المقامات العلية
شیخ الدقاق

13-أسباب الخوف من الموت

المقامات العلية

  • الكتاب: المقامات العلية في موجبات السعادة الأبدية
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    200

21

2024 | أكتوبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 أسباب الخوف من الموت

أينما تذهب فالموت معك

إنه السر الذي لن يدعك

أولياء الله ماتوا وكذا أعداءه

أفهل يكتب ربي الخلد لك؟!

لو ملكت الدور والحور وكان الكون لك

بيتك الدائم قبرٌ ليس في ذلك شكّ

إنما الأحداث والأمراض للموت شبك

يا من بدنياه اشتغل

قد غره طول الأمل

الموت يأتي بغتة

والقبر صندوق العمل

تطرق المحدث الشيخ عباس القمي في المقامات العلية ـ رحمه الله ـ تبعاً للمحقق الشيخ أحمد النراقي في معراج السعادة إلى الصفات الرذيلة المتعلقة بالقوة الغضبية.

أول صفة صفة الخوف، وتطرق إلى أن الخوف على قسمين: خوف ممدوح وهو الخوف من الله ومن الذنوب، وخوف مذموم وهو نتيجة الجبن.

ثم تطرق إلى أنه من أنواع الخوف الخوف من الموت.

ثم تطرق إلى أسباب الخوف من الموت، وذكر عدة أسباب:

السبب الأول أن يظن أن الموت نقص يصل إليه وتنزل يحصل له وهذا اشتباه، الموت في الحقيقة والواقع انتقال من نشأة إلى نشأة أخرى، كل إنسان يمر بست نشآت ستة عوالم، وهي كما يلي:

العالم الأول عالم الذر عالم الأرواح.

العالم الثاني عالم الأصلاب.

العالم الثالث عالم الأرحام.

العالم الرابع عالم الدنيا.

العالم الخامس عالم البرزخ عالم القبر الذي هو برزخ بمعنى فاصل بين الدنيا وبين الآخرة.

العالم السادس والأخير عالم الآخرة.

والقيامة قيامتان:

قيامة صغرى وهي البرزخ عالم القبر، وقيامة كبرى عالم الآخرة، لذلك ورد «من مات قامت قيامته» أي القيامة الصغرى، ولذا يقول الإمام الصادق ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ لشيعته: «اكفوني البرزخ اكفيكم القيامة» لأن الشفاعة تكون في القيامة الكبرى عالم الآخرة ولا تكون الشفاعة في القيامة الصغرى وهي عالم البرزخ وعالم القبر.

إذا الموت انتقال من نشأة إلى نشأة أخرى، انتقال من عالم إلى عالم آخر، الموت انتقال من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ، ثم يحصل انتقال من عالم البرزخ إلى عالم الآخرة.

سؤال: لماذا إذا خرج الطفل من بطن امه يخرج باكياً؟  

الجواب: لهول المطلع وهول الانتقال من نشأة إلى نشأة أخرى.

الطفل في بطن أمه هو في عالم الأرحام، وبخروجه من بطن أمه ينتقل من عالم الأرحام إلى عالم الدنيا، الإطلاع على عالم على نشأة أخرى في هول يوجب الخوف.

الإمام الحسن ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ في الاحتضار حينما دنت منه الوفاة بكى، سئل: يا أبا محمد لم البكاء؟

قال: «ابكي لفقد الأحبة وهول المطلع».

فقد الأحبة في عالم الدنيا وهول المطلع على النشأة الأخرى عالم البرزخ.

إذاً حقيقة الموت ليست نقصاً ليست عيباً، حقيقة الموت نقله من نشأة إلى نشأة ومن عالم إلى آخر هذه النقلة إما أن تكون هنيئة وإما أن تكون مشؤومه.

لذلك ورد في بيان سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم ـ حفظه الله ـ في تأبين أستاذه المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمود الحسيني الهاشمي الشاهرودي ـ رحمه الله ـ ورد هذا التعبير «نقلة هنيئة» يعني العالم والرجل الصالح ينتقل نقلة هنيئة.

بل يا أخي يا أخي يا أخي يا أخي المؤمن والمتقي الذي مطلع ويعرف عالم الآخرة وما أعده الله من نعيم للمؤمن لا يستطيع البقاء في الدنيا يصبر نفسه كيف يبقى في الدنيا، لذلك ورد في خطبة همام خطبة أمير المؤمنين ـ عليه أفضل صلوات المصلين ـ في صفات المتقين قال: «ولو الأجل الذي كتب لهم لم تستقر أرواحهم في أبدانهم شوقاً إلى الثواب».

ولذا ورد «الدنيا سجن للمؤمن وجنة الكافر، قيل: يا ابن رسول الله إن بعض المؤمنين في نعيم وبعض الكفار في أذى، فقال: هذا الكافر وإن كان في أذى لكن هذا الأذى هو نعيم بالنسبة إلى ما يلقاه من عذاب في الآخرة، وهذا المؤمن الذي هو في نعيم في الدنيا هو بمثابة أنه في سجن بالنسبة إلى ما أنعم الله عليه في الآخرة».

اقرأوا كتاب الإنسان في مراحله الست لسماحة السيد جواد الحسيني الشاهرودي يفصل العوالم الست من عالم الذر إلى عالم الأصلاب إلى عالم الأرحام إلى عالم الدنيا إلى عالم البرزخ إلى عالم الآخرة.

إذاً السبب الأول من أسباب الخوف من الموت أن يستشعر الإنسان أن هذا نقص يلحق به، والحال أن الموت ليس نقصاً، حقيقة الموت هو عبارة عن الانتقال من نشأة إلى نشأة يعني سفر، قال أمير المؤمنين: «ياكميل! استعد لسفرك وحصل زادك قبل حلول أجليك».

بعد نطول عليكم أنتم العلماء بعد يصير بعد منبر ما نطول عليكم نقرأ هذا المقدار، قال الشيخ عباس القمي ـ رحمه الله ـ صفحة ثلاثين المقامات العالية:

«والخوف من الموت هو أيضاً من هذا النوع» يعني النوع الرابع الخوف من الأمور التي يستوحش منها الطبع بلا سبب كالخوف من قبور والخوف من الجن والخوف من الموت، بحثنا السابق كان عن الجن وبحثنا اليوم عن الموت الله يستر البحث القادم ماذا يكون؟!

«والنوع الأول» ما المراد بالنوع الأول؟ «الخوف من أمر لا بد من وقوعه، وسببه» يعني سبب الخوف من الموت «عدة أشياء:

الأول أن يظن أن الموت نقص يصل إليه، وتنزل يحصل له» يعني يصير تنزل في مرتبته تدني في منزلته، هذا اشتباه «وليس هذا» أن يظن أنه يصل إليه النقص والتنزل «إلا من جهة الجهل بالحقيقة الإنسانية والموت، لأن كل من يعرف حقيقتها» يعني حقيقة النفس الإنسانية «يعلم أن الموت سببٌ لكمال مرتبة الإنسان».

عجيب! الموت سبب لكمال مرتبة الإنسان، لماذا؟

لأن الإنسان مكونٌ من روح وبدن، وأول ما خلق خلق في عالم الذر عالم الأرواح والروح مجردة عن المادة فهي مطلقة، لكن لما يصل إلى العالم الثاني عالم الأصلاب ثم العالم الثالث عالم الأرحام تلج الروح في البدن، فتتقيد الروح بالبدن.

ففي عالم الأرحام وفي عالم الدنيا تقيد هذه الروح بالبدن والجسم والجسد، فإذا حصل الموت وخرجت الروح من الجسد انطلقت الروح فيمكن أن تسعى إلى كمالها من دون أن تتقيد بالبدن، فمن هنا يكون الموت سبب لكمال الإنسان.

وحقيقة الإنسان الروح أو الجسد؟

الروح أو الجسد، والدليل على ذلك: البدن يتغير من الطفولة إلى الشيخوخة تتجدد الخلايا وتتبدل ودائماً تقول: «أنا» شخص محترق شخص عملوا له عملية تجميل صغير كبير يتغير شكله قطعت يداه رجلاه إلى يبقى يقول «أنا».

سؤال: «أنا» إشارة إلى ماذا؟

إلى الروح والنفس، حقيقة الإنسان بالنفس هذه النفس المجردة اتصلت بالجسم والبدن تقيدت لأن المادة لها قيود بخلاف الروح المجردة عن المادة لها انطلاقه، لذلك يقول:

«لأن من يعرف حقيقتها» حقيقة النفس الإنسانية وأنها مجردة عن المادة «يعلم أن الموت سبب لكمال مرتبة الإنسان» يعني هذا الإنسان له مرتبة في عالم الأرحام ومرتبة في عالم الدنيا ومرتبة في عالم البرزخ ربما تكون أكبر وأوسع إن لم تتقيد هذه النفس بالمادة.

«وأن الإنسان ما يموت يكون ناقصاً وغير تام» لماذا يكون ناقصاً وغير تام؟

لأن تبقى النفس مقيدة بشؤون البدن والجسم والمادة، وأن الإنسان الكامل دائماً يطلب الموت كما يقول أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : «والله لابن أبي طالب أنس بالموت من الطفل بثدي أمه».

تعريف المفروض يقول تعريب شعر الفارسي يعني شعر بالفارسية عرب يعني نقل إلى اللغة العربية على وزن شعر بالعربي أيضاً:

أتوق لترك منزلة خراب

واطلب روح روحي في ذهابي

اصير كذرة رقصت بشوق

اطير لارتقي شمس الغيابي

يتوق هو الفؤاد لترك سجني

يعني الدنيا سجن إلى الروح في هذا البدن

إلى ملك الملوك غدى إيابي

هذا تمام الكلام في السبب الأول من أسباب الخوف من الموت، ما هو السبب الأول؟

الاعتقاد أن الموت نقص وتنزل في المرتبة.

السبب الثاني صعوبة قطع العلاقة بالدنيا والأموال.

رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال

ومن لا عنده ماله فعنه الناس قد مالوا

رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب

ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا

رأيت الناس قد فضوا إلى من عنده فضة

ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة

سئل أبو ذر الغفاري: لم نخشى الموت؟

فقال: لأنكم عمرتم دنياكم وأخربتم آخرتكم، والمرء يخشى الانتقال من العمران إلى الخراب.

والسر في ذلك:

أن الإنسان كائن حسي يأنس بالمحسوسات المادية التي يعيش معها.

إذا تلاحظ الإنسان في كلامه كل واحد يتكلم منكم ومن غيركم أنا اليوم درست، أنا اليوم أكلت، أنا اليوم نمت، أنا اليوم رحت، أنا اليوم جيت، أنا انا أنا...

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

واسمعت كلماتي من به صمم

الرمح والسيف والبيداء تعرفني

والرمح والسيف والقرطاس والقلم

كما يقول أبو الطيب المتنبي وهذا الشعر هو الذي قتله وأهلكه.

الإنسان يدور في فلك الأنا، القرآن الكريم والتعاليم الإلهية تخرج الإنسان من دائرة الأنا إلى دائرة الله، من دائرة أنا إلى دائرة هو الله، من دائرة أنا إلى دائرة أنت الحي القيوم.

إذاً إذا نراجع الآيات فإنها تخرج الإنسان من فلك أنا إلى فلك هو، من فلك أنا إلى فلك أنت، وهكذا الأدعية ترجع إلى دعاء عرفة لسيد الشهداء يقول: «أنت الذي أعطيت، أنت الذي وهبت، أنت الذي.. أنت الذي.. أنت الذي.. أنت الذي.. »، يقول: «أنا الذي عصيت، أنا الذي جنيت، أنا الذي.. أنا الذي.. ».

وهكذا القرآن الكريم يقول: «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى»، دائماً القرآن يذكر هو «هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين» «لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم».

الإنسان الذي يريد يروض نفسه يلاحظ كلامه دائماً يتكلم إما عن نفسه أو عن أشخاص، أنا، أخي، زوجتي، أمي، أبي، إذا استطاع أن يستبدل هذه المفردات: الله أعطاني، الله أنعم عليّ، الله كساني، الله حماني، الله أعطاني الأمان، الله أعطاني السكينة هذا يصل إلى الله عزّ وجل، لكن الذي يغرى يغرق في الأنا هذه من الموت يخاف من الموت.

«الثاني صعوبة قطع العلاقة بالدنيا والأموال وهذا ليس خوفاً من الموت بل هو خوف مفارقة بعض الزخارف الفانية وعلاجه قطع العلاقة بها» قطع العلاقة بالدنيا والأموال.

أخبرني عمي يقول: أنا دخلت على أحد التجار في السوق، يقول: دخلت على هذا التاجر في محله وهو نائم على الصندوق التجوري، الصندوق الذي فيه الفلوس.

قلت له: صبحك الله بالخير أبو فلان.

استيقظ من النوم ها! خسارة بروح عنك، يقول: خسارة راح أفارق هذا الذي فيه أموال.

«السبب الثالث الخوف من شماتة الأعداء وتصور فرحهم، ولا شك أن هذا من وسوسة الشيطان لأن شماتتهم لا يضران بالدين ولا بالإيمان ولا يؤلمان البدن ولا الروح يؤلمان».

تعريف شعر الفارسي:

كن صالحا لو ذم فيك العالم

تبقى مع الإطراء أنت الأثم

يعني إذا أنت آثم حتى لو أطروا عليك تبقى أثم.

هناك رواية حلوة أنتوا حلوين بعد رواية حلوة عن الإمام الصادق ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ يقول: «لو كان عندك جوهرة وقال الناس: إنها حجرة ما يضرك؟! ولو كان عندك حجرة، وقال الناس: إنها جوهرة ما ينفعك»، اللهم اجعل غناي في نفسي فليس غناك في إطراء الناس هذا يذهب.

السبب الرابع خوف ضياع الأهل والعيال والذل والضعف، وهذا منشأ الوهم هو ماذا؟ أن يعتقد أنه هو المؤثر وأنه هو الرازق وأنه هو الرزاق، الله عزّ وجل هو الرزاق ذو القوة المتين، كما خلقك وتكفل برزقك خلق زوجتك وأولادك وتكفل برزقهم، يقول:

«هذا الوهم أيضاً من الوساوس الشيطانية لأن صاحبه يرى نفسه منشأ للآثار».

أكثر الناس من مشكلة وحدة أن يرى نفسه شيئا لكن إذا لا يرى نفسه شيئا كالعدم حتى الكاف زائدة بعد دائما يتضرع إلى الله، أنا لا شيء، لا يؤثر في الوجود إلا الله، هذا من معالم مدرسة الإمام الخميني لا يؤثر في الوجود إلا الله.

لكن إذا يعتقد أنه هو الذي يؤثر، هو الذي يرزق الأولاد، هو الذي يمول الحوزة، هو الذي يمول مؤسسة يعتقد أنه إذا مات تموت الحوزة والمؤسسة، إذا مات يموتون الأولاد الله رازقنهم.

«لأن صاحبه يرى نفسه منشأ للآثار ويظن أن له مدخلية في عزة وثروة وقوة الآخرين في الحال أنه من المعلوم بالتجربة الصادقة أن أغلب اليتامى الذين فقدوا آباءهم في طفولتهم كان رقيهم في أمور الدنيا والآخرة أكثر من الأطفال الذين تربوا أحضان آبائهم».

الآن لو أعدد لك العظماء أغلبهم أيتام:

النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يتيم لا أب ولا أم.

الإمام الخميني السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب الميزان يتيم.

الشيخ محمد رضا المظفر صاحب المنطق وأصول الفقه يتيم.

الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر يتيم أكثر العظماء أيتام.

الشيخ عيسى أحمد قاسم يتيم.

أكثر القادة والعلماء والمبدعين أيتام، الله يقول: أنا أخذ أبوه وأنا أتكفل به مباشرة من دون أبيه.

«وأن من كان مطمئن البال بسبب ماله المدخر كانت عاقبة أولاده أن ابتلوا بالفقر والعوز والذل والهوان» تاجر أموال تسد بحور يخلفها لأولاده يروحون في المخدرات وكلها في لحظة واحدة بشربة خمر أو إبرة مخدر كلها تروح ويرجعون الأولاد فقراء.

«فيجب على العاقل أن يختار الخير لأهله وعياله وأن يوكل أمور لخالقهم فإنه نعم المولى ونعم النصير».

الخامس الخوف من العذاب الإلهي بسبب المعاصي، هذا يخاف من الموت لمعاصيه هذا خوف مشروع هذا خوش خوف، لكن إذا أدى إلى التوبة.

«وهذا القسم من الخوف ممدوح ولكن البقاء عليه وعدم معالجته بالتوبة والإنابة هو من الجهل والغفلة» هذا خمسة أسباب للخوف من الموت.

«من يعلم بعد ما ذكرناه أن الخوف من الموت بسبب إحدى الجهات المذكورة لا دليل عليه فيجب على العاقل أن لا يجعل له طريقاً إلى نفسه وأن يتأمل في الموت فهو عليلة الحياة الدائمة» يعني الموت شربة شخص عليل يريد أن ينتقل إلى الحياة الدائمة «وتمني البقاء الأبدي للبدن أمرٌ خيالي ومحال» لأن المادة تفنى.

«بل يجب أن يتيقن أن كل ما يحدث في نظام العالم خير وصلاح فيرضي نفسه ويسعدها بكل ما يحدث ولا يفسح المجال إلى نفسه للألم والمنغصات».

الإمام الحسين لما جاءته زينب وبكت، قال: أخيه تعزي بعزاء الله واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون، قد مات رسول الله وهو أفضل مني، قد مات أبي أمير المؤمنين وهو أفضل مني.

«وأن يكون مشغولاً في كل حال بالرياضات والمجاهدات» رياضة النفس وترويضها الورع والتقوى ومجاهدتها وأن يعمل على إزالة الصفات السيئة من نفسه ومن جملتها طول الأمل.

يا من بدنياه اشتغل

قد غره طول الأمل

الموت يأتي بغتة

والقبر صندوق العمل

«وأن يرضى بالعمر المقدر» له لا بأس نختم بهذه خاطرة رحمة الله على الشيخ علي الكوراني الذي فقدناه مؤخراً هذا في الكثير من لقاء وجلساته كان يقول ويكرر: أنا سأموت في سن الثمانين، كان يكرر أنا سأموت في سن الثمانية، قيل له: كيف شخص؟

قال: اعرف أحد العرفاء من أهل الله الصادقين، وقال لي: أنت ستمر بمنعطف حاد وحادثة خطيرة جداً تشرف على الموت ولكنك ستعيش وستعيش مثلما عشت قبل الحادثة.

يقول الشيخ علي الكوراني ـ رحمه الله ـ : في سن الأربعين أصبت برصاصة في رقبتي في عملية اغتيال وصلت إلى الموت لكن الله مَن عليّ بالحياة فعلمت أنني سأعيش ثمانين سنة.

وكان يقول: الأعمار بيد الله نحن لا نستطيع أن نوقت، ولكن هذا من أهل الله الصادقين إن صدق كلامه فإني سأموت في سن الثمانين.

وقال: أسأل الله أن يختارني من دون مرض وأن أموت وأنا في آخر لحظة أزاول التدريس والدروس وأعمالي من دون حاجة إلى مستشفيات ومذلة.

وفعلاً إلى آخر لحظات آخر يوم درس فيه وكتب بعض الكتابات، وذهب للنوم، أصيب بوعكة بسيطة، قالوا: ننقلك إلى المستشفى؟!

قال: لا ما يحتاج نام، ومات، رحمة الله عليه.

هذا أمر طبيعي كلنا سنموت.

الصفة الثانية الأمن من مكر الله، يأتي عليه الكلام، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

21

2024
| أكتوبر
جلسات أخرى من هذه الدورة 15 الجلسة

21

أكتوبر | 2024
  • الكتاب: المقامات العلية في موجبات السعادة الأبدية
  • الجزء

    -

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
15 الجلسة