بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 العجلة والتسرع في الأفعال والأقوال

لا زلنا نتكلم في الأمر الثالث وهو المقام الثالث في بيان الصفات الرذيلة المترتبة على القوة الغضبية، قلنا القوة الغضبية فيها جانب إفراط وهو التهور، وفيها جانب تفريط وهو الجبن، ويوجد حد اعتدال ووسط وهو الشجاعة.

وقلنا أيضاً إن الآفات والسلبيات المتعلقة بالقوة الغضبية إما تترتب على جانب الإفراط وهو التهور وإما تترتب على جانب التفريط وهو الجبن، سؤال: الصفة السابعة العجلة والتسرع في الأفعال والأقوال تترتب على ماذا؟ هل تترتب على التهور جانب الإفراط؟ أو تترتب على الجبن وهو جانب التفريط؟ أفتونا مأجورين.

أجاب الشيخ عباس القمي _{رحمه الله} في كتاب المقامات العلية في موجبات السعادة[1] قال:

«وهذه الصفة من ضعف النفس» أي من الجبن جانب التفريط، لكن ضعف النفس قد يقود إلى التهور وقد يقود إلى الجبن، إذاً العجلة واحد عجول إما لأنه متهور وإما لأنه جبان، ومنشأ الجبن ومنشأ التهور ضعف النفس، باصطلاحنا البعض إذا يتكلم ما محضر ماذا يريد أن يقول، مثلاً: يريد أن يشكر شخص فيذمه، أو يريد أن يعتذر إلى شخص فيسيء إليه، لا يرتب الكلام ما عنده لباقة في الكلام، ما عنده تحضير لما يقوله، لا يحضر الكلمات التي سيلقيها إمام الآخرين، لا يستحضر الكلمات أو التصرفات أو السلوكيات التي ينبغي أن يقوم بها.

وفي الرواية «العجلة من الشيطان والتأني من الله»، وفي المثل المعروف «في التأني السلامة وفي العجلة الندامة»، العجلة عادة ما تقود إلى الخسران.

سؤال: ما الفرق بين العجلة وبين المسارعة؟

قال تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض للمتقين)، وقال تعالى: (فاستبقوا الخيرات) أي فليحصل تسابق إلى الخير.

فما الفرق بين المسارعة من جهة والعجلة من جهة أخرى؟

الجواب: المسارعة تكون إلى الخير يعني بعد استحكام أن هذا خير وأن هذا عمل صالح أي بعد التروي تتروى أن هذا عمل صالح فتبادر إليه، وأما العجلة غير معلوم هذا عمل صالح أو طالح، فالعجلة من الشيطان والمسارعة من الرحمن، إذاً المسارعة في أمور الخير يعني أولاً تحرز أنه عمل خير، ثانياً تسارع وتبادر إليه، أما في العجلة من غير المعلوم أنه هو عمل خير، هناك استعجال من دون دراسة من دون رؤية.

سؤال: ما الذي يقابل العجلة إذا الأمور تعرف بأضدادها فإذا عرفت الصدق عرفت الكذب وإذا عرفت الخيانة عرفت الأمانة، سؤال: ما المراد بالعجلة؟ وما هو ضد العجلة؟

الجواب: الوقار، تقول: «فلان عجول وفلان وقور» الوقار من الاطمئنان وثقة الإنسان بربّه وبنفسه، إذا حصل زلزال أو فيضانات أو بركان، ماذا يفعل الناس؟ يفرون حالة إرباك، أمير المؤمنين _{عليه السلام} يصف المتقين قال: «في الزلازل وقور» أي في الأمور التي يرتبك الناس فيها تجده ثابتاً رابط الجيش هادئاً متزناً مستقراً وقوراً، ولعل من أبرز صفات المؤمن صفة الوقار، كثير من الصفات الأخلاقية الحسنة مرجعها إلى صفة الوقار.

سؤال: كيف نحصل الوقار؟ كيف نحصل الاطمئنان؟ يوجد شخصيات لها كاريزما هيبة اطمئنان استقراء ثقة بالله.

سؤال: كيف يحصل للإنسان على الوقار؟

الجواب بأمرين:

أولاً التأني والتأمل في الصفات والأفعال.

ثانياً تمرين النفس على الصفات والأفعال الحسنة وتجنب الصفات والأفعال السيئة.

نحن في حياتنا الدنيا نواجه الكثير من التحديات، مثلاً: دخل السوق رآه أحدهم فسبه، لعله أول مرة ينفعل ويسبه وتحصل معركة، لكن بعد ذلك يتأمل يتفكر يتأنى، يقول: مرة ثانية إذا ثانية اذهب إلى السوق لن اشتبك معه.

سيكون حاله حال العقاب وما أدراك ما العقاب إنه النسر الضخم، النسر يحلق عالياً، ولا يجرؤ أحد من الطيور أن يقف على ظهره إلا الغراب، الغراب يقف على ظهر النسر وينكت في ظهره، فماذا يفعل النسر؟ كان بإمكان النسر أن يحرك كتفه أو جناحه ويلقيه، لكن النسر لا يلتفت إلى الغراب، بل يحلق عالياً إلى أن يصل إلى منطقة يقل فيها عنصر الأكسجين فيسقط الغراب تلقائياً.

لذلك يقولون: «كلما نعقت الغرب فما عليك إلا أن تحلق عالياً فإنها ستسقط تلقائياً».

سؤال: ما هو أقوى سلاح في الحياة الاجتماعية والسياسية؟

الجواب: التفوق أن تثبت وجودك، إذا تفوقت علمياً، عملياً، معرفياً، فلينعق النواعق، ولتنعق النواعق فإنها ستسقط تلقائياً، لذلك عليكم بالوقار عليكم بالاطمئنان، وهذا يحصل بالتأني في الأفعال، ثم ترويض النفس على الأفعال الحسنة والصفات الحسنة، هذا يحتاج إلى ترويض.

مثلاً: أنت سريع الغضب، سريع الزعل، سريع الانفعال، تريد تغير عادتك والعادة تتغير خلال ثلاثة أسابيع واحد وعشرين يوم.

يوم من الأيام صديقك ألقى عليك كلمة تأذيت تتغير وجهك، تريد تغير نفسك تصير حليم ما تصير زعول.

يخاطبني السفيه بكل قبح

فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلما

كعود زاده الإحراق طيبا

هذا من أين؟!

هذا ما يحصل بالكلام، تصير حليم وأنت غضوب ما يصير هذا بالكلام، هذا يصير بالممارسة، الممارسة فرع التأني.

إذاً عندنا خطوة نظرية وعندنا خطوة عملية، الخطوة النظرية التأمل والتأني في الصفات والأفعال، الخطوة العملية ممارسة الأعمال الصالحة والتحلي بالصفات الصالحة وتجنب وترك الصفات والأعمال الطالحة، نقرأ هذا المقدار، يقول الشيخ عباس القمي _{رحمه الله}:

«الصفة السابعة العجلة والتسرع في الأفعال والأقوال، بأن يقدم المرء على أمر بمجرد خطوره في ذهنه» باصطلاحنا يلي في رأسه يسويه، أي شي يخطر على باله، أي كلمة تخطر على باله، يلقيها ويفتخر، يقول: ترى أنا الذي في قلبي على لساني، من قال أن هذا صحيح؟! من قال: أنه كل ما يخطر في قلبك تجريه على لسانك؟! قد تؤذي مؤمن، قد تهتك حرمة مؤمن، هناك ضوابط، من قال أي شيء يجيء في قلبك تخرجه على لسانك؟! أين ذهبت المداراة؟! أين ذهبت حقوق الآخرين؟! هذا غير صحيح.

وكذلك أي شيء يخطر في ذهنه يعمل على تحقيقه، مثل واحد حلم حلمه يريد يحققها في الواقع هذا غير صحيح.

«بأن يقدم المرء على أمر بمجرد خطورة في ذهنه بدون أن يلحظ جوانبه، وهذه الصفة من ضعف النفس ومن طرق الشيطان الكبيرة».

جاء في الرواية عن الإمام الجواد _{عليه السلام}: «إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته»، وفي رواية أخرى «من أصغى إلى متكلم فإن كان المتكلم يتكلم عن الله فقد عبد الله، وإن كان المتكلم يتكلم عن الشيطان فقد عبد الشيطان» إذا أنت لابد أن تلاحظ جوانب الحديث، جوانب الكلام، جوانب الأفعال، في الحديث عن النبي _{صلى الله عليه وآله}: «العجلة من الشيطان من الله والتأني من الرحمان».

«لقد ثبت بالتجربة مراراً أن كل أمر يصدر من الإنسان بدون تأمل يؤدي إلى الخسران والضرر ويندم صاحبه وأنه ينظر إلى العجول نظر الاستحقار ولا يكون له وقع واعتبار في القلوب».

سبحان الله! العجلة في كل شيء غير صحيحة، الآن الذين يطبعون الكتب، إذا يستعجل في طباعة الكتاب يكتشف وقوع أخطاء، إذا يتأنى في طباعة الكتاب يحيط بجميع الأخطاء، لكن إذا يستعجل يطبع ورقة الخطأ والصواب، فعلم نفسك التأني لا العجلة.

يقول: «وضدت صفة العجلة الوقار الذي هو اطمئنان النفس وسكونها في القول والعمل والحركات والسكنات قبل البدء بأحدها وهو نتيجة قوة النفس».

إذا النفس قوية إذا تلاحظون صورة الشهيد السيد نواب صفوي وهو يقاد إلى مقصلة الإعدام، إذا ترى صورته وهو معمم تتوهم أنه ذاهب لزفاف العرس، بكل رباطة جأش بكل افتخار يتقدم إلى مقصلة الإعدام هذا يدل على قوة النفس وثبات النفس.

«وهو نتيجة قوة النفس ومن فضائل الصفات بل تندر في الأخلاق الحسنة الصفات التي تصل إلى شرف هذه الصفة» يعني عزة النفس والوقار صفة نادرة من الصفات الأخلاقية الحسنة «التي يمدح أصفياء الله تعالى بها كما جاء في سيد الرسل، صاحب الوقار والسكينة».

تقول في زيارة أمير المؤمنين: «السلام على صاحب السكينة السلام على المدفون بالمدينة».

«ظاهر أنه لا يوجد صفة إنسانية في نظر الناس تجعل المرء عزيزاً وشريفاً مثل هذه الصفة، فمن اللائق بالمؤمن أن يبقي شرف وحسن هذه الصفة بشكل متواصل مورداً لاهتمامه ويلزم نفسه بها في الأفعال والأقوال لتصير ملكة له» إذا أولاً يتأنى، ثانياً الممارسة، ثالثاً تتحقق الملكة.

«إن الأعمال تحصل بالصبر والتأمل» يعني عندنا عنصرين مهمين: «الصبر والبصيرة»، البصير يتأمل، بصيرة بدون صبر معناته لا توجد بصيرة، صبر بدون بصيرة السائر على غير هدى لا يزيده كثرة السير إلا ضلالاً وبعدا، إذا لا بد من توأمة الصبر والبصيرة وبالعجلة تحصل معكوسة لأنه في العجلة لا يوجد تأني تعكس الأمور.

الصفة الثامنة سوء الظن إما سوء الظن بالله أو سوء الظن بالخلق، وهذه نتيجة الجبن، الإنسان الجبان يخاف من أي حكاية (يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون) الإنسان الواثق من نفسه لا يعتني فلان قال وفلان ما قال، فلان ثوبه قصيرة، فلان ثوبه طويلة، هو ماضٍ مثل النسر الذي يحلق، الإنسان الجبان، تعال ماذا قالوا عني؟ فلان ماذا قال عني؟ فلان ماذا يقصد؟ تلك الكلمة ماذا يريد بها؟ هذا نتيجة جبن النفس.

أكثر الذين يسعون في النميمة ينقل الكلام نميمة فلان قال عنك كذا، فلان قال عنه كذا، أو يتكلم على الآخرين من ورائهم غيبة أو بهتان هذا جبان، لذلك ورد في الرواية: «الغيبة جهد العاجز» أنا الآن ما أتكلم لكم في الروايات والآيات والأخلاق أتكلم لكم من مدرسة الحياة أكثر الذين فعلوا المشاكل وعندهم غيبة وبهتان ونميمة جبان ما عنده شيء لأنه خايف يتكلم على أخيه يغتابه أو يشوه سمعته لأنه جبان عنده نقص، عنده عقدة نقص.

مثلاً: يشوف فلان متفوق علمياً وهو كسلان، أو فلان أنجز مشاريع هو ما عنده، لجبنه يحسده (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) لذلك المؤمن يحاول يقوي نفسه، وقوة ليس بعلمه أو بمشاريعه، قوة المؤمن بقوة ارتباطه بالله، كلما اشتد ارتباط الممكن بالواجب ارتباط المحدود باللامحدود ارتباط المتناهي باللامتناهي ارتباط هذا الإنسان المسكين بالله الغني كل ما كان أقوى وأشد.

«الصفة الثامنة سوء الظن أي سوء الظن بالله وبالخلق هذه الصفة هي نتيجة الجبن وضعف النفس لأن الجبان وضعيف النفس يصدق كل فكرة فاسدة تمر بخاطره وتأتي على قوته الوهمية ويتبعها» إذا عندنا أمر نظري وعندنا أمر عملي.

الأمر النظري يسمع الأمر العملي، تتحرك القوة الواهمة، القوة الواهمة هذه التي تعنى بالمظنونات يصير عندها تحريك دفع تدفعه، ما ينام يخلي رأسه ما ينام فلان ماذا يقصد من تلك الكلمة التي قالها؟ قوي الشخصية ما يلتفت إلى هذه الترهات.

«هذه الصفة من الهلكات العظيمة والآيات والأخبار تشهد على خباثتها، فقد عن الإمام الصادق عن أمير المؤمنين _{عليه السلام}: «وضع أمر أخيك على أحسنه ولا تطلبن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً» احمل أخاك على سبعين محمل لا تصير صعب تمسك هذه الكلمة إلى آخر الدهر، هذا كله من وسوسات الشيطان.

«مثلاً: إذا رأيت عالماً في بيت ظالم وألقى الشيطان في ظنك أنه ذهب إلى بيته طمعاً، فيجب عليك أن لا تعطيه طريقاً إلى قلبك لأنه قد يكون سببه إعانة مظلوم، وإذا وجدت في فم مسلم رائحة خمر، فقل: قد يكون تمضمض بها وألقاها، أو إذا شرب قد يكون مجبراً، أو لمعالجة مرضٍ لطلب طبيب حاذق، ونحو ذلك» يعني قاعدة حمل عمل المسلم على الصحة.

«وبالجملة يجب أن يكون حكمك على أفعال المسلمين بحكم الشهادة على أموالهم».ا

سمعوا هذه القصة من قضاء أمير المؤمنين:

يوم من الأيام جيء إلى أمير المؤمنين بشخص وعلى يديه دم وحامل سكين، قالوا: هذا قتل فلان، سأل أمير المؤمنين: هل قتلته؟ قال: نعم، تصدق لو ما تصداق؟!

فقال أمير المؤمنين: اخرجوا، فأخرجهم.

قال: هل قتلته؟

قال: لا لم اقتله.

قال: إذا لم قلت: قتلته؟

قال يا أمير المؤمنين: أنا قصاب ذبحت ذبيحة سال دمها على ثيابي، انحسرت أردت أن أبول، ذهبت إلى خربة حينما تبولت وجدت شخصاً مقتولاً، قضيت حاجتي جاء الناس، قالوا: أنت من قتلته، فقلت في نفسي: إن قلت: لم اقتله سيقتلوني، فقلت لهم: نعم أنا قتلته، ولكن لا تقتصوا مني خذوني إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فأخذوني إليك، وحينما سألتني قلت أمامهم نعم أنا قتلته.

فقال أمير المؤمنين _{سلام الله عليه}: إذا لم يثبت عليك حد القتل، ما أقريت.

لا تستعجل في الأمور، لا الأمور واضحة ما تحتاج إلى كذا، لا يا أخي هذا السكين في يده، والدم عليه، والرجل مقتول، وهو يقر أنا قتلته، أنت ما أدراك ببقية الملابسات؟! يعني كما أنك لا تحكم في المال، المال أنت تحكم فيه، بماذا؟

أولاً بإقرار الشخص أو شهادة أو بالعيان، ثلاثة أمور كيف تثبت أن هذا المال لفلان؟ إما بالعلم والقطع واليقين أو بشهادة البينة العادلة رجلان عادلان أو إقراره هو، كذلك بالنسبة إلى بقية الأمور وحتى لو شهد عادلاً في حق فلان أنت لا ترتب الأثر لا تكذب البينة، ولكن توثق تحتاج إلى تحصيل الوثوق واطمئنان، لا تظلم شخص وترتكب جهالة في حقه.

«يعني كما أنك لا تحكم في المال إلا بما رأيته سمعت إقراره أو شهد عندك شاهدان عادلان كذلك يجب أن تكون في أفعالهم فلا تظنن سوءاً بحق أحد بدون هذه الأمور الثلاثة» العلم والبينة والإقراء.

«بل إذا نقل لك عادلان سوءاً عن مسلم يجب عليك أن تتوقف فلا تكذب العادل حتى لا تظن به الكذب أو البهتان أو العداوة أو الحسد، ولا تصدق حتى لا تسيء الظن بالمسلم مع احتمال أن يكون ذلك العادل قد سهى أو اشتبه عليه الأمر، ولكن لا يخف مجرد خطور شيء في ذهنك مع الشك» يعني مجرد خطور شيء هذا لا يدل على ما يوجب الإثم هذا شيء طبيعي ترتيب الأثر.

يا إخوة هذا مرض سوء الظن مشكل أنا اعرف واحد فقد الذاكرة بسبب سوء الظن، كله عنده سوء ظن، ذهب إلى مستشفى الأمراض النفسية للعلاج فقد الذاكرة فقد عائلته لكثرة تشكيكه وظنونه وسوء ظنه.

«لا يخفى أن مجرد خطور شيء ذهنك مع الشك بدون أن ترجحه وتجعله منشأ لأمر ما فليس من سوء الظن ولا تؤاخذ عليه ولا يخفى أن سوء الظن من موجبات الهلاك» يعني سوء الظن الذي فيه ترتيب أثر.

«لهذا نهى الشارع نهياً بالغاً عن التعرض لما يبعث على التهمة وموجبات سوء ظن الآخرين به ويؤدي به إلى هلاكهم، في الرواية: «من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن إلا نفسه»» فلان يروح يدخل بار خمر أو مرقص، ويقول: احملوني محمل حسن، يا أخي اذهب إلى مسجد وحسينية.

«في الرواية: «اتقوا مواضع التهم، اتقوا مواضع الريب، إياك ومواطن التهمة» وطريقة معالجة سوء الظن أولاً بعد ملاحظة فساده وملاحظة شرف ضده الذي هو حسن الظن» كل ما يخطر في بالك تهمله مثل وسواسي ما يعتني بالوسوسة كذلك الذي عنده سوء ظن ما يعتني.

«لأنه كلما خطر في ذهنك سوء ظن بأحد فلا تعتني ولا تحمل في قلبك سوء ولا تقلل زيارتك وإكرامك واحترامك له بل الأفضل أن تزيد في تعظيمه وتدعو له في الخلوات حتى تغيظ الشيطان» تقهر الشيطان تكرمه زيادة تكرم هذا الشخص الذي ظننت به.

«فيمتنع الشيطان عن إلقاء سوء الظن في ذهنك خوفاً من زيادة احترامك ودعائك له، وضد سوء الظن حسن الظن وفوائده كثيرة وقد وردت أخبار كثيرة في فضيلته وبالأخص في حسن الظن بالله تعالى».

الصفة التاسعة الغضب يأتي عليها الكلام، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين