التفسير الترتيبي
شیخ الدقاق

52 - بحثٌ روائي في وجوه الإيمان والكفر في القرآن الكريم

التفسير الترتيبي

  • الكتاب: تفسير القرآن الكريم
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    -

21

2025 | يناير

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

بحث روائي في وجوه الإيمان والكفر في القرآن الكريم

ذكرنا أن الإيمان على مراتب، ولعل أعلىها إيمان المتقين، كما أن الكفر على مراتب، ولعل أعلىها كفر الجاحدين، والقرآن الكريم قد استخدم مفردة الإيمان في وجوه ومعاني، كما استخدم مفردة الكفر في وجوه ومعاني. فقد ذكرت الروايات المفسرة للآيات أربعة وجوه للإيمان، أي أن القرآن الكريم استعمل مفردة الإيمان في أربعة معانٍ ووجوه، كما دلت الروايات على أن القرآن الكريم قد استخدم مفردة الكفر في خمسة وجوه، أي خمسة معانٍ.

وبحثنا اليوم قراءة واستنارة من الروايات الشريفة، من قوله تعالى: "الذين يؤمنون بالغيب" إلى قوله تعالى: "إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون"، وقد مضى تفسير هذه الآيات وبيان المفردات، وهذه هي الخطوة الأولى في التفسير، وبقيت الخطوة الثانية في التفسير، وهي ملاحظة الروايات والاسترشاد بهديها.

ولنقرأ الروايات الشريفة من تفسير البرهان للعلامة السيد هاشم البحراني، الجزء الأول، صفحة 130، الحديث الحادي عشر، قال علي بن إبراهيم: "والهداية في كتاب الله على أوجه، فهدى هو البيان، الذين يؤمنون بالغيب: قال: يصدقون بالبعث والنشور والوعد والوعيد".

التعليق: يلاحظ أن هذه الرواية فسرت الغيب ببعض مصادق الغيب، كالبعث والنشور، ولم تخصص الغيب هنا بخصوص الإيمان بالله تبارك وتعالى في مقابل الإيمان بالنبوة، والذين يؤمنون بما أنزل إليك، وفي مقابل الإيمان بالمعاد والآخرة هم يوقنون.

وقد فسر صاحب الميزان الغيب هنا بخصوص الإيمان بالله، وقال: "هذا الركن الأول من أركان ومن أصول الدين وهو التوحيد"، ثم جاءت الآية الثانية بالنبوة، والذين يؤمنون بما أنزل إليك. ثم جاءت الآية الأخرى بالأصل الثالث المعاد، وبالآخرة هم يوقنون. هذه الرواية على لسان علي بن إبراهيم القمي تنفي هذا التخصيص.

الحديث الثاني عشر: وهذا فيه بيان مراتب الإيمان أو وجوه الإيمان، يعني معاني الإيمان، يذكر أربعة معانٍ للإيمان، وقال علي بن إبراهيم قبل أن نقرأ الرواية هذه الرواية تذكر أربعة معانٍ للإيمان: الأول الإيمان باللسان، الإقرار باللسان. الثاني التصديق بالقلب والاعتقاد القلبي. الثالث أداء الواجبات، كأداء الصلاة. الرابع التأييد، يعني الله عز وجل يؤيده. هذه مراتب أربعة، يعني: أولاً تتلفظ، ثانياً يستقر في قلبك، ثالثاً تأتي بالفراغ وتؤديها، رابعاً: الله عز وجل يعينه ويثبت إيمانه.

فهذه معانٍ أربعة على مراتب أربعة.

نقرأ الرواية: وقال علي بن إبراهيم: "والإيمان في كتاب الله على أربعة وجوه، فمنه إقرار باللسان، وقد سماه الله تبارك وتعالى إيمانا، ومنه تصديق بالقلب، ومنه الأداء، ومنه التأييد" هذه معانٍ أربعة.

 ثم يذكر الشرح: "فأما الإيمان الذي هو إقرار باللسان، وقد سماه الله تبارك وتعالى إيمانا، ونادى أهله به، فقوله: يا أيها الذين آمنوا، خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا وإن منكم لمن ليبطئن، فإن أصابتكم مصيبة قال: "قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا"، ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن: "كأن لم تكن بينكم وبينه مودة، يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما".

فقال الصادق عليه السلام: "لو أن هذه الكلمة قالها أهل المشرق وأهل المغرب لكانوا بها خارجين من الإيمان"، أي إن هذا اللفظ يخرج من الإيمان، ولكن قد سماهم الله مؤمنين بإقرارهم، وقوله: "يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله"، فقد سماهم الله مؤمنين بإقرارهم.

ثم قال لهم: "صدقوا". يعني: أول ما يثبت الإيمان بالإقرار بالشهادتين: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله"، هذا الإيمان اللفظي، أول مرتبة.

المرتبة ثانية: قال: "وأما الإيمان الذي هو التصديق بالقلب"، فقوله: "الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة" يعني أقروا وصدقوا.

وقوله: "لن نؤمن لك حتى" أي: لا نصدقك، وقوله: "يا أيها الذين آمنوا" أي: "يا أيها الذين أقروا وصدقوا" فالإيمان الخفي هو التصديق، يعني: التصديق القلبي، ولاحظ اللطيف: الإيمان هو الذي يفسر المعصوم، هو الذي يفسر الآيات، يعلمك كيف تستظهر وتفسير القرآن بالقرآن.

فالإيمان الخفي هو التصديق، وللتصديق شروط لا يتم التصديق إلا بها، وقوله: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب، وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا، وأولئك هم المتقون" فمن أقام بهذه الشروط فهو مؤمن مصدق.

إلهنا ذكر وجه للإيمان: الأول الإيمان اللساني، الإقرار باللسان. الثاني تصديق بالقلب. الثالث أداء الواجبات، قال عليه السلام: "وأما الإيمان الذي هو الأداء فهو قوله لما حول الله قبلة رسوله إلى الكعبة، قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله، فصلاتنا إلى بيت المقدس بطلت، فأنزل الله تبارك وتعالى: وما كان الله ليضيع إيمانكم"، فسم الصلاة إيمانا، هنا القرآن أطلق لفظ الإيمان على أداء الصلاة.

هذا الاستعمال الثالث،

الاستعمال الرابع والوجه الرابع من الإيمان هو التأييد الذي جعله الله في قلوب المؤمنين من روح الإيمان، فقال: "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم. أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه".

والدليل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "لا يزن الزاني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق وهو مؤمن"، يعني: وهو مؤيد من قبل الله، ولا يسرق السارق وهو مؤمن يفارقه روح الإيمان ما دام على بطنها، فإذا قام عاد إليه، قيل: "ومن الذي يفارقه؟ قال: الذي يدعه في قلبه".

ثم قال عليه السلام: "ما من قلب إلا وله أذنان على إحداهما ملك مرشد، وعلى الأخرى شيطان مفتن، هذا يأمره، وهذا يزجره، ومن الإيمان ما قد ذكره الله في القرآن: خبيث وطيب"، فقال: "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب"، فمنهم من يكون مؤمنا مصدقًا، ولكنه يلبس إيمانه بظلم، وهو قوله: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"، فمن كان مؤمنا ثم دخل في المعاصي التي نهى الله عنها فقد لبس إيمانه بظلم، فلا ينفعه الإيمان حتى يتوب إلى الله من الظلم الذي لبس إيمانه حتى يخلص لله إيمانه، فهذه وجوه الإيمان في كتاب الله: أستغفر الله ربي وأتوب إليه.

الحديث الحادي عشر: تفسير الإمام أبي محمد العسكري في قوله تعالى: "الذين يؤمنون بالغيب"، قال الإمام عليه السلام: "وصف هؤلاء المؤمنين الذين هذا الكتاب هدى لهم فقال: الذين يؤمنون بالغيب، يعني: ما غاب عن حواسهم من الأمور التي يلزمهم الإيمان بها كالبعث والحساب والجنة والنار وتوحيد الله وسائر ما لا يعرف بالمشاهدة، وإنما يعرف بدلائل قد نصبها الله تعالى عليها" كآدم وحواء وإدريس ونوح وإبراهيم والأنبياء الذين يلزمهم الإيمان بهم بحجج الله تعالى، وإن لم يشاهدوهم ويؤمنون بالغيب وهم من الساعة مشفقون.

إذا، واضح تفسير هذه الرواية للغيب بمطلق الغيب، لا خصوص الإيمان بالله تبارك وتعالى.

تفسير الآية الرابعة: قوله تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ"، قال علي بن إبراهيم: "وقوله: والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون قال: بما أنزل من القرآن إليك وبما أنزل على الأنبياء من قبلك من الكتب".

تفسير القمة الجزء الأول، صفحة خمسة وأربعين.

طبعاً، هذه النسخة الواصلة إلي من تفسير القمي، ذكرنا في البحوث الرجالية أنها نسخة مختلطة بين تفسير علي بن إبراهيم القمي وبين تفسير أبي جارود الزيدي المروي عن الإمام الباقر، وبين رواية وبين رسالة المحكم والمتشابه للمفسر النعماني، وبين روايات تفسيرية رواها راوي تفسير فرات الكوفي والمعلى البصري، فهذه النسخة الواصلة إلينا لا يمكن الاعتماد عليها، نحن لا نقرأ الروايات بناءً على اعتمادها، بل بناءً على الاستشراف منها.

تفسير الآيتين الخامسة والسادسة: قوله تعالى: "أولئك على هدى من ربهم، وأولئك هم المفلحون إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون".

الرواية الأولى ما رواها الكليني في الكافي هذه الرواية تذكر أربعة معاني بل خمسة، ومترتبة على بعضها البعض:

الأول: كفر الجحود بالربوبية.

الثاني: كفر الجحود عن معرفة.

الثالث: كفر النعم.

الرابع: ترك ما أمر الله به عز وجل.

الخامس: كفر البراءة.

وهذه الوجوه الخمسة يمكن تقسيمها بالقسمة الثنائية المنطقية العقلية، كما يقول المرجع الكبير السيد عبد الأعلى السبزواري رحمه الله في تفسيره "مواهب الرحمن" الجزء الأول في نهاية البحث.

نقرأ الآن هذه المعاني والوجوه الخمسة، ثم بعد ذلك نبين طريقة القسمة الثنائية أو الترتيب المنطقي.

الرواية الأولى: محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن إبراهيم القمي عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبي عمر الزبيدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: "أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عز وجل"، يعني عن معاني لفظ الكفر الواردة والمستعملة في القرآن الكريم. قال: "الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه، فمنها كفر الجحود، والجحود على وجهين، سيأتي: جحود الربوبية، والجحود على النعمة، والكفر بترك ما أمر الله، وكفر البراءة، وكفر النعم".

فأما كفر الجحود، هذا الأمر الأول (المعنى الأول، الوجه الأول): كفر الجحود بالربوبية. قال: "فأما كفر الجحود فهو الجحود بالربوبية، وهو قول من يقول لا رب ولا جنة ولا نار، وهو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم الدهرية، وهم الذين يقولون: وما يهلكنا إلا الدهر. وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان على غير تشبث منهم ولا تحقيق لشيء مما يقولون". قال الله عز وجل: "إنهم إلا يظنون أن ذلك كما يقولون". وقال: "إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون"، يعني بتوحيد الله. فهذا أحد وجوه الكفر: الجحود بالربوبية.

الوجه الثاني: "وأما الوجه الآخر من الجحود فهو الجحود على معرفة"، لعل الصواب في العبارة. "وأما الوجه الآخر من الجحود فهو الجحود على معرفة، وهو أن يجحد الجاحد وهو يعلم أنه حق قد استقر عنده"، وقد قال الله عز وجل: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظُلماً وعلوا". وقال الله عز وجل: "وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، فلعنَة الله على الكافرين" فهذا تفسير وجهي الجحود.

الوجه الثالث: "قال والوجه الثالث من الكفر كفر النعم"، وذلك قوله تعالى: "يحكي قول سليمان: هذا من فضل ربي ليبلوني أشكر أم أكفر، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم". وقال عز وجل: "لَئن شكرتم لأزيدنكم، ولَئن كفرتم إن عذابي لشديد"، وقال: "فَاذكروني أذكركم، واشكروا لي ولا تكفرون".

الوجه الرابع من الكفر: "ترْك ما أمر الله عز وجل به"، وهو قول الله عز وجل: "وإِذ أخذنا ميثاقكم: لا تَسفِكون دماءكم، ولا تخرجون أنفسكم من دياركم، ثم أقرَّرتم وأنتم تشهدون. ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم، وتخرجون فريقًا منكم من ديارهم، تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان. وإن يأتكم أسارى تفادوهم، وهو محرم عليكم إخراجهم. أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟" فكفرهم بترك ما أمر الله عز وجل به، ونسبهم إلى الإيمان ولم يقبلهم منهم، ولم ينفعهم عنده. فقال: فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا، ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب، وما الله بغافل عما تعملون".

الوجه الخامس من الكفر: "كفر البراءة"، وذلك قول الله عز وجل يَحكي قول إبراهيم: "كفرنا بكم وبدت بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده"، يعني تبرأنا منكم. وقال يذكر إبليس وتبرؤه من أوليائه يوم القيامة: "إني كفرت بما أشركتموني من قبل". وقال: "إنما اتخذتم من دون الله أوثانًا مودة بينكم في الحياة الدنيا، ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضًا"، يعني يتبرأ بعضكم من بعض.

أقول: يوجد ترتيب، فتقدم وتأخر. ففي المرتبة الأولى: كفر الجحود. وكفر الجحود أما أن يكون عن معرفة، أو أن لا يكون عن معرفة. فأول مرتبة كفر الجحود لا عن معرفة، ثم تأتي المرتبة الثانية: كفر الجحود عن معرفة. ثم هذا الكافر والجاحد، سواء كان عن معرفة أو غير معرفة، أما أن يكفر بنعم الله أو لا. فمن يجحد هو يؤمن، يعرف أن الله موجود ويجحد، لكن قد يؤمن بنعم الله وقد أيضاً يكفر بنعم الله. فتأتي المرتبة الثانية: بعد كفر الربوبية يأتي كفر ونفاق النعمة، ثم من يكفر بالنعمة تأتي المرتبة الأعلى منها وهي ترك ما أمر الله به عز وجل، وإذا ترك ما أمر الله به عز وجل تأتي المرتبة الخامسة والأخيرة، وهي البراءة. يوم القيامة يتبرأ من أصحابه، وأصحابه يتبرؤون منه.

فلاحظ الترتيب: أولاً يجحد بالربوبية، ثانياً قد يجحد عن معرفتين، ثالثاً قد يؤدي به ذلك إلى كفران النعمة، رابعاً قد يؤدي به ذلك إلى ترك ما أمر الله به تبارك وتعالى، وخامساً يتبرأ من أصحابه، وأصحابه يتبرؤون منه.

لاحظ كيف الروايات، كلام المعصوم عليه. تفسير قوله تعالى: "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، ولهم عذاب عظيم"، الرواية الأولى ما رواه الصدوق ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم ابن عبد الله الحسني رضي الله عنه عن إبراهيم ابن أبي محمود عن الإمام حسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم". قال: "الختم والطبع على قلوب الكفار"، عقوبة على كفرهم. كما قال الله عز وجل: "بل طبع الله عليها بكفرهم"، يعني بسبب كفرهم. فلا يؤمنون إلا قليلاً. إذا، المباشر الذي قام بما يوجب الطبع على القلب هو نفس الكافر. والله عز وجل يطبع على قلبه عقوبة الناس.

الرواية الثانية هي من تفسير الإمام العسكري، وهناك كلام في نسبة هذا التفسير إلى الإمام حسن ابن علي العسكري صلوات الله وسلامه عليه. الرواية طويلة، إن شاء الله تقرؤونها، وكيف وقى أمير المؤمنين سلام الله عليه نفس ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري حينما كاد له اليهود وأرادوا أن يوقعوه في البيت، فإنقذه أمير المؤمنين سلام الله عليه، فالآية تقول: "ختم الله على قلوبهم وعلى سماعهم وعلى أبصارهم". غشاوة: أي هؤلاء اليهود الذين كادوا في نهاية الرواية، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "انظر، فنظر إلى عبد الله ابن أبي"، وهذا شيخ المنافقين في المدينة. وإلى سبعة من اليهود، فقال: "قد شاهدت ختم الله على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم". فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "أنت يا علي أفضل شهداء الله في الأرض بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وآله".

هذا تمام الكلام في البحث الروائي في مراتب الإيمان والكفر، يبقى الكلام في بحث روائي آخر يأتي عليه الكلام، وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

21

2025
| يناير
جلسات أخرى من هذه الدورة 53 الجلسة

21

يناير | 2025
  • الكتاب: تفسير القرآن الكريم
  • الجزء

    01

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
53 الجلسة