلبت أموالنا من أجل لا إله إلا الله، وأنت تسترزق بهاتين الكلمتين. هذا حال الدنيا أحد أساتذتنا في جامعة طهران سماحة الشيخ الدكتور يحيى كبير، يقول: أنا من مشهد، وكنت أدرس آلات زراعية في الجامعة، وأردت أن التحق بالحوزة العلمية في قم، يقول في ذلك الوقت ذهبت إلى كبير العلماء المجاهدين في مشهد كان أيام الشاة، وكان أكبر علماء مشهد المجاهدين سماحة آية الله السيد علي الحسيني الخامنئي ـ دام ظله ـ . يقول ذهبت إلى السيدة الخامنئي ولي أمر المسلمين ذلك الوقت كان عالم مجاهد ضد الشاة، قلت له: سيدنا أنا أريد أن اذهب إلى الحوزة ما هي نصيحتك؟ فقال: تأمل في الحوزة يوجد الحسين بن علي ويوجد شمر بن ذي الجوشن، ليسوا كلهم ملائكة. حاول أن تختار الملاك وتفرز الملك عن الشيطان، وتفرز الحسين بن علي عن شمر بن ذي الجوشن، من أهم أعوان شمر بن ذي الجوشن من كان أسير هواه وأسير الطمع وأسير الحرص. لاحظ العبارة يقول خواجة نصير الدين الطوسي: <وينبغي أن يكون طالب العلم أن يكون ذا همة عالية لا يطمع في أموال الناس، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وسلم: <إياك والطمع فإنه فقر حاضر ولا يبخل بما عنده من المال بل ينفق نفسه وعلى غيره>، قال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : <الناس كلهم في الفقر مخافة الفقر>>. في يوم من الأيام صاحب الكفاية الشيخ محمد كاظم الخرساني صاحب كفاية الأصول كان جالساً مع جمع من طلابه لحظات وإذا برجلٍ قد جاء بمبلغ وسلم الشيخ الخراساني، الشيخ الخراساني أخذ المبلغ وجعله تحت البساط الذي كان جالساً عليه ففرح الطلبة، قالوا: جاء الخير جاء شخص وخمس وإن شاء الله الشيخ الخراساني سيقسم هذا المال علينا وذاك الوقت كان فقر متقع. يقول لحظات وهذا الرجل أسر في إذن الملا محمد كاظم الخراساني تكلم وياه في أذنه وإذا بالشيخ الخراساني يأخذ المال ويرجعه إلى هذا الرجل فأستاء الطلبة. فلما خرج الرجل، قال الطلبة لأستاذهم الشيخ الخراساني: شيخنا كيف تعطيه كل المبلغ لا أقل تعطيه نصفه وتعطينا!! فقال: هذا جاء وخمس عندي ثم همس في أذنه، قال: عندي ولد أريد أزوجه ولا أملك مالاً لتزويجه فدفعت إليه المال. فقالوا: لأقل تعطيه نصفه والنصف الثاني تعطينا إياه. فبكى وأجهش بالبكاء صاحب الكفاية، لما بكى؟ تتصور لماذا بكى؟ قال: لقد تعبت عليكم في تربيتكم علمياً، ولكن للآسف اليوم رسبتم في الامتحان العملي، ولم أتعب عليكم في تربيتكم أخلاقياً ألا تعلمون التوحيد الأفعالي؟! وأن الرزق بيد الله لا بيدي ولا بيد هذا الرجل، الآن من كلامكم اتضح لي لا يوجد عندكم توحيد أفعالي ما تعتقدون أن الرزق بيد الله تعتقدون أن الرزق بيد هذا الرجل أو بيدي، إذاً ينبغي أن أتعب عليكم لتعميق التوحيد الأفعالي. طالب العلم ينبغي هكذا أن يعيش روح التسليم. يقول خواجة نصير الدين الطوسي، قال: <وكانوا في الزمان الأول يتعلمون الحرفة ثم يتعلمون العلم حتى لا يطمعوا في أموال الناس>. الشيخ يوسف البحراني في الحدائق الناظرة، وفي كتبه يقول: <كنت اعمل وادرس> يعمل في بستان ويعيش من كد يده، وفي الحكمة <من استغنى بمال الناس افتقر>، <والعالم إذا كان طامعاً لا تبقى له حرمة العلم فلا يقول بالحق> يصير أسير السلطان والتاجر الفلاني يقول ما يقول له. نسب إلى أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : <دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا تطمع ولا تجمع من المال فلا تجري لمن تجمع، ولا تدري أفي أرضك أم في غيرها تصرع، فإن الرزق مقسومٌ وسوء الحظّ لا ينفع فقير كل من يطمع غني كل من يقنع>. ذكرت لكم قصة السلطان محمود أم لا؟ يلا خذ هذه القصة اليوم درس قصص: في يوم من الأيام السلطان محمود الغزنوي هذا كان شاه في إيران السلطان محمود الغزنوي كان سيدخل قصره على باب القصر يوجد فقيران اثنان: الأول قام باحترام إلى السلطان محمود الغزنوي وجاء بعبارات التمجيد والثناء. الفقير الثاني لم يعبأ بالسلطان محمود الغزنوي وضع رجل على رجل، وقال: محمود آقا خر كيه روز دست خدايه، يقول: محمود حمار من؟ الرزق بيد الله، عندك جرأة هكذا؟ السلطان الشاة. الفقير الأول يمجد والفقير الثاني يقول أنت حمار من؟ الرزق بيد الله لا بيدك. اغتاظ السلطان محمود الغزنوي دخل إلى القصر أمر بدجاجة مشوية إلى الفقير الأول الذي احترمه، وقال اشحنوا بطن هذه الدجاجة بالذهب والمجوهرات، جاؤوا بالدجاجة المشوية المحشية بالذهب والمجوهرات إلى من؟ إلى الفقير الأول الذي كان يمجد. الفقير الأول ما كان يدري أنه في بطنها مجوهرة التفت إلى الفقير الثاني، قال: أنا شبعان للتو أتغذيت تشتريها مني بدرهم. قال: نعم، هذا درهم أعطني الدجاجة أعطاه الدرهم وأخذ الدجاجة وذهب لكي يأكلها، لما أكلها المجوهرات أخذها. السلطان محمود يوم ثاني جاء إلى القصر شاف الفقير الأول فقط الذي يحترم الثاني ما موجود بعد استغنى بالمجوهرات، قال ماذا فعلت بالدجاجة بالأمس؟ قال: أنا كنت شبعان أعطيتها للفقير الثاني. يقولون السلطان محمود: نزع نعله وأخذ يضرب ذلك الفقير، ويقول: محمود آقا خر كيه روز دست خدايه.. محمود آقا خر كيه روز دست خدايه.. من القهر يضربه، ويقول: واقعاً محمود حمار من؟ والرزق بيد الله. إلى الآن إذا تدخلون الدكاكين في إيران يكتبون محمود آقا خر كيه روزى دست خدايه صارت شعار فلا تعتقد أنه الفلوس بإيدك أو بإيد غيرك كلها بإيد ربّ العالمين. الثامن والثلاثون التقدير للتكرار العلم حرف وتكراره ألف يذكر نقطة مهمة يقول: درس الأمس تكرره خمس مرات، وقبل الأمس أربع مرات، وقبل ما قبل الأمس ثلاث مرات، وما قبله مرتين، وما قبله مرة واحدة بعده يرسخ المطلب لاحظ العبارة، قال: <وينبغي لطالب العلم أن يعد ويقدر لنفسه تقديراً في التكرار فإنه لا يستقر قلبه حتى يبلغ ذلك المبلغ وينبغي أن يكرر سبق الأمس> يعني درس الأمس <خمس مرات، وسبق اليوم الذي قبل الأمس أربع مرات، وسبق الذي قبله ثلاثاً، والذي قبله اثنتين، والذي قبله واحدة فهذا أدعى إلى الحفظ>. تعرفون الشيخ الرئيس ابن سينا؟! الشيخ الرئيس ابن سينا يقول: <كل ما عندي كان عندي وعمري ثمانية عشر سنة> رئيس المدرسة المشاية في الفلسفة، يقول ابن سينا: قرأت كتاب أفلاطون أربعين مرة ولم افهمه، أربعين مرة قرأته وما فهمته حتى قرأت كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين، هذا الكتاب إلى الفارابي الجمع بين رأيي الحكيمين الذي هو أفلاطون وأرسطو ففهمت الكتاب. كان أحد أساتذتنا يقول هذا ابن سينا قرأ أربعين مرة وما فهم لكن قل لي حجي حسن كم مرة قرأ؟ حتى مرة واحدة ما يقرأ، التكرار مطلوب. والفارابي وما أدراك ما الفارابي!! تدري الفارابي ماذا كان؟ اقرأوا سيرته الفارابي كان ناطوراً يعني حارس ليلي في بستان في الشام، في دمشق بستان يحرس في الليل بيسهر طول الليل على طلب العلم، إلى أن أخذ يدرس واشتهر، عرفه سيف الدولة الحمداني حاكم حلب قربه وأدناه فاشتهر الفارابي. الفارابي المعلم الثاني المعلم الأول أرسطو طاليس المعلم الثاني الفارابي. تسعة وثلاثين المخافة والإجهار عند التكرار يعني مو تحفظ في قلبك فقط كرر على لسانك إذا تريد تحفظ اكتب أو تلفظ، قال: <وينبغي أن لا يعتاد المخافة في التكرار لأن الدرس والتكرار لابدّ أن يكونا بقوةٍ ونشاط، ولا يشتغل> يعني بالتدريس بالدرس والتحصيل <في حالة نعاس أو غضب أو جوع أو عطش ونحو ذلك، ولا يجهر جهراً> يصارخ يريد يحفظ يصارخ، واحد الآن منكم يروح بعدين للمدرسة يقعد يصارخ، ليش؟ الأستاذ قال: أنه ارفع صوتك، خوب إن أنكر الأصوات لصوت الحمير يعني باعتدال. <ولا يجهر جهراً ولا يجهد نفسه لأن لا يتنفر> مو يتعب على نفسه كثير يضغط عليها تنفض <لأن لا ينقطع عن التكرار فخير الأمور أوسطها>. النقطة الأربعون المداومة على الطلب يعني الاستمرار في العلم ولابدّ له من المداومة في العلم من أول التحصيل إلى آخر العمر إلى آخر نفس يواصل الدراسة. الفصل السادس في التوكل يأتي عليه الكلام صلى على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.
00:00

20

2023
| نوفمبر
جلسات أخرى من هذه الدورة 19 الجلسة

20

نوفمبر | 2023
  • الكتاب: آداب المتعلمين
  • الجزء

    01

  • 500

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
19 الجلسة