المقامات العلية
شیخ الدقاق

12 - الصفة الأولى من رذائل القوة الغضبية الخوف

المقامات العلية

  • الكتاب: المقامات العلية في موجبات السعادة الأبدية
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    200

29

2024 | مايو

22 شوال 1445

1 مايو 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

الصفة الأولى من رذائل القوة الغضبية الخوف

كان الكلام في المقام الثالث في بيان الأخلاق الحميدة والصفات الرذيلة المتعلقة بالقوة الغضبية، قلنا إن الصفة الحميدة تتمثل في حد الوسط بين الإفراط والتفريط والإفراط في القوة الغضبية عبارة عن التهور والتفريط في القوة الغضبية عبارة عن الجبن وحد الوسط بين التهور والجبن هو الشجاعة.

بعد ذلك يتطرق المحدث القمي ـ رحمه الله ـ في كتاب المقامات العلية في موجبات السعادة الأبدية إلى صفات رذيلة وذميمة تترتب على القوة الغضبية هذه الصفات الذميمة إما أن تترتب على جانب الإفراط وهو التهور وإما أن تترتب على جانب التفريط وهو أول صفة يبدأ بها المحدث القمي من الصفات الرذيلة المترتبة على القوة الغضبية هي صفة الخوف.

سؤال: صفة الخوف تترتب على جانب الإفراط وهو التهور أو على جانب التفريط وهو الجبن؟

الجواب: تترتب على جانب التفريط وهو الجبن.

سؤال: ما الفرق بين الجبن والخوف؟

الجواب: يشتركان في شيء ويختلفان في شيء آخر، يشتركان في ضعف النفس ففي الجبن ضعف في القوة الغضبية، وفي الخوف يوجد أيضاً ضعف في القوة الغضبية، لكنهما يفترقان في أن الخوف فيه ألام وحرقة قلب بينما الجبن قد لا يكون فيه خوف وألم وحرقة قلب.

يوجد أحد الخطباء في إحدى المناطق هو يعلمني، منطقة صار فيها ثورة دخلوا عليه الشرطة وهو على المنبر، قالوا: لماذا صوتك خارج السماعة وخارج المسجد والحسينية؟

قال: يا جماعة الخير أنا جبان سكروا الصوت لا يطلع برا، رضيت؟ قال: نعم، قال: نواصل.

فهذا الجبان ما عنده خوف وحرقة قلب وألم بكل يسر، قال: أنا جبان، لكن الذي يخاف عنده حرقة قلب وعنده ألم دائماً عنده اضطراب، الجبان قد لا يكون عنده اضطراب ما عنده حرقة ألم وحرقة قلب بينما الخائف أو الخواف دائماً عنده اضطراب.

سافر بعض الإخوة قبل تقريباً ثلاثين سنة إلى مشهد لزيارة الرضا ـ رزقنا الله وإياكم الوصول ـ في قطار هذا القطار قديم ما كان فيه مراقد هذا الكرسي تنام عليه، في واحد خواف دائماً جالس أمام النافذة ويخاف ينقلب القطار، نام يا فلان قال: لا أخاف ينقلب القطار، قالوا: والله توفر مكانه الآن صار مجال حتى شخص يستلقي وينام، كلهم ناموا وهو ظل في قلق أو خوف ووفر لهم مكان، فالخائف والخواف كثير الخوف دائماً في قلق، دائماً في حرق حرقة وحرقة قلب وألم.

سؤال: ما هو معنى الخوف؟ وما هو تعريف الخوف؟

الجواب: الخوف عبارة عن التألم بسبب توقع حصول مكروه محتمل الوقوع، أحياناً يكون الشيء محتمل الوقوع، أحياناً مظنون الوقوع، أحياناً مقطوع الوقوع، مثلاً: لو قالوا في الأرصاد الجوية: الإعصار قادم ومحطم، والبركان سينفجر وسيحرق.

هنا تحمل الكلام على محمل الجد ولكن في أي لحظة أنت تتوقع تصير زلزلة أو ينفجر بركان أو يأتي إعصار، فإذا شخص دائماً يتوهم كل لحظة، يا خيي خايف الآن يجي الإعصار ويبتلعنا أو تنشق الأرض وتبتلعنا.

إذا كان الشيء محتمل الوقوع مجرد احتمال مجرد وهم وهذا يرتب عليه يخاف هذا خواف هذا يقال له: خائف، لكن الابتعاد عن شيءٍ مقطوع الوقع، مثلاً: فر أسد من حديقة الحيوان وموجود في منطقتك، قالوا: أخلوا المنطقة لا يفترسكم الأسد أو النمر هذا قطعي الوقوع أو مظنون الوقوع؟

هذا لا يقال له خوف، الخوف عبارة عن ضعف النفس وألمها بسبب توقع حصول مكروه محتمل الوقوع، أما إذا كان مقطوع الوقوع هذا لا يقال له خوف يقال له: حذر، يقال له: احتياط، لكن بما أن النفس تضعف أدرج وبحث في بحث الخوف.

أعيد وأكرر: مصطلح الخوف خاص بألم النفس عند توقع مكروه محتمل الوقوع أما ألم النفس عند توقع مكروه مقطوع الوقوع أو مظنون الوقوع هذا يقال له: خوف، هذا يقال له: احتياط، يقال له: حذر، لكن بما أن النفس يحصل عندها ألم وضعف وتفر فإنه بحث في مباحث الخوف.

نقرأ:

«وأما انواع الصفات الرذيلة المتعلقة بالقوة الغضبية فهي كثيرة الصفة الأولى الخوف وهو عبارة عن التألم بسبب توقع حصول مكروه محتمل الوقوع أما المكروه المظنون الوقوع الحصول أو المستيقن وإن كان لا يسمى خوفاً ماذا يسمى؟ يسمى حذار احتياط، ولكن بما أنه من ضعف النفس ومن موجبات الهلاك» إذا ما يخرج الأسد يفترسه، البركان يلتهمه «فهو يذكر ضمن الخوف المذكور».

«والفرق بين والجبن أن الألم وحرقة القلب ليسا ضروريان في الجبن» ليسا ضروريان يعني الجبان قد يكون عنده ألم وخوف وحرقة قلب وقد ما ما يكون عنده». أحياناً ببرودة يقول: يا جماعة أنا جبان لا لا تورطوني أنا جبان وأحياناً الجبان أيضاً عنده ألم وحرقة قلب، ولكن بالنسبة إلى الخوف الألم وحرقة القلب ملازم للخوف وضروري، لذلك قال بخلاف الخوف.

«والخوف قسمان: خوف ممدوح وخوف مذموم» خوف ممدوح الخوف من الله خوف من الذنوب هذا ممدوح، الخوف المذموم نتيجة الجبن الخوف من عدم تنزل الرزق هذا مذموم، وسنذكر عدة مصاديق للخوف المذموم.

قال: «والخوف قسمان: الأول ممدوح وهو الخوف من الله وعظمته ومن المعاصي وهذا القسم من الخوف مذكور في الصفة الثاني«» أول صفة من صفات الذم الخوف ثاني صفة صفحة اثنين وثلاثين الأمن من مكر الله، الأمن من مكر الله ضد الخوف من الله الخوف من الله مطلوب والأمن من مكر الله يعني عدم الخوف من الله هذا مذموم، أكبر الكبائر الشرك بالله، ثاني أكبر الكبائر اليأس من روح الله، ثالث أكبر الكبائر الأمن من مكر الله، المؤمن بين الخوف والرجاء الذي عنده أمن من مكر الله هذا مغلب جانب الرجاء وما عنده جانب الخوف والذي عنده يأس من روح الله هذا مغلب ماذا؟ جانب ماذا مغلب؟ الذي عنده يأس من روح الله هذا مغلب جانب الخوف ولا مجال عنده للرجاء.

«والثاني مذمومٌ، وهو نتيجة الجبن ويجب أن يعلم أن هذا القسم من الخوف على أنواع مذمومة جميعاً وهي».

أنا أقرأ لأن المطلب طويل أقرأ واشرح مقدار الضرورة:

«الأول الخوف من أمر لا بد من وقوعه» مثل واحد يخاف من الموت لابد من وقوع الموت فيخاف يخاف على ماذا؟! مثلاً ابتلي بسرطان أو بمرض يعجل برحيله يبقى على خوف وجل يموت قبل ما يموت، لذلك مريض السرطان الذي نفسيته قوية قد يتعافى ويتعالج من السرطان وإذا نفسيته ضعيفة يموت قبل أوانه.

فإذا الخوف الأول النوع الأول من الخوف المذموم الخوف من أمر لابد من وقوعه.

«الأول الخوف من أمر لا بد من وقوعه ولا يمكن دفعه كالموت، ولا شك أن الخوف من أمر كهذا سببه الجهل» الجهل كل الناس سيموتون «ولا فائدة في غير الألم العاجل خوفه ما يدفع عنه الموت فيجب على العاقل أن يبعد هذا الخوف عن نفسه وأن يكون راضياً بالقضاء الإلهي والمقدرات الربانية ليكون مطمئناً.

الثاني الخوف من أمر محتمل وهو أيضاً مذموم كسابقه بل هو أسوأ» يحتمل أن يموت أصابه مرض السرطان أو مرض عضال قد يشفى وقد يموت يضل دائماً على وجل من هذا الأمر المحتمل هذا مذموم.

«الثالث الخوف من أمرٍ سببه بيده» مثلاً أتزوج زوجة تأذيه بيده أن يطلقها ما يطلقها، يخاف من رزقه ما يشتغل اذهب واعمل ما يشتغل يخاف من الرزق، أصيب بمرض بسيط يخاف يموت أو هذا المرض لكن لا يذهب للعلاج هذا أيضاً هذا الخوف مذموم.

«الثالث الخوف من أمر سببه بيده، ولكن السبب لم يوجد بعد ويخاف من أن يصدر منه أمر ما ويترتب عليه أثر خاص» مثلاً: لو كان سجينا وأطلق سراحه، وقيل له: لا تصرح التصريح الفلاني إذا تصرح التصريح الفلاني تعاد إلى السجن من جديد، يظل طول عمره خايف أن يرجع السجن، والحال أن الأمر بيده أن لا يصرح، هذا علاجه أن يراقب نفسه أن لا يصرح هذا التصريح، لذلك يقول محدث القمي: «وعلاجه مراقبة النفس حتى لا يصدر منه ذاك الأمر» أو مهددينه إذا جئت إلى المنطقة الفلانية نعدمك نقتلك راقب نفسك لا تذهب إلى المنطقة الفلانية وابعد عنك الخوف.

«الرابع الخوف من الامور التي يستوحش منها الطبع بلا سبب» مثل ماذا؟ مثل الميت، الآن تنام مع زوجتك مع أخوك إذا مات ما تنام ما تقدر تنام مع أن العقل يقول: لا حرام ما يوم سمعنا أن ميت ضرب حياً، لكن تأتي القوة الواهمة تسيطر عليه، أو المشي القبور في الليل أو النوم بين القبور في الليل في المقبرة.

هذا علاجه أنت تتأمل أن هذه القبور لا تضر وأن هذا الميت لا يضر، بعد وتمرن نفسك، بعضهم مرن نفسه يمشي في الليل بين البساتين في الليل الدامس ويسمع الأصوات المخيفة، وعود نفسه أن لا يخاف صار شجاع ما يخاف، طبعاً هذه مو كل واحد يقدر عليها بعضهم قد يستجن.

«الرابع الخوف من الأمور التي يستوحش منها الطبع بلا سبب ومن دون جهة» مثل: الجن والميت كل مكان يقول هذا جني هني جني موجود «خصوصاً في الليل وحال الوحدة ومنشأ هذا الخوف ومنشأ هذا الخوف هو غلبة القوة الواهمة وقصور العقل ونهاية ضعف النفس، وعلاجه أن يتأمل قليلاً في الجهة التي تجعل هذه الأمور باعثة للخوف».

كان ويانا طالب يجننونه خوفه كله يقول له اكو جني ها الجني حرك ثيابه، ما ينام مسكين ما ينام طول الليل ما ينام، واحد كان يعني خويفة جبان، قال له: فلان هو يريد يسافر، نعم، قال: أنا حلمت حلمه رأيت رؤيا أن أنت سافرت الطائرة وطاحت وانكسرت وأنت متت، قال: أعوذ بالله منك ومن الشيطان الرجيم ألغى سفره خاف يصعد الطائرة ما يصعد الطائرة، مشكل.

«وعلاجه أن يتأمل قليلاً في الجهة التي تجعل هذه الأمور باعثة للخوف، أنت لا تخاف من الحي مع وجود القوة والقدرة لديه، فكيف تخاف من جسد بلا حس ولا حركة؟ كالميت ومتى رأيت سمعت ميتاً هجم على الحي وصرعه، والجن يوجد خلاف في وجوده» هذا غريب بمنطق القرآن لا يوجد خلاف في وجود الجن توجد سورة كاملة سورة الجن.

بسم الله الرحمن الرحيم «قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن، فقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به».

إلى أن يقول: «وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً».

وفي آية: «وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا» طوائف، الجن موجودون خلقهم الله قبل أربعة آلاف سنة من خلق الإنسان، لذلك اعترض الملائكة «إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك نقدس لك؟!».

سؤال: لماذا اعترض الملائكة؟

لأن الجن حينما خلقهم الله قبل خلق الإنسان بأربعة آلاف سنة سفكوا الدماء، فخاف الملائكة أن يكون الإنس كذلك.

وهذا غريب هذا الكلام ما موجود في معراج السعادة أن الجن مختلف في وجودهم هذا الكلام من صاحب مفاتيح الجنان الشيخ عباس القمي ولعله نظر إلى الماديين لأن الماديين أنكروا وجود الجن.

لذلك يقول في الحاشية الشيخ أحمد وهبة اللبناني وليس السوري مترجم هذا الكتاب الشيخ أحمد وهبة عندنا اثنين أحمد وهبة واحد سوري وواحد لبناني، هذا الشيخ أحمد وهبة اللبناني، يقول في الحاشية صفحة تسعة وعشرين:

«لا يشك أحد من المليين الإلهيين في وجود الجن، وآيات القرآن صريحة في أن الجن موجود، وهو ـ الجن ـ مكلف بالتكاليف الإلهية كالإنسان» الجن فيهم يهود ومسيح ومسلمين، لكن يقولون في المسلمين يوجد شيعة فقط، لا يوجد سنة، لماذا؟

صار بحث في الجن بعد، الجن يعيشون عشرة أضعاف الإنسان، يعني الآن نحن المعمر عدنا كم عمره؟ ثمانين إلى مئة سنة، المعمر عند الجني كم؟ ثمانمائة إلى ألف سنة، الجني الذي عمره ثمانين سنة هذا طفل صغير مثل الشيخ مهدي، كم عمرك شيخ مهدي؟ تسع سنوات هذا طفل صغير عند الإنس، عند الجن تسعة يصير كم؟ تسعين سنة هذا ولد صغير عند الجن.

حادثة الغدير كم صار لها؟ ألف وأربعمائة سنة يعني يوجد جني الآن رأوا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يرفع يد علي، ويقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، لذلك الجن شيعة ولا يوجد سنة، يقولون: يوجد شيعة ومسيح ويهود طبعاً أنا لست خبير في هذه الأمور يرجع فيها إلى أهل الاختصاص، هذا ما قاله بعض أهل الاختصاص.

«الجن وهو مكلف بالتكاليف الإلهية كالإنسان» صار الدرس كشكول زلاطة فيه جن وفيه إنس «ولذلك لم يذكر هذا الشك في معراج السعادة» المحقق الشيخ احمد النراقي ما ذكر أنه هناك شك في وجود الجن.

«وقد يكون مقصود المؤلف الشيخ عباس القمي خلاف غير الموحدين والمليين فقد نسب المرحوم صدر المتألهين الخلاف في وجود الجن والشياطين إلى بعض الناس، ويستفاد من الدليل الذي ذكره على إنكارهم أنهم الماديون، ويقول هو نفسه اعلم أن القرآنية والأحاديث الصحيحة تدلان على وجود الجن والشياطين».

ثلاث حقائق الناس فيها بين الإنكار والشك:

الأول الجن.

الثاني الحسد.

الثالث العين، طبعاً العين قد نلحقه بالحسد وإن كان غيره.

الرابع مما يشك الناس بين إفراط وتفريط بين إفراط وتفريط السحر، هذه الأربعة: الجن والعين والحسد والسحر بعضهم يقول: غير موجود شكو ماكو كل شي ماكو لا يضحكون عليك هذا كله خيال أوهام هذا جانب تفريط، في جانب إفراط كل شي يصير إليك، قال: هذا جني، هذا عين، هذا حسد، هذا سحر، يا أخي لا إفراط ولا تفريط هذه الحقائق الأربعة موجودة، الجن موجود والحسد موجود والعين موجود والسحر موجود.

القرآن أشار إلى ذلك «ومن شر حاسد إذا حسد» أشار إلى الحسد، «قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن» أشار إلى الجن، والسحر أيضاً «وما ألقي على الملكين ببابل هاروت وماروت، ويتكلم عن السحر» ثم يقول: «فيتعلمان منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه، وما هم بضارين» إذا السحر أيضاً يأثر.

المهم اليوم ما دام زلاطة خلنا نكمل، الإنسان العاقل الذي يعرف الشي من خلال أهل الاختصاص لا يقول كل شيء هذا سحر هذا عين هذا حسد هذا جن ولا ينفي كل شيء لا لا ليس بجن ولا حسد ولا.. يعرف كل شيء من خلال موضعه الصحيح ومن خلال أهل الخبرة والاختصاص فيه.

يقول المحدث القمي: «والجن الذي يوجد خلاف في بأي دليل تيقنت من وجوده؟» من قال أن هذا جني؟! رأى شبح قال: هذا جني «وإذا كان موجوداً فلماذا يقف أمامك ويظهر نفسه لك؟ هو في عالمه وأنت في عالمك، وإذا فعل أيضاً فلماذا يعمل على أذيتك؟!» لماذا يؤذيك الجان؟!.

«وإذا أقدم على ذلك ـ على أذيتك ـ فبأي قوة يغلبك؟ أليس الإنسان أشرف الكائنات وأكثرهم مطيع له ولي أي جهة يخاف أشرف الكائنات من وجود ضعيف القوة مع وجود جميع هذه الاحتمالات، فيجب على صاحب هذه الصفة أن يصبر على المكوث في الليالي المظلمة وحيداً في الأماكن الموحشة حتى يزول منه هذا الخوف تدريجاً» تدريجيا يروض نفسه.

«والخوف من الموت هو أيضاً من هذا النوع والنوع الأول» يعني الخوف من الموت يكون من النوع الأول الخوف من أمر لابد من وقوعه وأيضاً من الرابع الخوف من الأمور التي يستوحش منها الطبع.

«وسببه عدة أشياء» أسباب الخوف من الموت يأتي عليه الكلام  وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

00:00

29

2024
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 12 الجلسة

29

مايو | 2024
  • الكتاب: المقامات العلية في موجبات السعادة الأبدية
  • الجزء

    -

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
12 الجلسة