محاضرات أخلاقية في حسينية الإمام الرضا عليه السلام
شیخ الدقاق

64 - لحظة النصر في حياة المؤمن

محاضرات أخلاقية في حسينية الإمام الرضا عليه السلام

  • الكتاب: محاضرات أخلاقية في حسينية الإمام الرضا عليه السلام
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

03

2024 | أكتوبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

لحظة النصر في حياة المؤمن

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم وخطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

الحديث عن لحظة «النصر في حياة المؤمن» لحظة النصر هي أخطر لحظة في حياة الإنسان، الشعور بنشوة النصر قد تجعل الإنسان يرتكب أخطاء غير مدروسة وغير محسوبة، القائد القدير، القائد المثالي هو الذي يستطيع أن يتمالك نفسه عند النصر، وأن يزن الأمور بتعقل عنده إشراقة النصر، قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ * وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا * فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَۢا.

سؤال: ما هي العلاقة بين الناس وتسبيح الله والاستغفار والتوبة؟

الله عزّ وجل يقول: «إذا جاء نصر الله والفتح» بعد من مظاهر النصر «ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا» لم يقل فاشكروا الله على هذه النعمة، قال: «فسبح بحمد ربك» أول نقطة تسبيح الله وتنزيه الله، ثاني نقطة: كيف نسبح؟ بحمد الله والثناء عليه هو ولي النصر الحقيقي، بعد ثالث شيء «فسبح بحمد ربك واستغفره» الاستغفار رابع شيء «إنه كان توابا».

سؤال: ما هي العلاقة بين مجيء النصر وبين التسبيح والتحميد والاستغفار والتوبة؟

الجواب: نشوة النصر قد تنسي الإنسان الله عزّ وجل، قد يقول: «إنما أوتيته على علم عندي» أنا الذي صنعت النصر قد يتوهم قائلاً أنا بذكائي بخططي بإمكاناتي بأموالي بمعداتي صنعت النصر، الله عزّ وجل يريد يعلمه وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، إذا جاءت لحظة النصر أنت في هذه اللحظة أحوج ما تحتاج إلى ذكر الله تبارك وتعالى، لذلك:

أولاً عليك بتسبيح الله وتنزيهه، حاشا لله أن يقصر معك، إن الله معكم أينما كنتم.

ثانياً تحمد الله عزّ وجل على النصر.

وثالثا تستغفر الله عن أي لحظة لم تلتفت فيها إليه هذا ذنب أن لا تلتفت إلى الله تلتفت إلى نفسك إمكاناتك مجتمعك قبيلتك دولتك، وهذا ما يحتاج إلى التوبة.

مثال ذلك في التاريخ: غزوة أحد، في البداية انتصر المسلمون وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في بداية المعركة لخمسين رامٍ على جبل صغير عند جبل أحد، قال: ابقوا على هذا الجبل انتصرنا أو انهزمنا، لكن لما انتصر المسلمون وأخذتهم نشوة الناس ورأوا جيش الإسلام يغنم الغنائم نزلوا من على الجبل لحصد الغنائم، فاستدار خالد بن الوليد في ذلك الوقت قائد جيوش مشركي مكة، واستدار من خلف جبل أحد وهزم المسلمون في غزوة أحد.

مثال آخر: «ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم» إذا المؤمن الرسالة بحاجة إلى مراقبة الله ولحاظ الله في حالة النصر والهزيمة، في حالة سقوط الشهداء وفي حالة عموم الانتصارات، هو دائماً على وصال مع الله تبارك وتعالى، المؤمن الذي يوفق لذكر الله في السر والعلن، في السراء والضراء، في حالة النصر والهزيمة هذا لا يخشى أي شيء ولا يؤثر فيه أي شيء.

لذلك نجد أبا الفتوح السيد روح الله الموسوي الخميني أعلى الله مقامه الشريف حينما رجع مظفراً منتصراً إلى أرض إيران استقل طائرة من فرنسا إلى طهران، سئل: ما هو شعورك وأنت ترجع إلى أرض الوطن؟ قال: لا شيء.

بعض الرؤساء ينزل يسجد يقبل الأرض تأتي الكاميرات، رأينا بعض رؤساء الدول لما غادر دولته ولما رجع سجد وقبل التراب.

الإمام الخميني يقول: ما دام أنت مع الله لا يفرق أنت في بلدك خارج بلدك لا يفرق، المؤمن دائماً مع الله في حال الهزيمة لا ينكسر، في حال النصر لا ينتشي دائمًا مع الله هذا خلق إسلامي رفيع أن تكون دائماً مع الله.

وهذه من سيرة الأئمة كان أمير المؤمنين يلبس ثيابه يذكر الله، يضطجع للنوم يذكر الله، يأكل الطعام يذكر الله، يقاتل يذكر الله، يصلي يذكر الله، حياته كلها ذكر في ذكر.

ولننتقل إلى واقعنا المعاصر وما نعيشه من أحداث:

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لعنة الله عليه لقد انتشى بمقتل سماحة السيد حسن نصر الله رحمه الله وأعلى الله في الخلد مقامه لما إسرائيل قتلت نصف القيادة عسكرية لحزب الله، واستشهد الأمين العام لحزب الله، تجد تصريحات وزير حرب الاحتلال يقول: حزب الله قبل أسبوع غير حزب الله بعد أسبوع، هذه كلها من معالم نشوة النصر، سنقوم بخطوات لتشكيل الشرق الأوسط الجديد، وفي جعبتنا خطوات لتحقيق الأبعاد الاستراتيجية للشرق الأوسط الجديد، يعني ليس الغرض حزب الله فقط أو لبنان فقط الغرض تشكيل إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وهذان الخطان في علم الاحتلال الإسرائيلي ودولة إسرائيل اللقيطة هم يعتبرونها دولة ونحن لا نعترف بها هذان الخطان يشيران إلى النيل والفرات إسرائيل الكبرى من النيل في مصر إلى الفرات في العراق.

هم الآن بقتلهم السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه توهموا أن الفرصة قد حانت لتشكيل الشرق الأوسط الجديد وإسرائيل الكبرى فضلاً عن إسرائيل الصغرى.

ولكن شاء الله أن تأتي البارحة عملية الوعد الصادق الثانية وتلطم نتنياهو على فمه بقي في قبوه هو وإدارته ورئاسته وحكومته في القدس في قبو تحت الأرض.

البارحة في هذا الوقت في مثل هذا الوقت إسرائيل المحتلة لفلسطين تضرب من كل حدب وصوب انطلقت الصواريخ من الجمهورية الإسلامية في إيران من عدة مدن أصفهان وتبريز سبع أماكن وهذا فيه إشارة إلى النظم لم تخرج من مكان واحد من أماكن مختلفة يعني يوجد تنسيق تام بينهم.

وتجد العزة والكرامة تنظر إلى قناة الجزيرة يقولون: الآن أطلقت الصواريخ ثم تجد على الهواء مباشرة الضربات تضرب فلسطين المحتلة لتحطيم وتهشيم الكيان المتهرىء والمتهالك والمتعفن على حد تعبير قائد الثورة الإسلامية ولي أمر المسلمين سماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي دام عزه.

بعد سقطت الصواريخ في كل حدود فلسطين المحتلة من الشمال إلى الجنوب شرقاً وسطاً غرباً وتركزت في تل أبيب، وتلقوا الضربات من داخل فلسطين ومن لبنان ومن إيران ومن اليمن أربع دول أربع مناطق ضربة رجل واحد، «ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله».

هذا كله مصداق لقوله تعالى: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، والذين كفروا فتعساً لهم وأضل أعمالهم».

نشكر الله عزّ وجل على هذه النعمة نعمة وجود القيادة الحكيمة القيادة الربانية المتمثلة في الإمام القائد الخامنئي أعزه الله .

إن فقد سماحة حجة الإسلام العلامة السيد حسن نصر الله رحمه الله مؤلم، وقد آلم الكثير من المؤمنين، ونحتسبه عند الله شهيداً، ومثل هذه الشخصية لا ينبغي أن تموت على الفراش وقد بلغت الرابعة والستين عاماً، مثل هذه الشخصية لا ينبغي أن تتوج حياتها إلا بالشهادة.

وقد ظن الإسرائيليون أنه برحيل السيد حسن نصر الله قد ضعفت المقاومة وضعف لبنان والعكس بالعكس لأن السيد حسن نصر الله كان شخصيةً عالمية وبرحيله أصبح مدرسةً عالميةً كبرى فالدم يحول الشخصية إلى مدرسة عظيمة.

وقد أشاعوا أن إيران قد تخلت وباعت نصر الله وتخلت عنه أذرعيها في المنطقة وستبيع محور المقاومة وكل هذا منشأه إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بربوگاندت الاستعمار الحديث.

في الختام نتوجه إلى إخوتنا وأحبتنا في لبنان:

أيها الشعب اللبناني الكريم..

أيها الشعب المقاوم العزيز المقتدر..

أيها المجاهدون الغيارى الثابتون في ثغور المسلمين..

أيها المحاربون الأبطال اعلموا أن الله عزّ وجل يبقى في جميع الميادين، وأن لطف الله تبارك وتعالى يشملكم في كل الساحات، واعلموا أن عناية صاحب العصر والزمان تشملكم ودعاؤه لكم، وأن المراجع العظام والعلماء الأعلام وهم سند لكم، وأن سماحة ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي حفظه الله لن يهدأ له بال حتى يتحقق النصر وتتحرر فلسطين ونصلي في القدس إن شاء الله تعالى.

اعلموا أن أهلنا في العراق وسوريا والبحرين واليمن وسائر دول محور المقاومة معكم بل جميع الأحرار في العالم سندٌ لكم، واعلموا أن روح الإمام الخميني بين أظهركم هذا الرجل العظيم الذي يقول: «اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر»، واعلموا أن روح سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي رحمه الله ترعاكم، وقد أوصى قائلاً: «الوصية الأساس حفظ المقاومة الإسلامية»، واعلموا أن روح الشهيد السيد حسن نصر الله سيد شهداء محور المقاومة تحبكم وترع وستكون معكم حتى الانتصار إن شاء الله تعالى.

سيد المقاومة لم يكن شخصاً فقط بل كان طريقاً ومدرسة، وبشهادته قد تحول من شخصية حقيقية إلى مدرسة كبرى للجهاد والشهادة في سبيل الله، إن دماء الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله لن تذهب هدراً، والنصر قادم إن شاء الله تعالى، وقد لقنتم الإسرائيليين درساً لن ينسوه أبداً حينما تقدموا للاقتحام البري، وإن شاء الله تريقون ماء وجوههم بسواعد أبطالكم وأبطال الأمة، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين

00:00

03

2024
| أكتوبر
جلسات أخرى من هذه الدورة 69 الجلسة

03

أكتوبر | 2024
  • الكتاب: محاضرات أخلاقية في حسينية الإمام الرضا عليه السلام
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
69 الجلسة