منية المريد
شیخ الدقاق

36 - الآدب الأول أن يبتدئ بحفظ القرآن الكريم

منية المريد

  • الكتاب: مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    -

01

2024 | فبراير

23 جمادى الآخر 1445
6 يناير 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

الأدب الأول أن يبتدئ بحفظ القرآن الكريم

القسم الثالث آداب تعلم في درسه وما يعتمده مع شيخه ورفقته.

ذكر الشهيد الثاني ـ رحمه الله ـ في هذا القسم الثالث ثلاثين أدباً:

الأدب الأول وهو أهمها أن يبتدأ بحفظ القرآن الكريم، هذه نقطة مهمة كان علماء السلف لا يعلمون الطالب الحديث أو الفقه إلا إذا حفظ القرآن الكريم، وهذه نقطة مهمة جداً إذا لم يحفظ القرآن الكريم على الأقل يتقن قراءة القرآن الكريم، للآسف الشديد أحياناً طالب العلم في الحوزة العلمية يدرس عشرين سنة ثلاثين سنة يصبح من الفضلاء عنده فضيلة علمية يرجع إلى بلده يتقدم لصلاة الجماعة يكسر في صلاته، عوام الناس يعترضون عليه ولا يصلون خلفه، وفي هذا السن ومع هذه الفضيلة العلمية يخجل أن يرجع ويتعلم القرآن عند الكتاتيب، لذلك أحد علماء البحرين الكبار قال لي: ولدي أراد أن يدرس في الحوزة، فقلت له: بشرط أن تذهب وتحفظ القرآن، وضرب له مدة زمن، وخلال هذه المدة جاء الولد وهو حافظ للقرآن الكريم فلما أثبت وجوده أذن له والده بالدراسة في الحوزة العلمية.

لا أقل إتقان القراءة في الأولى إتقان القراءة في الدرجة الثانية الحفظ بعد ذلك، في الدرجة الثالثة معرفة علوم القرآن، في الدرجة الرابعة تفسير القرآن الكريم فهذا مطلوب جداً.

قال الشهيد الثاني في منية المريد في آداب المفيد والمستفيد:

«القسم الثالث من آداب المتعلم آدابه في درسه وقراءته» المراد بالقراءة هنا الدراسة، «وما يعتمده حينئذ» يعني حينئذ يدرس ويقرأ «مع شيخه ورفقته» زملائه.

«وهي أمور الأول وهو أهمها أن يبتدأ أولاً بحفظ كتاب الله تعالى العزيز حفظاً متقناً فهو أصل العلوم وأهمها القرآن الكريم، وكان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القرآن وإذا حفظه فليحذر من الاشتغال عنه بغيره اشتغالاً يؤدي إلى شيء من أو يعرضه للنسيان».

من حفظ القرآن الكريم يعرف هذا الموضوع أنه لابد أن يقرأ ثلاثة أجزاء في اليوم على الأقل لكي يحافظ على ما حفظه لا بد ثلاثة أجزاء يقرأ من القرآن الكريم حتى لا ينسى ما حفظه، وإذا حفظ جزءً لا بد أن يكرر هذا الجزء ولو مقدار منه يومياً حتى يبقى ذلك له.

يقول: «بل يتعهد دراسته» دراسة القرآن «وملازمة ورد منه كل يوم ثم جمعه دائماً أبداً» جمعه دائماً أبداً يعني أن يقرأ القرآن الكريم يختمه بالكامل هكذا كان السلف الصالح خصوصاً في شهر رمضان.

كان المرحوم العلامة الأميني صاحب موسوعة الغدير يختم القرآن في شهر رمضان خمسة عشر مرة يعني كل يومين يختم القرآن الكريم، الشهر ثلاثين يوم يهدي أربعة عشر ختمة إلى المعصومين الأربعة عشر من النبي إلى المهدي، ويهدي الختمة الخامسة عشر إلى والديه إلى أبيه وأمه، رحمة الله على الشيخ عبد الحسين الأميني.

إذا حفظ القرآن واجتهد في مواصلة قراءة القرآن عليه أن يفرع على ذلك معرفة علوم القرآن وتفسير القرآن يقول الشهيد الثاني:

«ويجتهد بعد حفظه» حفظ القرآن «على إتقان تفسيره وسائر علومه ثم يحفظ من كل فن مختصراً يجمع فيه بين طرفيه» يعني بين طرفي الفن، ما المراد بطرفي الفن؟ يعني أوله وآخره، الأول طرف والآخر طرف، يعني كل فن من الفنون يكون عنده إلمام مثلاً فن القراءات القرآنية القراءات العشر السابع والأربعة عشر.

«رسم القرآن الكريم» يعني كيفية كتابة القرآن الكريم هذا فن، «المكي والمدني من القرآن الكريم» ما هو الملاك المكي؟ ما هو ملاك المدني؟ هذا كله يبحث في علوم القرآن.

«ويقدم الأهم فالأهم على ما يأتي تفصيله إن شاء الله تعالى في الخاتمة» الأهم إتقان القراءة، وإلا هناك مثلاً المقامات الأصوات، لكن الأهم إتقان القراءة بحيث يعرف مخارج الحروف ويخرج الحروف من مخارجها ويحافظ على صفات الحروف هذا كله يبحث بالتجويد صفات الحروف، مخارج الحروف، المقامات.

«ثم يشتغل باستشراح محفوظاته على المشائخ» استشراح الهمزة والسين والتاء تدل على الطلب استحمام يعني طلب الحمام، استفصال طلب التفصيل، استشراح طلب الشرح هو الآن حفظ الآيات يطلب شرح الآيات من مشايخه.

«وليعتمد في كل فن أكثرهم تحقيقاً فيه وتحصيلاً له» يعني في كل هناك عالم ابن بجدتها في ذلك العلم، هذا العالم قوي في الناسخ والمنسوخ، هذا العالم قوي في التفسير والتأويل، هذا العالم خبير بالقراءات القرآنية، هذا العالم خبير بالرسم القرآني وكيفية كتابة القرآن الكريم، فيعتمد على الشخص المقتدر والعالم المقتدر في ذلك الفن والعلم.

«وإذا أمكن دروس في كل يوم فعل وإلا اقتصر على الممكن من درس فأقل» يعني إذا أمكن في اليوم الواحد يرتب له دروس في جميع الأبواب، هذا درس في القراءات، وهذا درس في الرسم، وهذا درس في التفسير، وهذا درس في المكي والمدني جيد إذا أمكن إذا ما يمكن يقتصر على درس واحد يعني لا يخلو يومه من درس للقرآن الكريم، تفسير، علوم قرآن إلى آخره «وقد تقدمت الإشارة إليه».

الثاني.. جيد إذا أول شيء يركز على القرآن الكريم ثاني شيء يركز على الدرس الذي يفهمه لا يدرس درس فوق مستوى فهمه، أتذكر حينما كنا ندرس شرائع الإسلام كان عندي زميل كثير القراءة، قلت له: ماذا قرأت؟ قال: أنا قرأت جواهر الكلام ثلاثة وأربعين مجلد جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام بحث خارج للمحقق الشيخ محمد حسن النجفي، قلت له: قريته وفهمته؟ قال: نعم، قلت: والله زين إذا تفهمه.

والحال أن أستاذنا الميرزا جواد التبريزي يقول: سهرت على عبارة في جواهر الكلام مرجع مرجع الطائفة يقول سهرت على عبارة للمحقق النجفي إلى صلاة الفجر ولم افهمها وبعد طلوع الفجر فهمت هذه العبارة، وهذا زميلنا في المقدمات يقول قرأ الجواهر كامل وفهمه.

مثل هذه القراءة تذهب هدراً كل شيء في وقت حلو يا حلو ادرس الدرس الذي بحسب مستواك ومرحلتك الدراسية لا تدرس الآن درس هو فوق مستواك الدراسي أو تدرس عند أستاذ يكثر من الاصطلاحات التي لا تفهمها، هذا مضيعة إلى عمرك، مضيعة إلى جهدك، ربما تصيدك ردة فعل وتترك الدراسة، الإنسان عدو ما يجهل ادرس عند أستاذ تفهم منه، ادرس عند مدرس مادة دراسية وكتاب دراسي يمكنك أن تفهمه.

قال الشهيد الثاني:

«الثاني أن يقتصر من المطالعة» يعني القراءة «على ما يحتمله فهمه وينساق إليه ذهنه ولا يمجه طبعه» يعني لا يرفضه طبعه «وليحذر من الاشتغال بما يبدد الفكر ويحير الذهن من الكتب الكثيرة وتفاريق التصانيف» يعني التصانيف المتفرقة «فإنه يضيع زمانه ويفرق ذهنه، وليعطي الكتاب الذي يقرأه والفن الذي يأخذه كليته» العلم إن اعطيته كلك أعطاك بعضه، لذلك إذا تدرس كتاب أو تقرأ كتاب أو تطالع كتاب فأعطه كلك حتى تحصل على بعضه.

«والفن الذي يأخذ كليته حتى يتقنه حذراً من الخبط والانتقال المؤدي إلى التضييق» يعني تنتقل من كتاب وأنت ما فهمته هذا تضييع لعمرك لأنه إذا وصلت إلى كتاب يتوقف على الكتاب السابق ولم تفهم الكتاب السابق سيضيع فهمك أيضاً في الكتاب اللاحق.

يقول:

«ومن هذا الباب الاشتغال بكتب الخلاف في العقليات ونحوها قبل أن يصح فهمه ويستقر رأيه على الحق» هو ما ثبت عقائده إلى الآن يذهب ويقرأ في العقليات وفي العقائد كتب أهل السنة وكتب الخلاف تتشوش عقيدته.

رحمة الله على العلامة السيد عادل العلوي ـ رحمه الله ـ زرته أول ما جئت إلى الحوزة قبل ثلاثين سنة زرناه في بيته، سأله أحد الإخوة سيدنا ما رأيك في دراسة الفلسفة؟

قال: سألت أستاذي المرجع الديني السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، فقال لي: قبل أن تدرس الفلسفة اقرأ المجلد الأول والثاني من كتاب أصول الكافي وأتقن فهم هذه الروايات فإذا استحكمت عقائدك فاذهب وادرس الفلسفة.

إذاً قبل أن تذهب وتدخل في بحر عميق وسجالات ومناقشات ينبغي أن تثبت عقائدك الحق أولاً ثم بعد ذلك تناقش تلك الآراء المخالفة.

قال: «ويحسن فهمه في فهم الجواب، وهذا أمر يختلف باختلاف النفوس والإنسان فيه على نفسه بصيرة» هو أدرى أنه يفهم أو لا يفهم.

الثالث.. الثالث أولاً يفهم الشيء ثانياً يحفظه، إذا أتقن حفظ الشيء عن غير فهم أو عن فهم خاطئ فإنه سيرسخ في ذهنه الفهم الخاطئ، خاصة في الكتابة لا تكتب شيء أنت مو متأكد من فهمه لأنه إذا كتبته يرسخ الكتابة ترسخ الفكرة في ذهنك.

لذلك إذا أردت أن تحفظ شيء كرره عدة مرات ثم اكتبها عن ظهر قلب اكتبه على الورق من حفظك عن ظهر قلب هذا يثبت الحفظ، لذلك لا تكتب إلا الذي فهمته جيداً.

«الثالث أن يعتني بتصحيح درسه الذي يحفظه قبل حفظه تصحيحاً متقناً على الشيخ أو على غيره ممن يعينه» هذا موجود حياة الأئمة أصحابهم يأتي أحد الأصحاب ويعرض عقيدته على الإمام ـ عليه السلام ـ .

أحياناً الإمام ابتداء عندنا حماد بن عيسى غريق الجحفة أحد أصحاب الإجماع الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه، عثمان بن عيسى من الأعاظم.

يوم من الأيام كان جالساً عند الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ هو من أصحاب الإمام الباقر والصادق، قال: يا حماد! ما تحسن من الصلاة؟

قال يا أبا عبد الله: إني احفظ كتاب حريز، حريز بن عبد الله السجستاني له كتاب معروف ومشهور في الصلاة، حماد بن عيسى يقول للإمام الصادق: أنا احفظ كتاب حريز بن عبد الله السجستاني.

فقال له الصادق ـ عليه السلام ـ : لا بأس عليك يا حماد قم وصل.

قام حماد وصلى، لما انفتل من صلاته، قال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : ما أقبح بالرجل منكم يأتي عليه الخمسون سنة والستون سنة وهو لا يتقن صلاة واحدة.

طبعاً من الواضح أن حماد أكيد جاء بالصلاة تامة الأجزاء والشرائط ليس مراد الإمام الإتقان بلحاظ صحة الصلاة أن تكون تامة الأجزاء والشرائط بل مراد الإتقان بلحاظ القبول أن الله عزّ وجل يقبلها، عموماً هذا العرض لا شيء لا بأس يعني.

رحمة الله على المرجع الكبير آية الله العظمى المرجع الأعلى الشيخ محمد علي الآراكي ـ رحمه الله ـ في تلك السنة جاء سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لزيارة الجمهورية الإسلامية في إيران وزار المرجع الأعلى في ذلك الوقت الشيخ محمد علي الآراكي.

فقال له الشيخ محمد علي الآراكي: يا سيد أنت عربي وأنا ايراني أريد أن اقرأ الفاتحة أمامك لترى أنها صحيحة أو غير صحيحة؟

تمتلك أنت هذه النفسية تكون مرجع الطائفة تجعل شخص آخر في رتبة طالب طلابك أن يصحح لك القراءة، هذا يحتاج إلى نفس عالية وراقية.

رحم الله الشيخ الآراكي وحفظ الله السيد حسن نصر الله، قال للسيد حسن نصر الله: أنتم الله عزّ وجل يحبكم ولأنه أحبكم خلقكم في أقرب بقعة لما يسمى إسرائيل لكي تقاتلوا اليهود والصهاينة، فخصكم الله ومنحكم هذا الامتياز أن تقاتلوا الصهاينة.

يقول الشهيد الثاني ـ رحمه الله ـ :

«أن يعتني بتصحيح درسه الذي يحفظه قبل حفظه تصحيحاً متقناً على الشيخ أو على غيره ممن يعنيه، ثم يحفظه حفظاً محكماً قوياً، ثم يكرره بعد حفظه تكراراً جيداً ثم يتعاهده في أوقات يقررها لمواظبته» يعني يحدد له أوقات يواظب على قراءة الدرس.

وهذه خصلة مهمة موجودة عند المراجع لكن كثير من الطلبة ما عندهم، المرجع الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي وكذلك المرجع الكبير أستاذنا المعظم الميرزا جواد التبريزي ـ رحمة الله عليهما ـ ومراجع عندهم كتاب المسائل المنتخبة ومنهاج الصالحين رسالة عملية جلسة يومية يقرؤون لهم من رسالتهم العملية كل يوم يقرؤون صفحة من المسائل المنتخبة حتى يعيد النظر.

بعض أساتذتنا سماحة آية الله السيد منير الخباز يقول: أنا في كل يوم اقرأ مطلب علمي حتى اليوم العاشر من المحرم هكذا برنامجه رغم انشغاله بالخطابة وشؤون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتدريس في الحوزة لكن يومياً مطلب علمي.

أنت لابد تعمل لك جدول تواظب عليه مباحثة قراءة يومياً.

يقول:

«ثم يتعاهده في أوقات لمواظبته ليترسخ رسوخاً مؤكداً ويراعيه بحيث لا يزال محفوظاً جيداً، ولا يحفظ ابتداءً من الكتب استقلالاً من غير تصحيح» يعني يحفظ من الكتاب بشكل مستقل من دون تصحيح من الأستاذ هذه آفة الشخص العصامي يرى نفسه ذكي ويفهم ويقرأ ويتوهم أنه فهم، وقد يكون لم يفهم ولا يفهم أنه لا يفهم فيصاب بالجهل المركب.

أتذكر سنة من السنوات كنا في سوريا فشخص من المتفلسفين، قال: أنتم ماذا تدرسون؟ تدرسون بالعربي هذا كله أنا افهمه نحن ندرس بالانجليزي ولغات أجنبية، فكان أستاذي في ذلك الوقت فتح له صفحة من الحلقة الثالثة في الأصول للشهيد قال: اقرأ واشرح لي.

قرأ، قال: اشرح لي، قال: لم افهم، قال: ألست عربياً؟! ولكن لم افهم شي هذه طلسمات، قال: إذا اسكت.

«ولا يحفظ ابتداء من الكتب استقلالاً» بشكل مستقل من غير تصحيح «لأدائه» يعني أداء الحفظ بالاستقلال من الكتب من دون تصحيح «إلى التصحيف والتحريف» تحريف يكون للمعنى والتصحيف يكون للفظ.

يعني كلمة بدون نقطة يصير عليها نقطة وكلمة مع النقط حذفت النقطة، خضيب صارت خصيب حذفت النقطة من على الضاض هذا تصحيف من صحف يصحف من الصحف يعني كتابة هذه الصحف، قد هذا الكاتب كاتب الصحيفة يخطئ يضع نقطة زائدة يحذف نقطة زائدة يحذف نقطة فيختل المعنى هذا تصحيف معروف.

«وقد تقدم أن العلم لا يؤخذ من الكتب فإنه من أضر المفاسد سيما الفقه» العلم يؤخذ من أفواه الرجال ولا يؤخذ من بطون الكتب، رب العالمين لما أراد يهدي الناس ما نزل إليهم كتاب من السماء، وقال: اقرؤوه!! ارسل لهم رسلاً ووضع معهم الكتاب ليشرحوه حتى لا يقع الناس في اللبس والخلل والخطأ.

الرابع أن يكون مهيئاً بعد يحضر معه القلم والممحاة في زماننا هذا، في الزمن القديم يحضر العود القصبة ويحضر الدواة ويحضر السكين لكي يمسح الكتابة.

«الرابع أن يحضر معه الدواة والقلم السكين» سكين مو للقاتل للتصحيح يعني تصحيح الكتابة «ويضبط ما يصححه لغة وإعراباً، وإذا رد الشيخ عليه لفظةً فظن أو علم أن رده خلاف الصواب كرر اللفظ مع ما قبلها لينتبه بها الشيخ وفي نسخة لينبه بها الشيخ» هو يكتب ما يمليه الشيخ لكن إذا الشيخ تفوه بلفظة وتلفظ بلفظة وظن الطالب والمتعلم أن الشيخ اشتبه ليس من الصحيح أن يقول للشيخ ليس هكذا منظورك هكذا الصحيح هكذا هذا سوء أدب، أن يكرر الأدب هو أن يرفع صوته ويكرر نفس الكلمة التي ذكرها فإذا الشيخ اشتبه سيلتفت أنه اشتبه ويعدل الكلمة إذا الشيخ ما عدلها يبقي هذه الكلمة حتى لو اشتباه لأنه يمكن أن يعدلها في مجلس آخر، مثلاً: بعد انتهاء المجلس يتأكد من الشيخ، شيخنا ذكرتم هذه اللفظة هذه اللفظة صحيحة أو غيرها فإن قال نعم هذا صحيح وإن قال لا.

إلا في مورد واحد ينبغي أن يرد على الشيخ إذا كان هناك من يتربص بالشيخ بحيث لو مضى الدرس وانتهى فإنها تؤخذ مستمسك على الشيخ، أو هناك بعض الحضور المسافرين الذين لن يحضروا ولن يصحح لهم فيما بعد، في هذه الحالة يتعين عليه أن يصحح للشيخ.

«الرابع أن يحضر معه الدواة والقلم والسكين للتصحيح ويضبط ما يصححه لغة وإعراباً، وإذا رد الشيخ عليه لفظةً فظن أو علم أن رده خلاف الصواب كرر اللفظة ما قبلها ليتنبه بها الشيخ أو لينبه بها الشيخ أو يأتي بلفظ الصواب على وجه الاستفهام، فربما وقع ذلك سهواً أو سبق لسان لغفلة» لعل الشيخ غفل وصار سبق لسانه، فإذا كررها بنحو الاستفهام هذا الطالب سيجيبه الشيخ.

«ولا يقل بل هي كذا فإن رجع الشيخ إلى الصواب فذاك وإلا» وإن لو لم يرجع الشيخ إلى الصواب «يترك تحقيقها إلى مجلس آخر بتلطف» يعني يحقق الصواب في مجلس آخر بأسلوب لطيف يكلمه مثلاً خارج الدرس أو يبعث لي رسالة أو يكلم من يمون عليه.

«ولا يبادر إلى إصلاحها على الوجه الذي عرفه مع إطلاع الشيخ أو أحد الحاضرين على المخالفة» يسكت ويصححها فيما بعد.

«وكذلك إذا تحقق خطأ الشيخ في جواب مسألة وكان لا يفوت تحقيقه ولا يحصل تداركه» يعني غير قابل للفوات هذا التحقيق يمكن تدارك في وقت آخر «فإن كان ذلك كالكتابة في رقاع الاستفتاء» يكتب إليه ورقة ويرسلها.

«وكون السائل غريباً أو بعيد الدار أو مشنعاً تعين تنبيه الشيخ على ذلك في الحال بالإشارة ثم بالتصريح فإن تركه ذلك خيانة للشيخ فيجب نصحه بما أمكن من تلطف أو غيره».

«وإذا وقف على مكان في التصحيح كتب قبالته بلغ العرض أو التصحيح» يعني مكان يحتاج إلى تصحيح يذكر أن هذا يحتاج إلى تصحيح أو بحاجة إلى العرض على الأستاذ.

أتذكر أول ما جيت الحوزة قبل ثلاثين سنة حضرت مجلس في الحسينية النجفية بقم المقدسة، وكان يؤم الصلاة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشاهرودي ـ رحمه الله ـ الآن مدفون في الحرم، إلى جانب قبر السيد محمود الشاهرودي، السيد محمود الهاشمي الشهارودي مأخذ بنت أخ السيد محمد مأخذ بنت أخ سيد محمد السيد علي الشاهرودي.

كان يصلي جماعة ـ رحمه الله ـ ويجلس ويرقى المنبر خطيب مباشرة، في ذلك المجلس ذلك الخطيب قال: في صلاة الجماعة أنتم تؤخرون أنه تنتظر الذي قبلك يكبر ولا تكبر إلا بعد تكبيره، والحال أنه يكفي التهيؤ للتكبيرة.

فكتب السيد محمد الشهرودي ـ رحمه الله ـ قصاصة ورق ثم قرأها الخطيب، الاكتفاء بالتهيأ اكتفاء المأموم بتهيؤ المأموم الذي قبله للتكبيرة في الاكتفاء به هذا أمر مختلف بين الفقهاء والأقوى عدم الاكتفاء.

فقال الخطيب: العفو سيدنا أنا كان ببالي رأي السيد الخوئي والسيد محسن الحكيم الذين يرون الاكتفاء فالكل يرجع إلى مرجع تقليده في هذه المسألة، هل يرى الاكتفاء بالتهيؤ أو يشترط أن يكبر الذي قبله كما عليه المرحوم السيد محمد الشاهرودي رحمه الله.

هذا تمام الكلام في الأمر الرابع.

الأمر الخامس يأتي عليه الكلام وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

00:00

01

2024
| فبراير
جلسات أخرى من هذه الدورة 41 الجلسة

01

فبراير | 2024
  • الكتاب: مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد
  • الجزء

    -

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
41 الجلسة