مختصر جامع السعادات
شیخ الدقاق

47 - فصل أنواع الأموال

مختصر جامع السعادات

  • الكتاب: مختصر جامع السعادات
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

30

2023 | ديسمبر

2 جمادى الآخر 1445

16 ديسمبر 2023

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

دروس أخلاقية

كتاب مختصر جامع السعادات

تدريس: الشيخ عبد الله الدقاق

الدرس (السابع والأربعون): أنواع الأموال

جاء في الرواية عن إمامنا الكاظم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ «في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب» هكذا تكون الأموال أيضاً، فمن المال ما هو حلال بين أي واضح، وما هو حرام بين أي واضح، وما هو مشتبه لا يعلم أنه حلال أو حرام لذلك يحسن الاحتياط في المال المشتبه.

هذه الأمور الثلاثة الحلال الواضح والحرام الواضح والمشتبه أيضاً تتفاوت في الدرجات، مثلاً الحرام الحاصل من معاملة فاسدة مع تراضي الطرفين حرمته أخف من حرمة أكل مال اليتيم قهراً وغصباً، كل منهما حرام أكل مال اليتيم حرام وأكل المال الناتج من معاملة فاسدة أيضاً حرام، لكن أكل مال اليتيم مع الغصب والقهر أشد حرمةً من أكل مال المعاملة الفاسدة مع تراضي الطرفين.

كذلك المال الحلال المال الحلال الناشئ من تجارة مستحب التجارة في الأكل والطعام وتوفير معايش الناس هذا الحلال أطيب وأفضل من معاملة مكروهة أو معاملة عادية.

وهكذا الشبهات عندنا ثلاثة أمور الشارع المقدس يحتاط فيها، وهي: الدماء والفروج والأموال، إذا شيء يتعلق بأموال الناس أو شيء يتعلق بفروج وأعراض الناس أو شيء يتعلق بدماء الناس فإن الشارع المقدس يحتاط فيه.

فإذا شبهة تتعلق بأعراض الناس اقتحامها أشد من شبهة لا تتعلق بأعراض الناس، وهكذا إذا شبهة قد تؤدي إلى ذهاب دماء الناس البريئة هذا اقتحامها العتاب أشد من شبهة لا تتعلق بدماء الناس.

هذا تمام الكلام في هذا الفصل الذي عقده المحقق النراقي لبيان أنواع الأموال، ثم يبين نوع الحرمة، الحرمة على أقسام أحياناً الحرمة لذات الشيء، مثل: أكل لحم الخنزير والكلب وأكل التراب، لا يجوز أكل التراب فهنا حرمة ذاتية، ذات أكل لحم الخنزير والكلب والتراب.

النوع الثاني القسم الثاني ما يحرم لصفة حادثةٍ فيه كالخمر عند إسكاره فهذا العنب حلال لكن حينما تخمر وأصبح خمراً ومسكراً حرم لإسكاره، وهكذا الطعام حلال لكن حينما أصبح مسموماً كما لو تعفن فإنه لا يجوز أكله لسميته.

النوع الثالث ما يحرم لخلل في إثبات اليد عليه كما كما لو أخذ المال غصباً وقهراً فهنا اليد التي وضعت على المال يد غصب ويد عدوانية.

نقرأ ما ذكره المحقق النراقي ـ رحمه الله ـ :

«فصل أنواع الأموال

اعلم أن الأموال على أقسام ثلاثة:

حلال بين أي واضح وحرام بين وشبهات بينهما بين الحلال والحرام ولكل منها درجات فإن الحرام وإن كان خبيثاً إلا أن بعضه أخبث من بعض فإنما يؤخذ بالمعاملة الفاسدة مع التراضي ليس في الحرمة كما لليتيم الذي يؤخذ قهراً وغصباً وعدواناً، وكذا الحلال وإن كان كله طيباً إلا أن بعضه أطيب من بعض كما لو أخذ من تجارة مستحبة» هذا غير المأخوذ من تجارة غير مستحبة، مثلاً يكره بيع الكفن واحد يعيش من تجارة بيع الأكفان، وواحد يعيش من تجارة بيع الأكل والطعام، الحلال الذي يأخذه من بيع الرز واللحم إلى آخره والمعاملة المحللة المستحبة والطعام المستحب أفضل من المعاملة المكروهة.

«والشبهة كلها مكروهة ولكن بعضها أشد كراهة من بعض كما لو كانت الشبهة متعلقة بالأعراض» والشبهة الأخرى لا تتعلق الأعراض فإن الشبهة المتعلقة بالأعراض أو الدماء أو الأموال أشد من غيرها.

ثم الحرام على أقسام الأول ما يحرم لعينه كالكلب والخنزير والتراب، قد تقول عين التراب ليس بنجس كالكلب والخنزير ليس المراد نفس التراب المراد أكل التراب، يحرم أكل التراب هناك استثناء خاص خصوص تربة الحسين للاستشفاء بمقدار الحمصة لا يزيد عن الحمصة.

«والتراب وغيرها من المحرمات العينية» يعني التي عينها ثبتت له الحرمة.

«الثاني ما يحرم لصفة حادثة فيه كالخمر لإسكاره والطعام المسموم لسميته.

الثالث ما يحرم لخلل في جهة إثبات اليد عليه» يعني كيف ثبتت عليه اليد إذا ثبتت عليه بصورة غصبية أو عدوانية فإن الحرمة من جهة إثبات اليد والإمساك به.

يقول: «وله أقسام غير محصورة، أقسام كثيرة كالمأخوذ بالظلم والقهر والغصب والسرقة والخيانة في الأمانة وغيرها، والغش والتلبيس» تلبيس شيء بشيء «والرشوة والبخس في المكيال والميزان» التطفيف تقليل المكيال والميزان، «وبإحدى المعاملات الفاسدة من الربا والصرف وغير ذلك مما هو مذكور في كتب الفقه» بيع الصرف.

«وقد نهى الله سبحانه عن جميع ذلك في آيات كثيرة كقوله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) وعن خصوص الربا كقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين).

وقد ورد الذم الشديد على كل واحد منها بخصوصه في أخبار كثيرة وهي في كتب الأخبار والفقه مذكورة وتفصيل جميع المحرمات موكول إلى كتب الفقه وليس هنا كتاب الأخلاق موضع بيانه.

الورع عن الحرام هذا بحث مهم جداً.

بحثنا اليوم من أهم الأبحاث الأخلاقية، سؤال ما هو معنى الورع؟

الورع له اصطلاحان ومعنيان:

الأول خاص.

الثاني عام.

المصطلح الأول الورع هو عبارة عن اجتناب المال الحرام، فالكف عن الحرام أكلاً إمساكاً أخذاً إعطاءً معاملة فالورع يختص بخصوص المال الحرام، بعد ما يشمل النظرة المحرمة ما يشمل الأمور الأخرى التي لا تختص بالمال.

إذاً يقابل الورع بالمعنى الأول اجتناب المال الحرام، ماذا يقابله؟ يقابله أكل الحرام، أكل المال الحرام، فيصير أكل الحرام من آفات القوة الشهوية لأن المال من آفات القوة الشهوية.

الاصطلاح الثاني للورع وهو عام، الكف عن مطلق الحرام، مطلق اجتناب الحرام، يقال له: ورع، هذا الحرام يكون مالاً وقد لا يكون مالاً، قد يكون نظرة محرمة، قد يكون زنا والعياذ بالله، قد يكون شرب للخمر.

هذا المعنى الثاني للورع المعنى العام اجتناب مطلق الحرام، يقابله ماذا اقتحام مطلق الحرام الدخول في مطلق الحرام فيصير من آفات وآثار قوتين القوة الشهوية والقوة الغضبية لأن بعض المحرمات من آثار القوة الشهوية كأكل المال الحرام، وبعض المحرمات من آثار القوة الغضبية كظلم الناس والتعدي عليهم هذا من آثار القوة الغضبية.

التفتوا جيداً إلى هنا إلى هنا قلنا الورع له اصطلاحان: اصطلاح خاص هو اجتناب المال الحرام، اصطلاح عام هو اجتناب مطلق حرام هذا المعنى الثاني العام هو معنى التقوى.

ما هو معنى التقوى؟

التقوى من وقى يقي وقاية أي أتقى واجتنب الحرام فيصير التقوى تساوي الورع بالمعنى العام، لكن الورع بالمعنى العام له أربع درجات:

الدرجة الأولى ورع العدول.

الدرجة الثانية ورع الصالحين.

الدرجة الثالثة ورع المتقين.

الدرجة الرابعة ورع الصديقين.

فما هو الفارق بين ورع العدول والصالحين والمتقين والصديقين.

الدرجة الأولى من الورع ورع العدول، والمراد بهذا الورع اجتناب مطلق الذنوب، هذا الذي يساوي التقوى.

الدرجة الثانية من الورع وهي أرقى ورع الصالحين، وهو عبارة عن اجتناب الشبهات، هذه درجة أرقى، ورع العدول يعني المقدار الذي يحقق العدالة للإنسان ما الذي يحقق له العدالة؟ إذا اجتنب المحرمات واذا اجتنب الذنوب.

ما هي المحرمات؟

المحرمات التي حرمها الله وترك الواجبات أيضاً من المحرمات، فإذا واظب الإنسان على الواجبات وترك المحرم تحققت عنده التقوى وتحقق عنده ورع العدول وإن لم يأت بالمستحبات وإن لم يترك المكروهات المهم المواظبة على الواجبات وترك المحرمات، هذا يقال له اجتناب المحرمات هذه الدرجة الأولى ورع العدول يعني بمثل هذا الورع والاجتناب تتحقق العدالة لدى الإنسان.

النوع الثاني أرقى اجتناب الشبهات يعني هذا شيء مشتبه هل هو حلال أو حرام؟ ادعه هذا ورع الصالحين من يريد الصلاة أن يترك المشتبه، مثلاً: هذا واجب أو مستحب مشتبه؟ ائت به هذا، ماذا؟ هذا ورع الصالحين، ورع الصالحين عبارة عن اجتناب الشبهات.

القسم الثالث ورع المتقين، وهو عبارة عن اجتناب الحلال الذي قد يؤدي إلى الحرام، مثلاً: الذهاب إلى مجلس فلان حلال ولكن قد أقع في الغيبة حينما اذهب إليه فأتقي الله وأترك الذهاب إلى ذلك المجلس هنا لم اجتنب المشتبه الذهاب إلى بيته حلال بين ولكن الخوف أن يفضي إلى الغيبة المحرمة.

وهكذا الذهاب إلى السوق حلال، ولكن قد أقع في نظرة محرمة فاجتنب الذهاب إلى السوق، فهذا ورع المتقين.

وهكذا هذه معاملة حلال لكن أخشى إن دخلت في هذه المعاملة المحللة أن ازحف إلى المعاملة المحرمة، فاجتنب هذه المعاملة المحللة هذا تقوى الله يجعلني اجتنب هذه المعاملة هذا ورع المتقين.

القسم الرابع ورع الصديقين والصديقون أعلى درجة أعلى درجة في الإيمان درجة الصديقين ورعوا الصديقين اجتناب ما ليس لله إلا وصل إلى درجة الصديقين لا يرى إلا الله، لا يرى غير الله، قال علي ـ عليه السلام ـ : «ما رأيت شيئاً إلا وقد رأيت الله قبله ومعه وبعده» إلا أن يصل إلى درجة الصديقين يجتنب ما ليس لله.

مثلاً الآن هذا درس الأخلاق إذا الدرس لله ألقيه إذا لغير الله كإثبات النفس أو الشهرة أو أو أتركه، هذا الأكل إذا لله للتقوي على الطاعة والعبادة أكله، إذا ليس لله لمجرد الشهوة والتلذذ أتركه.

عجيب هذا درجة صعبة مو كل واحد يصل إليها ورع الصديقين، لا يقول ولا يتكلم ولا ينظر ولا يأكل ولا يذهب إلا لله لا يعرف إلا الله هذه درجة عظيمة، الإنسان يدرج يبدأ بورع العدول باجتناب المحرمات، ثم ورع الصالحين باجتناب الشبهات، ثم ورع المتقين باجتناب المحللات التي قد تؤدي إلى المحرمات، ثم ورع الصديقين اجتناب ما ليس لله.

نقرأ هذا المقدار:

«الورع عن الحرام ثم إن ضد عدم الاجتناب عن الحرام التنزه والاجتناب عنه، وهو الورع بأحد إطلاقيه» يعني هناك إطلاقان واصطلاحان للورع هذا هو المصطلح العام، المصطلح العام الكف عن الحرام والمصطلح الخاص الكف عن المال الحرام.

«فإن الورع قد يفسر بملكة التنزه والاجتناب عن مال الحرام أكلاً وطلباً وأخذاً واستعمالاً» هذا الورع بالمعنى الخاص، خاص بخصوص اجتناب المال الحرام.

«وقد يفسر بكف النفس عن مطلق المعاصي» هذا المعنى العام اجتناب مطلق الحرام، فعلى الأول المعنى الخاص اجتناب خصوص المال الحرام يكون الورع ضداً لعدم الاجتناب عن المال الحرام ويكون من رذائل من قوة الشهوة.

وعلى الثاني المعنى العام اجتناب وكف النفس عن مطلق الحرام «يكون ضدا لملكة الولوغ على مطلق المعصية» الولوغ يعني الدخول على مطلق المعصية «ويكون من رذائل القوة الغضبية والشهوية جميعاً، ولكون طلب الحرام وعدم الاجتناب عنه باعثاً للهلاك كما عرفت آنفاً وتوقف النجاة والسعادة في الآخرة على الورع عن المحرمات مع افتقار الناس في الدنيا إلى المطاعم والملابس وغيرهما من لوازم التعيش في الدنيا ورد في فضيلة بالحلال ومدحه ما ورد.

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «من بات كالاً من طلب الحلال»» كالاً يعني تعباً يطلع الصبح يجي الليل كال تعبان «من بات كالاً من طلب الحلال بات مغفوراً له».

وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «من أكل من كد يده مرّ على الصراط كالبرق الخاطف».

 وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «من أكل من كد يده حلالاً فتح الله له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء».

وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «من أكل من كد يده كان يوم القيامة في عداد الأنبياء ويأخذ ثواب الأنبياء».

وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «من سعى على عياله من حله فهو كالمجاهد في سبيل الله».

وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «من طلب الدنيا حلالاً في عفافه كان في درجة الشهداء».

معروفة الرواية عن النبي «الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله».

«فصلٌ مداخل الحلال» من أين يدخل الحلال؟

«اعلم أن مداخل الحلال خمسة» نقرأها هذه واضحة في الفقه هذا بحث فقهي «الأول ما لا يؤخذ من مالك كنيل المعادن وإحياء الموات» إحياء الأرض الميتة التي أرض قاحلة يأتي ويزرعها ويحييها «والاصطياد والاحتطاب والاحتشاش» قطع الحشيش من الباب هناك ثلاثة أمور مباحات عامة: الماء والكلأ والنار، الكلأ يعني العشب.

«والاستقاء من الشطوط والأنهار وهذا حلال عدم صيرورته مختصاً بذي حرمة من الناس» يعني هذا الماء في الأنهار مباح للجميع إذا شخص أخذه فاختص به هنا لا يجوز أن أخذ ما حازه، هذا العشب حلال للجميع جاء شخص واحتشى هذا العشب وهذا الحشيش بعد ما يجوز لي أن أخذ ما احتشه لأنه اختص بذي حرمة من الناس يعني اختص بمال شخص له حرمة لماله، وتفصيل ذلك موكول إلى كتب إحياء الموات.

«الثاني ما يؤخذ قهراً ممن لا حرمة له» شخص ليس له حرمة مثل الكافر الحربي وهو الفيء والغنيمة، سؤال: ما الفرق بين الفيء والغنيمة؟

الغنيمة ما يؤخذ من الكفار بعد القتال يعني عند القتال يؤخذ منهم قهراً وبالغلبة، الفيء ما يؤخذ من الكفار قهراً لكن بدون قتال استسلموا، أحياناً ما استسلام جيش الكفر أنت تغتنم منه تأخذ من معسكره أموال وأسلحة هذا يقال لها غنيمة، لكن إذا استسلموا وسلموا ما عندهم من دون قتال، هذا يقال له فيء.

إذا الفيء والغنيمة ما يؤخذ من الكفار في المعركة ولكن الغنيمة ما يؤخذ من الكفار عند القتال والفيء ما يؤخذ من الكفار بدون قتال.

«وسائر أموال الكفار المحاربين وذلك حلال للمسلمين بالشروط المقررة في كتاب الغنائم والجزية» الجزية هي الضريبة التي تؤخذ على الكفار نتيجة ماذا؟ توفير الأمن لهم في الدولة الإسلامية كأهل الذمة ضريبة عليهم.

«الثالث ما ينتقل إليه بالرضا من غير عوض من حي أو ميت كالهبة والميراث والوصية والصدقات وهذا حلال بشرط أن يقول أن يكون المنقول منه اكتسبه من مداخل الحلال» أما إذا هو مال مغصوب وورثك إياه فهذا لا يجوز.

«ويتضمن سائر الشروط المقررة في كتاب الهبات والفرائض والوصايا والصدقات».

«الرابع ما يؤخذ تراضياً بمعاوضة عوض في مقابل معوض، وذلك حلال بالشرائط والآداب المقررة في فن المعاملات من الفقه من البيع والسلم» السلم بيع يقدم فيه الثمن ويؤخر فيه المثمن بخلاف بيع النسيئة، بيع النسيئة يقدم المثمن ويؤخر الثمن «والإجارة والصلح» التصالح على شيء «والشركة» المشاركة «والمضاربة» المضاربة عقد بين طرفين أحدهما صاحب المال والآخر صاحب العمل يقول هذا مالي تاجر به خلال سنة الربح النصف بالنصف أو لي ثلثين ولك ثلث، فهناك صاحب المال وهناك صاحب العمل الذي يعمل في التجارة يقال له ضراب أو مضاربة.

«والمزارعة» نفس الشيء شخص صاحب الأرض والثاني يعمل على زراعة الأرض، «والمساقاة» أيضاً هذه أرض مزروعة وشخص يجي يسقيها اتفاق بين من يسقي الزرع وبين صاحب الزراعة «والضمان والكتابة» ما المراد بالكتابة؟ هذه المكاتبة بين المولى وبين عبده، يقول له: إذا تحضر لي ألف دينار أنا اكاتبك إذا تحضر لي ألف دينار تحرر هذه مكاتبة يقال لها.

«والخلع» هذا إذا كانت الكراهة من جهة الزوجة، تقول له: طلقني أنا أخلعك وابذل لك بدل الخلع هذه ألف دينار وطلقني فهذا الخلع أيضاً يأخذه الزوج، «والصداق» الصداق المهر في الزواج وغير ذلك من المعاوضات.

«الخامس ما يحصل من الزراعة ومنافع الحيوانات حلالاً بأحد الوجوه المتقدمة كمزارعة أو بيع إلى آخره فهذه مداخل الحلال فينبغي لطالب النجاة أن يكون ما يكتسبه من المال من أحد هذه المداخل بعد فتوى الفقيه العادل بحصول شرائط الحلية ثم لما كان التفسير الآخر للورع هو كف النفس عن مطلق المعاصي رتب بعض العلماء الورع عن الحرام على أربع درجات».

يا إخوة الورع بمعنى مطلق هو التقوى، لفظة في القرآن لكن أكثر مفردة وردت في القرآن والوصية بها هي مفردات التقوى، التقوى هي نفس الورع بالمعنى العام يعني نفس ورع العدول غالباً في الروايات يستخدم الورع بمعنى الدرجة الثانية ورع الصالحين يعني اجتناب الشبهات، لكن ورع العدول الذي هو الدرجة الأولى نفس معنى التقوى.

«الدرجة الأولى ورع العدول وهو الاجتناب عن كل ما ما يلزم الفسق باقتحامه وتسقط به العدالة ويثبت به العصيان والتعرض للنار» هذا نفس التقوى ويقال له ورع العدول وهذا أدنى درجات الورع التقوى.

«الثانية ورع الصالحين وهو الاجتناب عن الشبهات» أيضاً يعني بالإضافة إلى اجتناب المحرمات أي ما يتطرق إليه شبهة الحرمة وإن كان ذلك سائغاً في الفتوى وجائزاً وهو الذي قال فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».

«الثالثة الورع عما يخاف أداؤه إلى محرم أو شبهة أيضاً وإن لم يكن في نفسه حراماً ولا شبهة فهو ترك ما لا بأس به مخافة ما به بأس، ويسمى بورع المتقين. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «لا يبلغ الرجل درجة المتقين حتى يترك ما لا بأس به مخافة ما به بأس» ومن هذا كان بعضهم إذا استحق عشرة دراهم اقتصر على تسعة وترك الواحد حاجزاً بينه وبين النار» يعني يحتاط ما يأخذ ربح كثير حتى لا يجحف بالمتعامل الآخر.

«الرابعة ورع الصديقين وهو الاجتناب عن كل ما ليس لله ولا يتناول لغير الله وغير نية التقوى على عبادته وإن كان حلالاً صرفاً خالصاً لا يخاف أداؤه إلى حرام أو شبهة والصديقون الذين هذه درجتهم هم الموحدون المتجردون عن حظوظ أنفسهم المتفردون لله تعالى بالقصد الرائون كل ما ليس تعالى حراماً» يرى الحلال ما كان لله وما لم يكن لله فهو حرام، هذه درجة عالية.

ومنها من آفات القوة الشهوية الغدر والخيانة، يأتي عليه الكلام وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

00:00

30

2023
| ديسمبر
جلسات أخرى من هذه الدورة 55 الجلسة

30

ديسمبر | 2023
  • الكتاب: مختصر جامع السعادات
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
55 الجلسة