بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

الدرس (السابع عشر): النقطة السابعة والخمسون أسباب النسيان

تطرقنا في الدرس السابق إلى أحد عشر سبب من أسباب الحفظ في هذا الدرس نتطرق إلى عشرة أسباب من أسباب النسيان.

قال الخواجه نصير الدين الطوسي ـ رحمه الله ـ :

<وأما ما يورث النسيان فالمعاصي> أول ما ذكر المعاصي وكيع بن الجراح هو محدث أهل العراق ولد سنة مئة وتسعة وعشرين هجرية وتوفي مئة وستة وتسعين هجرية ويقال مئة وسبعة وتسعين هجرية إذا هو من العلماء القدماء.

شكى له أحدهم سوء حفظه، فقال له: أترك المعاصي ثم ذكرت هذه الأبيات:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال بأن العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي

طبعاً هذه الأبيات نقلت بعدة مقولات نظم الشافعي الإمام محمد بن إدريس الشافعي شعراً فقال:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأومئ بي إلى ترك المعاص

وقال بأن حفظ الشيء فضل وفضل الله لا يؤتاه عاصي

وفي الديوان:

وقال بأن حفظ الشيء نور ونور الله لا يهدى لعاصي

والسر في ذلك: أن من يترك المعاصي تحصل له نورانية وطهارة يصير القلب خال من الشوائب فتتهيأ الأرضية لتلقي الفضائل والمناقب.

الثاني هو كثرة الهموم والأحزان في أمور الدنيا.

في الرواية عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : <تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم فإنه من أقبل على الله عزّ وجل بقلبه جعل الله قلوب العباد منقادة إليه بالبر والرحمة، وكان إليه بكل خير أسرع>.

قال أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : <اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين>.

الدنيا دار ابتلاء الدنيا قائمة على سنة الابتلاء إما أن يعطيك الله فتشكر أو يحرمك فتصبر إذا أنت بحاجة إلى نعمتين: نعمة الشكر ونعمة الصبر، إذا أنعم الله على العبد أكثر ما يحتاج إلى الشكر دوام النعمة بشكرها، وإذا حرم العبد فهو بحاجة إلى الصبر.

طبعاً الشكر أنت بحاجة في السراء والضراء وكذلك الصبر في السراء والضراء ولكن أكثر ما تحتاج إلى الشكر عند الرخاء وأكثر ما تحتاج إلى الصبر عند الشدة.

في الرواية <إذا دعا المؤمن وارتفع دعاؤه إلى السماء، قالت الملائكة: هذا صوت غير معروف ردوا دعائه، وإما إذا كان يديم الدعاء في السراء والضراء في الشدة والرخاء، قالت الملائكة: صوتٌ معروف أجيبوا دعائه>.

إنصافاً من خلال اختلاط المجتمع تجد بعض الناس نظارة سوداوية يلبس نظارة سوداء دائماً خائف على رزقه خايف على منصبه هو عنده فلوس أزيد منك في البنك يمكن عنده فلوس تسد بحور لكن دائما في قلق دائما في هم وغم.

وقد الإنسان فقيراً في واحد فقير كان يغسل سيارات كانوا يسمونه بى غم يعني بدون غم يروح يغسل السيارة يعطونه دينار يأخذ الدينار ويروح يشتري قرص خبز ويرجع إلى بيتهم مستأنس لأنه لا يحمل هم ينام وهو يمشي ينام وهو على البايسكل ما عند هم وغم.

هي النفس ما عودتها تتعود

البعض دائما هم وغم وعنده وسوسة وخايف على مستقبله وخايف على أموال وخايف على منصبه ويحاتي أولاده ما ينام ما يرتاح.

اعرف بعضهم ما ينام إلا إذا يدلكونه تدليك خاص يريح أعصابه ويشرب أقراص حبوب مسكن حتى ينام وعنده كل شي عنده سيارة وبيت وأولاد وكل شي لكن قلبه مشحون هموم.

اسمع هذه الرواية <جاء رجل إلى رسول الله أبي القاسم محمد، قال يا رسول الله إن لي امرأة إذا خرجت شيعتني وإذا رجعت استقبلتني وإذا رأيتني يوماً مهموماً محزوناً قالت: ما بك يا ابن العم؟ إن كنت مهتماً لرزقك فقد تكفل به غيرك وإن كنت مهموماً لآخرتك فزادك الله هما.

ثم قال يا رسول الله ما أجرها؟

فقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : بشرها بالجنة وقل لها إنك عاملة من عمال الله> هذه نفسية.

اعرف واحد هو وزوجته مئة وثمانين درجة زوجته من أهل التوكل وأهل اليقين وأهل الصوم ولا يوجد عندها هم ولا غم كلها توكل على الله عزّ وجل وثقة بالله، زوجها بالعكس الزوجة فقيرة مادياً لكنها غنية معنوياً، الزوج غني مادياً لكنه فقير معنوياً دائماً يستشعر حالة الفقر والفاقة والهم والغم ما يرتاح، هذا إذا قلبه مشحون بالهموم والغموم كيف يدرس؟! ما يستطيع يدرس.

أتذكر أول ما جينا كان أحد زملائي قل لي شيخنا ما تفكر في البحرين؟ لا لا ما افكر يعني هذه قبل ثلاثين سنة، يقول: أنا في كل يوم في كل لحظة أفكر في البحرين.

قلت له: لن تستطع مواصلة الدرس في قم المقدسة، فعلاً رجع للبحرين وترك قلبه دائماً مشغول.

<الثالث وكثرة الاشتغال والعلائق> يعني عنده أشغال كثيرة.

كان أحد أساتذتنا ـ حفظه الله ـ يقول لي: أول ما أجيت أكبر آفة لطالب العلم في بداية دراسته كثرت العلاقات جايب صديق ورايح صديق ومار على واحد ومار عليه واحد متى يدرس هذا؟ هذا صار مسؤول الدبلوماسية وزير الخارجية ورائد العلاقات العامة ما يدرس.

أنت في بداية دراساتك بحاجة إلى تخفيف العلاقة بس لا تكون انطوائياً الإسلام ليس دائماً ما تعرف إلا اسمك ماسك الكتاب وما تعرف أي أحد وما أحد ينأس يكلمك من يكلمك أحد لا تخرب عليه الدراسة هذا مو صحيح لا إفراط ولا تفريط.

بعضهم ما يعرف إلا مسنده وكتابة هذا مع مرور الزمن ما يستطيع يتعامل ويا المجتمع لأنه تعامل مع جوامد ما تعامل مع الإنسان والبشر، وبعضهم ما شاء الله علاقاته كثيرة مشاغله كثيرة خاصة في بداية الدراسة وفي سن الحداثة بحاجة إلى تقليل العلائق أن تكون كل علائقك في الوجود العلمي لا المادي دراسة مباحثة تدريس والباقي بمقدار الضرورة ثم بعد ذلك شيئاً فشيئاً بعد ذلك.

أنت لا تقيس تقول آية الله فلان المرجع الفلاني بعد أن درس في شبابه ولما تفرغ بعد ذلك بعد مقتضى العمل الاجتماعي والعمل الديني أن تكون لديه علائق وزيارات وجلسات عامة.

البعض يقول أنا بداية دراستي عشر سنوات لا أصادق أحد لا أكلم أحد لا

لا أهل أهلي ولا الأولاد أولادي إذا دنا يوم تحصيل العلا داني

أنت ايش ضمنك أنك تدرس عشر سنوات إذا استمريت عشر سنوات ما تعرف إلا كتابك يمكن بقية الخمسين سنة ما تعرف إلا كتابك ما تعرف أحد.

لذلك أوصي الطلبة أن يدرسوا جيداً لكن تكون عندهم فعاليات اجتماع يعملون في الحسينية أفضل شيء مأتم سيد الشهداء اشتغل في الحسينية الضرورات تقدر بقدرها كالملح في الطعام الملح إذا زايد يجيب لك ضغط لكن إذا ما صخ إذا ما في ملح ما تقدر تأكل يصير ما صخ طعام أنت الآن تخلي كل ثقلك في طلب العلم المشاغل بمقدار الضرورة.

يقول:

<وقد ذكرنا أنه لا ينبغي للعاقل أن يهتم بأمور الدنيا لأنه يضر ولا يفهم وهموم الدنيا لا تخلو عن الظلمة في القلب وهموم الآخرة لا تخلو عن النور في القلب وتحصيل العلوم ينفي الهم والحزن> لماذا؟ لأن العلم معرفة كل ما يصير الإنسان عالم تنكشف له حقائق الأمور يعي حقيقة الحياة الدنيا ويعي حقيقة هذه المشاغل والهموم.

يا إخوة يا أحبة أوتعلمون منشأ أكثر المشاكل وأكثر الأشياء؟ منشأه أن ترى نفسك شيئاً، إذا ترى نفسك شيء وقادر على شيء تأتيك الهموم، ولكن إذا لم ترى نفسك شيئاً وأنك عبد فقير مسكين مستكين لا حول لك ولا قوة وأنك محتاج إلى رحمة ربك وأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين يصير عندك يقين واطمئنان.

منشأ المشاكل أن تعتقد أن أنت قادر على كل شيء، القادر على كل شيء هو الله ولست أنت فبنعمة التوكل على الله والثقة به يحصل للاطمئنان ألا بذكر الله تطمئئن القلوب.

<الرابع وأكل الكزبرة> ما هي الكزبرة؟ باللهجة السورية الكزبرة وباللهجة البحرانية التابل والتابل والكزبرة أخ البقدونس شكلهما واحد لكن ورق البقدونس الذي يعملون منه التبولة هذا البقدونس ورقة طويل والكزبرة ورقة صغير شكلهم واحد لكن تفرق بينهما في طول ورقة البقدونس وصغر ورقة التابل والكزبرة هذا الكزبرة في أين مفيد؟

إذا واحد في رياح في بطنه ويريد يطلع الرياح يقولون له ماء التابل.

والبقدونس يفيد في ماذا؟

في تنظيف الكلية تسخن البقدونس يغلي يومية على الريق تشرب ماء البقدونس هذا ينظف الكلية، انظر إلى الأوساخ التي تخرج من الكلية فالكزبرة لطرد الغازات والبقدونس لطرد الفضلات العالقة في الكلية بعد انتهى برنامج طبيبك معك، الفارق بينهم في الطعم والرائحة ورائحة التابل والكزبرة قوية، لذلك ما يضعونه في التبولة يضعون في التبولة البقدونس.

روى الصدوق مسنداً إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ أنه قال: <تسعة أشياء يورثن النسيان أكل التفاح الحامض وأكل الكزبرة والجبن وسؤر الفأرة وقراءة كتابة القبور والمشي بين امرأتين وطرح القملة والحجامة في النقرة والبول في الماء الراكد> أي الماء الواقف دون الماء المتحرك، الحجامة في النقرة النقرة خلف الرأس بحراني ما يقولون صندمة صدمتها ها هذه النقرة الحجامة فيها تورث النسيان النبي وين كان يحتجم؟ في الرأس أو الظهر؟

النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يحتجم في الرأس وين؟ في المأمومة مقدم الرأس أمام الرأس هذه إذا تحتجم في الرأس مقدم الرأس هذه تقوي الحفظ والذاكرة تقوي النظر تشد الذهن والأعصاب تخفف الضغط ضغط الدم، لكن في النقرة خلف الرأس مما يلي الرقبة أي مكان مرتفع في نتوء يصير فيه مؤخر الرأس هذا النقرة هنا هذا يورث النسيان.

الخامس والتفاح الحامض، عندنا تفاح حلو يا حلو مثل التفاح الأحمر التفاح الأصفر وعندنا تفاح حامض كالتفاح الأخضر لذلك هذا التفاح الحامض ليس جيداً للحامل قد يسقطها وأيضاً يورث النسيان.

السادس والنظر إلى المصلوب يعني شخص صلبوه أنت تسعى لرؤية المصلوب هذا له حكم شرعي في الفهم من سعى عمداً لرؤية المصلوب وجب عليه الغسل، بعض الفقهاء يرى الوجوب من تعمد السعي لرؤية المصلوب يجب الغسل بعضهم يرى الاستحباب.

النظر إلى المصلوب أنت تذهب وتنظر إلى المصلوب هذا يورث النسيان اذكر أول يوم حضرنا فيه بحث كفاية أصول أول درس في الكفاية كانوا شنقوا شخص مقابل مجمع الذهب في قم مجمع ابن بابويه القمي والد الصدوق مجمع ذهب في قم مقابل مقبرة شيخان وسوق شيخان.

في ذلك الوقت جاء جمع من المسلحين ودخلوا السوق وسرقوا السوق في وضح النهار فهاجمهم الناس لما هاجموا الناس أطلقوا الرصاص في الهواء وكانوا يعتقدون أن النفس ستفر، لكن القميين هجموا عليهم.

لما هجم عليهم قتلوا أربعة أشخاص واحد منهم خادم الحرم الشريف واقف مع زوجته ينتظر سيارة وضعوا المسدس في رأسه وقتلوه.

بعد انتشر الرعب في ذلك الوقت اعتقلوهم، قالوا: إن شاء الله سنعدمهم في يوم أربعين الشهداء في اليوم الأربعين جاؤوا لرافعة وشنقوهم اثنينهم.

الرواية تقول: <حد يمنع يمنع قطر السماء أربعين صباحاً> كانت الناس تخاف تروح لسوق الذهب لما شنقوهم عم الهدوء والاطمئنان الناس راحت سوق الذهب.

هذا المشنوق الوحيد في حياتي الذي شفناه يعني رحنا شفناه بس هذا مشنوق مو مصلوب، بارك الله بكم.

بعد من الأمور الموجبة للنسيان <وقراءة لوح القبور> تمشي في المقبرة تقرأ هذا قبر من هو؟ ماذا مكتوب على هذا هذا مما يورث النسيان.

<ثمانية والمرور بين قطار الجمال> الجمال يمشي مجموعة الجمال القافلة يمشون كقافلة، سلام الله عليك يا أمير المؤمنين يقول يصف النبي يصف علاقته بالنبي يقول: وكنت أتبعه إتباع الفصيل أثر أمه يوم من الأيام شفت مجموعة من الجمال مربوطين قافلة من الجماعة مربوطين في قم يمشون الجمل الأخير وياه فصيلة الولد ما مربوط ما في حاجة إلى ربط الولد لأن الولد الفصيل يطالع آثار مسير وأقدام أمة، يقول: وكنت أتبعه إتباع الفصيل أثر أمه، فالجمل بعد سرب يمشون السرب يقال للطيور قافلة إلى الجمال أنت تجي تمشي بين الجمال تخرب القافلة هذا مما يورث النسيان.

بعد مما يورث النسيان <المشي بين امرأتين> نسوان اثنين يمشون أنت تأتي في الوسط بينهما هذا أيضاً مما يورث النسيان.

التاسع <وإلقاء القمل الحي على الأرض> يعني هذا شخص في رأسه قمل يأخذ القملة ويحذفها يرميها على الأرض.

هذا لذلك أيضاً حتى في الحج مو تأخذها تشيلها وتخليها، هذا لا إلقاء يرميها هكذا بحذف وغير ذلك، إلقاء القمل الحي على الأرض مما يورث النسيان.

العاشر <والحجامة على نقرة القفا> تورث النسيان.

كل ذلك يورث النسيان.

هذا تمام الكلام في الفصل الحادي عشر.

الفصل الثاني عشر مهم ما يجلب الرزق وما يمنع الرزق وما يزيد في العمر وما ينقص العمر.

هناك كتاب جداً مهم إذا تراجعونه كتاب السعة والرزق ألفه العلامة الحجة الشيخ محمد الكلباسي الحائري، ذكر في سبعة وتسعين يوجب الفقر، وذكر فيه ثلاثة وأربعين أمراً ينفي الفقر، وذكر فيه موجبات سعة الرزق وذكر ثلاثة وخمسين أمر هذا من الكتب المهمة.

هناك عدة كتب في الآداب من أهمها كتاب مرآة الكمال للمامقاني ما هي الآداب الحسنة؟ وما هي الأمور غير المطلوبة؟

الفصل الثاني عشر يأتي عليه الكلام وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.