بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 الخطوط العامة لمعارف سورة الحمد

الخطوط العامة لمعارف سورة الحمد موضوع سورة الحمد هو التعامل مع الله فكيف نتعامل مع رب العزة والجلال؟ ذكرت الثناء على بالحمد الأمر الثاني العبادة واختصاص العبادة بالله -تبارك وتعالى- الأمر الثالث اختصاص الاستعانة بالله -تبارك وتعالى- إذ إن منشأ قدرة على الأشياء إنما هو الله -تبارك وتعالى- فتنحصر الاستعانة به الأمر الرابع الدعاء والطلب من الله -تبارك وتعالى- فالمسلم يطلب الهداية من الله -عز وجل- ويدعوه ويطلب من أن يكون من عباده الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين نعم إذا عرفناه موضوع سورة الحمد كيفية التعامل مع الله -عز وجل- سندرك لماذا وجبت سورة الخام في كل صلاة ولم هذا جعلت فاتحة الكتاب، فإذا أردت أن تتعامل مع الله فأول شيئاً تمجده وتحمده وتثني عليه وثاني شيء تحصر العباد به، ولا تشرك به أحدا وثالث شيء تستعين به وحده لا شريك له، وبعد ذلك رابعا تطلب منه الهداية تدعو وتطلب حوائجه لهذا سميت سورة الحمد بأم القرآن وأم الكتاب فمعارف سورة الحام تتضمن خلاصة معارف القرآن الكريم، ولنذكر بعضاً في المعارف التي تضمنتها سورة الحمد، وقد ذكرها سماحة الشيخ عبدالله جواد أملي في كتابه تسنيم في تفسير القرآن الجزء الأول من صفحة مئتين واثنين وثمانين إلى مئتين وسبعة وثمانين، ويراجع في بناء سورة الحمد وانسجامها التفسير البنائي للقرآن الجزء الأول صفحة الأطرش للدكتور محمود البستاني إذا معارف سورة الحمد تضمنت معارف القرآن الكريم شو هاي الصفحة بالتسليم؟ والتوحيد الذاتي والصفات والأفعال والعباد لله القسم الثاني يتعلق بالميعاد القسم الثالث يتكفل بحاجة البشرية بين المبدأ والميعاد، فهو يتعلق بالهداية والضلالة أي أن الوحي والرسالة والدين والنبوة تقود إنسان من المبدأ إلى المنتهى، فهذه ثلاثة أسئلة رئيسية يسألها الإنسان منذ طفولته السؤال الأول من أين جئت؟ السؤال إلى أين سينتهي؟ السؤال الثالث؟ كيف أسلك الطريق؟ من المبدأ إلى المنتهى؟ وسورة الحمد تجيب على الأسئلة الثلاثة فأنت قد جئت من الله الواحد الأحد فحق له الحمد والثناء لأنه الرحيم الرحمن وإلى هو النبوة التي تهتدي بهديها، فتكون مع الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين هذه النقطة الأولى في معارف سورة الحمد يعني تضمنت ثلاثة من أصول الدين التوحيد والنبوة والميعاد الأمر الثاني هذه السورة سورة الحام تضمنت محاور ومعارف أساسية وهي التحميد والا والدعاء، فقد جاء في الرواية ما نصه؟ السورة التي أولها تحميد وأوسطها إخلاص وآخرها دعاء سورة الحام تفسير العياشي الجزء الأول صفحة تسعتاش الأمر الثالث ذكر الشيخ البهائي -رحمه الله- مراتب أربع للحمد، وقد استفادها من سورة الحمد بهذا التفصيل الأول حمد المحبة والعشق وهو حمد الذات وهو ناظر إلى أهلية ذات الحق -سبحانه- للتحميد ولأجل التعبير عن هذا الحمد فإن عبارة الحمد لله كافية إذ إن الجنسية يعني سوء اللحام، وكل أنواع الحمد مستحقة لله، ومن الملاحظ أن أربع سوراً من القرآن الكريم بد بلفظ الحمد لله، لكن خصوصاً سورة الحمد أردفت الحمد لله بقوله رب العالمين الثاني حمدي الشوك، وفي هذه المرتبة فإن الحامد يحمد الله، ويشكره على ربوبيته المطلق لله رب العالمين هذي حمزة الشاكرين يشكرونه على ربوبيته لهم وللعالم الثالث حمد التجار والتجارة وهو الحمد الذي يصدر بدافع الرجاء والطمع والشوق إلى الثواب وعبارة الرحمن الرحيم تشير إليه يرحمكم الله حمدي العبودية وهو الحمد لله الصادر؛ بسبب الخوف من العذاب الإلهي وتعبر عنه الآية الكريمة ما لك يوم الدين نلاحظ الشيخ البهائي الشيخ محمد بهاء الدين العاملي استفاد من هذه العبارة الطويلة الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين استفاد ناظر إلى عبادة العبيد ما لك يوم الدين هي عبادة العبيد الرحمن الرحيم ناظر إلى ماذا؟ إلى عبادة التجار عبادة ثلاثة قوم عبدوا الله -عز وجل- خوفا فتلك عبادة العبيد وقوم عبدوا الله -تبارك وتعالى- طلبا للثواب فتلك عبادة الإجراء وقوم عبدوا الله حبا له، فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة بحار الأنوار الجزء سبع وستين صفحة مئتين وستة وثلاثين، وفي الرواية عن أمير المؤمنين قوما عبدوا الله رغبة، فتلك عبادة التجار وإن قوما عبدوا الله رهبة، فتلك عبادة العبيد وإن قوما عبدوا الله شكرا، فتلك عبادة الأحرار نهج البلاغة الحكمة وسبعة وثلاثون الأمر الرابع طبقا للحديث القدسي فإن سورة الحمد قد قسمت إلى قسمين القسم الأول في مقام تعليم أدب التحميد القسم الثاني أسلوب إظهار العبودية فسورة الحمد قد قسمت بين الله -عز وجل- وبين العبد القسم الأول مؤلف من خمس آيات بسم الله الرحمن الرحيم لله رب العالمين مالك يوم الدين هذي الآيات كلها ناظرة إلى الله -تبارك وتعالى- ثم تأتي الآية إياك نعبد نعوذ، وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين هذه ناظرة إلى العبد في الرواية، وفي الحديث القدسي قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها لعبدي تفسير نور الثقلين للشيخ جمعة عبده علي العروسي الحويزي الجزء الأول صفحة أربعة الأمر الخامس ما يستفاد من نهج البلاغة وهو أن خلاصة سورة الحمد هي الشكر على النعم النازلة في الماضي والاستعانة والاستمداد لنزول الرحمات في الحاضر والمستقبل فأمير المؤمنين -عليه السلام- في بعض خطب خطبة قارن الحمد والاستعانة، فقال نحمده على ما كان ونست من أمرنا على ما يكون ونسأله المعافاة في الأديان كما نسأله المعافاة في الأبدان نهج البلاغة خطبة تسعة وتسعين المقطع الأول وكذلك جاء في خطبة أخرى قوله -عليه السلام- أحمده استتماما لنعمته ثم قال وأستعينه فاقة إلى كفايته من أجل بلا الخطبة الثانية المقطع الأول وجاء في خطبة ثالثة نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه، ونستعينه على هذه النفوس البطاء عما أمرت به الصراع إلى ما نهيت عنه نهج البلاغ خطبة مئة وأربعا المقطع الأول الأمر السادس هو عبارة عن لبعض الفلاسفة والعرفاء، فصدر المتألهين الشيخ محمد إبراهيم الشيرازي -رحمه الله- يقول إن سورة الحمد مع المقدمة التي تضاف إليها في الصلاة تشكل سوية ثمانية أقسام تتناس الأبواب الثمانية للجنة؟ فالمصلي الذي يتلو سورة الحمد في الصلاة مراعي كامل آدابها الخاصة فإنه يدخل إلى الجنة من جميع أبوابها الثمانية والأبواب المذكورة هي الأول في المعرفة، ويدخله المصلي عندما يقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض الثاني في وبتلاوة الآية بسم الله الرحمن الرحيم الثالث في الشكر وبواسطة الآية الحمد لله رب العالمين الرابع في الرجاء وبواسطة قراءة الآية الرحمن الرحيم الخامس في الخوف عن طريق ذكر الآية مالك يوم الدين السادس في الإخلاص عن طريق قوله تعالى إياك نعبد وإياك نستعين السابع في الدعاء والتضرع عن طريق تلاوة الآية اهدنا الصراط المستقيم الثامن في الاقتداء بالأرواح الطاهرة بقراءة الآية صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين عموما هذه مجرد تأملات وإلا قد المصلي يصلي ولا يقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض فانتفى الباب الأول باب المعرفة هذه تأمله انسجام السورة آه وهذا بحث مهم يوجد قسم من التفاسير يسمى التفسير البياني تعرفون عن التفسير البياني؟ أو البناء التناسب بين نفس الهيئة اللي فيه مترابطة مع بعضها أحسنت القرآن الكريم مؤلف من آيات وهذه الآيات تؤلف السور، فكان مجموع سور القرآن مئة وأربعة عشر سورة كل سورة لها بناء محدد ومعين، فكانت الآية إذا نزلت على النبي يقول ضعوا هذه الآية في هذه السورة، وضعوها هذه الآية هذه الآية وبين هذه الآية? إذا كما أن الصور الفنية المؤلفة من ألوان وأشكال مختلفة يوجد بينها أنس لها بناء خاص، وكل سورة إليها بناء خاص بحيث تبدأ بكذا، وتنتهي بكذا ولها أسلوب وطريقة في المبنى والطريقة طريقة فيها انسجام كل والتفسير الذي ركز على سور القرآن وبناية هو التفسير البنائي خمسة أجزاء للدكتور محمود البستاني -رحمه الله- وبناء السورة ركز عليه الكثير من التفاسير منها أهم تفسير تقريبا مجمع البيان لامين الإسلام الطبرسي الآن اللي يريد يفسر القرآن ما يستغني عن تفسيرين مهمين للشيعة الأول مجمع البيان ليمين الإسلام الطبرسي والثاني الميزان في تفسير القرآن للسيد محمد حسين الطبيعي هاي أبرز وأهم تفسيرين عند الشيعة الإمامية نحن ننقل كلام أمين الإسلام الطبرسي عن انسجام سورة الحمد بتلخيص وتصرف من الشيخ جواد يا عمري حفظه الله يراجع تسليم صفحة مئتين وخمسة وثمانين ومئة إلى مئتين وستة وثمانين ومجمع البيان الأول صفحة مئة وعشرة لاحظ الكلام البديع في بيان انسجام سورة الحمد يقول إن الإنسان عند مشاهدته الإلهية حيث يعتبر نقص الإنسان وضعفه وحاجته شاهدا ناطقا عليها فهو يفتتح الكلام باسم المنعم، فيقول بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد الاعتراف بوجود المنعم الواحد ينطلق نحو حمده وشكره، فيقول الحمد لله وحين يدرك سعة الأنعام الإلهي وشموله يقول رب العالمين وحين يدرك أن الله -سبحانه- إضافة إلى تربيته وتدبيره لجميع الموجودات فإنه قد تكفل برزقها أيضا فهو عند ذاك يعترف بالرحمة المطلقة للحق -سبحانه- فيقول الرحمن وعندما يرى معصية المفسدين وإمهال الله لهم، ويرى الله ينطلق لسانه بالرحمة الخاصة لله، فيقول الرحيم وحين ينظر ظلم الناس بعضهم لبعض يعترف بيوم الحساب الذي زمامه بيد الله وحده، فيقول ما لك يوم الدين، وبعد اجتياز هذه المراتب والمنازل في المعرفة ومشاهدة الأسماء الإلهية الحسنى يرى الله وحده أهلا للعبادة، ويرى نفسه حاضرا أمام الله وهناك يتغير الكلام من الخبر إلى الخطاب، فيقول إياك نعبد وحيث يجد أن سلوك طريق العبادة لا يتسنى دون الاستعانة بالله يقول وإياك نستعين وحيث يرى أن الطرق كثيرة وان السالكين متعددون يسأل الله -سبحانه- أن يدله على أفضل الطرق للوصول، فيقول اهدنا الصراط المستقيم وأخيرا يجد أن سلوك الصراط المستقيم بمفرده شاقاً ويشعر أنه بحاجة إلى رفاق إدلاء يقول صراط الذين أنعمت عليهم ولأجل أن لا يصحبه في سفره هذا الغرباء والأغيار يقول غير المغضوب عليهم ولا الضالين؛ وبهذا النحو يجمع بين تولي أولياء الله والتبري من أعدائه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين