شرح الزيارة الجامعة الكبيرة
شیخ الدقاق

02 - فضل الزيارة وآدابها

شرح الزيارة الجامعة الكبيرة

  • الكتاب: شرح الزيارة الجامعة الكبيرة
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    -

26

2024 | أكتوبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 فضل الزيارة وآدابها

الكلام في شرح الزيارة الجامعة الكبيرة المروية عن الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام الإمام العاشر من أئمة أهل البيت، وقد قال في حق هذه الزيارة الشيخ المجلسي[1]: «أنها أصح الزيارات سنداً وأتمها مورداً وأفصحها لفظاً، وأبلغها معناً، وأعلاها شأنا» فهذه الزيارة مليئة بالمضامين العقائد والمعارف والأنوار والحكم.

وقبل أن نشرع في شرح متن الزيارة بعد بيان سند هذه الزيارة في الدرس السابق، لا بأس أن نتكلم وأن نذكر بعض الروايات في فضل زيارة المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام، فقد جاء في حديث الوشاقان سمعت الرضا عليه السلام يقول: «إن لكل إمام عهداً في عنق أولياءه وشيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة»[2].

والعهد هو الوصية والأمر، والمعاهدة هي المعاقدة قال تعالى: «وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا» فكان الشيعة في حياة الأئمة وبعد وفاة الأئمة بينهم وبين الأئمة عهداً خاصاً.

وإليكم هذه الرواية التي كان ينقلها شيخنا الأستاذ آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني حفظه الله في مجلس درسه، أحد المحبين، قال لزوجته: طال بنا العهد بجعفر بن محمد عليه السلام، فباع داره وما يملك من أجل الوصول إلى المدينة المنورة لزيارة الإمام الصادق عليه السلام، وحينما قرب من مشارف المدينة مرضت زوجته، وحينما دخل المدينة وصلت إلى مرحلة الاحتضار، فخرج من داره تاركاً زوجته ويمم نحو بيت الإمام الصادق عليه السلام، فدخل عليه.

فقال له: سيدي ومولاي قادنا الشوق إليك، وزوجتي من أوليائك وقد اشتاقت للقائك، ولكن ما إن وصلت إلى المدينة إلا وقد وصلت إلى درجة الاحتضار.

فنظر الإمام الصادق عليه السلام وقال له: ارجع إليها فإن الله قد أمد في عمرها.

يقول: فرجعت إلى زوجتي، فوجدتها سليمة.

فقلت لها: ما الخاطب؟

فقالت: جاءني ملك الموت فرأيت جعفر بن محمد عليه السلام ، يقول له: كف يا ملك الموت هذه آمة الله ومن أوليائنا، فأمد الله عزّ وجل في عمرها، ببركة الإمام الصادق عليه السلام.

قال تعالى: «يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب».

وانقل إليكم حادثة نقلها المرجع المرحوم السيد محمد الشاهرودي بن المرجع الكبير السيد محمود الشاهرودي الذي تولى المرجعية أيام السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي، وتسنم سنام المرجعية العليا بعد الحكيم بستة شهور ثم آلت المرجعية إلى السيد الخوئي.

وهذه قصة ينقلها السيد محمد الشاهرودي عن جده لأمه، وكان من آيات الله المجتهدين، وكان في كربلاء، يقول: كنت في المنام قبيل صلاة الفجر، فرأيت أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب جالسا متكئاً، وجاءت إليه امرأة تتوسل إلى الله عزّ وجل بجاهه، وابنها مريض، فتوسلت بضريح أبي الفضل العباس.

وأبو الفضل العباس جالس فاستدعى أبو الفضل العباس أحد الملائكة، وقال له: اذهب إلى رسول الله أبي القاسم محمد، وقل له: أن يدعو الله عزّ وجل للشفاء ابن هذه المرأة، فذهب الملك ورجع، وقال: يقول رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا من الأجل المحتوم وليس من الأجل المخروم فابن هذه المرأة سيموت.

لكن هذه المرأة لم تترك ضريح أبا الفضل العباس وألحت عليه بالسؤال، وتضرعت بـباب الحوائج أبي الفضل العباس سلام الله عليه يقول: فاستدعى أبو الفضل العباس مرة ثانية ذلك الملك، وقال له: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فذهب الملك ورجع، وقال: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا من الأجل المحتوم سيموت هذا الولد.

لكن هذه المرأة أصرت وأصرت وطلبت ثالثة، وقالت: لن أترك ضريح أبا الفضل العباس ما لم يشفى ولدي، يقول: فاستوى أبو الفضل العباس في هيئة القيام، وقال للملك: اذهب إلى رسول الله، وقل له: إما أن يشفى هذا الولد أو انزعوا مني لقب باب الحوائج.

يقول: فذهب الملك ورجع، قال: قد أطلناه في عمر الولد، وليبقى لكم لقب باب الحوائج.

يقول جد السيد محمد الشاهرودي رحمه الله يقول: ما أن انبلج الصبح، وإذا بالمرأة جاءت وولدها حي يرزق وعاد إلى طبيعته، هذا فضل مقام أبي الفضل العباس، فضلاً عن مقام الأئمة عليهم السلام.

ولذلك إذا تقرأ هذه الروايات الشريفة، وتقرأ خصوصاً الزيارة الجامعة الكبيرة، تجد مقام الأئمة عليهم السلام مقاماً كبيراً لم ندرك كنهه، ولن نصل إليه، وإليكم جملة من الروايات الواردة في فضل زيارة الأئمة عليهم السلام:

طبعا هذه الأحاديث تجدونها في بحار الأنوار، الجزء مائة، صفحة مئة وثمانية عشر، الباب الثاني.

الرواية الأولى حديث جابر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين زارنا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أهدت لنا أم أيمن لبناً وزبداً وتمراً قدمنا منه فأكل، ثم قام إلى زاوية البيت صلى ركعات فلما كان في آخر سجوده بكى بكاء شديداً، فلم يسأله أحد منا إجلالاً وإعظاماً له.

فقام الحسين فقعد في حجره، وقال له: يا أبه، لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشيء كسرورنا بدخولك، ثم بكيت بكاء غمنا، فما أبكاك؟!!

فقال: يا بني أتاني جبرائيل عليه السلام آنفاً، فأخبرني أنكم قتلى وأن مصارعكم شتى، فقال: يا أبه فما لمن يزور قبورنا على تشتتها؟

فقال: يا بني أولئك طوائف من أمتي يزورونكم فيلتمسون بذلك البركة، وحقيق علي أن آتيهم يوم القيامة حتى أخلصهم من أهوال الساعة، ومن ذنوبهم ويسكنهم الله الجنة».

الحديث الثاني حديث عيسى بن راشد، قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام، وصلى عنده ركعتين، قال: كتبت حجة وعمرة» قال: «قلت: جعلت فداك وكذلك كل من أتى قبر إمام مفترض طاعته؟ قال: وكذلك كل من أتى قبر إمام مفترض طاعته».

الحديث الثالث حديث أبي عامر التباني واعظ أهل الحجاز، قال: أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام، وقلت له: يا ابن رسول الله ما لمن زار قبره؟» يعني أمير المؤمنين «وعمر تربته، فقال: يا أبا عامر حدثني أبي عن أبيه عن جده الحسين بن علي عليهما السلام عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له: والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها، قلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعهدها؟

فقال لي: يا أبا الحسن إن الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنة، وعرصة من عرصاتها، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحن إليكم وتحتمل المذلة والأذى فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرباً منهم إلى الله ومودة منهم لرسوله أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي الواردون حوضي وهم زواري غداً في الجنة»[3].

الرواية الرابعة حديث يحيى بن سليمان المازني عن أبي الحسن موسى قال: «إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، فأما الأربعة الذين هم من الأولين فـنوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، وأما الأربعة من الآخرين محمد وعلي والحسن والحسين عليهم السلام، ثم يمد الطعام فيقعد معنا من زوار قبور الأئمة ألا إن أعلاهم درجة وأقربهم حبوا زوار قبر ولدي عليه السلام»[4] الإمام الحسين. 

الحديث الخامس ونكتفي به من روايات فضل الزيارة، حديث الوشاء قال: «قلت للرضا: ما لمن زار قبر أحد من الأئمة؟ قال: له مثل من أتى قبر أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: وما لمن زار قبر أبي عبدالله عليه السلام، قال: الجنة والله»[5].

والروايات في فضل زيارة الأئمة كثيرة، ولعل الروايات تشير إلى أن أفضل زيارة من زيارات الأئمة هي زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في الرواية المروية عن الإمام الجواد، واستفاد منها السيد أبو القاسم الخوئي في كتاب مسائل وردود أن زيارة الإمام الرضا أفضل زيارات الأئمة على الإطلاق، ولكن الآثار المترتبة على الزيارة وعلى الزوار أكثر إمام زيارته فيها آثار هي زيارة الإمام الحسين عليه السلام، وقد وردت في عدة مواقيت في السنة كالنصف من شعبان وليلة القدر والعيدين وعرفة والأربعين وعاشوراء لذلك حث الأئمة «لا تدع زيارة الحسين لخوف أما تحب أن يرى الله سوادك فيمن يدعو له رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين».

في رواية أخرى «لا تدع زيارة الحسين فإنه يدخلك ما يدخلك من الحسرة والندامة لما ترى من الحظوة التي يحظى بها زوار أبي عبد الله الحسين يوم القيامة».

هناك ثمار تترتب على الزيارة، وهناك ثمار تترتب على الدفن عند الأئمة توجد خصوصية موجودة في الدفن عند جميع الأئمة وهو أن من يدفن عند الأئمة لا يصاب بضغطة القبر، كل من يدفن عند أي إمام من الأئمة الأحد عشر لا يصاب بضغطة القلب، وهناك خصوصية لأمير المؤمنين عليه السلام الرواية «كلنا في الفضل سواء إلا عليا وشأنه» هذه الخصوصية أن من يدفن عند أمير المؤمنين لا يحاسب حساب منكر ونكير.

إذا مت فادفني إلى جنب حيدر أبي شبر أكرم به وشبيري

فتى لا أخاف الموت عند جواره ولا اختشي من منكر ونكيري

فحاشى على حامي الحمى وهو في الحمى إذا ضل في البيدا عقال بعير

مقبرة الغري اليوم ثاني أكبر مقبرة في العالم، أكبر مقبرة في العالم مقبرة الصين، ثانية أكبر مقبرة في العالم مقبرة الغري، لذلك ينقل بعض المؤرخين أن صاحب الحدائق الناظرة الشيخ يوسف البحراني رحمه الله وقد جاور الحسين عليه السلام لما أحس أن الوفاة قد دنت منه جمع أولاده، وقال لهم: إذا مت فانقلوني وادفنوني عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

يقال أنه نام رأى رؤيا فرأى الحسين بن علي عليه السلام، وقال له: قد شرفتنا بعلمك في حياتك، فلماذا لا تزورنا بعد مماتك؟ فقال: يا أبا عبد الله لقد كتبت موسوعة الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة وقبلت بعض الروايات وتركت بعض الروايات وأنا أخشى حساب منكر ونكير.

وأبوك علي بن أبي طالب من يدفن عنده مضمون حساب منكر ونكير، فأحببت أن أدفن عنده، فقال له الحسين عليه السلام : فلتدفن عندنا وأنا أضمن لك حساب منكر ونكير، فلما استيقظ قال لأولاده: ادفنوني عند الحسين بن علي.

والآن قبره مشهود بجوار الشهداء بجوار قبر الوحيد البهبهاني رضوان الله عليهم أجمعين، هذا في ما يتصل بفضل الزيارة.

وأما آداب الزيارة فكثيرة، ويمكن مراجعة هذه الروايات، وهذه الآداب في كتاب في رحاب الزيارة الجامعة للسيد علي الحسيني الصدر من صفحة أحد عشر إلى صفحة أربعة عشر، هذه الآداب ذكرها الشهيد الأول في كتاب الدروس الشرعية، الجزء الثاني، صفحة اثنين وعشرين.

قال الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي رحمه الله صاحب اللمعة والدروس الشرعية ما نصّه: «ولزيارة آداب، أحدها الغسل قبل دخول المشهد والكون على طهارة» نختصر الكلام «وثانيها الوقوف على بابه والدعاء والاستئذان بالمأثور، وثالثها الوقوف على الضريح ملاصقاً له أو غير ملاصق، ورابعها استقبال وجه المزور واستدبار القبلة حال الزيارة» إذا تستدبر القبلة تصير أنت مو شاهد وجه المعصوم لأن وجه المعصوم إلى القبلة.

«وخامسها الزيارة بالمأثور ويكفي السلام والحضور، وسادسها صلاة ركعتي الزيارة عند الفراغ، وسابعها الدعاء بعد الركعتين بما نقل، وثامنها تلاوة شيء من القرآن عند الضرائح وإهدائها إلى المزور، وتاسعها إحضار القلب في جميع أحواله مهما استطاع والتوبة من الذنب والاستغفار، وعاشرها التصدق على السدنة والحفظة للمشهد، الحادي عشر أنه إذا انصرف من الزيارة استحب له العودة إليها» ينوي العود.

«الثاني عشر أن يكون الزائر بعد الزيارة خيراً منه قبلها» يعني يستشعر أنه ترقى معنوياً.

«الثالث عشر تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة، وروي أن الخارج يمشي القهقرة حتى يتوارى» يعني يمشي إلى الوراء حتى يتوارى، بعض يقعد يسولف ويطول يؤذي الزائرين، يخلص الزيارة ويخرج,

«الرابع عشر الصدقة على المحاويج بتلك البقعة».

في الختام نذكر التي ذكرت نص الزيارة الجامعة الكبيرة نذكر على الأقل عشرة مصادر:

الأول من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق، الجزء الثاني، الصفحة ثلاثمائة وسبعين.

الثاني عيون الرضا، للشيخ الصدوق، الجزء الثاني، صفحة مئتين وسبعة وسبعين.

الثالث التهذيب، لشيخ الطائفة الطوسي، الجزء السادس، صفحة خمسة وتسعين.

الرابع روضة المتقين لوالد العلامة المجلسي، الجزء الخامس، صفحة أربعمائة وخمسين.

الخامس بحار الأنوار، للمولى المجلسي، الجزء مئة واثنين، صفحة مئة وسبعة وعشرين.

السادس تحفة الزائر، لشيخنا المجلسي، صفحة ثلاثمائة وثلاثة وستين.

السابع البلد الأمين، للشيخ الكفعمي، الصفحة مئتين وسبعة وتسعين.

الثامن الوافي، للفيض الكاشاني، الجزء العاشر، صفحة أربعمائة وستة عشر.

التاسع عمدة الزائر، للسيد حيدر الكاظمي، صفحة ثلاث مئة وسبعين.

العاشر مستدرك الوسائل للمحدث النوري، الجزء العاشر، صفحة أربعمائة وستة عشر.

وهناك مكاشفة حصلت للمجلسي الأب الشيخ محمد تقي المجلسي، وقد ذكرها في كتابه روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، الجزء الخامس، صفحة أربعمائة وواحد وخمسين، أنه رأى الإمام الحجة في عالم المكاشفة نقرأ نصها قال ما نصّه:

«ولما وفقني الله تعالى لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام وشرعت في حوالي الروضة المقدسة بالمجاهدات، وفتح الله تعالى علي ببركة مولانا صلوات الله عليه أبواب المكاشفة التي لا تحتملها العقول الضعيفة، رأيت في ذلك العالم وإن شئت قلت بين النوم واليقظة، عندما كنت في رواق عمران جالساً، أني بسر من رأى أي سامراء، ورأيت مشهدهما في نهاية الارتفاع والزينة، ورأيت على قبرهما لباساً أخضر من الجنة لأنه لم أرى مثله في الدنيا.

ورأيت مولاي ومولاى الأنام صاحب العصر والزمان عليه السلام جالساً ظهره على القبر ووجهه إلى الباب، فلما رأيته شرعت في هذه الزيارة بالصوت المرتفع كالمداحين» الزيارة الجامعة صوت «فلما أتممتها قال صلوات الله عليه نعمة الزيارة.

قلت مولاي روحي فداك: زيارة جدك وأشرت إلى نحو القبر.

فقال: نعم، ادخل فلما دخلت وقفت قريباً من الباب، فقال صلوات الله عليه تقدم، فقلت: مولاي أخاف أن أصير كافراً بترك الأب.

فقال صلوات الله عليه: لا بأس إذا كان بإذننا، فتقدمت قليلاً، وكنت خائفاً مرتعشاً.

فقال تقدم تقدم حتى صرت قريباً منه صلوات الله عليه قال: اجلس، قلت: أخاف مولاي، قال صلوات الله عليه: لا تخف، فلما جلست جلسة العبيد بين يدي المولى الجليل، قال صلوات الله عليه: استرح واجلس مربعاً، فإنك تعبت جئت ماشياً حافياً.

فالحاصل أنه لا شك لي أن هذه الزيارة من أبي الحسن الهادي سلام الله عليه بتقرير الصاحب عليه السلام، هذا كلام التقي المجلسي والد صاحب البحار رضوان الله عليه.

هذا تمام الكلام في فضل الزيارة وآداب الزيارة.

إن شاء الله الدرس القادم إن وفقنا الله نشرع في شرح متن الزيارة التي تبدأ بقوله: «السلام عليكم يا أهل بيت النبوة» وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

[1]  بحار الأنوار، ج 102، ص 144.

[2]  بحار الأنوار، ج 100، ص 116، الباب 2، الحديث 1.

[3]  بحار الأنوار، ص 120، الحديث 22.

[4]  بحار الأنوار، ج 100، ص 123، الباب 2، الحديث 29.

[5]  بحار الأنوار، ج 100، ص 124، الباب 2، الحديث 33.

00:00

26

2024
| أكتوبر
جلسات أخرى من هذه الدورة 5 الجلسة

26

أكتوبر | 2024
  • الكتاب: شرح الزيارة الجامعة الكبيرة
  • الجزء

    01

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
5 الجلسة