محاضرات أخلاقية في حسينية الإمام الرضا عليه السلام
شیخ الدقاق

59-الفتنة والبلاء وكيفية التعامل معهما

محاضرات أخلاقية في حسينية الإمام الرضا عليه السلام

  • الكتاب: محاضرات أخلاقية في حسينية الإمام الرضا عليه السلام
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

22

2024 | يونيو

13 ذي الحجة 1445

20 حزيران 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 الفتنة والبلاء وكيفية التعامل معهما

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم وخطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

الكلام عن الفتنة والبلاء وكيفية التعامل معهما.

الدنيا دار بلاء ودار افتتان إنما الدنيا أعدت لبلاء النبلاء.

البلاء امتحان للإنسان ورفع لدرجة المؤمن، هذا البلاء قد يكون في الشر وقد يكون في الخير، الآية الكريمة تقول: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً.

عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : «الفتنة إذا أقبلت شبهت، وإذا أدبرت نبهت» يفتتن الإنسان بولد، بمنصب، بمال، بجاه ما دام هو يعيش في أجواء الفتنة تشتبه عليه الأمور وتلتبس، يا حجي فلان اتق الله! يا حج فلان! لا لا لا ولدي ما يعمل كذا، جاري ما يعمل كذا، زوجتي ما تعمل كذا، أنا ما اعمل كذا، ما دام هو في طور شبهة الفتنة، ما دام هو مفتتن بالمال، بالجاه، بالأولاد، تلتبس عليه الأمور، إذا انجلت الغبرة الفتنة واتضحت الفتنة والملابسات يأخذ الإنسان عبره.

سؤال: ما هو السرّ في الابتلاء؟ لماذا الله عزّ وجل ابتلى الناس؟

الجواب: لامتحانهم ورفع درجاتهم، الدنيا دار ابتلاء والآخرة دار جزاء، اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل، هذا الحقيقة أن المؤمن مبتلى والإنسان قد يغفل عنها المؤمن، الله يبتليه بغربة، كان بين أهله وأحضان أهله ويبتليه بالغربة.

ولاحظ الابتلاءات مبتلى ما عنده أولاد، واحد عنده أولاد، لكن مرضى، واحد عنده أولاد سالمين لكن غير صالحين، واحد عنده أولاد وصالحين لكن الله يبتليه بفقر، واحد الله يبتليه بالغنى حتى الغنى ابتلاء.

أحد تجار قم الكبار موجود صديقي جاءني المكتب، قال: شيخنا في يوم من الأيام كان عندي كل شيء، السيارات فقط عندي ثلاث سيارات: «بي ام دبليو، ومرسيدس، ولاند كروزر» السيارات في إيران ما موجودة هذا، فلل حدائق يقول: لم أشعر بلذة الحياة ما شعرت بلذة.

قلت له: كيف ما تشعر بلذة الحياة؟

قال: كل شيء أريده يجي كل شيء أريده وانويه يتحقق من دون تعب.

يقول: لحظة مرت علي لحظة واحدة.

يقول: والدي طلب مني طلب، قال: أريدك تأتي الآن، قلت له: أنا مشغول، يقول: هذه بعد هذه اللحظة انكسرت بعت السيارات بعت البيوت سكنت في إيجار، جاءني المكتب يبكي، يقول: شيخنا أنا لا أستطيع أن اتحمل دموعه تجر على خده، لا أستطيع أن أتحمل جاء قبل يدي، قبل يدي، ما أستطيع أتحمل ما هو الحل؟ شيخنا.

قلت له: عليك بالصبر الله عزّ وجل لم يختبرك ولم يمتحنك إلا لأنك قادر يستحيل التكليف بغير المقدور استحالة عقلية لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها، اصبر.

عرضوا عليه قالوا: اخرج اهرب من إيران، اذهب إلى دبي إلى استراليا إلى..

قلت له: اثبت مكانك فوض أمرك إلى الله ورجع كما كان بل أكثر، لكن مع لذة الإيمان وقوة الإيمان.

أحيانا الإنسان يغفل عن سنة الابتلاء، أتذكر قبل تقريباً سبع ثمان سنوات اعترضتني مشكلة، أحياناً أحد الأعاظم في قم ابتلي في بنته، ما هو الحل؟ ذهب إليه شخص ما هو الحال؟ قال: والله أنا فاقد الحيلة، رجل عظيم ابتلي، قال: أنا والله فاقد الحيلة، ما أستطيع ماذا؟ هذا قائد مغوار، يقول: أنا فاقد الحيلة الله عزّ وجل أحيانا يبتليك أنت حتى هم لا تصدق روحك أن أنت إنسان ضعيف بحاجة الى مشورة بحاجة إلى سند.

على كلٍ أردت أن أخطو خطوة أختي الكبيرة يجيها أبوي في المنام يقول لها: قولي لعبد الله إذا تتخذ هذه الخطوة أنا ليست براضي عنك، إنا لله وإنا إليه راجعون، مرة مرتين، المهم ذهبت إلى سماحة آية الله السيد مرتضى الأصفهاني أريد استخير، في مكتبه العامر بقم، تعرفون ما شاء الله الذين يستخيرون كثيرون، هو يأشر ويستخير، التفت إلي عادة ابتسم اسولف رآني مشغول بنفسي، كل حين يطالعني يبتسم، يقول: «المؤمن مبتلى ويستخير»، التفت لي «المؤمن مبتلى أعانكم الله شيخنا» تصدق سلاني، يعني هذا ابتلاء هذه الدنيا ابتلاء يوم تبتلى بمرض يوم تبتلى بإفلاس يوم تبتلى بمشكلة هذه الدنيا حلاوتها بمرارتها.

يوم من الأيام جماعة قاعدين في النجف الأشرف، قالوا: ما في واحد مرتاح، واحد قال: من يقول لك ماكو أحد مرتاح؟! أنا اعرف واحد مرتاح، قال وين هذا دلينا عليه أنا اروح اشوفه شلون هذا مرتاح؟! قال له: هذا بيته في بغداد.

هذا خرج من النجف الأشرف قاصد بيت مرتاح، وصل طرق الباب، نعم، قال له: أنت مرتاح؟ قال: نعم، أنا مرتاح.

قال له: بالله شلون أنت مرتاح؟

قال: مين يقولك أنا مرتاح؟ أنا مو مرتاح! أنا اسمي مرتاح، بس أنا مو مرتاح، مين قال لك: إني أنا مرتاح؟! اسم على غير مسمى!

الدنيا قائمة على هذه الأمور.

إذا أول أمر سنة الابتلاء لرفع درجات المؤمن ولامتحان الإنسان.

سؤال آخر: كيف يتعامل مع البلاء والابتلاء؟

أقوى سلاح الصبر، أقوى سلاح أن تصبر وتفوض أمرك إلى الله عزّ وجل.

وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال: إني جاعلك للناس إماما، قال: ومن ذريتي؟! قال: لا ينال عهد الظالمين، إبراهيم الله ابتلاه سنين ما عنده أولاد، لما صبر جعله أبو الأنبياء، لما جعله أبو الأنبياء وجعله.. عطاه مقام الإمامة مقام الإمامة ارفع من مقام الرسالة والنبوة، قال: إني جاعلك للناس إماما، قال: ومن ذريتي يعني طلب الإمامة في ذريته، قال: لا ينال عهدي عهد الله لا ينال الظالمين الإمامة لا تعطى لأي شخص، إذا أقوى سلاح الصبر وتفويض الأمر إلى الله.

سؤال ثالث ونختم به: ما هو أقوى عدو؟ وما هي أقوى وسيلة تخرب التعامل مع الابتلاء؟

الجواب: الغضب، الغضب سلاح فتاك بيد إبليس لعنة الله عليه، هذا الذي يبتلى مع زوجته، مع ولده، مع جاره، مع صديقه وما يتحكم في قوة الغضب يخرب علاقته مع جاره، مع صديقه، مع زوجته، مع أولاده، لذلك إذا غضبت حاول تسافر أتغير جو، لو بينك وبين أخيك سوء تفاهم لا تلتقي وياه في ذلك الوقت وقت يوجد سوء تفاهم والحديدة حامية وحارة مع مرور الزمن تهدأ، تهدأ النفوس، تلتقيان أنت ترمى عليه كلام هو يرمى عليك كلام ما في فائدة.

خلاصة محاضرة اليوم:

الابتلاء سنة من سنن الحياة الدنيا وهو لامتحان الإنسان ولرفع درجات المؤمن والامتحان قد يكون في الخير وقد يكون في الشر، إذا في الخير الله ينعم عليك يعطيك كل شيء تشكر أو ما تشكر، زوجة وأولاد ومال وجاه وكمال وجمال تشكر الله أو تنسى الله، تساعد الفقراء أو تستأثر.

وقد يبتليك بالشر بالفقر بأمور كثيرة تصبر أو لا تصبر؟!

إذاً الابتلاء سنة من سنن الحياة الدنيا وهو الامتحان المؤمن ولرفع درجته، أقوى سلاح في مواجهة الابتلاء الصبر على السراء والضراء والشكر في الرخاء، أقوى سلاح الصبر والشكر، الصبر في الشدة والشكر في الرخاء، جعلنا الله وإياكم من الصابرين الشاكرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

00:00

22

2024
| يونيو
جلسات أخرى من هذه الدورة 69 الجلسة

22

يونيو | 2024
  • الكتاب: محاضرات أخلاقية في حسينية الإمام الرضا عليه السلام
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
69 الجلسة