منية المريد
شیخ الدقاق

40 - أن يراعي المتعلم نوبته تقديماً وتأخيراً

منية المريد

  • الكتاب: مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    -

27

2024 | مارس

7 شبعان 1445
17 فبراير 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

أن يراعي المتعلم نوبته تقديماً وتأخيراً

 

في الزمن السابق كان درس الكتاتيب وأول واحد يحضر إلى الدرس يكون هو ماذا؟ له حقه السابق، وبالتالي لو جاء الطالب متأخراً فليراعي نوبته والدور الذي يأتي عليه، هنا لو جاء الطالب متقدماً والعبرة بالسبق الزماني، هل يعطي نوبته لغيره أو الأولى أن يتقدم بنفسه؟

هنا يوجد قولان:

القول الأول هذا عمل خير وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات فالأولى أن يأخذ هو الدرس يبادر إلى الخير ولا يعطي نوبته لغيره إلا لضرورة.

القول الثاني بالعكس السابق يستحب له أن يقدم غيره خصوصاً إذا كان هذا الغير غريباً أو من أهل الفضل أو يتسم بسمه.

نقرأ هذا المقدار:

«الرابع والعشرون إذا أراد القراءة على الشيخ» الدراسة عند الشيخ «فليراعي نوبته تقديماً وتأخيراً فلا يتقدم عليها على نوبته بغير رضا من هي له» الذي نوبته أسبق هو الأولى «وري جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يسأله وجاء رجل من ثقيف من قبيلة ثقيف فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : يا أخا ثقيف إن الأنصاري قد سبقك بالمسألة فاجلس كيما نبدأ بحاجة الأنصاري قبل حاجتك» مراعاة الدور والنوبة.

«قيل[1] ولا يؤثر بنوبته فإن الإيثار بالقرب نقصٌ» المفروض أنت تتقرب إلى الأستاذ وإلى الدين وإلى العلم هذا ليس من موارد الإيثار هذا من موارد المبادرة والمسارعة إلى عمل الخير.

«فإن رأى الشيخ المصلح في ذلك» يعني في الإيثار في وقتٍ «فأشار به امتثل أمره معتقداً كمال رأيه تصويب غرضه في ذلك» يعني الأولى أن لا يؤثر غيره ولكن إذا رأى الشيخ أنه فليقدم هذا الآخر في هذه الحالة يقولون: الامتثال خيرٌ من الأدب يعني يمتثل رأي أستاذه ويقدم غيره.

«قيل[2] ويستحب للسابق أن يقدم على نفسه من كان غريباً لتأكد حرمته ووجوب ذمته، وروي في ذلك حديث عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ ، وكذلك إذا كان للمتأخر حاجةٌ ضرورية وعلمها المتقدم» فليقدم صاحب الحاجة هناك روايات من هذه الروايات «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» «إذا أتاكم الزائر فأكرموه».

عن أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ قال: «دخل رجلان على أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ فألقى لكل واحد منهما وسادة فقعد عليها أحدهما وأبى الآخر، فقال أمير المؤمنين: اقعد عليها فإنه لا يأبى الكرامة إلا حمار، ثم قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «إذا أتاكم كريم قومٍ فأكرموه».

ما هو ملاك تقدم النوبة؟ السبق الزمني حتى لو خرج بعد ذلك لقضاء الحاجة يحتاج إلى الذهاب إلى الحمام لقضاء حاجته أو يتوضأ لكن بحيث أنه يرجع فهو أسبق من غيره.

قال: «وتحصل النوبة بتقدم الحضور في مجلس الشيخ وإن ذهب بعده» يعني بعد الحضور «لضرورة كقضاء حاجة وتجديد وضوء لم يطل الزمان عادة».

«وإذا تساويا» اثنين في وقت واحد دخل الطلبة «أقرع بينهما إذ أن القرعة لكل أمر مشكل» يعملون قرعة والذي يخرج اسمه يكون هو المقدم.

«هذا إذا كان العلم مما يجب تعليمه» يعني يجب على المدرس والمعلم أن يعلمهما كمبادئ التوحيد هنا بعد يجب عليه أن يعلم الاثنين، إذا لم يستطع لأنهما جاءا في وقت واحد يعمل القرعة.

وأما إذا التعليم ليس واجباً تعليم مستحب يدرسهم قصص أو يدرسهم علم ليس بواجب عليهم يدرسهم رياضيات «تخير بينهما» أنه ما يحتاج أنه يقرع لأنه صار بينهم تساوي هو يختار يقدم الأول أو الثاني.

قال: «هذا» يعني إذا تساوي أقرع بينهما «إذا كان العلم ما يجب تعليمه وإلا إن لم يكن العلم مما يجب تعليمه تخير» يكون الأستاذ مخير في تعليم أيهما شاء.

«ويستحب له حينئذ» يعني حينئذ لم يكن التعليم واجباً «مراعاة الترتيب ثم القرعة» يعني يرتب من يأتي أولاً يدرسه إذا اثنينهم جاؤوا في نفس الوقت يقرع بينهما.

جيد هذا إذا كان يدرس كل واحد لوحده إذا يدرسهم كلهم في درس واحد نظراً لتقارب أفهامهم في هذه الحالة بعد يشرع في الدرس جيد.

جيد في الزمن السابق كان شخص يقال له: المعيد، من هو المعيد؟ هو الذي يعيد الدرس على الطلاب بعد خروج الأستاذ، هذا الآن موجود في أبحاث الخارج في النجف وقم، مثلاً: السيد أبو القاسم الخوئي كان بعد درس أستاذه الميرزا النائيني هو يقرر أبحاث الميرزا النائيني لأنه كان قديم طلابه، وهكذا الطلب الذي في الدرس كبير الطلاب يقرر للطلبة الجدد.

قال: «ولو جمعهم على درس مع تقارب أفهامهم جاز أيضاً مراعاة الترتيب والقرعة وغير ذلك، ومعيد المدرسة» معيد المدرسة قال في تذكرة السامع صفحة مئة وخمسين: المعيد الذي يعيد الدرس بعد إلقاء الشيخ الخطبة على الطلبة كأنه يعين الشيخ على نشر علمه وتثبيت خطاباته وإملائه في أذهان الطلبة.

ثم يقول في صفحة مئتين وأربعة: «وينبغي للمعيد بالمدرسة» إلى أن يقول: «أن يعلم المدرس أو الناظر بما يرجى فلاحه ليزداد ما يستعين به ويشرح صدر وأن يطالبهم بعرض محفوظاتهم إن لم يعين لذلك غيره ويعيد لهم ما توقف فهمه عليهم من دروس المدارس ولهذا يسمى معيداً» يعيد يعيد الدرس ويعين الأستاذ على تدريسه.

جيد هذا معيد الدرس يعطونه مقابل يعطونه فلوس في مقابل إعادة الدرس على الطلاب شرطوا عليه تعيد الدرس الأولوية إلى طلاب المدرسة حضر طالب من غير المدرسة أيهما يقدم طلاب المدرسة أو الذي هو من خارج المدرسة؟

يقول: «ومعيد المدرسة ومدرسها إذا شرط عليه إقراء أهلها في وقت معين لا يجوز له تقديم غيرهم عليهم بغير إذنهم وإن سبق» وإن سبق هذا الغير لكن مع عدم وجوب التعليم، إذا التعليم ليس بواجب وهو مستأجر لإعادة الدرس على طلاب المدرسة «أو مع وجوب الجميع» يجب عليه تدريس الجميع الأجنبي وأهل المدرسة، في هذه الحالة المقدم هم أهل المدرسة.

إذاً الفرض الأول عدم وجوب التعليم، يقدم أصحاب المدرسة.

الفرض الثاني وجوب التعليم على الجميع هنا أيضاً يقدم أهل المدرسة.

الفرض الثالث لو كان هذا الدرس ليس واجباً على أهل المدرسة لكنه واجب على الخارج كأن كانت مسألة ابتلائية بالنسبة إلى الخارج وليست مسألة ابتلائية بالنسبة إلى أهل المدرسة فيجب على الخارج أن يتعلم، مثلاً: هو مبتلى بالشكوك في الصلاة وأهل المدرسة ليس عندهم وسواس ما عندهم شكوك في الصلاة، والأستاذ يريد أن يعلمهم ماذا؟ حكم الشك في عدد الركعات، هنا هل يقدم أهل المدرسة؟ والحال أن التعليم ليس واجباً عليهم أو يقدم الخارج لأن التعليم واجب عليه والحال إنه معيد للمدرسة وفي وقت معين ولخصوص طلاب المدرسة لا للخارج.

يذكر الشهيد الثاني ثلاثة أقوال:

القول الأول الاستثناء، فنقول هكذا: لا يجوز له أن يبدأ بغير أهل المدرسة إلا إذا كان التعليم واجباً على الخارج فيقدمه، فنعمل استثناء هذا الوجه الأول.

القول الثاني يقدم الخارج ولا يأخذ المخصص المالي لأن المخصص المالي يأخذه في مقابل أن يدرس أهل المدرسة في وقت معين فيتنازل عن المخصص المالي ويدرس قربة إلى الله تعالى لأن التعليم واجب على الخارج.

القول الثالث تقديم أهل المدرسة لأنه مستأجر لتدريس أهل المدرسة.

هذه أوجه ثلاثة يقول الشهيد الثاني: «والأوسط أوصى» يعني جمع بين الحقين لأنه واجب على الخارج يقدم الخارج ولأن المخصص المالي في مقابل تدريس أهل المدرسة يتنازل عن مخصص المالي، فهذا القول الأوسط أوسط لأنه يجمع بين الأمرين حق المدرسة وحق الخارج عن المدرسة.

قال: «أما لو وجب درس الخارج دون أهل المدرسة ففي استثنائه» هذا الوجه الأول، كيف استثنائه؟ نقول: «لا يجوز له تقديم غير أهل المدرسة عليهم إلا إذا كان الخارج قد وجب عليه فحينئذ يقدم الخارج».

الوجه الثاني «أو وجوب إقرائه» إقراء الخارج «وترك ما يخصه من العوض ذلك اليوم» المخصص المالي العوض المالي الذي يخص المعيد في ذلك اليوم ما يستلمه يتركه يتنازل عنه.

الاحتمال الثالث «أو تقديم أهل المدرسة» لأنه معيد لأهل المدرسة ومستأجر لتدريس أهل المدرسة «أوجه» يعني أوجه ثلاثة «والأوسط أوساط» يعني الوجه الأوسط هو أوسط يعني خير الأمور أوسطها جمع بين الحقين.

«الخامس والعشرون أن يكون جلوسه بين يدي الشيخ على ما تقدم تفصيله وهيئته في أدبه مع شيخه ويحضر كتابه الذي يقرأ فيه معه» يعني مو يجي بلا كتاب يجيب الكتاب «ويحمله بنفسه ولا يضعه حال القراءة على الأرض مفتوحاً بل يحمله بيديه ويقرأ به» قلة احترام يفتح الكتاب يخليه على الأرض لا لا يحمله بيده.

«السادس والعشرون» الآن لاحظ هذا الأدب الرفيع مال درس الأول كتاتيب الدرس الأول كان اقرأ اقرأ تفضل الأستاذ يخليهم يقروؤن وهو يشرح «أولاً لا يبدأ بالقراءة إلا إذا أذن له الأستاذ، ثانياً في الأثناء يدعو لأستاذ» اللهم احفظ أستاذنا وأطل في عمره ووفقه تدريسنا وعمل الخيرات.

هذا الطالب إذا أتى وما استعاذ بالله وما بسمل وما أستأذن وما دعا إلى أستاذة إما لجهله أو لنسيانه ينبغي على الأستاذ أن يعلمه وأن يؤدبه، هذه الرسوم الآن ما موجودة.

«السادس والعشرون أن لا يقرأ حتى يستأذن الشيخ ذكره جماعة من العلماء فإن أذن له استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ثم سمى الله تعالى وحمده وصلى على النبي وآله ـ صلى الله عليهم ـ .

عندنا في الروايات «كل عمل بدئ به بغير اسم الله فهو أبتر» يعني مقطوع أتعلم إذا بتدرس بتتكلم عندك مداخلة حوار ندوة اجتماع أول ما تتكلم بسم الله الرحمن الرحيم، والأفضل منه أول تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، عندك محاضرة، برنامج تلفزيوني، مقابلة مع الناس، شيخنا تفضل، أول شيء تقول: أعوذ بالله الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم هذه إذا تعودت بعدين ما تقدر تحذفها.

من الخواطر كنا في الموصل ذهبنا إلى الموصل وصلينا صلاة الجمعة هناك حيث أقام أبو بكر البغدادي صلاة الجمعة في الموصل نحن في الضفة الأخرى مكان الشيعة أقمنا صلاة الجمعة، كان هناك برنامج قالوا هذا البرنامج يحضر فيه الجميع من السنة والشيعة والإيزيديين وعبدة الشيطان.

قالوا شيخنا: في البداية لا تستعيذ بالله من الشيطان لأن هؤلاء عبدة الشيطان موجودين نريد نجمعهم، قلت بعد موديل جديد هذا.

أول ما صعدت المنصة نسيت «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» لاحظت عبدة الشيطان منزعجير ويحركوا الرأس، جيد هذا دائما تستعيذ بالله من الشيطان وتبسمل، لاحظ الروايات الواردة في في البسملة «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد اقطع» مقطوع يعني تحمد الله عزّ وجل.

الرواية الأخرى «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر».

رواية أخرى «كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عزّ وجل فهو أبتر» وفي نسخة «أقطع».

إذا هذا الذي في العرف الحوزوي «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين» هذا أمر مطلوب يأتي بالبركة إلى الدرس.

يقول: «ثم سمى الله تعالى وحمده وصلى على النبي وآله ـ صلى الله عليهم ـ ثم يدعو للشيخ ولوالديه ولمشايخه وللعلماء ولنفسه ولسائر المسلمين وإن خص مصنف الكتاب أيضاً بدعوة كان حسنة» يدعو إلى مؤلف الكتاب مثل هذا منية المريد الشهيد الثاني ـ رحمة الله عليه ـ .

«وكذلك يفعل كل ما شرع قراءة درس أو تكراره أو مطالعته أو مقابلته في حضور الشيخ أو في غيبته» يقابل درس بدرس يقارن كتاب بكتاب «إلا أنه يخص الشيخ بذكره في الدعاء عند قراءته عليه» يعني عندما يدرس الكتاب عند الشيخ يقول: أطال الله عمر أستاذنا ووفقه لعمل الخير.

«ويترحم على مصنف الكتاب كما ذكرنا.

وإذا دعا الطالب للشيخ قال: ورضي الله عنكم أو عن شيخنا وإمامنا ونحو ذلك قاصداً به الشيخ، وإذا فرغ من الدرس دعا للشيخ أيضاً في البداية والنهاية، ويدعو الشيخ للطالب كلما دعا له، يقول الشيخ قل: وأنتم كذلك أطال الله في أعماركم وبلغ فيكم وإن شاء الله تكونوا من العلماء العاملين المجاهدين في سبيل الله» هذه أمور حلوة الآن كثير منها ما يطبق.

«ويدعو الشيخ للطالب كلما دعا له فإن ترك الاستفتاح» يعني استفتاح الدرس «بما ذكرناه» الاستعاذة والبسملة والدعاء للشيخ والحمد والثناء «جهلاً أو نسياناً نبهه عليه وعلمه إياه وذكره به فإنه من أهم الآداب وقد ورد الحديث بالأمر في الابتداء بالأمور المهمة بتسمية الله وتحميده وهذا من أهمها» يعني من أهم الأمور الدرس أن تبدأ به بالاستعاذة والبسملة وحمد الله.

«السابع والعشرون» العلم حياته بالمذاكرة القليل الذي أنتج فقط بفهمه وحفظه للدرس العلم حرف وتكراره ألف عليك بالمذاكرة والمباحثة.

«السابع والعشرون ينبغي أن يذاكر من يرافقه من مواظبي مجلس الشيخ بما وقع فيه من الفوائد والضوابط والقواعد وغير ذلك» جيد الطالب يصير عنده دفتر صغير أو ورقة من يحضر درس؟ يحضر محاضرة؟ سمع فائد قصة قاعدة يدونها ثم يتدارس مع زميله فيها.

«ويعيد كلام الشيخ فيما بينهم فإن في المذاكرة نفعاً عظيماً قدم على نفع الحفظ» المذاكرة أتذكر مرة جاني واحد البيت في البحرين قبل عشرين سنة يقول: اللهم صل على محمد وآل محمد بالضبط قلت له بالكسر يقول: اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم صل على محمد وآل محمد، قلت له: كرر محمدي ومحمدي ومحمدي من بيتنا إلى بيتكم وغداً تعال، جاء يوم ثاني قال اللهم صل على محمد وآل محمد هذا من التكرار لما كرر لا تكرر الصلاة كلها فقط هذي محمديو خلاص المذاكرة والتكرار يوجب الحفظ.

قال: «وينبغي الإسراع بها» بالمذاكرة «بعد القيام من المجلس قبل تفرق أذهانهم» الآن الأستاذ طلع يذاكرون أما يطلع ويروح السوق ويروح ينسى يتشتت ذهنه.

«قبل تفرق أذهانهم وتشتت خواطرهم وشذوذ بعض ما سمعوه عن أفهامهم» كل واحد بعدين يقول كلام أي الشيخ قال كذا كل واحد ينقل كلام غيره.

«ثم يتذاكروه بعض الأوقات فلا شيء يتخرج به الطالب في العلم مثل المذاكرة» مذاكرة على وزن مفاعلة مثل مقاتلة المقاتلة ما تصير بطرف واحد بطرفين المذاكرة والمباحثة لا تقول لا أنا ذكي واحفظ ما أحتاج أضيع وقتي يا صاحبي وزميلي هذا غرور، اعمل لك مذاكرة مباحثة بعض المراجع إلى الآن وهو كبير في السن عنده مذاكرة مع زملائه، هو صار مرجع هم ما صاروا مراجع إلى الآن عندهم مباحث وياهم مثل آية الله العظمى السيد موسى الشبيري الزنجاني ضلت مباحثته مع صاحبه وزميله آية الله السيد حميد الروحاني ـ رحمه الله ـ إلى أن توفاه الله، السيد الزنجاني تصدى للمرجعية.

«فإن لم يجد الطالب من يذاكره ذاكر نفسه بنفسه» مثل هذا محمدي بروحه يذاكر وبروحه يكرر «وكرر معنى ما سمعه ولفظه على قلبه ليعلق ذلك بخاطره» هذه التكرار تكرار التلفظ هذا يفيد بعضهم ما يحفظ بسرعة لكن لما يكرر يتلفظ يثبت في ذهنه.

«فإن تكرار المعنى على القلب كتكرار اللفظ على اللسان وقل أن يفلح من اقتصر على الفكر والتعقل بحضرة الشيخ خاصة ثم يتركه ويقوم ولا يعاوده» القليل الذي من أول وهلة يرسخ في ذهنه ذاك الشهيد الصدر يقول الشيخ النعماني رأيته يتصفح الكتاب هكذا مثل إذا تروح تشتري كتاب تتصفح الأوراق تتأكد أن هي مو خربانة.

قلت له سيدنا: أنت يعني تفهم هذا شلون؟

قال: أنا بس انظر تنطبع الورقة في ذهني متى ما أريد ارجعها ارجعها، يا اخي يعني يضربها سكان سكان يضربها سكانر ويرجعها هذا قليل من الناس الذي عنده هذا الشيء.

«الثامن والعشرون أن تكون المذاكرة المذكورة في غير مجلس الشيخ» الشيخ موجود هو يذاكر أو قبل ما يخرج الشيخ يذاكر هذا المعيد هذا عيب إلا إذا أذن له، أحيانا يريد يبين مقام الطالب هذا يصلح أنه يكون معيد أو يريد يشير أن هذا من بعدي عنده غرض في هذه الحالة نعم المعيد يدرس أمام الشيخ واضح أو لا؟

السيد السيستاني السيد الخوئي خلاه يدرس على منبره وخلاه يصلي جماعة مكانه ووزع شهرية باسمه يعني يشير أن هذا من بعدي، أما أنه لا ابتداء هذا الطالب يجي يتربع مكان يعني للآن الأستاذ ما مشى وهو يدرس هذا عيب سوء توفيق.

«الثامن والعشرون أن تكون المذاكرة المذكورة في غير مجلس الشيخ أو فيه في مجلس الشيخ بعد انصرافه الشيخ بحيث لا يسمع لهم صوتاً فإن اشتغالهم بذلك وأسماعهم له» للشيخ قلة أدب وجرأة سيما إذا كان لهم معيد إذا كان الطالب معيد لهم فإن تصدره للإعادة في مجلس الشيخ من أقبح الصفات وأبعدها عن الآداب اللهم إلا أن يأمره الشيخ بذلك لمصلحة يراها».

«التاسع والعشرون» جيد الطلبة يراعون الأدبي المعين ما يقول لها أنت واحد منا ومثلنا يتعمدون يشكلون عليه ويضعفونه أو افترض هذا المعين ذكر شيء اشتباه في الحالة يراعون حرمته يسألون الأستاذ يصلون إلى الحقيقة بتأدب يخلون مثلاً الأستاذ يوصلها إلى المعيد لأنهم في مقام تنافس مع المعيد ويكسرون المعيد.

«التاسع والعشرون على الطلبة مراعاة الأدب المتقدم أو قريب منه مع كبيرهم ومعيدهم فلا ينازعوه فيما يقوله لهم إذا وقع منهم فيه شك» في كلامه شك «بل يتوقف في تحقيق الحال ويتوصل إلى بيان الحق بحسب الإمكان» من خلال قراءة الكتب أو سؤال الأستاذ.

«فإذا بقي الحق مشتبهاً» هم ما وصلوا إلى نتيجة وأيضاً المعيد «راجعوا الشيخ فيه في طلب الحق بلطف من غير بيان من خالفه ومن وافق» ما يقولون له والله هذا المعيد الذي خليته اشتباه نحن نقول كذا وهو يقول كذا يصير بعد كسر عظم لا هذا غير صحيح «مقتصرين على إرادة بيان الصواب كيف كان».

«الأدب الثلاثون والأخير من آداب المتعلم في درسه

يجب على من علم من بنوع من العلم وضرب من الكمال أن يرشد رفقته ويرغبهم في الاجتماع والتذاكر والتحصيل ويهون عليهم مؤونته ويذكر لهم ما استفاده من الفوائد والقواعد والغرائب على جهة النصيحة والمذاكرة فبإرشادهم يبارك الله له في علمه ويستنير قلبه وتتأكد المسائل عنده مع ما فيه من جزيل ثواب الله تعالى وجميل نظره وعطفه».

افترض هذا درس علوم تساعد على ماذا؟ تسهيل التعليم، هو أصلاً أخصائي مناهج تعليم وأخصائي طرق التعليم، جيد يعلم زملائه يفيدهم وينور التقرب إلى الله تعالى.

بعضهم يقول: لا خلهم المهم أنا، هذا ما يتوفق.

قال: «ومن بخل عليهم بشيء من ذلك كان بضد ما ذكر ولم يثبت علمه» الذد هو هذا ما يثبت علمه «وإن ثبت علمه لم يثمر ولم يبارك الله له فيه، وقد وقد جرب ذلك لجماعة من السلف والخلف» يعني الإخلاص لله له أثر في التوفيق في طلب العلم والإنتاج العلمي.

«ولا يحسد أحداً منهم من زملائه ولا يحتقره ولا يفتخر عليه ولا يعجب بفهم نفسه وسبقه لهم» والله أنا أذكى منكم وافهم بسرعة أنتوا تضيعون وقت المدرس وتضيعون وقتي لا تسألون تضيعون الوقت، ليش تتفاخر عليهم؟ تترفع عليهم؟!

«فقد كان مثلهم ثم من الله تعالى عليه فليحمد الله على ذلك ويستزيده منه بدوام الشكر فإذا امتثل ذلك وتكاملت أهليته واشتهرت فضيلته ارتقى إلى ما بعده من المراتب والله ولي التوفيق».

لا بأس بهذه القصة كان طالب يحضر الشهيد السيد محمد باقر الصدر وكان بليد الذهن ما يفهم فجأة رأوه يشكل إشكالات قوية ومحكمة.

في يوم من الأيام اشكل على الشهيد الصدر وأجاب عليه ثم أشكل ثم أجاب ثم أشكل ثم أجاب الشهيد الصدر، قال له: الذي انطاك خاشوقة انطاني الجدر كله، فسكت هذا الطالب.

اتضح هذا الطالب ذهب إلى أمير المؤمنين وتوسل به سيدي ومولاه أنا لا افهم أريد ذهني يرتفع فهمي يرتفع، نام رأى أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ وضع في فمه ملعقة خاشوقة.

قال له: كل فلما أكل من جلس ارتفع ذهنه.

الشهيد الصدر يقول: الذي انطق خاشوقة يعني الذي أعطاك الملعقة، انطاني الجدر كله يعني قدر الطعام كله أعطاني ياه أنت خاشوقة، أنا أعطاني كل القدر، لأنه كان الشهيد الصدر يذهب ويتوسل بأمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ وكان يومياً يذهب يجلس مقابل الضريح ويفكر في المسائل العلمية.

يوم من الأيام لم يذهب مرض ما ذهب رأت عمته، قال لها أمير المؤمنين: اليوم السيد محمد باقر الصدر لم يأتي إلى الدرس.

اتضح أن هذا الجلوس والتفكر عند ضريح أمير المؤمنين لم يكن مجرد جلسة وتفكر وإنما كان درساً وزاد معنوياً هذا تمام الكلام في الباب الأول.

الباب الثاني في آداب الفتوى والمفتي والمستفتي يأتي عليه الكلام إن بقينا أحياء ووفقنا الله، وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

 

[1] القائل النووي في التبيان في آداب حملة القرآن، ص 27.

شرح المهذب، ج 1، ص 65.

[2]  والقائل هو الخطيب البغدادي في تذكرة السامع، ص 195.

00:00

27

2024
| مارس
جلسات أخرى من هذه الدورة 41 الجلسة

27

مارس | 2024
  • الكتاب: مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد
  • الجزء

    -

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
41 الجلسة