منية المريد
شیخ الدقاق

41 - الباب الثاني في آداب الفتوى والمفتي والمستفتي

منية المريد

  • الكتاب: مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    -

27

2024 | مارس

23 شبعان 1445
4 مارس 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

الباب الثاني في آداب الفتوى والمفتي والمستفتي

 

انتهينا بحمد الله عزّ وجل من المقدمة والباب الأول من هذا الكتاب الشريف من منية المريد في آداب المفيد للشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي.

هذا الكتاب الشريف مؤلف من مقدمة وخاتمة وأربعة أبواب لبّ هذا الكتاب كتاب آداب المفيد والمستفيد في المقدمة والباب الأول والخاتمة لأنها تتطرق إلى آداب المفيد والمستفيد، وأما الباب الثاني والباب الثالث والباب الرابع فهي أمور تتعلق بالمفيد والمستفيد.

لذلك في المقدمة والباب الأول كان منهجنا هو قراءة المتن بالإضافة إلى الشرح، لكن إن شاء الله ابتداء من الباب الثاني إلى نهاية الكتاب سيختلف منهجنا سيكون منهجنا بيان الفكرة في بعض مواطن الضرورة سنقرأ.

إذا نرجع إلى فهرس الكتاب نجد أن المقدمة في فضل العلم من الكتاب والسنة والأثر ودليل العقل، وهذا داخل في صلب الموضوع آداب المفيد والمستفيد.

الباب الأول في آداب المعلم والمتعلم بفصوله وأنواعه هذا أيضاً كله أخذناه وقرأناه.

الباب الثاني في آداب الفتوى والمفتي والمستفتي يعني بعد أن يتعلم آداب التعليم وآداب التعلم يترقى ما هي آداب الإفتاء والاستفتاء؟

الباب الثالث في المناظرة وشروطها وآدابها وآفاتها.

يعني بعد أن يتعلم العلم ويتعلم آداب وآداب التعلم يتعلم في الباب الثالث كيف يناظر؟

الباب الرابع في آداب الكتابة والكتب التي هي آلة العلم.

يعني بعد أن يتعلم آداب المفيد والمستفيد أدب الكتابة كيف يكتب؟ وما هي الكتب التي يستعين بها في الكتابة؟

الخاتمة مطالب مهمة:

المطلب الأول أقسام العلوم الشرعية وما تتوقف عليه من العلوم العقلية والأدبية.

المطلب الثاني مراتب أحكام العلم الشرعي وما ألحق به.

المطلب الثالث ترتيب العلوم بالنظر إلى المتعلم.

تتمة الكتاب في نصائح مهمة لطلاب العلوم.

إذا اتضح أننا أخذنا لبّ الكتاب لبّ الكتاب في المقدمة والباب الأول، لبّ الكتاب بالنظر إلى عنوانه عنوان منية في أدب المفيد والمستفيد، أين تجد أدب المفيد والمستفيد؟ في المقدمة والباب الأول.

أما الباب الثاني والثالث والرابع والخاتمة هذه إضافات وفوائد على أدب المفيد والمستفيد.

اليوم إن شاء الله نشرع في الباب الثاني في آداب الفتوى والمفتي والمستفتي يبدأ بمقدمة في أهمية في أهمية الإفتاء هذه تتألف من عشر صفحات، تسع صفحات هذا نأخذها اليوم بنصف ساعة.

إخوتي وأحبتي في الله الشريعة المقدسة والفقه الإسلامي حذر أشد الحذر من ثلاثة أشياء:

الأول الإفتاء.

الثاني القضاء.

الثالث الرئاسة والزعامة.

طالب العلم الذي من شأنه أن يكون رئيساً وأن يكون قاضياً وأن يكون مفتياً لا يقتحم هذه المواطن الثلاثة إلا مع الضرورة ومع التعين لأنها واجبة على نحو الكفاية.

سؤال: ما هو الواجب الكفائي؟

الواجب الكفاية مؤلف من شقين:

الشق الأول هو الواجب الذي إذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر.

الشق الثاني وإذا تركه الجميع العقاب جميعاً، مثل ماذا؟ تغسيل الميت، دفن الميت، الصلاة على الميت، فتجهيز الميت واجب كفائي أي إذا قام به البعض وقام بتغسيل الميت أو الصلاة عليه أو دفنه سقط هذا الواجب من ذمة بقية المكلفين، ولكن إذا مات مسلمون ولم يغسله أحد ولم يدفنه أحد استحق الجميع العقاب.

كذلك القضاء إذا لم يتصدى أحد للقضاء ولم يتصدى أحد للإفتاء ولم يتصدى أحد لقيادة ورئاسة المجتمع استحق الجميع العقاب، المجتمع لابد له من رئيس، لابد له من قاضٍ، لا بد له من مفتي، فإذا تركه الجميع استحقوا العقاب جميعاً، ولكن إذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر.

إخوتي وأحبتي في الله السعيد من كفي بغيره هذه المواطن الثلاثة ورد التحذير في الآيات والرواية:

أولاً بالنسبة إلى الفتوى ورد في الروايات «فرّ من الفتوى كفرارك من الأسد» كيف الحيوان المفترس الأسد إذا رأيت تفر منه كذلك فر من الفتوى.

رحمة الله على السيد محمد رضا الخلخالي هذا تلميذ المحقق العراقي وزميل السيد الخوئي وتلميذ السيد الخوئي له كتاب المعتمد في شرح العروة الوثقى كتاب الحج، كان هو يجيب الاستفتاءات في مكتب السيد الخوئي يجي بالاستفتاءات بناءً على مبنى السيد الخوئي يجلس هكذا رجل على رجل ويكتب.

حدثني أحد الإخوة والأحبة يقول: ذهبت إليه سألته ما حكم المسألة الفلانية؟

فأشار إلى السيد الخوئي آقا آقا يعني إسأل السيد الخوئي إسأل السيد الخوئي.

قال له: أنا لا أريد رأي السيد الخوئي أنا أريد رأيك أنت أيها الخلخال.

قال: روح عني.

قال: لماذا؟

قال: هذا الذي يفتي إما رقبته متينة أو ما يفهم شي، وأنا رقبتي ليست متينة فيها حساب وكتاب.

الآن للآسف تحولت كلمة عن إلى كلمة من؟ فر عن الفتوى صارت فر إلى الفتوى لا تستعجل لا تتسرع تفتي تتصدى إلى المرجعية.

إذا وجد مراجع أكفاء السعيد من كفي بغيره.

رحمة الله على السيد علي البشتي هذا لو تصدى بعد السيد الخوئي لكانت المرجعية له ما تصدى، رحمة الله على الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي صاحب مستند الشيعة رسالة العملية كانت جاهزة لما علم أن السيد السيستاني سيتصدى بعد السيد الخوئي لم يتصدى للمرجعية.

بعد وفاة المرجع الكبير السيد محسن الحكيم انهال الناس على منزل ولده آية الله السيد يوسف الحكيم للمرجعية ولكنه أغلق بابه، وقال: ارجعوا إلى السيد الخوئي.

وهكذا صاحب الجواهر ـ أعلى الله مقامه الشريف ـ الشيخ محمد حسن النجفي صاحب كتاب جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ثلاثة وأربعين مجلد وهو على فراش المرض أغمي عليه، فقال الناس: نحن نبايع ابنه الشيخ عبد الحسين لكي يكون مرجعاً بعد أبيه.

فلما أفاق صاحب الجواهر، قال: أين الملا مرتضى؟ أين الشيخ مرتضى الأنصاري؟

قالوا: يدعو لك عند قبر أمير المؤمنين.

قال: احضروه، لما احضروه أخذ بيده، وقال: أيها الناس المرجع من بعدي الشيخ مرتضى الأنصاري وليس ولدي.

لما توفي صاحب الجواهر إنهال الناس على الشيخ مرتضى الأنصاري أنت المرجع بعد صاحب الجواهر، فقال: أنا أرى الأعلمية وحينما كنا نتباحث قبل عشر سنوات كنت أتباحث مع سعيد العلماء وكان اعلم مني وأدق مني وسعيد العلماء الآن موجود في مازندران وفق رأيي الفقهي ومبناي يجب الرجوع إلى سعيد العلماء لأن الأعلم.

تشكل وفد من النجف الأشراف خرج من النجف إلى مازندران شمال إيران ذهبوا لسعيد العلماء قالوا له يقول الشيخ الأنصاري هكذا قال صحيح ولكن هذا قبل عشر سنوات ولكن أنا الآن صار عندي انقطاع علمي الشيخ الأنصاري عشر سنوات استمرار في العلم الآن هو اعلم مني فارجعوا إليه.

فلما رجعوا إلى الشيخ الأنصاري قبل أن يتصدى للمرجعية.

هكذا التصدي ما يتصدى إلا إذا يتعين عليك.

الأمر الثاني القضاء والقضاء أشد من الإفتاء، الإفتاء توقع عن الله عزّ وجل لأن أنت تقول هذا حكم الله في الأرض، القضاء أمير المؤمنين يلتفت إلى شريح القاضي يقول له: يا شريح هذا الكرسي لا يجلس عليه إلا وصي أو شقي، أنت قطعاً لست بوصي إذا أنت شقي، القضاء خطير خطير جداً لا يتصدى له الشخص إلا إذا تعين عليه.

مثال ذلك الشهيد سماحة آية السيد محمد حسيني البهشتي عرضت عليه القوة القضائية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران فرفض والإمام الخميني ـ رضوان الله عليه ـ دخل المستشفى لعلاج قلبه جاءه الشهيد الإمام الخميني على فراش المستشفى أخذ بيد الشهيد السيد محمد حسين البهشتي وضعها على قلبه، قال: سيدنا قلبي لا يطمئن إلا إذا أنت تمسك القوة القضائية، بعدها قبل السيد محمد حسين البهشتي واستشهد في تفجير مقر الحزب الجمهوري.

الثالث الرئاسة.

في الرواية عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : «آخر ما يخرج من قلوب الصديقين حبّ الرئاسة».

في الرواية عن أمير المؤمنين: «ما ذئبان ضاريان أشد فساداً في دين المرء من كثرة خفق النعال» الرئاسة لا تتصدى للرئاسة إلا إذا الجئت إليها أمير المؤمنين إمام مفترض الطاعة لم يقبل ولم يتصدى إلى الرئاسة إلا حينما إنهال الناس عليه حتى وطئ الحسنان وشق عطفاي كما يقول أمير المؤمنين.

وهكذا الإمام القائد السيد علي الخامنئي ـ أعز الله وأيده بتأييداته ـ إذا تلاحظ فيديو مجلس خبراء القيادة كان صوت للقيادة الجماعية حتى لا تصل النوبة إلى القيادة الفردية وتتعين فيه، فلما صوتوا للقيادة الفردية وصار التصويت وعينوه للقيادة بكى.

في البداية رفض لكن لما عين صار مصداق لقوله تعالى: «يا يحيى خذّ الكتاب بقوة».

الخلاصة:

في هذه المواطن الثلاثة «الإفتاء، القضاء، الرئاسة» الأولى هو الترك إذا تعينت فيه فلتكن مصداقاً لقوله تعالى: «يا يحيى خذّ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا» إذا يتعين عليك التكليف حينئذ تتصدى لا يزين لك الشيطان وشياطين الإنس والجن إن المرجعية متعينة فيك والقضاء متعين فيك والرئاسة متعينة فيك هذا يحتاج إلى خبير إذا أهل الاختصاص كالولي الفقيه أو المرجع هذا الخبير أشار إلى أنها قد تعينت فيك مثل ما أشار الإمام الخميني إلى أن القيادة وأن الإمام الخمنئي أهل للقيادة حينئذ تتصدى، وإلا مجرد أن أنت تتوهم أن أنت جدير بالقيادة والمرجعية والقضاء هذا مشكل.

المهم المقدمة في أهمية الإفتاء، إذا الإفتاء على خطر وخير عميم، إذا ما أحد يتصدي يفتي منو يتصدى؟ الجهلة، إذا ما أحد يتصدى للقضاء من يتصدى؟ الجهلة، إذا ما أحد يتصدى للرئاسة من يتصدى؟ الجهلة، إذا الإفتاء مهم جداً، والله عزّ وجل ذكر الصنفين من الإفتاء صنف فيه خير يسألون الله يسألون الرسول وصنف فيه شر وهو التصدي لغير الله.

قال تعالى: «يستفتونك قل الله يفتيكم» إذا الإفتاء من شأن الله عزّ وجل، وقال تعالى: «ويستنبئونك أحق هو قل أي وربي أنه لحق»، وقال تعالى: «يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان» إلى هنا هذا الإفتاء بحق.

الآن الإفتاء بالباطل قال تعالى: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب».

وقال تعالى: «وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون».

وقال تعالى: «قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزقٍ فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل ألله أذن لكم أم على الله تفترون».

وقال مخاطباً نبيه الكريم في بيان عظم الإفتاء والتقول على الله: «ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين».

هذا تمام الكلام في الآيات عندنا عالمان عظيمان سيدان جليلان زاهدان عارفان لم يتصديا للإفتاء معروفان نجمان في سماء الفقاهة والعلم في التشيع:

الأول أبو الكرامات السيد رضي الدين بن طاووس، السيد ابن طاووس عنده كتاب أشار في كتاب الإجازات لكشف طرق المفازات فيما يحصى من الإجازات أشار إلى أنه لم يكتب في الفقه إلا كتاب واحد غياث سلطان الورى لسكان الثرى كتبه في قضاء الصلوات عن الأموات وهو خاف من هذه الآية الله عزّ وجل إذا يتوعد نبيه يهدده «ولو تقول علينا بعض الأقاويل هو النبي المعصوم لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين» يقول: فكيف بحالي أنا غير المعصوم؟! لذلك لم يتصدى للإفتاء.

الثاني العلامة السيد هاشم البحراني التوبلاني صاحب تفسير البرهان كتب الكثير في التفسير والروايات لكن لم يتصدى للإفتاء لورعه وتقواه، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس» الله ما ينزع العلم مباشرة «لكن إذا مات العلماء واضمحل العلماء تصدى الجهلة وبذلك ينتزع العلم».

قال: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقي عالماً اتخذ الناس رؤساءً جهالاً فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».

في يوم من الأيام انسحب أستاذنا سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني من المرجعية، وأعلن أنه لن يتصدى للمرجعية، فذهب إليه أستاذنا المرحوم سماحة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي، وقال له: شيخنا المرجعية تكليف وليست تشريف فعد إلى المرجعية، مع أنه ما رجع لاحظ أهل الله ما يقول هذا ينافسني لا لا أنت تكليفك تفتي الناس أنت عالم أيها الوحيد الخراساني ـ أطال الله في عمره ـ .

الآن من يفعل هكذا الميرزا جواد زميلة قال له تصدى إلى المرجعية.

قال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «أجرؤكم على الفتوى أجرأكم على النار».

وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «من أفتى بفتية من غير تثبت» وفي لفظ «بغير علم فإنما إثمه على من أفتى».

قال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجلٌ قتل نبياً أو قتله نبي أو رجل يضل الناس بغير علم أو مصور يصور التماثيل» يعني يعمل الأصنام.

لنا الآن في حياتنا هذه المثل الأعلى أستاذنا المعظم سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري لما رأى أنه كبر في السن وابتلي بالأمراض كتب بياناً يعلن فيه انسحابه عن المرجعية ورع وتقوى هذه الأمور تحتاج إلى دين.

عن أبي عبيدة الحذاء قال سمعت أبا جعفر ـ عليهما السلام ـ يقول الإمام الباقر: «من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه».

خذوا هذه القصة في يوم من الأيام الشيخ الأنصاري لم يأتي إلى الدرس، التفت الطلاب إلى المحقق الرشتي، قالوا: أنت بينك وبين الشيخ الأنصاري ميانه اذهب إليه لما لم يأتي إلى الدرس؟

ذهب إليه وجده جالس، قال: شيخنا مريض؟!

قال: لا.

اعتراك شغل منعك من التدريس؟

قال: لا.

قال: إذا لم تأتي إلى الدرس.

فقال الشيخ الأنصاري: وصلتني رسالة طويلة من الأهواز جنوب إيران فيها أحد الطلبة يناقشني ويناقش آرائي لكن حينما قرأت الرسالة اتضح لي أن هذا الشخص لم يفهم كلامي ناقشني بما توهمه ولم يفهم كلامي، ثم بكى الشيخ الأعظم الأنصاري، تتوقعون لما بكى الشيخ الأنصاري؟

ثم قال الأنصاري: وأنا أقول في درسي، قال الشيخ الطوسي ويرد عليه، وقال العلامة الحلي ويرد عليه، وما يدريني لعلي لم افهم كلامهم مثل هذا الأهوازي لذلك لم أجروء على الذهاب إلى الدرس.

فقال له المحقق الرشتي: شيخنا إذا يلزم توقف العلم إذا كل واحد قال يمكن أنا ما فهمت توقف الدرس بعدين إيقاف يلا قوم قوم قوم درس قوم واصل الدرس.

لا يتسرع الطالب ولا يستعجل ولا يعتد بنفسه يعرض نفسه على عالم لأنه أحياناً إبليس لم يأتي يوسوس إليه يخليه ما يتصدى وهو يجب عليه أن يتصدى وقد إبليس يجيه يوسوس إليه يقول له أنت يتعين عليك أن تتصدى والمرجع والمرجعية ما تلوق لغير فيوقعه في الأوهام.

بعد ذكر الآيات والروايات يذكر الشهيد الثاني كلمات لبعض السلف عن ابن عباس: «من أفتى الناس في كل ما يسألونه فهو مجنون» لا تتعلم كل شيء تجاوب.

أحدهم جلس في مجلس الإفتاء فاستفتوه، فقال: لا اعلم، فقال له: كيف تجلس في هذا المجلس وأنت لا تعلم؟

فقال: ويحك!! إن الذي يعلم كل شيء لا مكان له وهو الله عزّ وجل أما هذا محل من لا يعلم ليس محل من يعلم كل شيء هذا محل من يعلم بعض الشيء.

قال بعض الأكابر لبعض المفتين: أراك تفتي الناس فإذا جاءك الرجل يسألك فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه ولتكن همتك أن تتخلص مما يسألك عنه، أنت مسؤول أمام الله.

الله يرحمه الشيخ عبد الأمير الجمري أتذكر هذه الحادثة قبل تقريباً خمسة وثلاثين سنة كنت شاباً أمرداً ذهبت سألت سؤال كان حضور جمع من العلماء كان في المجلس الشيخ حامد عاشور والشيخ محمد صنقور، فقال الشيخ الجمري: شيخنا شيخ محمد صنقور أدلوا برأيك هاي بيها ضرب رقاب تفضلوا لورعه وتقواه.

وكان اعرف الجواب لكن ما يريد يتحمل المسؤولية ويصير شيء في ذمته ـ رضوان الله عليه ـ .

عن ثوبان هذا أحد أصحاب النبي أبو عبد الله مرفوعاً رفعه إلى النبي «سيكون أقوام من أمتي يتعاطى فقهاؤهم عضلى المسائل أولئك شرار أمتي» يعني مسائل معضلة مسائل صعبة.

سئل مالك بن أنس أحد الأئمة الأربعة عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل: هي مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس من العلم شيء خفيف أما سمعت قول الله تعالى: «إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا» فالعلم كله ثقيل.

وعن الحسن بن محمد بن شرف شاهي الآستر آبادي أنه دخلت عليه يوماً امرأة فسألته عن أشياء مشكلة في الحيض فعجز عن الجواب، فقالت له: المرأة أنت عذبتك يعني طرفك واصلة إلى وسطك وتعجز عن جواب امرأة.

فقال: يا خالة لو علمت كل مسألة يسأل عنها لوصلت عذبتي إلى قرن الثور يعني إلى السماء.

وأقوالهم في هذا كثيرة فلنقتصر على هذا القدر ولنشرع في الأنواع التي ينقسم إليها الباب النوع الأول الأمور المعتبرة في كل مفتي، يأتي عليها الكلام، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

00:00

27

2024
| مارس
جلسات أخرى من هذه الدورة 41 الجلسة

27

مارس | 2024
  • الكتاب: مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد
  • الجزء

    -

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
41 الجلسة