مختصر جامع السعادات
شیخ الدقاق

51 - الإيذاء والإهانة والاحتقار

مختصر جامع السعادات

  • الكتاب: مختصر جامع السعادات
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

28

2024 | مارس

22 رجب 1445

3 فبراير 2023

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

الإيذاء والإهانة والاحتقار

كان الكلام في الآفات التي تترتب على قوتين أو أكثر هناك آفات تترتب قوة واحدة كالقوة الشهوية فقط أو القوة الغضبية فقط أو القوة العاقلة فقط أو القوة الواهمة فقط، وهناك آفات تترتب أحياناً على قوتين كالقوة الشهوية والغضبية أو على ثلاث قوى كالقوة الشهوية والغضبية والواهمة.

شرعنا في بيان أول الآفات التي تترتب على قوتين وهي الحسد، الحسد قد يكون منشأه الحقد، وهذا من آثار القوى الغضبية، وقد يكون منشأه الطمع، فإذا كان الحسد قد نشأ من أمرين من الطمع والحقد فيكون قد نشأ من قوتين، وهما: القوة الشهوية حيث الطمع والقوة الغضبية حيث الحقد.

كذلك الكلام في آفة اليوم وهي الإيذاء والإهانة والاحتقار، عادة منشأ هذه الآفات الثلاثة هو الحقد والحسد والعداوة.

أحياناً يكون منشأ الإيذاء والإهانة والاحتقار شيء واحد فقط وهو الطمع وهو من آثار القوة الشهوية، مثلاً: هذا بائع يبيع في السوق ويطمع أن هذا المشتري يشتري من عنده ولا يشتري من غيره فهو لا يحقد على جاره البائع ولا يحسده ولكن يطمع في أن يشتري المشتري منه فيعمد إلى احتقار جاره البائع وربما يؤذيه وربما يهينه فهنا صار منشأ الإيذاء والاحتقار والطمع شيء واحد وهو الطمع وهو من مقتضيات القوة الشهوية.

وهكذا هذا أستاذ يرغب الطلبة يدرسون عنده، أو هذا وجيه يأمل أن أهل القرية والمدينة يتوجهون إليه لا إلى غيره فهو لا يحقد على غيره ولا يحسد غيره لكن يطمع في رجوع الناس إليه، ويطمع في دراسة الناس عنده فيعمد إلى تحقير الأساتذة الآخرين ويعمد إلى إهانة الآخرين ويعمد إلى إهانة الآخرين فهنا يكون منشأ الإيذاء والاحتقار والإهانة شيء واحد وهو الطمع فيكون منشأه هو القوة الشهوية.

وأحياناً لا يكون منشأة الطمع والحرص بل يكون منشأه الغضب وسوء الخلق في شخص غضوب سيء الأخلاق فلفلة شرارة ما عنده حقد على الآخرين ولا عنده حسد لكن بسرعة يستثار ويغضب إذا غضب انطلق مدفع لسانه البذيء من إهانة وتحقير وإيذاء، فهنا ليس منشأ الإيذاء والاحتقار والإهانة هو الحرص والطمع فلا يرجع إلى القوى الشهوية بل يرجعوا إلى القوة الغضبية فقط.

وأحياناً يجتمع الاثنان هذا الشخص عنده طمع وحرص على المنصب وعنده حقد وغضب على منافسه فيعمد إلى إيذائه واحتقاره وإهانته فهنا منشأ الغضب أمران:

الأول الطمع والحرص ومرجعه إلى القوة الشهوية.

الثاني الغضب الحقد والحسد لولا الحسد ما مات أحد ومرجعه إلى القوة الغضبية.

فصار مرجع الإيذاء والإهانة والاحتقار أمران:

الأول يعود إلى القوة الشهوية وهو الحرص والطمع,

الثاني يعود إلى القوة الغضبية وهو التكبر والحقد والحسد.

هذه مسألة مهمة في معالجة القضايا الأخلاقية إذا رأيت شخص بذيء اللسان دائما يشتم الآخرين دائما يؤذيهم في ناس هكذا يحب يأذي يستأنس إذا يأذي أحد هو يفتخر فلان عطيته كلمة رنيته رن استأنس أو إذا لا قدر الله لا قدر الله يوم من الأيام ذاك البعيد أنت أذيت أحد أبوك أمك أخوك أختك زميلك جارك آذيته بكلمة أو إهانة أو لا قدر الله تحقير فانظر إلى منشأ هذا التحقير لأنه إذا عرف السبب بطل عجب ومعرفة الداء نصف الدواء، وغالباً غالباً يكون منشأ الإيذاء والاحتقار والإهانة هو العداوة والحسد.

قال أبو تمام:

وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت

أتاح لها لسان حسودي

لولا اشتعال النار في أطرافها

ما كان يعرف طيب عرف العود

نقرأ هذا المقدار الروايات والآيات في ذم الإيذاء.. ترى احذر إذاء المؤمن، تجنب إيذاء المؤمن، لا تكسر قلب أحد إذا تكسر قلب أحد وتأذي أحد ما تتوفق في حياتك، الإمام يلتفت إلى الكعبة ويقول: ما أجملك وما أبهاك وما أعظمك والله إن المؤمن لأشد حرمة منك حذاري حذاري من إيذاء المؤمن.

نقرأ هذا المقطع الإيذاء والإهانة والاحتقار يقول المحقق الشيخ محمد مهدي النراقي ـ رحمه الله ـ :

«ولا ريب في كون ذلك في الغالب مترتباً على العداوة والحسد، وإن كان ترتب بعض أفرادها» يعني أفراد الإيذاء والإهانة والاحتقار «في بعض الأحيان على مجرد الطمع أو الحرص فيكون من رداءة القوة الشهوية» يعني تكون علته واحدة فقط وهي القوة الشهوية لأنه يرجع إلى الحرص والطمع فقط.

السبب الثاني يقول: «أو على مجرد الغضب وسوء الخلق والكبر وإن لم يكن حقد ولا حسد فيكون مرجعه إلى شيء واحد وهو رداءة القوة الغضبية، وإن لم يكن حقد ولا حسد» لأن قلنا الحسد يكون منشأه شيئين: الطمع والحقد فيصير منشأ الحسد القوة الشهوية والقوة الغضبية.

«وعلى أي تقدير» يعني على أي فرض أن السبب واحد وهو الشهوية فقط أو الغضبية فقط أو السبب يرجع إلى أمرين إلى القوة الشهوية حيث الحرص والطمع وإلى القوة الغضبية حيث الغضب وسوء الخلق «لا شبهة في أن إيذاء المؤمن واحتقاره محرم في الشريعة موجب للهلاك الأبدي، قال الله سبحانه: (الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا) » يعني من دون أن يكون لهم ذنب «(فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً).

وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «من آذى مؤمناً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، وهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان» التوراة لموسى والإنجيل لعيسى والزبر لداوود والفرقان لسيدنا ونبينا أبي القاسم محمد.

والفرق بين الغيبة والبهتان إن كان ما قلته في أخيك فهو غيبة وإن لم يكن فيه فهو بهتان» البهتان يعني افتراء افتراء على المؤمنين تأذيهم بغير ما اكتسبوا هذا افتراء عليهم هذا بهتان.

وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه»، وفي خبر آخر: «من آذى مؤمناً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» وقال الصادق ـ عليه السلام ـ : «إن الله تبارك وتعالى يقول: من إهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي» هذا الذي تهينه يمكن ولي من أولياء الله الله عزّ وجل أخفى أولياءه في عباده أنت تشوفه واحد عادي مسكين مستكين يمكن هو ولي من أولياء الله فاحذر إهانته.

وقال عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : «من حقر مؤمناً مسكينا أو غير مسكين لم يزل الله عزّ وجل حاقراً له ماقتاً» يعني غاضباً عليه «حتى يرجع عن محقرته إياه» وفي معناهما أخبار كثيرة».

جيد الآن يشير إلى مطلب فلسفي مهم:

عندنا علة تامة علة العلل وهي الله عزّ وجل علة العلل مسبب الأسباب هذه العلة هي عبارة عن واجب الوجود واجب لذاته قائم بذاته وليس قائم بغيره ليس واجباً بغيره وعندنا سائر الممكنات الممكن قائم بغيره قائم بالعلة التامة فالممكنات قائمة بالواجب أي أن وجود الممكن حدوثاً وبقاء قائمٌ بالواجب، وجود الممكن ابتداء واستمراراً قائم بالواجب.

مثل ماذا؟

النار والاحتراق، يقولون: الاحتراق له علة محدثة وهي عود الثقة وله علة مبقية وهي توفر المادة القابلة للاشتعال، فإذا هناك شيء يسهم في حدوث احتراق وهو عود الثقاب هناك شيء يسهم في بقاء احتراق كالمادة القابلة للاشتعال وتوفر عنصر الأكسجين.

إذا عندنا حيثيتان: حيثية ابتداء وحيثية استمرار، حيثية حدوث وحيثية بقاء.

واجب الوجود وهو الله قائم بذاته، ممكن الوجود كالإنسان قائم بغيره يعني من دون مسبب الأسباب من دون واجب الوجود من دون استمرار إفاضة الوجود من الله على الإنسان لا يبقى الإنسان.

إذاً وجود الإنسان ووجود الممكن هو عين التعلق بالواجب وجود الممكن الذي هو معلول هو عين التعلق بالواجب الذي هو العلة، فوجود الإنسان عبارة عن حضور تعلقي وجود المعلول عبارة عن تعلق بالعلة ووجود المسبب قائم بالسبب ابتداءً واستمراراً واضح أم لا؟

بناءً على هذا إيذاء المعلول إيذاء للعلة، إيذاء المسبب إيذاء للسبب، إذا تؤذي المؤمن الذي وجوده قائم بالله فأنت تؤذي الله عزّ وجل، إذا تؤذي العبد المؤمن الذي هو معلول لا حول له ولا قوة هو قائم بذات الله إذا أنت تؤذي المؤمن الذي هو معلول فإنك تؤذي العلة التي هي الله تبارك وتعالى واضح هذا التقريب أو لا؟

إشكال يلزم من ذلك حتى إذا تؤذي الكافر أنت تؤذي الله لأن الكافر من مخلوقات الله، فكيف حكمت الشريعة بقتل المرتد ورجم الزاني والفاسق؟

الجواب: إذا كانت العلة هي التي أرادت ذلك إذا كان السبب هو الذي أحب ذلك لا يلزم هذا، يعني الله عزّ وجل أمر بقتل المرتد، أمر برجم الزاني، أمر بإقامة الحدود والتعزيرات إذا أمر يعني أحب وبالتالي رجم الزاني وقتل المرتد ليس مبغوضا لله بل هو محبوب.

تصير النتيجة هكذا إيذاء المؤمن إيذاء لله، وأما إذا الكافر الحربي أو المنافق أو الفاسق بحسب حدود الشريعة فهذا ليس إيذاء لله يلزم منه الخلف إذا الله يأمر بقتل مرتد أو الكافر الحربي إذا قلنا أنه يلزم من قتل الكافر الحربي إيذاء الله هذا خلف أمر الله بذلك واضح إن شاء الله، نقرأ هذا المطلب الفلسفي الذي ادخل في علم الأخلاق.

يقول الشيخ محمد مهدي النراقي ـ رحمه الله ـ في جامع السعادة:

«ومن عرف النسبة التي بين العلة والمعلول، والربط الخاص بين الخالق والمخلوق» ما هو الربط الخاص؟ «أن المخلوق عين الربط» يعني وجوده وجود حرفي، كيف عدنا مادة ضاد وراء وباء؟ وعندنا هيئة وصيغة فعل هذا الصيغة فعل غير قائمة بذاتها قائمة بالحروف بالضاد والراء والباء قائمة بالمادة فيقال له معنى حرفي يعني معنى قائم بغيره في مقابل المعنى الاسمي الذي هو قائم بنفسه، تصير العلة الله عزّ وجل معنى اسمي قائم بنفسه، المعلول معنى حرفي يعني قائم بغيره قائم بالعلة، فإذا أذيت المعلول الذي هو معنى حرفي وهو المخلوق تكون قد أذيت القائم به أذيت العلة الله عزّ وجل.

لاحظ العبارة:

«ومن عرف النسبة بين العلة والمعلول، والربط الخاص بين الخالق والمخلوق» ما هو الربط الخاص؟ أن المخلوق معنى حرفي، قائم بالخالق الذي هو معنى اسمي، يعني المخلوق عين التعلق، يعني المخلوق الذي هو معلول هو عين التعلق بالعلة والسبب.

«يعلم أن إيذاء العباد وإهانتهم يرجع في الحقيقة إلى إيذاء الله وإهانته وكفاه بذلك ذماً أنه يؤذي الله من أذى مؤمناً فقد أذى الله».

الآن هذا إشكال من ملخص جامع السعادة السيد محمد رضا اليزدي صاحب كتاب مبادئ الأخلاق يشكل ويجيب يقول:

«إن قلت: إن تم هذا لزم منه تحريم قتل الكافر المحارب أو المرتد وكذا إرشاد الفاسق أو منعه عن فسقه لأن فيه أذيته قطعاً لمكان حبه لما يفعله وأنسه به الكافر والفاسق» يأنس بما يعمل به.

«وكذا إجراء الحدود والتعزيرات على من وجبتا فيه بداهة عدم خروج الكافر والمرتد بكفره وارتداده وكذا عدم خروج الفاسق ومن وجبت عليه الحدود والتعزيرات بفسقه وما ارتكبه من موجبهما عن مخلوقيته لله تعالى» يعني لا يخرج عن كونه مخلوقا لله عزّ وجل «ومعلوليته» هذا الكافر والفاسق «لذاته المقدسة» لله عزّ وجل «مع وضوح جواز ذلك كله» قتل المرتد وإيذاء الفاسق «بل لزومه» يجب قتل المرتد والكافر الحربي.

«قلت» هنا خطأ مطبعي قلبت «قلت: إذا هؤلاء وإهانتهم بالقتل أو المنع أو إقامة الحدود والتعزيرات عليهم إنما هو بأمره تعالى وإرادته فلا يكون إذائهم إيذاؤه ولا إهانتهم» إهانة الكفار والفسقة «إهانته» إهانة الله.

«وإلا» يعني لو كان إيذاء الكفار والفسقة إيذاء لله «ولو كان إهانتهم» إهانة لله «للزم منه الخلف» كيف يلزم منه الخلف؟

يعني خلف فرض الأمر لأن افتراض أن الله أمر بقتل مرتد يلزم منه حب الله لذلك، إذا قلت الله يتأذى من ذلك هذا خلف فرض أمر الله، أمر الله بقتل المرتد يلزم منه أن الله يحب ذلك، فإذا افترضت أن الله يتأذى من ذلك هذا خلف الأمر الذي يقتضي الحب والمحبوبية.

يقول: «لزم منه الخلف الممتنع ذاتاً وعقلاً» يعني يلزم خلف الفرض، وخلف الفرض هنا ممتنع ذاتاً وعقلاً لأن الله عزّ وجل يحب إجراء شريعته بقتل المرتد وغيره.

جيد الآن الشيء يعرف بضده، ما هو بحثنا؟ حرمة الإيذاء والإهانة والاحتقار فهذا سيء وما يقابله حسن، ما الذي يقابله؟ كف الأذى، إذاً كف الأذى مطلوب وراجح والإيذاء مرجوح.

قال: «ثم إنه لا ريب في فضيلة أضداد ما ذكر» ما ذكر من الإيذاء والإهانة والاحتقار، «وفوائدها عن كف الأذى عن المسلمين والمؤمنين وإكرامهم وتعظيمهم.

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «أفضل المسلمين من اسلم المسلمون من لسانه ويديه» لعله من سلم المسلمون من لسانه ويده.

وقوله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «من زحزح من طريق المسلمين شيئاً يؤذيهم كتب الله له به حسنة أوجب له به الجنة».

وقال الصادق ـ عليه السلام ـ قال الله سبحانه: «ليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن».

جيد هناك أصناف الله أمر بتعظيمه من توقيرهم:

الأول أصحاب العلم.

الثاني أصحاب الورع.

الثالث من شاب شعره في الإسلام الشيخ الكبير شيب وهو مسلم هذا يجب أن يتوقره.

الرابع السادات، في الرواية عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : «أكرموا ذريتي الصالحين منهم لله والطالحين لي» حتى لو طالح لكن إكراماً لرسول احترمه وأكرمه.

قال: «ثم ينبغي تخصيص بعض طبقات الناس بزيادة التعظيم والإكرام كأهل العلم والورع لما ورد من الحث الأكيد في الأخبار على إكرامهم والإحسان إليهم، وكذا ينبغي لتخصيص ذي الشيب المسلم بزيادة التوقير والتكريم، قال الصادق ـ عليه السلام ـ : «إن من إجلال الله عزّ وجل إجلال الشيخ الكبير وكذا ينبغي تخصيص كريم القوم» شخص كريم صاحب إحسان صاحب خيرات هذا يحسن إكرام «وكذا ينبغي تخصيص كريم القوم بزيادة الإكرام لقول النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» وكذا تخصيص الذرية العلوية بزيادة الإكرام والتعظيم قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «حقت شفاعتي لمن أعان ذريتي بيده ولسانه وماله»، وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «أكرموا أولادي الصالحين لله والطالحين لي»، والأخبار في فضل السادات وثواب من يكرمهم ويعينهم أكثر من أن تحصى».

«وإضرار المسلم قريب من معنى إيذائه» الآن يشير إلى مطلب مهم إلى هنا أخذنا أمران متقابلان عامان ما هما؟ الإيذاء ويقابله كف الأذى، الآن يأتي بأمرين أخصين متقابلين، الأخص من الإيذاء الإضرار، الإضرار أخص إضرار تضره في بدنه تضره في ماله أحياناً أنت تأذيه لكن ما تضره إذا أيهما أعم وأيهما أخص؟

الجواب: الإيذاء أعم والإضرار أخص.

ما الذي يقابل الإيذاء؟

كف الأذى، كف الأذى أعم يوجد شيء أخص وهو إيصال الخير إليه.

يلا لاحظ معي: الفناء لاحظ ما يقابل الإيذاء كف الأذى، وما يقابل الإضرار إيصال الخير.

أعيد وأكرر: الإيذاء أعم والإضرار أخص، ويقابلهما كف الأذى أعم، وإيصال الخير أخص، فإذا دلّ الدليل على حرمة الإضرار الذي هو خاص يكون قد دل على حرمة الأعم وهو الإيذاء، وإذا دل الدليل على حسن إيصال الخير الذي هو أخص يكون هذا الدليل قد دلّ على حسن الأعم وهو كف الأذى.

يلا لاحظ العبارة قال: «وإضرار المسلم قريب من معنى إيذاءه» لكن إضرار المسلم أخص والإيذاء أعم «وربما كان الإضرار أخص منه» يعني أخص من الإيذاء، «فما يدل على ذمه» يعني على ذم الإضرار «يدل على ذمه» يعني يدل على ذم الإيذاء الذي هو أعم «كقول النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : «خصلتان ليس فوقهما شيء من الشر الشرك بالله والظلم لعباد الله» فحرمة الإضرار تدل على حرمة الإيذاء لأن الإضرار أخص والإيذاء أعم.

«وكذا ضده» يعني ضد الضر «أعني إيصال النفع إيصال الخير» إذا إيصال النفع هذا أخص إذا ثبت الأخص إيصال النفع ثبت الأعم، وهو كف الأذى، قال: «وكذا ضده» يعني ضد الضر لعباد الله «أعني إيصال النفع إليه» إلى العبد المسلم «قريب من معنى ضده» يعني من معنى ضد الضر، ما هو ضده؟ الكف كف الأذى.

«وأخص منه» يعني إيصال النفس أخص من كف الأذى، «فما يدل على مدحه» أي على مدح الأخص وهو إيصال النافع «يدل على مدحه» يعني يدل على مدح الأعم وهو كف الأذى «ولا ريب في أن إيصال النفع للمؤمنين من شرائف الصفات والأفعال والأخبار الواردة في فضله كثيرة قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «خصلتان من الخير ليس فوقهما شيء من البر الإيمان بالله والنفع لعباد الله»، «وسئل ـ صلى الله عليه وآله ـ : من أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفع الناس للناس».

اختم بهذه الكلمة:

لو ما درست أخلاق كامل هذا الكتاب ما درسته بالكامل تريد أن تنجو أو تريد تهلاك النجاة في شيئين الإيمان بالله والنفع لعباد الله، الإيمان بالله وقضاء حوائج الناس، الهلاك في شيئين: عدم الإيمان بالله وإيذاء عباد الله، سهل يعني إسلام سهل مو صعب واحد يريد يقول أنا أريد أنجو قول له: آمن بالله ورسوله العقائد وأنفع الناس وكفى الله المؤمنين القتال.

واحد يريد يهلك تقول له: لا تؤمن بالله أو إذا آمنت بالله أذي الناس ما تنجح ما تفلح.

لذلك ورد «خصلتان ليس فوقهما من البر شيء، الإيمان بالله والنفع لعباد الله، وخصلتان ليس فوقهما من الشر شيء»، وهما ماذا؟ «عدم الإيمان بالله والظلم لعباد الله».

تنبيه ذم الظلم بالمعنى الأخص يأتي عليه الكلام وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

00:00

28

2024
| مارس
جلسات أخرى من هذه الدورة 55 الجلسة

28

مارس | 2024
  • الكتاب: مختصر جامع السعادات
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
55 الجلسة