منية المريد
شیخ الدقاق

38 - العاشر إذا بحث محفوظاته أن ينتقل إلى المبسوطات

منية المريد

  • الكتاب: مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    -

01

2024 | فبراير

17 رجب 1445
29 يناير 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

العاشر إذا بحث محفوظاته أن ينتقل إلى المبسوطات

العاشر من آداب المتعلم في درسه إذا بحث محفوظاته أن ينتقل إلى بحث المبسوطات.

العلم إن أعطيته كلك أعطاك بعضه، منهوما لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا، لذلك لا ينبغي لطالب العلم أن يقتصر على خصوص ما درسه وحفظه، بل ينبغي أن يتوسع وأن ينتقل مما درسه إلى غيره من الأمور المفصلة والمطولة.

ولا بأس بهذه القصة ينقل أن أحد العلماء هاجر للدراسة ولما قفل راجعاً بعد عشرين سنة اعترضه قطاع طرق، فقال لهم: خذوا أي شيء إلا هذا الصندوق، فطمعوا في ذلك الصندوق، فتحوا الصندوق وإذا به أكوام من الكتب والأوراق.

فقالوا له: لم كل هذا الحرص على هذه الكتب والأوراق؟

فقال: إنها حصيلة دراسة عشرين سنة تسرقونها في لحظة واحدة.

فقال السارق: خذ هذا الصندوق لا خير في علم عشرين سنة يسرق في لحظة واحدة.

رب كلمة أحيت سامعها فأتعظ هذا العالم من كلام السارق، يقال: إنه صاحب كتاب إحياء علوم الدين الغزالي، فلما رجع إلى بلده عكف على حفظ ما دونه وأصبح العلم قائما به.

إخوتي وأحبتي العالم في مدرسة أهل البيت ليس هو الشخص الذي يحفظ مجموعة من المعلومات فالهارد ديسك والكمبيوتر والسيرفرات تحمل المعلومات أكثر مني ومنك، العالم في مدرسة أهل البيت هو الشخص الذي تتجسد في شخصيته هذه المبادئ والمعلومات.

والإنسان بطبعه يسعى نحو الكمال، لذلك يقول الشهيد الثاني في كتابه منية المريد في آداب المفيد والمستفيد: أن طالب العلم في المرحلة الأولى يعكف على حفظ ما درسه وما دونه وهضم ما درسه وفهمه، ثم بعد ذلك لا يكتفي بهذه المختصرات بل ينتقل إلى المطولات والمبسوطات، بل لا يكتفي بدرسه حتى إذا استطاع أن يحضر دروس أخرى أو يفهم دروس أخرى أو يسمع دروس أخرى يسمع بقدر المستطاع.

قال الشهيد الثاني ـ رحمه الله ـ :

«العاشر إذا بحث محفوظاته أو غيرها من المختصرات وضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات أن ينتقل إلى بحث المبسوطات» من البسط يعني التبسيط «وما هو أكبر مما بحثه أولاً» يعني أولاً يبحث في المختصرات ثم في المفصلات والمطولات «مع المطالعة المتقنة والعناية الدائمة المحكمة».

أعجبني أحدهم دائماً في جيبه دفتر صغير وقلم يحضر مجلس حسيني يحضر محاضرة ندوة استمع إلى فكرة أو نكتة دونها ثم يذهب ويبحثها، مثلاً: هذا المتكلم والخطيب بحث نكتة تفسيرية أو نكتة رجالية أو نكتة روائية أو نكتة فلسفية أو نكتة فقهية أو نكتة فكرية يدونها ثم يذهب ويبحثها في المطولات من التفاسير وكتب الفقه المطولة وغيرها.

«وتعليق ما مرّ به في المطالعة أو سمعه من الشيخ من الفوائد النفيسة والمسائل الدقيقة والفروع الغريبة وحل المشكلات والفرق بين أحكام المتشابهات من جميع أنواع العلوم التي يذاكره فيها» أصلاً هناك كتب مخصصة لإيضاح المتشابهات يعني ما الفرق بين هذا المفهوم وهذا المفهوم؟

مثلاً: ما الفرق بين البداء في اللغة العربية والبداء في علم الكلام؟

الجواب: البداء في اللغة العربية الظهور بعد الخفاء والبداء في علم الكلام والعقائد الإظهار بعد الإخفاء، الظهور بعد الخفاء يلزم منه الجهل يعني شيء لم يكن واضحاً عندي كان خافياً علي ثم ظهر لي هذا يلزم منه الجهل.

أما الإظهار بعد الإخفاء يعني أنا أخفيته عليك ثم أظهرته الله عزّ وجل يخفي هذه الحكمة وهذا الأمر عن عبده ثم يظهره في الوقت المناسب، هذا يقال له: بداء، وهذا جيد في علم الفقه علم الأصول علم الكلام تدرس الفارق بين هذا المفهوم وهذا المفهوم من المفاهيم المتشابهة والقريبة.

«ولا يحتقر فائدة يراها أو يسمعها في أي فن كانت بل يبادر إلى كتابتها وحفظها».

في يوم من الأيام ذهبت إلى جامعة ليدز في بريطانيا، وجامعة براز فور أيضاً في بريطانيا، دخلت مكتبة جامعة برادفور وجدت شيئاً غريباً وهو أن أحجام الكتب متفاوتة جداً، كتاب حجمه كبير جداً وكتاب متعارف، معروف الكتب تطبع بالحجم الرقعي أو الوزيري، لكن وجدت بعض الكتب قدرها قدر إصبع إصبعين.

قلت لهم: ما هذه الكتب؟

قالوا: هذه الكتب عبارة عن قراطيس العظماء والمفكرين، فالمفكر حتى لو كتب قصاصة وأراد أن يلقيها في القمامة أخذناها وجمعناها وعملناها كتاباً فلعل من يأتي بعده يستفيد منه.

ربما هو يرى أن هذه فائدة غير مهمة ولكن غيره يرى أنها فائدة مهمة، من أكبر الكتاب العرب عباس محمود العقاد كان يكتب ويرمي في القمامة يكتب في القرطاسة ثم يلقيها في القمامة إلى أن أصبح كاتباً.

لذلك لا تستهن بأي فكرة حتى لو صدرت من طفل فإن براءة هذا الطفل فطرته قد الله عزّ وجل يلهمه بفكرة هي غائبة عنك، لذلك لا تحتقر أي فكرة وأي نكتة حتى لو كنت صغيراً وفي بداية حياتك الدراسية دونها في المستقبل ربما ترجع إليها وتحتاج إليها.

وقد روي عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ أنه قال: «قيدوا العلم، قيل: وما تقيده؟ قال: كتابته»

وروي «أن رجلاً من الأنصار كان يجلس إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فيسمع منه الحديث فيعجبه ولا يحفظه يعجب كلام النبي لكن ما يستطيع أن يحفظه، فشكى ذلك إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : استعن بيمينك وأومأ بيده» أي خطه، لذلك قيل: «ما حفظ فرّ وما كتب قرّ» ومن هنا قيل: «من لم يكتب علمه لم يعد علمه علما» قاله معاوية ابن قراء، وقال أنس بن مالك: «كنا لا نعد علم من لم يكتب علمه علما».

سؤال من أين عرفنا الشيخ الكليني والصدوق والمفيد والشيخ الطوسي وكبار علمائنا؟

الجواب: مما كتبوه، أنت عرفت الكليني من كتابه الكافي، وعرفت الصدوق من كتابه من لا يحضره الفقيه وبقية الكتب، وعرفت المفيد من كتاب الإرشاد، وعرفت الشيخ الطوسي من كتاب التهذيب والاستبصار وبقية الكتب، بل أصبح الشيخ الطوسي شيخ الطائفة لأنه كتب في مختلف فروع الطائفة، كتب في الفقه والأصول والتفسير والعقائد وما شاكل ذلك والروايات.

إذاً اهتموا بالكتابة، وسيأتي إن شاء الله تعالى في باب الكتابة أخبارٌ أخر في ذلك.

الأدب الحادي عشر من آداب المتعلم في درسه

«أن يبالغ في الجد والطلب والتشمير» الإنسان إذا أراد أن يأكل أو أراد يقتحم المعركة يشمر عن ساعديه، يشمر عن ذراعيه، هذا التشمير كناية عن الاستعداد «ولا يقنع من إرث الأنبياء باليسير»، وهنا نطرح نكتة مهمة:

البعض إذا تطرح عليه عمل خير، يقول: السعيد من كفي بغيره، أنا عندي إيثار ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، هل هذا الكلام صحيح أو لا؟

الجواب: في عمل الخير يأتي وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ولا يأتي ويؤثرون على أنفسهم هذا في المادية لكن في الأمور المعنوية وفي طلب الخير جاء في الدعاء «واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بغيري».

يا أخي تعال اطلب العلم لا لا يكفي أنت تدرس ويؤثرون على أنفسهم ولو كان فيهم خصاصة نجحنا، لا يا أخي في طلب العلم تقدم واحرص على المزيد أتمنى لغيرك يطلبون العلم وأنت أيضاً احرص على طلب العلم.

إذاً في طلب المعرفة وفي طلب العلم والأمور المعنوية ذاك الإيثار في الأمور المادية وأما في الأمور المعنوية ينبغي أن ماذا؟ أن تتقدم وأن تطلب الخير.

لذلك قال: «ولا يقنع من إرث الأنبياء باليسير ويغتنم وقت الفراغ والنشاط وشرخ الشباب» ما المراد بشرخ الشباب؟ أوله ونظارته وقوته.

في الرواية «أمران لا يدومان للمرء صحته وقوته، شبابه وقوته» الصحة ما تدوم والشباب ما يدوم، أنت انتهز الفرصة فرصة الشباب والصحة.

«قبل عوارض البطالة وموانع الرئاسة فإنها أدوى الأدواء وأعضل الأمراض» إذا صرت زعيم بعد توهم نفسك لازم أنت أفضل الناس في كل شيء بعد ما تروح تسأل، كيف تسأل وأنت زعيم؟ كيف تسأل وأنت رئيس؟ فتبقى في ذل الجهل، لذلك الرئاسة من أدوى أدواء جمع داء يعني داء عضال، والعياذ بالله.

«وليحذر كل الحذر من نظر نفسه بعين الكمال والاستغناء عن المشايخ».

سؤال: ما هي أول درجات السقوط؟

الجواب: أن تعتقد أنك عالم، إذا تعتقد أنك عالم لا يحتاج أن تتعلم، لكن أفضل مقدمة للكمال والتعلم أن تعتقد أنك جاهل فإذا أنت جاهل تحتاج تتعلم.

يقول الحسين ـ عليه السلام ـ في دعاء عرفة: «إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي؟! إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري؟! إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك».

البعض يقول: أنا استغني، لا لا يا أخي استأذنك حاول تحضر له حتى لو استغنيت، وهذه سيرة مستحكمة بين علمائنا ـ الله يرحمه ـ الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي مقرر كتاب مستند العروة الوثقى للسيد الخوئي حضر عند السيد الخوئي ثلاثين سنة يجلس عند السنطوانة.

في آخر الأيام ترك الدرس.

قال له السيد الخوئي: احضر لا أستطيع أن أدرس من دون أن أراك فحضر.

أستاذنا سماحة آية الله الشيخ علي المروجي القزويني له كتاب تمهيد المطالب في شرح المكاسب، تمهيد الوسائل في شرح الرسائل، كان يدرسنا خارج وفي نفس الوقت يحضر عند أستاذه آية الله السيد تقي القمي مدة عشرين سنة.

قيل له: لم تدم الحضور؟

قال: الآن قل الطلبة وأريد أن أقوي درس أستاذي فاحضر عنده، هذي سيرة العلماء ما يترفع على أستاذ درس أستاذه ما يستغني عن أستاذه بسرعة.

لذلك يقول: «والاستغناء عن المشايخ فإن ذلك عين نقص وحقيقة الجهل وعنوان الحماقة ودليل قلة العلم والمعرفة لو تدبر» يحتاج إلى خبرة.

مرة سألت أحد أساتذتنا الذين يدرسون الخارج، قلت له: أيهما اعلم السيد أبو القاسم الخوئي أو الشهيد السيد محمد باقر الصدر؟

وقال: هذا الجواب محرج.

قلت: أجبني.

قال: السيد الخوئي اعلم.

قلت له: لماذا؟

قال: لأنه أكثر خبرة.

الشهيد الصدر ذكي وعبقري ومجيد ودقيق وعميق، ولكن لم يمد الله في عمره استشهد. نعم، لو طال عمره لربما، ولكن السيد الخوئي عنده إحاطة وعنده خبرة.

لذلك أنت قد ترى نفسك أصبحت أدق من أستاذك لكن أستاذك عنده خبرة خبرة مهمة في الاستنباط في العلم.

«الثاني عشر أن يلازم حلقة شيخه بل جميع مجالسه إذا أمكن فإن ذلك لا يزيده إلا خيراً وتحصيلاً وأدباً وإطلاعاً على فوائد متبددة» يعني مشتتة متفرقة «لا يكاد يجدها في الدفاتر» يعني في الكتب والمدونات «كما أشار إليه علي ـ عليه السلام ـ في حديثه السابق بقوله: «ولا تمل من طول صحبته فإنما هو كالنخلة متى يسقط عليك منها منفعةٌ»»

«ولا يقتصر على سماع نفس درسه فقط» البعض فقط هذا الدرس الذي يدرسه، خلاص انتهى الدوام، ما يسمع درس غيره، ما يطالع كتاب آخر، يقول: إن استطعت أن تستمع حتى إلى درس غيرك.

لذلك ديدن العلماء إذا سافروا للزيارة ذهب إلى النجف الأشراف أو إلى مدينة قم المقدسة أن يحضر دروس الأساتذة الموجودين لعله يستفيد نكته، لعل الله يمن عليه بفكرة في درس لأنه أحياناً عند الاجتماع الله عزّ وجل ينزل البركة يلين القلوب ينير الأذهان والأفكار، لذلك احرص على أن تكون ماذا؟ هكذا عندنا في الرواية «أغدو إما عالماً أو متعلما أو» يعني ذاهب إلى مرمية معاش «ولا تكن الرابع فتهلك» يعني إما تشتغل تأمن معيشتك أو تدرس أو تدرس ولا تكن الرابع فتهلك.

جيد «ولا يقتصر على سماع درس نفسه فقط فإن ذلك علامة قصور الهمة بل يعتني بسائر الدروس فإنها كنوز مختلفة وجواهر متعددة فليغتنم ما فتح له منها إن احتمل ذهنه ذلك» يعني إذا يحضر بحيث يفهم «فيشارك أصحابها حتى كأن كل درس له فإن عجز عن ضبط جميعها اعتنى بالأهم فالأهم ما تستطيع أن تحضر جميع الدروس، هذا في الدروس المفرقة» درس في الفقه، درس في الأصول، درس في الفلسفة، درس في التفسير، درس في الرجال والحديث.

«وأما درس التقاسيم فشأنها كدرس واحد فمن لم يطق ضبطها لا يصلح لدخوله فيها».

سؤال ما المراد بدرس التقاسيم؟ جمع التقسيم ما المراد بدرس التقسيم أو التقاسيم؟

يعرف بالمقابلة إذا عرفت الكرم عرفت البخل، إذا عرفت الدروس المفرقة والمتفرقة عرفت درس التقاسيم، ما المراد بدرس التقاسيم؟

الدرس الذي يجمع علم واحد، مرّ في الأمر السادس عشر من القسم الثاني من النوع الثاني من هذا الباب صفحة مئتين معنى درس التقاسيم، فيعلم معنى الدروس المفرقة بالمقابلة، هناك الشهيد الثاني صفحة مئتين هذه النسخة تحقيق الشيخ رضا مختاري، بستان طبعة بستان كتاب، يقول:

«ويختار إذا كانت الدروس في كتاب واحد، وهو المسمى بالتقسيم» يعني هذا كتاب واحد فيه علم كلام، هذا كتاب واحد فيه علم أصول، هذا كتاب واحد فيه علم فقه، هذا يقال له درس التقسيم، بخلاف الكتاب الذي فيه عدة جامع هذا الكتاب فيه عقائد وكلام وأخلاق هذا يسمونه درس المفرقات، درس التقسيم الكتاب الذي فيه من علم واحد.

«الثالث عشر إذا حضر مجلس الشيخ فليسلم على الحاضرين بصوت يسمعهم ويخص الشيخ بزيادة تحية وإكرام» لكن هذا إذا ما يربك الدرس إذا يربك الدرس الأولى أن لا يسلم أن يدخل خلسه بحيث لا يوجب إرباك في الدرس.

«وعد بعضهم حلق العلم حال أخذهم في البحث من المواضع التي لا يسلم فيها واختاره جماعة من الأفاضل منهم ابن جماعة الكناني في تذكرة السامع، وهو متجه» يعني هذا وجيه «حيث يشغله ردّ السلام عما هم فيه من البحث وحضور القلب كما هو الغالب» الغالب عدم حضور قلب وتوجه نحو العلم والمسألة «سيما إذا كان الأستاذ في أثناء تقرير مسألةٍ فإن قطعه عليهم أضر من كثير من الموارد التي ورد أنه لا يسلم فيها» ما الموارد التي لا يسلم فيها؟

كان أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ يقول: «ثلاث لا يسلمون الماشي مع الجنازة والماشي إلى الجمعة وفي بيت الحمام» هذه رواية الكافي للكليني كتاب العشرة باب التسليم الحديث أحد عشر.

في كتاب الخصال للصدوق «لا تسلموا» إلى أن يقول: «ولا على المصلي وذلك لأن المصلي لا يستطيع أن يرد السلام» إلى أن يقول:: «ولا على رجل جالس على غائط ولا على الذي في الحمام» هو مشغول بالاستحمام أو بالتغوط وأنت تشغله سلام عليكمٌ مساكم الله بالخير ما أخبار القضية الفلانية؟ وهو مسكين في بيت الراحة يريد أن يستريح فريحه بعدم السلام عليه.

«لكن متى أريد ذلك؟» يعني أراد أن يدخل إلى حلقة الدرس «فليجلس الداخل عليهم على بعد من مقابلة الشيخ بحيث لا يشعر به حتى يفرغ إن أمكن» لأن الشيخ إذا التفت إليه ربما يسلم عليه ويخصه بالسلام.

«جمعاً بين حق الأدب معه» يعني مع الشيخ «وحق البحث في دفع الشواغل عنه» عن البحث تجمع بين الحقين «بعد أن في هذه الحالة يمكن».

«الرابع عشر إذا سلم لا يتخطى رقاب الحاضرين إلى قرب الشيخ إن لم يكن منزلته كذلك بل يجلس حيث ينتهي به المجلس كما ورد في الحديث في الرواية آمالي الطوسي الجزء الأول صفحة ثلاثمائة وعشرة قال أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ : «لا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلا حيث ينتهي به الجلوس فإن تخطي أعناق الرجال سخافة»» البعض هو يأتي الحسينية مشحوناً يتخطى الرقاب من بدايتها لنهايتها يكسر ظهور ورجائل الناس الجالسين.

«بل يجلس حيث ينتهي به المجلس فإن صرح له الشيخ أو الحاضرون بالتقدم أو كانت منزلته أو كانت يعلم إيثار الشيخ والجماعة لذلك وكان جلوسه بقرب الشيخ مصلحة كان يذاكره مذاكرة ينتفع بها الحاضرون أو لكونه كبير السن أو كثير الفضيلة والصلاة فلا بأس».

الخامس عشر يأتي عليه الكلام، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

00:00

01

2024
| فبراير
جلسات أخرى من هذه الدورة 41 الجلسة

01

فبراير | 2024
  • الكتاب: مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد
  • الجزء

    -

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
41 الجلسة