مختصر جامع السعادات
شیخ الدقاق

46 - ورابعها الحقّ المعلوم وحقّ الحصاد والجذاذ

مختصر جامع السعادات

  • الكتاب: مختصر جامع السعادات
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

30

2023 | ديسمبر

25 جمادى الأولى 1445

9 ديسمبر 2023

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

دروس أخلاقية

كتاب مختصر جامع السعادات

تدريس: الشيخ عبد الله الدقاق

الدرس (السادس والأربعون): ورابعها الحقّ المعلوم وحقّ الحصاد والجذاذ

تكلم المحقق الشيخ محمد مهدي النراقي ـ رحمه الله ـ في كتابه جامع السعادة إلى الأمور المستحبة من الإنفاق الداخلة تحت عنوان السخاء والكرم.

الأمر الأول صدقة التطوع.

الأمر الثاني الهدية.

الأمر الثالث الضيافة.

الأمر الرابع الحقّ المعلوم وحقّ والجذاذ.

هذه ثلاثة أمور أولاً الحقّ المعلوم قال تعالى: «وفي أموالهم حقّ معلوم للسائل والمحروم» فما هو الحقّ المعلوم؟

ليس المراد بالحق المعلوم الحقّ الواجب كالخمس أو الزكاة، ولكن التاجر أو صاحب الخير يتعهد بنفسه بمبلغ مالي شهرياً من باب «كتب ربكم على نفسه الرحمة» لا تجب الرحمة على الله عزّ وجل ولكن كتب على نفسه الرحمة.

أحياناً التاجر أو الإنسان الذي أعطاه الله الخير يتعهد بنفسه مثلاً يقول هكذا في كل شهر أنا ادفع مبلغ كذا للأيتام، في كل شهر ادفع مبلغ كذا للفقراء، في كل أسبوع ادفع مبلغ كذا للحسينيات، في كل شهر ادفع كذا للمساجد.

وهذا بإمكان حتى الإنسان العادي راتبي الشهري من ينزل الآن موجود هذا حتى في البحرين يكلم البنك يقول شهرياً الراتب من ينزل حولوا عشرة دينار إلى الحساب الفلاني حولوا مئة دينار إلى المكان الفلاني هذا حقّ معلوم بعد يصير عودت أنت المساجد والحسينيات والفقراء والأيتام فهذا من الأمور الداخل تحت عنوان السخاء.

الأمر الثاني حقّ الحصاد «وأتوا حقّه يوم حصاده» المراد بالحصاد أو حقّ الحصاد الضغث بعد الضغث، والمراد بالضغث الحزمة، والمراد بالضغث بعد الضغث يعني القبضة بعد القبض.

يعني إذا حصد الزرع، حصد العنب، حصد التمر، حصد الفواكه، يأخذ قبضة ويوزعها كل فقير يجي ويعطيه قبضة يأتيه فقير ويعطيه قبضة وهكذا فهذا يقال له حقّ الحصاد.

في سوريا ودول الشام يقولون تحويش الزيتون هذا موسم التحويش نحوش الزيتون، في البحرين النخايل يقولون هذا موسم الخراف نخرف النخلة، هذا وقت الحصاد هذا تعود وقت الذي يحوش الزيتون في الشام أو يخرف النخلة في البحرين يعطي الفقراء تشوفوا الفقراء صف قبضة بعد قبضة يوزع فهذا يقال له حقّ الحصاد.

هو لا يجب عليه لا يجب عليه خمسة وزكاة لكن كتب على نفسه يعني تعهد بنفسه أن يدفع للفقراء والأيتام ومواطن الخير.

الأمر الثالث حقّ الجذاذ الجذاذ بمعنى القطع آجل غير مجذوب يعني غير مقطوع «فجعلهم جذاذاً» إبراهيم أبو الأنبياء لما كسر الأصنام جعلهم جذاذاً أي جعلهم قطعاً وحطاماً.

المزارع لما يلتقط الفواكه بعد يقطعها، يقطع الرمان، يقطف فواكه كالتفاح، العنب، ثم يوزع قبضة بعد قبضة.

يعني بعبارة أخرى: حقّ الجذام يعني حقّ الصرام لما يصرم المحصول، لما يصرم الشعير والأرز والفواكه مأخوذة من الجذاذ، الجذاذ القطع والحطام.

إذا هذه الأمور اتضح أنها أمران:

الأمر الأول الحقّ المعلوم يعني الحقّ الذي يقطعه على نفسه في ماله.

وأما حقّ الحصاد وحق الجذاذ هو الحقّ الذي يقطعه على نفسه في زرعه.

سؤال: ما الفرق بين الحقّ المعلوم وحقّ الحصاد وحقّ الجذاذ، ما هي نقطة الاشتراك بينهما؟ وما هي نقطة الافتراق؟ ما هي النسبة بين الحقّ المعلوم وبين حقّ الجذاذ وحقّ الحصاد؟

الجواب: كل منهما يشترك في أن صاحب المال يتعهد بنفسه ويلزم نفسه بنفسه «كتب ربكم على نفسه الرحمة» كتب صاحب المال على نفسه المساهمة، ويفترقان في أن الحقّ المعلوم أعم أي مال، وحقّ الحصاد والجذاذ خاص يخص خصوص الزرع.

حقّ الحصاد خاص بحصاد الزرع، وحقّ الجذاذ يعني الصرام حقّ الصرام يصرم الفواكه والثمار أيضاً، خاص بالزرع.

إذا الأمر الرابع حقّ الحصاد وحق الحصاد والجذاذ أي الأمر الذي يجعله صاحب المال على نفسه ويتعهد به كحقّ ثابت في ذمته، هذا ليس بواجب هو يلزم نفسه ولكن هذا يدل على السخاء، البخيل ما يستطيع.

كثير من المؤمنين هكذا يوم الذي ينزل راتبه قسم إلى الأيتام، قسم للمساجد، قسم للحسينيات، قسم للأعمال الخيرية هذا من الحقّ المعلوم، إذا عنده مزرعة يوم الحصاد أو يوم الصرام الذي هو يصير حقّ الجذام هذا من الأمور الراجحة وتدل على السخاء.

قال المحقق النراقي ـ رحمه الله ـ :

«ورابعها الحقّ المعلوم وحقّ الحصاد والجذاذ.

والمراد من الأول» الحقّ المعلوم «ما يفرضه الرجل ويقدره في ماله من قليل» ما يفرضه يعني ما يوجبه على نفسه «ويقدره في ماله من قليل أو كثير غير الصدقات الواجبة» الصدقات الواجبة هي الزكاة «يعطيه محتاجاً أو يصل به رحمه».

«والمراد بالثاني» يعني حقّ الجذام والحصاد «ما يعطي به الفقراء من الضغث بعد الضغث» ما المراد بالضغث؟ الحزمة، هذا ورد في قصة أيوب على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام لما امرأته باعت ظفيرتها لكي تعالجه فأقسم أن يضربها مائة سوط، الله عزّ وجل خاطبه هذه الزوجة بارة بك، أنت الآن حتى لا تحنث بالقسم خذّ ضغثاً يعني حزمة فيها مئة سوط واضربها ضربة واحدة، فيصير ضربته مائة سوط مرة واحدة.

«الضغث بعد الضغث أي القبض بعد القبضة من الزرع يوم حصاده، ومن الحفنة بعد الحفنة» يعني الكمية بعد الكمية «أي ملء الكهف من التمر أو الحنطة أو غيرهما من الثمار والفواكه والحبوبات عند قطعها» لاحظ حقّ الجذاذ حقّ القطع يعني حقّ الصرام الجذاذ بمعنى الصرام «وتصفيتها وهذان النوعان من الإنفاق» النوعان يعني الحقّ المعلوم هذا الأول وحق الحصاد والجذام هذا الثاني «من الإنفاق معدودٌ من صدقة التطوع» نفسه هذا حقّ الحصاد هو حقّ الجذاذ حقّ الصرام.

«وقد وردت بخصوصهما حقّ المعلوم وحق الحصاد والجذام أخبارٌ كثيرةٌ لشدة استحبابهما، قال الصادق ـ عليه السلام ـ : إن الله فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون إلا بأدائها وهي الزكاة بها حقنوا ودماءهم وبها سموا مسلمين، ولكن الله تعالى في أموال الأغنياء حقوقاً غير الزكاة، فقال الله تعالى: (في أموالهم حقّ معلوم) والحقّ المعلوم غير الزكاة، وهو شيء يفرضه الرجل على نفسه في ماله يجب عليه أن يفرض على قدر طاقته وسعة ماله فيؤدي الذي فرض على نفسه إن شاء كل يوم وإن شاء كل جمعة وإن شاء في كل شهر.

وقال الباقر ـ عليه السلام ـ قول الله عزّ وجل: (وأتوا حقه يوم حصاده) هذا من الصدقة يعطى المسكين القبض بعد القبض.

ومن الجذاذ ـ يعني الحصاد الصرام ـ الحفنة بعد الحفنة حتى يفرغ».

هذا تمام الكلام في الأمر الرابع.

الخامس قال:

«وخامسها القرض» البخيل ما يقدر يتصدق ولا يقدر يدفع شيء تبرعي من نفسه ولا يقدر يقرض، في الرواية «الصدقة بعشر والقرض بثمانية عشر» إذا ثواب القرض أكثر من ثواب الصدقة، لماذا؟ لأن القرض يعود فيقضي إنسان آخر فكلما عاد القرض وقضى حاجة إنسان آخر تضاعف الثواب.

«ولأنه يستطيع أن يقبض القرض في كل آن» في كل أن هذا يعدل في هذا الآن وفي هذه اللحظة صدقة «القرض وهو أيضاً من ثمرات السخاء لأن السخي تسمح نفسه بأن يقرض أخاه المحتاج بعض أمواله إلى حين استطاعته كما تسمح نفسه أن يبذل عليه أصل ماله والبخيل يشق عليه ذلك».

يا إخوة لا تصيرون بخلاء اتعلموا الكرم من صغركم، أنا الآن أعيش هذا الشيء، أحياناً أنت في مؤسستك أو في مكتبك أو هذا، أنت كريم الذي تحتك بخيل، أنت تقول اصرف لفلان، وذاك يمنع، بخيل قبضة يعصر الناس عصر حتى الزيت يطلع منهم.

اتعلموا الكرم من صغركم تصير مرجع ديني أو إمام جمعة أو إمام جماعة تكون كريم سخي، إذا تعلمت البخل مشكلة، يا أخي تدري إذا واحد بخيل حتى لو تعالجه بعضهم أنا أعالجه على حسابي يعصر روحه عصر، أو ارسله أخليه ويا مرافق أو شخص يعالجه يجنن ذاك يشرف على علاجه يتصل يقول شيخنا وداعتك رحم الله والديك خلصنا من لا نريد فلوسك ولا نريد نعالجه، هذا مرض والعياذ بالله مرض والعياذ بالله.

مرة واحد رسلته سيموت يحتاج نفتح مخه جنن هذا الذي يرافقه، كلما مشى شوي هذا بكم؟ وليش؟ وأنت تضحك على الشيخ، قلت له: يا فلان أنت الذي بتدفع لو أنا يلي بدفع.

قال شيخنا: أنت الذي تدفع بس أنا ما أريد يقص عليك.

قلت له: ومن قال لك أنه يقص عليّ يعني أنا ما أدري حتى لو أخذ أغلى يعني أنا ما أدري، أنا إذا عسر مثلك من اتصل له ما يشيل التيلفون لكن إذا أكرمه من اتصل من أول رنة يشيل التلفون، أنت شو دخلك هذه مو شغلتك أنت.

قال ها قلت له الآن اطاوع وتسكت وتطم حلقك وتروح لما يعالجك بالكامل، راح عالجه وكل شي، تعلم على البخل هذه المشكلة إذا تعلم قبضة مشكلة.

قال المحقق النراقي ـ رحمه الله ـ :

«وثواب القرض عظيم وفضله جسيم، قال الصادق ـ عليه السلام ـ : مكتوب على باب الجنة الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر، وقال ـ عليه السلام ـ : ما من مؤمن اقرض مؤمن يلتمس به وجه الله إلا حسب الله له أجره بحساب الصدقة حتى يرجع ماله إليه» يعني إذا يقرض هذا ثوابه ثواب صدقة إلى أن يرجع له المال.

الآن نحقق النراقي يشرح هذا يقول: لأنه في كل آن ممكن أن يرجع إليه المبلغ ففي كل آن هذه صدقة، يقول:

«يعني أعطاه الله في كل آن أجر صدقة، وذلك لأن له قضاؤه» يعني قضاء القرض في كل آن «فلما لم يفعل كأنما أعطاه ثانياً وثالثاً وهلم جرا إلى أن يقضيه».

صفة الكرم والقرض موجودة في جميع الأنبياء والمرسلين لا يوجد نبي أو إمام بخيل هذه صفة من صفات الله اتعلموا صفتين من صفات الله: «القوي والكريم» حاول تصير قوي مو تصير ضعيف الكل يتصدق عليك «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير» اتعلم تكون قوي وتكون كريم لا تصير ضعيف مسكين الكل يتمسكن عليك ولا تصير بخيل.

«وسادسها إنذار المعسر والتحليل» أنت اقرضته لكن هو ما.. «وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة» وسع عليه لا تضيق عليه، بعضهم يتصل يقول شيخنا: أنقذني رحم الله والديك هذا أذاني يومياً يجي يوقف على الباب يومياً يتصل من يشوفني قدام الناس يفشلنا، لكن إذا أنت الآن يقولون: الكمال بالإتمام، إذا أنت اقرضته تمم معروفك، طبعاً في ناس يأذون الذي يقرض، ويقولون: لعن الله قاطع المعروف يعني وهذا من التجارب يعني تقرضه ما أحد يرجع القرض ما يرجع يعني هو صدقة باسم القرض مساعدة عنوانها هذا عنوانها القرض.

«وسادسها إنظار المعسر والتحليل» يعني تحلله أنه في حلل، «وهما أيضاً من أفراد المترتب على السخاء، وقد ورد في فضله ما أخبار كثيرة قال الصادق ـ عليه السلام ـ : من أراد أن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله فلينظر معسراً» ينظر ينظره يعني يمهله إلى حين «أو يدع له من حقّه» يعني يعفيه من هذا القرض.

«وقيل له ـ عليه السلام ـ : إن لعبد الرحمن بن سيابه دين على رجل قد مات وقد كلفناه أن يحلله فأبى، فقال: ويحه أما يعلم أن له بكل درهم عشرة إذا حلله وإن لم يحلله فإنما هو درهم بدرهم» يحصل الدرهم بدرهم.

«وسابعها بذل الكسوة والسكنى ونحوهما» الذي يحب الخير عادة طبعاً توفيق من الله الذي يحب الخير تنبثق في ذهنه أشياء كثيرة، مثلاً: سلة غذائية يوزعها، ذبايح يوزع لحوم، ما شاء الله طريق الخير وطريق السخاء واسع.

«غير ما ذكرنا من وجوه الإعانة للمسلم بذل الكسوة» يعني الثياب يكسي «والسكنى» يسكنهم يأمن لهم بيت أو يعطيهم بيت «وحمله على الدابة» في هذا الزمن السيارة إما سيارته الشخصية يوصلهم أو إذا صعد وياه في تاكسي يدفع عنه.

يقول في المختصر السيد محمد رضا الطباطبائي اليزدي يقول:

«وهي في في زماننا هذا السيارة، الدابة»، ما المراد بالدابة؟ كل ما يدب على الأرض ويمشي على الأرض يقال لها دابة.

«وأمثالها من وسائل النقل فإن كان معه في أحدها» يعني صعد مع في التاكسي في الباص وسائل النقل «حسب أجرتها على نفسه، وإن أراد السفر وحده أعطاه أجرة ما يريد في الركوب فيه من أحدها» إذا يصعد السيارة أو الباص يعطيه أجرة الركوب.

«وإعطاؤه الماعون» ما المراد بالماعون؟ مواعين جمع ماعون الأواني، وهو هنا متاع البيت مما يحتاج إليه مما يستعين به على المعيشة.

«وفي حديث أبي بصير عن الصادق ـ عليه السلام ـ  قال: قلت له: إن لنا جيراناً إن أعرناهم متاعاً كسروه وأفسدوه فعلينا جناح أن نمنعهم، فقال: لا ليس حينئذ جناح أن تمنعهم إذا كانوا كذلك».

يا أخي الكريم حتى لو كسروهم يقول: أحسن حتى نشتري جديد، الذي نفسيته كريمة وسخية يا الله السخاء والكرم عجيب، انظر سخاء الإمام الحسن وسخاء الإمام الحسين وسخاء علي بن جعفر زوج السيدة زينب اقرأ في التاريخ تبكي حينما تنظر إلى سخائهم.

الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ أعطى أحدهم مالاً، فبكى ذلك الفقير، قال: أتبكي أهو قليل؟!

قال: لا، ولكن ابكي كيف يأكل التراب جودك؟!

هذا الجود كيف يغيبه التراب؟! هؤلاء أهل الكرم قادة الأمم ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ .

«وإطراف الفحل» ما المراد بإطراف الفحل؟ إعارة الذكر للضراب، الفحل هو الذكر، عندنا جمل وعندنا بعير أنثى، عندنا حصان الذي هو الذكر وعندنا الفرس التي هي أنثى من الخيوط، إعارة هذا كان متداول، الآن عندنا في البقر شنو؟ عندنا ثور وعندنا بقرة.

أتذكر كان أحد أصدقائنا في إحدى أرياف البحرين رحت أزوره أيام ما كنا في الإعدادية ثالث إعدادي، وين فلان؟ قال: راح يضرب البقر، شنو يضرب البقر؟ ما رحت إلا هو مجود الثور ورايح إلى البقرة، متداول عندهم هؤلاء المزارعين أن هذه البقرة حتى شنو؟ حتى تجيب حليب وحتى تحمل فيضربونها يجيب الثور وأيضاً درجات هذا والله فحل معروف غير الفحل غير المعروف.

فأحياناً هذا يأخذون عليه فلوس، يقول لها لا هذا الثور مالنا هذا ثور عربي مو دنماركي معروف عندهم هكذا وهذا هؤلاء إذا جاك الجاموس وجاك البقر على كل حال عشنا هالأيام أيام حلوة في البحرين والهند.

المهم إطلاق من الطرق، وما المراد بالطروق؟ المواقعة والجماع، عندنا في الروايات «من أخلاق الأنبياء كثرة الطروقة» يعني كثرة المطروقة يعني كثرة النساء والذراري، هنا إطراق الفحل يعني إعارة ذكر الحيوانات للضراب لتلقيح الأنثى.

يقول: «فإن جميع ذلك من ثمرات السخاء ومنعها من نتائج البخل، في كل واحدة منها فضيلة وثواب وورد في كل منها أخبار، ومنها» أي من رذائل القوة الشهوية طلب الحرام «واحد ما يشبع يحب يأكل حرام».

يا إخوة الإمام الحسين عنده عدة خطابات:

أول خطاب خطاب ديني، قال: أولست أنا ابن بنت نبيكم؟! اسألوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وسهل بن سعد الساعدي ينبئكم ويخبركم أنني ابن بنت رسول الله، ما فاد.

لما أغاروا على أهله خاطبهم خطاب إنساني قال: يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون الميعاد فكونوا أحراراً في دنياكم.

لما ما فاد آخر شيء عطاهم خطاب النتيجة، قال: ولكن ملئت بطونكم من الحرام، هذا آخر خطاب للإمام الحسين، يعني الإنسان من يأكل حرام خلاص يصد عن الحقّ.

«طلب الحرام وعدم الاجتناب عنه، ولا ريب في كونه مترتباً على حبّ الدنيا والحرص عليها وهو أعظم المهلكات وبه هلك أكثر من هلك» النجاة في كلمة الورع والهلاك في كلمة الطمع، أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع كما يقول علي ـ عليه السلام ـ .

«وبه هلك أكثر من هلك، وجل الناس حرموا عن السعادة لأجله، ومنعوا عن التوفيق» عن توفيق الوصول إلى الله «بسببه» بسبب أكل الحرام.

«ومن تأمل يعلم أن أكل الحرام أعظم الحجب للعبد عن نيل درجة الأبرار وأقوى الموانع له من الوصول إلى .. هو الموجب لظلمة القلب وكدورته وهو الباعث لخبثه وغفلته، وما للقلب المتكون من الحرام والاستعداد في عالم القدس وآنا للنطفة الحاصلة منه والوصول إلى مراتب الأنس، وكيف يدخل النور والضياء في قلب اظلمته ادخلته المحرمات؟!، وكيف تحصل الطهارة والصفاء لنفس أخبثها قذارة المشتبهات؟! ولأمر ما حذر عنه أصحاب الشرع وأمناء الوحي غاية التحذير وزجروا منه أشد الزجر.

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : إن لله ملكاً على بيت المقدس ينادي كل ليلة من أكل حراماً لم يقبل منه صرفٌ ولا عدل» صرف يعني نافلة، عدل يعني فريضة.

لماذا سمي الواجب بالعدل والصرف بالنافلة؟

لأن الله عزّ وجل يجازي في النافلة من دون مقابل من دون صرف، الصرف هو الحيلة، ألا يقولون: من له حيلة فليحتل يتصرف، هنا الصرف بمعنى الحيلة، هنا حتى بدون حيلة وبدون تصرف الله عزّ وجل يعطيك فإعطاء الله للثواب من دون مقابل هذا يقال له صرف هذا مستحب، يعني الله يعطيك جئت بالمستحب أو لم تأتي بالمستحب الله ينجيك.

بخلاف العدل العدل إعطاء الثواب في مقابل فداء في مقابل فداء عدل شيء يعادل هذا الثواب فسميت الفريضة بالعدل لأنه ثواب في مقابل عدل بخلاف المستحب ثواب ليس في مقابل عدل وإن تصرف واحتال بالإتيان بالمستحب.

«وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : من لم يبالي من أين اكتسب المال لم يبالي الله من أين ادخله النار، وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : من أصاب مالاً من مأثم فوصل به رحمه أو تصدق به أو أنفقه في سبيل الله جمع الله ذلك جمعاً ثم ادخله في النار» لا يطاع الله من حيث يحصى الغاية لا تبرر الوسيلة غايتك الخير وسيلتك حرام.

وقال الصادق ـ عليه السلام ـ : «كسب الحرام يبين في الذرية» في أولاده يطلع هذا الأثر، «إلى غير ذلك من الأخبار التي لم نذكرها طلباً للاختصار ومن أراد أكثر من هذا فعليه بمراجعة الأصل» يعني أصل كتاب جامع السعادات وسائر كتب الأخبار.

فصل أنواع الأموال، يأتي عليه الكلام، وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

 

00:00

30

2023
| ديسمبر
جلسات أخرى من هذه الدورة 55 الجلسة

30

ديسمبر | 2023
  • الكتاب: مختصر جامع السعادات
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
55 الجلسة