آداب المتعلمين
شیخ الدقاق

013 - الفصل السادس في التوكل

آداب المتعلمين

  • الكتاب: آداب المتعلمين
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    500

20

2023 | نوفمبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

درس الأخلاق

كتاب آداب المتعلمين

تدريس: الشيخ عبد الله الدقاق

الدرس (الثالث عشر): الفصل السادس في التوكل

انتهينا بحمد الله عزّ وجل من أربعين نقطة من النقاط الستين التي ذكرها المحقق الخواجة نصير الدين الطوسي في كتابه آداب المتعلمين يعني قطعنا قرابة ثلثي الكتاب بقي الثلث الأخير.

النقطة الحادية والأربعون اقتصاد الطالب.

قال الخواجة نصير الدين الطوسي ـ رحمه الله ـ :

<لابدّ لطالب العلم من التوكل في طلب العلم، ولا يهتم لأمور الرزق، ولا يشغل قلبه بذلك ويصبر لأن طلب العلم أمرٌ عظيم، وفي تعب تحصيله أجرٌ قوي، وهو أفضل من قراءة القرآن عند أكثر العلماء، فمن صبر على ذلك وجد لذته تفوق سائر لذات الدنيا، ولذا كان محمد بن الحسن إذا سهر الليالي وانحل له المشكلات، يقول: أين أبناء الملوك من هذه اللذة؟>.

بعض الروايات الشريفة أشارت إلى أن رزق طالب العلم مكفول وأن الله تبارك وتعالى قد تكفل برزقه، منها ما روي عن رسول ـ صلى الله عليه وآله ـ أنه قال: <من طلب العلم تكفل الله برزقه>.

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : <الدنيا فما كان منها لك اتاك على ضعفك، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك، ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه، ومن رضي بما رزق الله تعالى قررت عينه>.

 

الشعر المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين:

عليك بتقوى الله إن كنت غافلاً

يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري

ومن ظن أن الرزق يأتي بقوةٍ

ما أكل العصفور شيئاً مع النسر

تزود من الدنيا فإنك لا تدري

إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر؟

فمن عاش ألفاً وألفين

فلابد من يوم يسير إلى القبر

أيضاً في هذه الأبيات:

فكم صحيح مات من غير علة

وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر

الأيام دول من التداول، والدوام للدائم

العدل لا يبقى ولو بقى عمر

والظلم لا يبقى ولو بقى دمر

وتلك الأيام نداولها بين الناس

الدنيا دار ابتلاء، الله عزّ وجل يبتليك بالغناء ويبتليك بالفقر، ويبتليك بالظالم ويبتليك بالعادل، إذا الحاكم ظالم هذا بلاء تصبر أو لا؟ إذا الحاكم عادل أيضاً تنصره أم لا؟ الدنيا دار ابتلاء.

فما هو أفضل شيء يمتطى في البلاء؟

الآن أنت إذا مسافر تحتاج إلى مطية تمتطيها يعني دابة تركبها في الزمن السابق البغال والحمير والخيول الناقة، يقال لها: مطية، تمتطى.

في السفر تحتاج إلى دابة تمتطيها في هذا الزمن الطائرة القطار السيارة، في قطار ابتلاء الدنيا، ما هي مطية الدنيا؟ ما هي المطية؟ أفضل مطية تمتطيها في الدنيا؟

الصبر إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، من صبر ظفر، يا أخي صبرت لو ما صبرت غصباً عليك بيجري القضاء، إذا ما صبرت وجزعت تكتسب إثم، وإذا صبرت تكتسب ثواب.

قال علي ـ عليه السلام ـ : <الصبر مطية لا تكبو> يعني ماذا لا تكبو؟

الدابة تكبو يعني قد تقع، الصبر مطية لا تكبو، بعد لا تنحني، والقناعة سيفٌ لا ينبو يعني لا ينكسر.

وهناك عدة أبيات في فضل القناعة، هذا منسوب إلى أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ :

ألا فاصبر على الحدث الجليل

وداوي جواك بالصبر الجميل

ولا تجزع وإن أعسرت يوماً

فقد أيسرت في الزمن الطويل

ولا تيأس فإن اليأس كفر

لعل الله يغني من قليل

ولا تظن بربك غير خير

فإن الله أولى بالجميل

وإن العسر يتبعه يسار

وقول الله أصدق كل قيل

<القناعة كنزٌ لا ينفذ أو لا يفنى> كما في قصار حكم نهج البلاغة.

يقول:

<ولذا كان محمد بن الحسن> ما المراد بمحمد بن الحسن؟

هذا أصل كتاب آداب المتعلمين كتاب الزرنوجي أحد العامة اختصره خواجة نصير الدين الطوسي، فإذا كان المراد محمد بن الحسن الوارد في الزنوجي، يراد به محمد بن الحسن الشيباني، وهو من أتباع أبي حنيفة النعمان الفقيه الأول من الفقهاء الأربعة لأئمة العامة.

لكن في بعض النسخ ورد هكذا:

محمد بن الحسن الطوسي ـ رحمة الله عليه ـ فهذا يعني أن الخواجة نصير الدين الطوسي يقصد نفسه، ولا مانع من الجمع أن خواجة نصير الدين الطوسي جرى على ما جرى عليه الشيباني، يقولون:

هكذا كان خواجة نصير الدين الطوسي إذا حل معضلة رياضية يصعد إلى أعلى السطح ويصرخ أين الملوك وأبناء الملوك؟ من هذه اللذة لكن أنى لهم أن يدركوا هذه اللذة؟ مثال الكثير من الملوك والظلمة، مثال: الدار والحمار القصة المعروفة ذكرناها هذه لو ما ذكرناها؟ هذه يذكرها الخواجة نصير الدين الطوسي يقول:

في يوم من الأيام أرادوا أن يرقوا الحمار فصعدوا بالحمار إلى أعلى سطح الدار وأرادوا أن يمتعوا منظره فجعلوه يطيل على بستان فيه أنهار وبحيرات وأشجار وأغصان فظن الحمار أنه في نفس مستواها فأخذ يركض لكي يخرج إلى البستان.

لكنه اصطدم بوجود حائط يمنعه من الوقوع فأخذ يناطل ويضرب على السقف إلى أن انهدم السقف ومات الحمار.

هكذا الشخص الذي هو حمار إذا تجعله في موضع الحكم، يخرب الأمة يخرب السقف ويقتل نفسه، فصار مثل يضرب به أنه إذا واحد حمار تخليه في غير موقعه يخرب الموقع ويقتل نفسه، مثل حمار الدار حمار السطح الذي ذكره الخواجة نصير الدين الطوسي.

النقطة الثانية والأربعون انحصار الاشتغال بالعلوم.

<وينبغي ألا يشتغل بشيء ولا يعرض عن الفقه والتفسير والحديث وعلم القرآن>.

أتذكر أول ما جيت إلى الحوزة كان أحد أساتذتي يقول لي: أكثر شيء يخرب الطالب العلاقات، يمشي ويصادق، يمشي يفتح علاقات، أنت توك الآن طالب في مرحلة الدراسة، أنت تحتاج أن تعتكف على الكتاب، هذا صار وزير الخارجية مسؤول العلاقات العامة، ما خلى أحد إلا خلاه في كيسه ما يدرس.

وين رايح؟ أصفهان، وين رايح؟ مشهد، وين رايح؟ طهران، وين رايح؟ شيراز، أنت متى تقعد في قرآن؟ عندي صديق هناك في شيراز، ما يدرس الضرورة تقدر بقدرها، بعد ذلك لما تكبر يصير لك شأنك بحاجة إلى هذه العلاقات بحاجة إلى هذه الصدقات.

لكن أنت الآن ولد يافع ثمانية عشر سنة عشرين سنة خلي يشتد عودك بالدارسة لذلك طالب العلم في بداية دراسة ينبغي أن يلقي بكل ثقله في العلم والعبادة في تعلم والتهجد.

جيد العلوم كثيرة ما هو أبرزها؟

أبرزها أبرز العلوم الدينية الفقه والتفسير والحديث وعلم القرآن يعني المصدران يدرس المصدرين الأساسيين: التفسير علوم القرآن وعلوم الحديث الكتاب والسنة، وما يتفرع عليهما من علم الفقه والعقائد والأخلاق وإلا العلوم كثيرة لكن هذا أهم العلوم الدينية.

وهذا يقودنا إلى بحث مثلاً هل الفلسفة إسلامية أو تأسلمت؟ مثل الآن الإدارة تجي تكتب كتاب في الإدارة أو الإعلام هل علم الإدارة أو الإعلام أو الفلسفة ها هذا علم إسلامي يعني الإسلام أسسه؟ فمثلاً علم الفقه إسلامي الإسلام أسسه، علم العقائد والكلام إسلامي، علم الحديث حديث رسول الله إسلامي، علم التفسير إسلامي، لكن الفلسفة كانت موجودة من اليونان علماء المسلمين اسلموها، ففرقٌ بين العلم الإسلامي والعلم المؤسلم، وهذا مقولة تبحث هل الفلسفة إسلامية أو تم اسلمتها؟ بحث آخر.

هنا ركز على العلوم التي أصولها إسلامية: القرآن، الحديث، الفقه، التفسير هذه علوم إسلامية.

طبعاً هناك علوم إسلامية وهناك علوم إنسانية مثل: علم النفس، علم الاجتماع، الإدارة، الإعلام، السياسة، الاقتصاد، الفلسفة، تاريخ يدرجونه في العلوم الإنسانية.

القسم الثالث علوم اللغات واحد بيتخصص في اللغات.

القسم الرابع علوم حرفية حرفة من الحرف.

القسم الخامس علوم فنية هندسية، هندسة كمبيوتر، هندسة معلومات، هندسة مدنية، هندسة معمارية.

أنت ينبغي أن تحدد الدائرة التي تخصص فيها يقول علي ـ عليه السلام ـ : <خذوا من العلم انفعه فإن العلم كثير والعمر قصير> أنت تريد تصير طبيب مهندس وفيلسوف وعالم نفس وعالم اجتماع وإعلامي، ما شاء الله أنت جامع الشرائط كامل أخاف بعدين أنه كلها عندك وفقه ما عندك ينبغي أن تركز على العلوم أنت عالم دين عالم دين ينبغي أن تلم بأمهات العلوم الدينية والمسائل الدينية.

هذا تمام الكلام في الفصل السادس.

الفصل السابع في وقت التحصيل

النقطة والأربعون وقت الطلب واستغلاله

في الرواية: <اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد>.

ما هو المهد؟

ما يوضع فيه الرضيع.

ما هو اللحد؟

القبر يعني هذه كناية من بداية عمرك إلى نهايته، لأن العلم إن أعطيته كلك أعطاك بعضه.

يقول الخواجة نصير الدين الطوبسي:

<قيل: وقت الطلب من المهد إلى اللحد، وأفضل أوقاته شرخ الشباب>.

ما المراد بالشرخ؟

الغصن، تقول: شرخ أو شمراخ من شجرة يعني غصن من شجرة، مو يقولون الخطباء في علي الأكبر: جاسم بطل شنه غصن لوز، جاسم بطل شنه غصن موز، لأن غصن الموز غض طري إذا تعصره كله ماي، المزارعين يعرفون هذا الشيء.

يقول: <شرخ الشباب> يعني أنت غض طري، مو يقولون أنه هو صلاة الليل تأتي بها في وقتها إلا إذا كان شاب غض طري فإنه يجوز له أن يقدمها أو يقضيها لرطوبة رأسه، يعني شاب رأسه رطب بعده غض طري ينام مو مثل الختيار الشايب كبير السن نومه قليل.

يقول:

<وأفضل أوقاته شرخ الشباب، ووقت السحر وما بين العشائين وينبغي أن يستغرق جميع أوقاته>.

هذا أوقات سبحان الله الذهن يكون فيها منفتح وقت السحر قبيل صلاة الفجر بساعة ساعتين الذهن ينفتح، ما بين الطلوعين طلوع الفجر وطلوع الشمس الذهن ينفتح، يعني قبل وبعد صلاة الصبح الذهن صافي لأن البدن نام والمعدة معتدلة لا فيها أكل زايد ولا أكل قليل، وأيضا بعد صلاة المغرب بين صلاة المغرب والعشاء يعني ساعة كانوا يفصلون بين الصلاتين وبين الصلاتين يتدارسون العلم هذه أفضل وقتين إلى الحفظ والفهم بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب.

لذلك كان متداول في الحوزات العلمية في النجف الأشرف الدرس بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب.

أربعة وأربعين التنوع لدفع الملل

يا أخي أنت كله تدرس نحو نحو نحو تمل! كله منطق! كله فلسفة! نوع: درس فقه، درس فلسفة، درس عرفان، درس تفسير هذا التنوع يفتح شهية النفس.

يقول علي ـ عليه السلام ـ : <روحوا أنفسكم ببديع الحكمة فإنها تكل كما تكل الأبدان> يعني النفس تكل وتمل كما تمل الأبدان.

<فإذا مل من علم اشتغل بعلم آخر، وكان محمد بن الحسن لا ينام الليل، وكان يضع عنده دفاتر فكان إذا ملّ من نوعٍ ينظر في نوع آخر> مراد محمد بن حسن الشيباني.

رحمة الله على المرجع الكبير السيد محسن الحكيم، سيد محسن مرض مرض شديد جيء له بطبيب، فقال الطبيب هذا إذا يستمر ستة شهور يموت، وما الحل؟ قال نصيحتي أن تأخذوه إلى مكان أخضر وتفرغوه من أعباء المرجعية وإن استطعتم أن تزوجوه فزوجوه.

فأخذوه إلى لبنان وزوجوه لبنانية غير الزوجة العراقية أم سيد يوسف الحكيم سيد يوسف الحكيم أكبر أبناءه من العراقية والسيد محمد باقر الحكيم من اللبنانية رجع اشتغل عشرين سنة.

في الرواية هكذا <لا ينبغي للمؤمن أن يذهب إلا في ثلاث: مرمة لمعاش أو علم في استعمال أو لذة في غير محرم، وإنه ليستعين بهذه الساعة على تلك الساعتين> لا تضغط على نفسك كثيراً لكن نحن إفراط وتفريط واحد كله ترويح عن النفس ويستدل بهذه الرواية كله ترويح عن نفسه، وواحد بالعكس كله يضغط على نفسه ما يصير تحتاج أن تروح عن نفسك.

الخامسة والأربعون مدافعة النوم

<وكان يضع عنده الماء، ويزيل نومه بالماء، وكان يقول: النوم من الحرارة> يزيل الماء مو بشربه إذا شربه زادت الرطوبة المراد يغسل وجهه يغسل عينيه.

هذه مدافعة النوم والماء يا أخي صاحب الميزان السيد محمد حسين الطباطبائي كان يدرس في القيض وفي الحرّ الشديد كان إذا يذهب الأستاذ لثياب تصير كلها عرق تخرج الرائحة النتنة، فكان يمشي مسافة ويروح وينقع نفسه في عين، ويجلس في الشمس حتى تجف الثياب، ثم يذهب إلى الأستاذ وهو بمظهر نظيف هكذا كان علماءنا جدّ واجتهاد.

الفصل الثامن في الشفقة والنصيحة

النقطة السادسة والأربعون طلب الكمال

يا أخي أغلب الناس أغلب الناس عرضة بين ذنبين: الأول العجب، الثاني الحسد.

من أنعم الله عليه، مثلاً: الله أعطاه علم، الله أعطاه ذكاء، أعطاه زوجة، أعطاه أولاد، أعطاه أموال، أعطاه جاه هذا عرضة إلى العجب، الكبر، الاعتداد بالنفس، الغرور، الخيلاء، تحقير الناس.

ومن حرم هذه النعمة ما عنده ذكاء، ما عنده أموال، ما عنده زوجة، ما عنده أولاد، ما عنده جاه يحسد يصير عرضة إلى حسد من أنعم الله عليه، يقول: فلان شفيه أزيد مني؟! حتى الله يعطيه وما يعطيني فيتمنى زوال نعمته.

طالب العلم أكثر الناس عرضة لهذين الذنبين، إذا الله وفقه وصار مدرس وذكي وعنده طلاب وعنده جاه وعنده أتباع يصير عنده غرور واعتداد بالنفس وتكبر، الثاني الذي ما صار إليه يحسده ويتمنى زوال نعمته فلنتجنب هذين الذنبين.

وهذه أساس الكبائر أوائل الذنوب أوائل الذنوب ثلاثة:

أول ذنب الكبر وهو السبب في خروج إبليس من الجنة.

ثاني ذنب الحرص وهو السبب في خروج آدم وحواء من الجنة حرصا على الأكل من الشجرة.

ثالث ذنب الحسد وهو الذي أوجب أن يقتل قابيل أخاه هابيل.

فتجنبوا هذه الأمور الثلاثة: الكبر والحرص والحسد هذه أمور نفسانية خلك تطلب الكمال اطلب من الله الله عزّ وجل الذي أعطاه يعطيك لا تصير ضيق العين والقلب.

قال الخواجة نصير الدين الطوسي:

<ينبغي أن يكون صاحب العلم مشفقاً ناصحاً غير حاسدٍ فالحسد يضر ولا ينفع بل يسعى بنية تحصيل الكمال>.

النقطة السابعة والأربعون شفقة المعلم

احنا الكتاب اسمه آداب متعلمين وليس آداب معلمين خواجة نصير الدين الطوسي ذكر ستين نقطة تسعة وخمسين منها متعلمين واحد منها إلى المعلم هي رقم سبعة وأربعين، شفقة المعلم يعني يكون شفوق عليهم كيف الأب شفيق على ابنه؟ يقدم ابنه عليه يتمنى الإنسان ما يتمنى للآخرين أحسن منه لكن الأب والأم يتمنون أن الولد يصير أحسن منهم كذلك الأستاذ والمعلم يتمنى أن تلاميذه يصيرون أفضل منه.

قال:

<وينبغي أن تكون همة المعلم أن يصير المتعلم في قرنه عالماً> يعني ماذا في قرنه؟

نعم، في زمانه في قرنه بعد ما تعيش أنت أكثر من قرن يعني في زمانه يعني يصير عالم زمانه عالم قرنه، قدموا وأخر تصير العبارة واضحة: وينبغي أن يكون همة المعلم أن يصير المتعلم عالماً في قرنه يعني عالم زمانه.

<ويشفق على تلاميذه بحيث فاق علماء العالم> يعني يتمنى أنه يكون تلميذه يفوق علماء العالم.

ثمانية وأربعين ترك النزاع والمخاصمة

الجدل والمراء ما في فائدة، ناس تعودوا يتجادلون يتناقشون خصوصاً الطلبة في بداية حياتهم كل واحد يريد يثبت وجوده ويريد يثبت..

يقول المرحوم سماحة آية الله الشيخ إبراهيم الأميني يقول:

صار مجلس الفاتحة في قم وجلس السيد محمد حسين الطباطبائي إلى جانب الإمام الخميني في مجلس الفاتحة وأحببت أن اعرف الأعلم منهما في الفلسفة، فجئت وطرحت سؤال عليهما ولم أوجهه إلى واحد منهما.

فنظر السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب الميزان إلى الإمام الخميني وتبسم، فتبسم له الإمام الخميني وأذن له بالجواب فأجاب صاحب الميزان ولم يعلق على جوابه الإمام الخميني.

يقول: ثم سألت السؤال الثاني سؤال فلسفي، ولم أوجهه إلى واحد منهما بالخصوص بل إلى كليهما..

يقول:: فتبسم الإمام الخميني لصاحب الميزان صاحب الميزان تبسم له وأذن له فأجاب الامام الخميني ولم يعلق صاحب الميزان على جواب الإمام الخميني.

فعلمت أنهما قد وصلا إلى مرتبة عالية من تهذيب النفس بحيث لا أستطيع أن أحدث الاشتباك العلمي بينهما لكن أحياناً واحد يجاوب أو واحد يسأل يسأل شخص أروح أجاوب بدلاً عنه، هذا غير صحيح ليس من آداب المناظرة والحديث.

يقول:

<وينبغي لطالب العلم أن لا ينازع أحداً ولا يخاصمه لأنه يضيع أوقاته فالمحسن سيجزى بإحسانه والمسيء ستكفيه مسائته. قيل: عليك أن تشتغل بمصالح نفسك لا بقهر عدوك، فإذا قمت بمصالح نفسك تضمن ذلك قهر عدوك>.

رحمة الله على السيد الخوئي طول عمره لم يذكر أحداً بسوء طول عمره، اثنين تسعين سنة عاش ما ذكر أحد بسوء، كان يقول: إذا وضعت في قبري سـأسأل عن عملي ولن أسأل عن عمل غيري فيكفي أن اهتم بعمل نفسي واشتغل بعيوب نفسي عن عيوب غيري.

يقول الخواجة نصير الدين الطوسي:

<وإياك والمعاداة فإنها تفضحك وتضيع أوقاتك وعليك بالتحمل لا سيما من السفهاء>.

يخاطبني السفيه بكل قبح

فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلما

كعود زاده الإحراق طيبا

النقطة تسعة وأربعين والأخيرة في هذا الفصل الابتعاد عن سوء الظن

منشأ سوء الظن خبث السريرة في واحد قلب أسود دائماً يسيء الظن.

يقول:

<وإياك أن تظن بالمؤمن سوء فإنه منشأ العداوة ولا يحل ذلك لقوله ـ صلى الله عليه وآله ـ : <ظنوا بالمؤمنين خيراً، وإنما ينشأ ذلك من خبث النية وسوء السريرة>.

هذا تمام الكلام في الفصل الثامن.

الفصل التاسع في الاستفادة يأتي عليه الكلام وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

00:00

20

2023
| نوفمبر
جلسات أخرى من هذه الدورة 19 الجلسة

20

نوفمبر | 2023
  • الكتاب: آداب المتعلمين
  • الجزء

    01

  • 500

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
19 الجلسة