شرح الصحيفة السجادية
شیخ الدقاق

02 - مقدمة الصحيفة السجادية

شرح الصحيفة السجادية

  • الكتاب: شرح الصحيفة السجادية
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    -

26

2024 | أكتوبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

مقدمة الصحيفة السجادية

مقدمة الصحيفة السجادية، وقبل أن نشرع في بيان الدعاء الأول من الأدعية الأربعة وخمسين من الصحيفة السجادية الكاملة، لا بأس بالتيمن بقراءات مقدمة الصحيفة السجادية إذ فيها:

أولاً سند الصحيفة المباركة.

وثانياً فيها قصة وصول الصحيفة السجادية إلينا على يد شهيد الإسلام الشهيد يحيى بين الشهيد زيد بن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه.

الشهيد زيد استشهد وعمره ثمانية عشر سنة، ثار مع أبيه زيد بن علي بن الحسين السجاد عليه السلام، الشهيد يحيى ثار مع أبيه الشهيد زيد، فيحيى شهيد وأبوه زيد الشهيد، وقد ورد الترحم عليهما، وقد اختلف في ثورتيهما، والترضي عليهما، لكن الأكثر يذهب إلى صلاحهما، وهناك ثورات كثيرة يمكن أن تراجعها في كتاب هاشم معروف الحسن، إذ ألف كتاباً تحت عنوان «الانتفاضات الشيعية»، وأحصى الثورات.

فهناك ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي، وهناك ثورة محمد وإبراهيم ابني عبد الله المحض، وهناك ثورة زيد النار أخي الإمام الرضا عليه السلام، فهناك ثورات لم تمضى كثورة زيد النار الذي جاء به الإمام إلى الإمام الرضا عليه السلام وعاتبه الإمام الرضا، وسمي بـ زيد النار لأنه أحرق بيوت العباسيين وغيرهم.

ولكن هناك ثورات ممضاة منها ثورة زيد الشهيد، وهناك كتب مؤلفة في حقه، ومنها ثورة الشهيد يحيى، وقد أشار لها دعبل بن علي الخزاعي في تائيته التي أنشدها أمام الإمام الرضا عليه السلام ومطلعها:

تجاوبنا بالأرنان والزفرات

نواطق عجم اللفظ والناطقات

إلى أن يقول:

أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً

وقد مات عطشاناً بشط فرات

إذا للطمت الخد فاطم عنده

وأجريت دم العين في الوجنات

إلى أن يقول:

أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي

نجوم سماوات بأرض فلاة

إلى أن يقول:

قبور بكوفانٍ وأخرى بطيبة، وأخرى بباخمرا لدى الغروبات

إلى أن يقول:

وأخرى بأرض الجوزجان محل وأخرى ببا خمر لدى الغروبات.

أرض الجوزجان، هي موضع قبر الشهيد يحيى بن زيد، وهي موجودة في أفغانستان، وحاليا تسمى «سر پول»، ويحيى الشهيد تنسب له عدة قبور أبرزها أربعة:

القول الأول وهو المشهور أنه دفن بأرض الجوزجان بأفغانستان، في ذلك الوقت إقليم خراسان يشمل إيران وأفغانستان وطاجكستان، فالقبر الأول الآن موجود له مقام مشهود في منطقة «سر پول» يعني رأس الجسر، هذا ترجمتها الفارسية.

القبر الثاني في منطقة ميامي، وهي تبعد أربعين كيلو متر عن ضريح الإمام الرضا عليه السلام بمنطقة مشهد بطوس وخراسان.

القبر الثالث في سبزوار، وهي منطقة تبعد عدة كيلو عن مشهد وشاهرود.

القبر الرابع في منطقة في جرجان بشمال إيران.

وهذه المقامات الأربعة مشهودة ومزورة وقد زرت مقامه في منطقة جرجان، حيث كان هناك مؤتمر للشهيد يحيى بن زيد، ووجدت أن أهل السنة لأن جرجان أكثرها أهل سنة يزورون قبر الشهيد يحيى بن زيد وينذرون له وقبره مزور ومشهود.

يحدثنا أن الشهيد زيد بن علي بن الحسين قاتل في الكوفة حتى أصابه سهم في عنقه، ثم نقل إلى بيت فقال: «لو لم يبق معي أحد لقاتلتهم أنا وابني يحيى»، ثم التفت إلى ابنه يحيى، وقال: «يا يحيى، ماذا تفعل من بعدي؟ فقال: لو لم أكن ولو لم يبق إلا أنا لقاتلتهم» وبعد استشهاد أبيه زيد خرج مع عشرة من العلويين إلى خراسان حيث وجد الأنصار وقام بالثورة، وهذه الصحيفة حينما علم أنه سيستشهد وأنه سيقتل وسيصلب كأبيه أعطاها إلى المتوكل لكي يوصلها إلى ابني المحض من أبناء عمه، وقد أوصلها المتوكل إلى الإمام الصادق، الإمام الصادق أخرج نسخة كانت بإملاء الإمام وكتابة الإمام الباقر بمرأى من ابنه الإمام الصادق، ونسخة يحيى كانت بإملاء الإمام السجاد وكتابة زيد، والنسختان متطابقتان، والسند صحيح.

فهذا هو سند الصحيفة السجادية الكاملة، وكانت مؤلفة من خمسة وسبعين دعاء، وفي السند يقولون: سقط منها أحد عشر دعاء، لكن الواصل إلينا أربعة وخمسين دعاء، أي الساقط كم دعاء؟ واحد وعشرين دعاء.

نقرأ السند والمقدمة تيمناً وتبركاً:

«بسم الله الرحمن الرحيم، حدثنا السيد الأجل».

اختلف العلماء في المراد بالسيد الأجل، ذهب السيد محمد باقر ميرداماد إلى أن المراد به عميد الدين عميد الرؤساء، وذهب الشيخ البهائي إلى أن المراد به الشيخ ابن السكون، وذهب بعضهم إلى أن المراد به ليس عميد الرؤساء بل المراد به هو شخص آخر يلقب أيضاً بالعميد، لكنه ليس عميد الرؤساء.

فهذه أقوال ثلاثة، وعميد الرؤساء إما أن يكون هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب اللغوي المشهور، وإما أن يكون عميد الرؤساء، وعلى كل حال تفصيل هذا السند كلهم ثقات، عموماً على الاختلاف كلهم ثقات ما يضر بصحة السند[1].

الآن أنا اقرأ لأن المقدمة نقرأها تيمناً وتبركا وفيهاً أمور مؤثرة، وأعلق في مواضع مقتضبة جداً، مقدمة الصحيفة السجادية:

«بسم الله الرحمن الرحيم

حدثنا الأجل نجم الدين بهاء الشرف أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني رحمه الله، قال اخبرنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهر الخازن لخزانة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في شهر ربيع الأول من سنة ستة عشرة وخمس مائة قراءة عليه وأنا اسمع، قال: سمعتها على الشيخ الصدوق أبي منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبدالعزيز العكبري المعدل رحمه الله، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن الخطاب الزيات سنة خمسة وستين ومائتين، قال: حدثني خالي علي بن النعمان الأعلى، قال: حدثني عمير بن متوكل الثقفي البلخي عن أبيه المتوكل بن هارون، المتوكل بن هارون الثقفي هو الذي يروي هذه الرواية، السند صحيح، سند الصحيفة السجادية الكاملة صحيح معتبر، سند ملحقات الصحيفة السجادة فيه كلام وتأمل.

قال المتوكل بن هارون: لقيت يحيى بن زيد بن علي عليه السلام وهو متوجه إلى خراسان بعد قتل أبيه، فسلمت عليه، فقال لي: من أين أقبلت؟

قلت: من الحج.

فسألني عن أهله وبني عمه بالمدينة واحفى السؤال عن جعفر بن محمد عليه السلام، فأخبرته بخبره وخبرهم وحزنهم على أبيه زيد بن علي عليه السلام.

فقال لي: قد كان عمي محمد بن علي عليه السلام يعني الباقر، أشار على أبي، يقصد زيد، بترك الخروج وعرفه أن هو خرج وفارق المدينة ما يكون إليه مصير أمره، فهل لقيت بن عمي جعفر بن محمد عليه السلام قلت: نعم. قال: فهل سمعته يذكر شيئا من أمري؟ يحيى بن زيد يسأل المتوكل بن هارون، قلت: نعم.

قال: بما ذكرني خبرني؟

قلت: جعلت فداءك ما أحب أن استقبلك بما سمعته منه.

قال أبي: الموت تخوفني؟! هات ما سمعته.

فقلت: سمعته يقول: إنك تقتل وتصلب كما قتل أبوك وصلب، فتغير وجهه.

وقال: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، يا متوكل إن الله عزّ وجل أيد هذا الأمر بنا وجعل لنا العلم والسيف فجمع لنا وخص بنو عمنا بالعلم وحده.

فقلت ـ جعلت فدائك ـ : إني رأيت الناس إلى ابن عمك جعفر عليه السلام أميل منهم إليك وإلى أبيك.

فقال: إن عمي محمد بن علي وابنه جعفراً عليهما السلام دعوا الناس إلى الحياة، ونحن دعوناهم إلى الموت، الشهادة والقيام والثورة.

فقلت: يا ابن رسول الله أهم اعلم أم أنتم؟

فأطرق إلى الأرض ملياً، ثم رفع رأسه، وقال: كلنا له علم غير أنهم يعلمون كل ما نعلم، ولا نعلم كل ما يعلمون.

ثم قال لي: اكتبت من ابن عمي شيئا؟

قلت: نعم.

قال: ارنيه.

فأخرجت إليه وجوها من العلم، وأخرجت له دعاء أملاه علي أبو عبد الله عليه السلام وحدثني أن أباه محمد بن علي عليهما السلام أملاه عليه، وأنه من دعاء أبيه علي بن الحسين من دعاء الصحيفة الكاملة.

فنظر فيه يحيى حتى أتى على آخره، وقال لي: أتأذن في نسخة؟

فقلت: يا ابن رسول الله أتستأذن فيما هو عنكم؟

فقال: أما لأخرجن إليك صحيفة من الدعاء الكامل، مما حفظه أبي عن أبي، وإن أبي أوصاني بصونها ومنعها غير أهلها.

قال: عمير، عمير بن المتوكل.

قال أبي: فقمت إليه فقبلت رأسه، وقلت له: والله يا ابن رسول الله إني لأدين الله بحبكم وطاعتكم، وإني لأرجو أن يسعدني في حياتي ومماتي بولايتكم، فرمى صحيفتي التي دفعتها إليه إلى غلام كان معه، وقال: اكتب هذا الدعاء بخط بين حسن وأعرضه علي لعلي احفظ فإني كنت اطلبه من جعفر حفظه الله فيمنعنيه.

سيأتي وجه منع الإمام له كان الإمام يخشى أن يقع هذا الدعاء في يد بني أمية، قال المتوكل: فندمت على ما فعلت ولم أدري ما اصنع، ولم يكن أبو عبد الله عليه السلام تقدم إلي ألا ادفعه إلى أحد، ثم دعا بعيبة فاستخرج منها صحيفة مقفلة مختومة فنظر إلى الخاتم وقبله وبكى، ثم فضه وفتح القفل، ثم نشر الصحيفة ووضعها على عينه، وأمرها على وجهه، وقال:

«والله يا متوكل لولا ما ذكر من قول ابن عمي إنني اقتل وأصلب لما دفعتها إليك، ولكنت بها ظنينا، ولكني اعلم أن قوله حق أخذه عن آبائه، وأنه سيصح» هذا يدل على اعتقاد يحيى بالإمام الصادق عليه السلام «فخفت أن يقع مثل هذا العلم إلى بني أمية فيكتموه ويدخروه في خزائنهم لأنفسهم فاقبضها واكفنيها وتربص بها، فإذا قضى الله من أمري وأمر هؤلاء القوم ما هو فهي أمانة لي عندك حتى توصلها إلى ابني عمي محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عليهما السلام فإنهما القائمان في هذا الأمر بعدي».

طبعا هؤلاء الإمام الصادق عليه السلام في رواية يقول لأبيهما جاء عبد الله المحض إلى الإمام الصادق يقول:بايع ولدي، الإمام يقول: إن الأمر إلى صاحب العصابة الصفراء» يقصد المنصور الدوانيقي «وهؤلاء وابنائك إن قاما سيقتلان، فقال له: إنك جبنت وحسدتهم» أنت تحسدهم «فكان ما كان».

الإمام الصادق يقول مكتوب عندي، قال المتوكل، وطبعاً في ذاك الزمان كان أبناء الحسن قاموا بالثورة وأبناء الحسين لم يقوموا بالثورة.

قال المتوكل: «فقبضت الصحيفة، فلما قتل يحيى بن زيد صرت إلى المدينة، فلقيت أبا عبد الله عليه السلام فحدثته الحديث عن يحيى، فبكى واشتد وجده به، وقال: رحم الله ابن عمي وألحقه بآبائي وأجداده، والله يا متوكل ما منعني من دفع الدعاء إليه إلا الذي خافه على صحيفة أبيه، وأين الصحيفة؟» أي خاف أن تقع في يد بني أمية.

«فقلت ها هي: ففتحها، وقال هذا والله خط عمي زيد، ودعاء جدي علي بن الحسين.

ثم قال عليه السلام لابنه: قم يا إسماعيل فآتني بالدعاء الذي أمرتك بحفظه وصونه، فقام إسماعيل بن الإمام الصادق فأخرج صحيفة كأنها الصحيفة التي دفعها إلي يحيى بن زيد، فقبلها أبو عبد الله ووضعها على عينه، وقال: هذا خط أبي وإملاء جدي عليهما السلام بمشهد مني» أي إملاء الإمام السجاد وخط الإمام الباقر بمشهد من الإمام الصادق عليه السلام.

فقلت: يا ابن رسول الله إن رأيت أن أعرضها مع صحيفة زيد ويحيى، فأذن لي في ذلك، وقال: قد رأيتك لذلك أهلاً، فنظرت وإذا هما أمر واحد ولم أجد حرفا منها يخالف ما في الصحيفة الأخرى» أي يعني متطابقتان: يحيى عن زيد عن الإمام السجاد، الإمام الصادق عن الإمام الباقر عن الإمام السجاد.

«ثم استأذنت أبا عبد الله عليه السلام في دفع الصحيفة إلى ابني عبد الله بن الحسن، فقال: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، فأدفعها إليهما، فلما نهضت للقائهما، قال لي: مكانك، ثم وجه إلى محمد وإبراهيم، فجاءا، فقال: هذا ميراث ابن عمكما يحيى من أبيه، قد خصكما به دون إخوته، ونحن مشترطون عليكما فيه شرطاً.

فقالا: رحمك الله، قل: فقولك المقبول.

فقال: لا تخرجا بهذه الصحيفة من المدينة.

قالا: ولم ذاك؟» قبورهم موجودة في العراق إبراهيم ومحمد.

«قال: إن ابن عمكما خاف عليها أمراً أخافه أنا عليكما.

قالا: إنما خاف عليها حين علم أنه يقتل.

فقال أبو عبد الله عليه السلام : وأنتما فلا تأمنا، فوالله إني لاعلم أنكما ستخرجان كما خرج وستقتلان كما كما قتل.

فلما خرجا قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا متوكل كيف قال لك: يحيى ابن عمي، محمد بن علي وابنه جعفراً دعوا الناس إلى الحياة ودعوناهم إلى الموت.

قلت: نعم، أصلحك الله قد قال لي ابن عمك يحيى ذلك.

فقال: يرحم الله يحيى إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذته نعسه وهو على منبره فرأى في منامه رجالاً ينزون على منبره نزو القردة يردون الناس على أعقابهم القهقرة، فاستوى رسول الله صلى الله عليه وآله جالساً والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرائيل بهذه الآية «وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً» يعني بني أمية.

قال: يا جبرائيل أعلى عهدي يكونون وفي زمني؟

قال: لا ولكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشراً، ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمساً، ثم لابد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها، ثم ملك الفراعنة.

قال: وأنزل الله تعالى في ذلك «إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر» تملكها بنو أمية ليس فيها ليلة قدر، قال: فاطلع الله عزّ وجل نبيه أن بني أمية تملك سلطان هذه الأمة، وملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها، حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت وبغضنا، أخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد وأهل مودتهم، وشيعتهم منهم في أيامهم وملكهم.

قال وأنزل الله تعالى فيهم «ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار» ونعمة الله محمد وأهل بيته يحبهم إيمان يدخل الجنة وبغضهم كفر ونفاق يدخل النار، فأسر رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك إلى علي وأهل بيته».

قال: «ثم قال أبو عبد الله عليه السلام ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا ليدفع ظلماً أو ينعش حقاً إلا اصطلمته البلية، وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا».

قال: «أهل البيت» يعني من أهل البيت، لذلك بعضهم حملها من يدعي الإمامة.

قال المتوكل بن هارون: «ثم املى علي أبو عبدالله عليه السلام الأدعية وهي خمسة وسبعون باباً سقط عني منها أحد عشر باباً، وحفظت منها نيفاً وستين باباً».

وحدثنا المفضل، قال: وحدثني محمد بن الحسن بن روزبه أبو بكر المدائني الكاتب نزيل الرحبة في داره، قال: حدثني محمد بن أحمد حدثني محمد بن أحمد بن مسلم المطهر، قال: حدثني أبي عن عمير بن متوكل البلخي عن أبيه المتوكل بين هارون، قال: لقيت يحيى بن زيد عليه السلام، فذكر الحديث بتمامه إلى رؤيا النبي صلى الله عليه وآله التي ذكرها جعفر بن محمد عن آبائه صلوات الله عليهم.

وفي رواية المطهر ذكر الأبواب، وهي: التحميد لله عزّ وجل أول الأدعية الأربعة وخمسين آخر الأدعية دعائه في استكشاف الهموم، هذا سند الصحيفة السجادية.

ثم يليه سند ملحقات الصحيفة وباقي الأبواب بلفظ أبي عبد الله الحسني رحمه الله حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن خطاب الزيات، قال: حدثني خالي علي بن النعمان الأعلى، قال: حدثني عمير بن متوكل الثقفي البلخي عن أبيه متوكل بن هارون، قال: أملى علي سيدي الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد، قال: أملا جدي بن الحسين على أبي محمد بن علي عليهم السلام أجمعين بمشهد عني.

إذاً هذا سند الصحيفة السجادية الكاملة وهو سند صحيح، وأما سند ملحقات الصحيفة الذي فيه أدعية الأيام والمناجاة الخمسة عشر فقد يتأمل في صحة سنده، ولكن هذه الأدعية عالية المضامين.

شرح الدعاء الأول من الصحيفة السجادية، يأتي عليه الكلام وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

 

[1]  الصحيفة السجادية الكاملة، السيد ميرداماد، ص 56 و 57.

رياض العلماء، السيد علي خان، ج 1، حيث كتب قرابة مائة وخمسين صفحة في هذا السند.

00:00

26

2024
| أكتوبر
جلسات أخرى من هذه الدورة 3 الجلسة

26

أكتوبر | 2024
  • الكتاب: شرح الصحيفة السجادية
  • الجزء

    01

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
3 الجلسة